أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد المنعم عبيد - آفاق ومحددات العلاقات العربية















المزيد.....

آفاق ومحددات العلاقات العربية


زياد عبد المنعم عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 7020 - 2021 / 9 / 15 - 10:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


زياد عبدالمنعم عبيد

هل تكفي القواسم المشتركة من تراث ولغة وتاريخ أن تدفع العالم العربي لآفاق أوسع من التعاون والشراكة في المستقبل المنظور أم وصلت هذه العلاقات للحد الأقصى الذي لا يمكن تخطيه نتيجة للعوامل الخارجية والداخلية المؤثرة والعميقة؟

منذ نشأة جامعة الدول العربية في عام 1945، مرت العلاقات العربية بعدة مراحل هامة تغيرت خلالها محددات العلاقات والتي وأثرت بدورها على جودة ونوعية التعاون والتناغم ما بين الدول العربية بالرغم من التقارب الكبير بين شعوب ومجتمعات المنطقة. بدأت العلاقات العربية في التشكل على المستوى الثنائي والجماعي منذ ظهور حركات التحرر والاستقلال مرورا بمرحلة الحرب الباردة ذات القطبين إلى مرحلة ما بعد الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي (أحادية الأقطاب) إلى أن وصلنا لمرحلة التململ الشعبي العربي ومرحلة ما يعرف الآن "الربيع العربي" أو حقبة الثورات العربية كما أطلق عليها البعض.

وقد اتسمت المرحلة الأولى منذ إنشاء التجمع العربي بالرومانسية السياسية التواقة للحرية من استبداد الاستعمار والاحتلال الأجنبي (خاصة البريطاني والفرنسي والإيطالي). وقد كان أحد أهم محددات العلاقات آن ذاك هو الرغبة في النضال والكفاح ضد المستعمر ورفع أعلام الاستقلال والتخلص من المعتدي المغتصب، واستفاد العرب في تلك الفترة من وحدة اللسان والتاريخ والثقافة والدين، وهو ما وفر قاعدة أساسية لبلورة مفهوم الأمة و القومية العربية مع اختلاف الرؤى حول أسلوب التطبيق وتحقيق الأهداف. وفي هذا السياق أصبحت التحديات المشتركة والمتشابهة هي أحد محددات العلاقات العربية العربية في تلك المرحلة. ولكن العلاقات العربية لم تتشكل من خلال القواسم المشتركة فحسب، لكن العلاقات العربية كانت تتأثر أيضا بالأحداث الإقليمية والدولية، فلم تكن العلاقات العربية العربية تصاغ في الفراغ وإنما تأثرت بشكل مباشر بتفاعلات القوى العظمى والدول المؤثرة على الساحة الدولية. ومن أبرز علامات تلك الحقبة الهامة في التاريخ العربي المعاصر هي اندلاع الصراع العربي الإسرائيلي على إثر احتلال الدولة الفلسطينية وابتلاعها عام 1948 برعاية من القوى العظمى المهيمنة على المنطقة. وأصبح هذا الصراع يمثل نقطة الالتقاء وحجرة العثرة في طريق تطوير العلاقات العربية العربية. ومع ارتفاع وتيرة الاستقلال من الاستعمار نضج مفهوم جديد لدى الدول العربية وهو مفهوم السيادة الوطنية التي أصبحت ضمن المحددات الهامة للعلاقة بين الدول العربية وباقي دول العالم، وشكلت محددا رئيسيا ومبدءا راسخا قي العلاقات العربية العربية وهو عدم التدخل في أمور السيادة الوطنية واحترام خصوصية وسيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهم البعض.

وفي مرحلة الحرب الباردة وبرغم استمرار حلقات الصراع العربي الإسرائيلي إلا أن ظهر محدد جديد للعلاقات العربية العربية، وهو علاقة الدول بقطبي الحرب الباردة. وقد أحدثت الحرب الباردة شرخ في العلاقات العربية العربية مع انقسام التجمع إلى معسكرين واضحين يساند كل من هما أحد الأقطاب الأمريكي أوالسوفيتي. ورأى البعض أن الخلافات العربية أخذت منحى أكثر تعقيدا وعمقا مع احتدام المواجهة بين الفلسفة اليسارية واليمينية وتطبيقاتهما عمليا على مصالح الدول. أضف إلى ذالك تطور حلقات ودوائر المصالح الفردية العربية التي أدت إلى بناء علاقات غير متكافئة مع مختلف بلدان العالم لتفاوت مستوى العلاقات الثنائية بين الدول مما نتج عنه تضارب في المصالح تطور لحد المواجهات العسكرية بين بعض من الدول العربية.

القضية الفلسطينية أو الصراع العربي الإسرائيلي العلاقة العربية بالدولة الإسرائيلية؟ مع إستمرار الصراع العربي الإسرائيلي المتمثل في احتلال أراضي عربية ومنها فلسطين والجولان ومزارع شبعا تعقدت وتشابكت المصالح العربية وشكلت لغزا محيرا في معادلة العلاقات العربية-العربية. فبرغم جميع القرارات الأممية فشلت الدول العربية منفردة ومجتمعه أن تعيد الحقوق الفلسطينية في ظل عالم مزدوج الأقطاب آنذاك، ومع انهيار الاتحاد السوفيتي السابق وانفراد الولايات المتحدة بقيادة المنظومة الدولية زادت من الحيرة والارتباك العربي ما بين معسكرين المؤيد للولايات المتحدة وآخر رافض للهيمنة الأمريكية المنحازة في المطلق للدولة الإسرائيلية. وقد حدث تحول جذري في التناول العربي لهذا الملف، فبعد ما يقرب من ثلاثة عقود من تسمية الملف الصراع العربي الإسرائيلي والتعامل معه على هذا الأساس، فوجئ الجميع بعد معاهدة كامب ديفيد في 1978 بتحويل الملف إلى القضية الفلسطينية، أي انه أصبح للفلسطينيين وحدهم ملف منفرد للتعامل مع طغيان الاحتلال. ولا يخفى على أي متابع ما آلت إليه الأوضاع في جميع الأراضي العربية المحتلة في ظل سيل من المبادرات والتحركات العربية الدبلوماسية والتفاوضية برعاية الولايات المتحدة الأمريكية. إذا القضية المحورية لم تصل لأي حلول مرضية بعد سبع عقود من الممارسات الوحشية والهمجية والتخاذل الدولي والارتباك والتضارب العربي فأصبح بذالك ملف القضية الفلسطينية محددا رئيسيا للعلاقات العربية العربية في هذه المرحلة. ومع توقيع جمهورية مصر العربية على إتفاقية السلام مع الكيان الإسرائيلي تفاقمت الخلافات العربية حتى أنه تم نقل مقر الجامعة العربية من القاهرة إلى تونس. وبهذا أصبحت العلاقة بالدولة الإسرائيلية محددا جديدا للعلاقات العربية أدى لظهور معسكرا مؤيدا وآخر معارضا وهو ما أضاف عبئا كبيرا على العلاقات العربية.

بوصلة التحرك السياسي العربي وأحجية العلاقات بالدول الكبرى
التعامل مع القوى العظمى: وتعد العلاقات العربية بالقوى العظمى وخاصة الخمس الدائمين في مجلس الأمن الدولي هي احد أهم محاور فهم أحجية العلاقات العربية-العربية ومحدد هام لأفاق هذه العلاقات في ظل تغير المعسكرات ومكوناتها. وارتبطت العلاقات العربية بالقوى العظمى بمجموعة كبيرة من المصالح والمتغيرات والتي ظلت خلالها قضية احتلال إسرائيل للأراضي العربية وعلى رأسها فلسطين وصمة العار في جبين المجتمع الدولي وخاصة القوى العظمى التي تلاعبت بالحقوق والمصالح والمشاعر العربية. وبالقطع العلاقات العربية بالقوى العظمى ليست علاقات ندية أو متوازنة في كل الأحوال نتيجة للتخلف العربي العلمي والاقتصادي والعسكري. ومما لا شك فيه أننا يمكن رصد نمط واضح للعلاقات العربية أثناء فترة "الحرب الباردة" مزدوجة الأقطاب بين الاتحاد السوفيتي سابقا والولايات المتحدة الأمريكية تمثل في وجود معسكران واضحان في العالم العربي، ورغم انتهاء الحرب الباردة وذوبان المعسكر الشرقي وتفكك الاتحاد السوفيتي إلا أن المعسكر العربي المساند تحول من معسكر اليسار السوفيتي إلى معسكر رافض للهيمنة الأمريكية. وظلت العلاقات العربية تعاني من الشد والجذب بين المعسكرين. ومع التحول العالم لنظام سياسي أحادي الأقطاب تنفرد فيه الولايات المتحدة بصناعة القرارات الدولية أصبحت العلاقات العربية تقاس أحيانا بقوة العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية وهو ما زاد من حدة التوتر بين الدول العربية.
ولكن العلاقات العربية بالقوى العظمى ظلت غير متكافئة وغير متوازنة وفي الغالب غير مجدية لقدرة الدول الكبرى على المناورة والتلاعب لتحقيق مصالحها برغم كل الضغوط التي حاول العرب ممارستها من أجل تحقيق المصلحة العربية بغير جدوى.
ولذلك فإنه من الواجب إعادة صياغة العلاقات بعيدا عن محاولة التأثير على تلك القوى من خلال كوننا أسواق مغرية لمنتجاتهم أو مجرد مصادر للمادة الخام. نعم الصين تصدر لنا كل ما نستهلكه ولكن أثبتت الأزمة السورية أن مجمع الإرادة والنفوذ العربي لم يؤثر أو يغير في موقف الصين أو قناعتها.
أما العلاقات العربية الروسية فهي الأكثر إثارة للجدل والاهتمام فالاتحاد السوفيتي إما كان ينظر له بالحليف أو على أنه الخطر الأكبر أو الشيطان الشيوعي، واعتقادي أن القناعة العربية أو ما كان يدور في الأذهان أن الدولة الروسية الجديدة أصبحت واهية وضعيفة ويمكن التفاوض معهم للامتثال للرغبات العربية مقابل مصالح تجارية واقتصادية، والقصور في هذه الرؤيا يكمن في أهمية إمتلاك المواقع الجيو-إستراتيجية لأحد الأقطاب السباقين للعالم الحديث. أما العلاقات العربية بالمملكة المتحدة فهي أيضاً مليئة بالمفاجئات لكون بريطانيا احد القوى الاستعمارية التي حكمت ما يقرب من نصف الدول العربية واقتسمت مع فرنسا إجمالي الدول ال22 الأعضاء في جامعة الدول العربية. وطبعا شاهد العالم كيف تعاملت بريطانيا وفرنسا مع القادة السابقين في دول الربيع العربي ومنهم زين العابدين ومبارك والقذافي وكيف سارعت الدولتين للترحيب بالثورات وتغيير نظام الحكم في ذات البلدان. ساركوزي صديق مبارك، بارك الثورة المصرية ضد الرئيس العجوز، ساركوزي صديق القذافي يوما وفي يوم آخر ساركوزي أعلن الحرب على القذافي، فهل هذا يفسر نوع العلاقات العربية بهذه الدول العظمى؟ وهذا يطرح تساؤل آخر، ما هي محددات العلاقة العربية بتلك الدول القوية؟ وهل ستتمكن الدول العربية من الوصول لمستوى متوازن من العلاقات بهذه الدول منفردة أو في ظل تجمع يتمتع بشبكة مصالح وإمكانيات وقدرات؟

أهمية التجمع العربي
وهنا تبرز الأهمية التاريخية والمنطقية للتجمع العربي. حينما تدرك أنه لا يمكن التعامل مع القوى العظمى على أساس العلاقات الثنائية أو الفردية تتأكد أهمية منظمة الجامعة العربية ورؤيتها للمصالح الفردية والجماعية للدول الأعضاء. والواقع العربي بفرض على علينا العمل لبناء وتطوير وتوسيع دور ونشاط الجامعة العربية مع الدول الخمس الكبار. وضرورة العمل الجاد على تنمية وتطوير وتحديث الدول العربية لأنظمتها وقدراتها وزيادة وتكثيف أطر التعاون ودوائر المصالح المشتركة والمركبة بين الدول العربية، يالاضافة لأهمية تلبية حاجات الشعوب العربية من العيش الكريم والحكم الرشيد والعدالة في توزيع الثروات وإدارتها. وختاما فقد أثارت ثورات "الربيع العربي" العديد من التساؤلات ونقاط الاستفهام حول مستقبل العلاقات العربية-العربية ومحدداتها الجديدة والقديمة ومدى تأثيرها على واقعنا العربي الجديد التي ما زالت الأحداث تشكله.



#زياد_عبد_المنعم_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يحدث في بحر الصين الجنوبي؟


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد المنعم عبيد - آفاق ومحددات العلاقات العربية