أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد المنعم عبيد - العلاقة بين جمهورية الصين الشعبية والولايات المتحدة الأمريكية من وجهة نظر عربية الجزء الثالث















المزيد.....


العلاقة بين جمهورية الصين الشعبية والولايات المتحدة الأمريكية من وجهة نظر عربية الجزء الثالث


زياد عبد المنعم عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 7025 - 2021 / 9 / 20 - 01:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البند السادس عشر. موضوعات شرق أوسطية

القضية الفلسطينية

(نتيجة لمركزية ومحورية القضية الفلسطينية للشأن العربي، ظلت مواقف الدول الكبرى وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا عثرة كبيرة تعكر صفو العلاقات مع الدول العربية، خاصة فيما يتعلق بدعم القوي واللامحدود من الدول المذكورة لدولة إسرائيل بالإضافة للتغاضي بشكل كامل عن تجاهلها للقرارات الدولية الملزمة. وفي هذا السياق تنظر الدول العربية لمواقف شتى دول العالم من القضية الفلسطينية من جهة ومن جهة أخرى لنوع وعمق علاقات الدول بدولة إسرائيل. وعلى مدار عقود ظلت جمهورية الصين الشعبية داعمة للقضية الفلسطينية مع عدم اقامتها لعلاقات دبلوماسية بإسرائيل في الوقت الذي كانت الولايات المتحدة الأمريكية تفاخر بعلاقتها بإسرائيل وتلعب الدور الرئيسي في عملية التوسط بين الأطراف في القضية. ونتيجة لهذا الدور كانت معظم الدول العربية تنظر للولايات المتحدة الأمريكية بالشك والريبة وعدم الاطمئنان مع النأكيد على أن كافة التحركات الأمريكية كانت بهدف خدمة المصالح الإسرائيلية على حساب المصالح العربية، وهو ما أعيد التذكير به من خلال مبادرة الإدارة الأمريكية الأخيرة في ٢٠١٩ التي عرفت ب"صفقة القرن". ولكن جمهورية الصين الشعبية أيضا أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في ١٩٩٢ وتطورت العلاقات بينهما بشكل كبير وتفرعت لتشمل العديد من المجالات الهامة. وتنظر الدول العربية بحذر لهذه العلاقة، خاصة وأنها تعتبر الصين أحد العوامل الهامة في اتزان السياسة الدولية)
للعلاقات الثنائية بين جمهورية الصين الشعبية ودولة فلسطين تاريخ طويل، يعود إلى زمن الزعيم ماو. كانت سياسة ماو الخارجية تدعم حركات التحرر الوطني في العالم الثالث. في فترة ما بعد ماو، واصلت الصين دعم منظمة التحرير الفلسطينية في المحافل الدولية. اعترفت الصين بدولة فلسطين في عام 1988. ومنذ عام 1992، أقامت الصين أيضًا علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل وحافظت منذ ذلك الحين على علاقة ودية مع كلا الكيانين. وزار الزعيمان الفلسطيني ياسر عرفات ومحمود عباس الصين بصفة رسمية. إن الصين لا تعتبر حماس منظمة إرهابية، وتدعم رسمياً إنشاء "دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة" على أساس حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
في مايو 2013، أعلنت بكين عن خطة السلام ذات النقاط الأربع، والتي تضمنت دعم التوافق الدولي الحالي حول قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالصراع وضرورة إجراء مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين كوسيلة لإقامة دولة فلسطينية.
ومؤخرا بعد أن تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا بأغلبية 128 صوتًا مقابل 9 أصوات، وامتناع 35 عن التصويت، رافضًا قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. ينص هذا القرار، على الرغم من أنه غير ملزم، على أن أي قرارات تتعلق بوضع المدينة تعتبر "لاغية وباطلة" ويجب إلغاؤها. في ظل الظروف الحالية، تعد الخطوة الدبلوماسية سهلة وذكية بالنسبة للصين أن تقف ضد إدارة ترامب مع الأغلبية وتدعو بصوت عالٍ إلى "حل الدولتين". حتى البابا فرانسيس كان إلى جانب الصين.
"إن خطة النقاط الأربع ومبادرة الحزام والطريق هي السمات الرئيسية للسياسة الصينية الحالية تجاه إسرائيل والفلسطينيين. ولكن كما هو مشار إليه، من غير المحتمل أن يحدث أي منهما فرقًا كبيرًا في النزاع. إذا كانت القيادة الصينية حريصة على لعب دور نشط في حل الصراع، فستحتاج إلى إعادة النظر في نهجها الحالي. تحقيقا لهذه الغاية، قد تحتاج بكين إلى جعل الصلة بين الصراع والعلاقات مع الجانبين أكثر وضوحا والقيام بأعمال تنطوي مباشرة على كل من الإسرائيليين والفلسطينيين وكذلك تلك التي تدعم المعايير الحالية للصراع نفسه، استراتيجيا واقتصاديا" .(معهد الشرق الأوسط)

سوريا

(بالرغم من أن الدول العربية تنظر للأزمة السورية من زوايا متعددة كل حسب مصالحه ومبادئه، لكن يظل القاسم المشترك هو رفض الدول العربية المساس بوحدة التراب السوري وتحويل أجزاء من الأراضي السورية لملاذات آمنة للجامعات الإرهابية واستمرار المعاناة الإنسانية للمدنيين السوريين. وقد شكلت الأزمة السورية تحدي كبير لمواقف الدول عامة وللقوى الدولية خاصة، فيما يتعلق بمبادئ سياساتها الخارجية فيما يتعلق بالتدخل في شؤون الدول والمساس بسيادتها بلوغا للتدخل الفعلي والعسكري على الأرض. وقد أربكت الأزمة السورية كافة الحسابات نتيجة لتشعبها وما نتج عنها من تداعيات في المجالات الإنسانية كتدفق اللاجئين وتهجيرهم للدول المحيطة وأوروبا وفي مجالات اقحام مجموعات من الأجانب والمرتزقة والمجموعات المحسوبة ضمن المنظمات الإرهابية لمحاربة النظام. وكانت الأزمة السوري قد شهدت تدخلات مباشرة من إيران وحزب الله اللبناني التابع لإيران والتدخل الروسي الشامل لصالح النظام وعلى الجانب الآخر تدخل تركي ممول ومدعوم من دول أعضاء في الجامعة العربية في صورة إنشاء ميليشيات وحركات عسكرية تقاتل النظام بالإضافة لتدخل عسكري تركي مباشر في شمال سوريا مع تدخل أمريكي محدود في بعض المناطق) وفي هذا السياق اختلفت الدول العربية حول كيفية التعاطي مع الأزمة السورية، وبالتالي لنظرتهم لمواقف الدول الكبرى للأزمة ذاتها.
"الحرب الأهلية السورية، التي اندلعت يوم الجمعة 15 مارس 2011، هي واحدة من أكثر الصراعات المسلحة الوحشية المعاصرة وحشية. بدأ بمظاهرات ضد النظام السوري والمطالبة بالمزيد من الحرية ونهاية الفساد، ولكن سرعان ما تصاعدت إلى حرب أهلية تضم العديد من الجهات الفاعلة العالمية. بدأت العديد من الجماعات الإرهابية المدعومة دوليًا، ومعظمها من مقاتلين غير سوريين، هجماتها ضد نظام الأسد، مما أدى إلى تدخل حلفاء الحكومة السورية ، بما في ذلك روسيا والصين وإيران. الصين، باتباع سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، دعمت النظام السوري سياسياً (باستخدام حق النقض)، وقدمت، عند الضرورة، مساعدات إنسانية واقتصادية. على عكس روسيا، التزمت الصين بالأساليب غير العنيفة ولم يكن لها تدخل عسكري مباشر في الحرب السورية. منذ البداية، كانت بكين من أنصار السلام ومؤيدًا للتسوية غير الدموية للأزمة السورية. رحبت الحكومة الصينية بالعديد من الوفود السورية من أجل الشروع في عملية تفاوض بين نظام الأسد ومعارضيه، والعمل على استراتيجية لوقف الصراع. نظرًا لموقفها التصالحي في الأزمة السورية، أثبتت الصين أنه يمكن الجمع بين القوة والدبلوماسية بنجاح لتأمين نفوذ البلاد في الساحة الدولية. والدليل على القوة الدبلوماسية لبكين هو حقيقة أن الصين هي واحدة من الدول القليلة التي كانت تجري حوارًا مع كل من نظام الأسد والمعارضة. كونها حليفة للنظام السوري وقول "لا" للتدخل العسكري، ضمنت الصين نجاحها الدبلوماسي واحتمال تطوير علاقات ودية مع سوريا في المستقبل.
بكين اعترضت على القرارات الدولية المتعلقة بالأزمة السورية وامتنعت عن التصويت، كما فعلت في الماضي عند التعامل مع الأزمات في المنطقة. في خطوة تميز صفحة جديدة في السياسة الخارجية للصين، دعمت بكين ما كان يعرف بخطة النقاط الست، داعية إلى وقف إطلاق النار وتسوية الأزمة من خلال الحوار الداخلي وإعلان حرمة السيادة الوطنية السورية. في خطوة لاحقة، أرسلت الصين مبعوثها لي هواكينج (السفير الصيني السابق في سوريا) إلى دمشق لتشجيع بدء حوار بين القوات الحكومية والمعارضة. بعد ذلك، أرسلت الصين مساعد وزير الخارجية تشانغ مينغ (الذي زار مصر والسعودية وفرنسا) إلى المنطقة لمناقشة سبل التعامل مع الأزمة السورية. لأول مرة في تاريخها الحديث، تخلت الصين عن سياسة عدم التدخل في الأزمات خارج مصالحها المباشرة والفضاء الجغرافي السياسي المباشر." (ريسيرتش جيت - محمد زريق – تدخل الصين في الأزمة السورية ونتائج موقفها المحايد)

إيران

(يشكل موقف الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الصين الشعبية من الجمهورية الإسلامية الإيرانية أحد المحددات الجديدة في العلاقات مع الدول العربية. ويعتبر نظام ولاية الفقيه الإيراني الذي يكرس مبدأ تصدير الثورة الإيرانية وتشجيع ودعم الحركات المسلحة خارج أطر الدولة والدور الذي لعبه في لبنان والعراق والبحرين وشرق المملكة العربية السعودية وسوريا واليمن في زعزعة الأمن والاستقرار في تلك الدول من العوامل الهامة في رسم علاقات الدول العربية بالقوى المختلفة حول العالم. وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية النظام الإيراني مصدر إزعاج كبير نتيجة لسعيه تطوير التكنولوجيا النووية التي ممكن أن تستخدم في المستقبل لإنتاج أسلحة ونتيجة لتهديده للممر البحري "الخليج العربي" الذي يعتبر أحد أهم قنوات تصدير النفط من المنطقة للعالم. ومن جهة أخرى ترى جمهورية الصين الشعبية في الجمهورية الإيرانية مصدر مميز للبترول التي تحتاجه لدفع قدراتها الصناعية والإنتاجية وهي غير خاضعة للإرادة الأمريكية حاليا بالإضافة لكون إيران شريك تجاري متميز وسوق هام لكافة منتجاتها، ولكن إيران ضالعة في التدخل في شؤون دول المنطقة وهو عكس المبادئ التي تتبناها جمهورية الصين الشعبية في سياستها الخارجية)
منذ أوائل العقد الأول من القرن الحالي، أصبحت الصين أكبر شريك تجاري لإيران وعملاء النفط. يمتد التعاون لتسليح المبيعات والموازنة الجيواستراتيجية ضد الولايات المتحدة. حدد المخططون الصينيون إيران كواحدة من أهم الدول في ربط آسيا بأوروبا من خلال مبادرة الحزام والطريق. الحزام والطريق هي مبادرة السياسة الخارجية الرائدة في فترة ولاية الرئيس الصيني شي جين بينغ. الهدف النهائي للمبادرة هو إعادة هيكلة نظام قواعد التجارة العالمية وممارسات الاستثمار إلى نظام أكثر ملاءمة للصين. كما تهدف إلى مشروع القوة الناعمة وإرساء أسس هيمنة الصين في أوراسيا.
تم وضع الكثير من الرؤية للتعاون الإيراني الصيني في زيارة الدولة التي قام بها شي في يناير 2016 لطهران. واتفقت الدولتان على توسيع التجارة إلى 600 مليار دولار على مدى 10 سنوات، مع بناء تعاون أقوى كجزء من خطة مدتها 25 عاما. بالإضافة إلى التجارة، تعد الصين مستثمرًا رائدًا في السوق الإيرانية. تستثمر حوالي 100 شركة صينية كبرى في القطاعات الاقتصادية الرئيسية في إيران، وخاصة الطاقة والنقل. على سبيل المثال ، تعيد المؤسسة النووية الوطنية الصينية تصميم مفاعل الماء الثقيل الإيراني Arak IR-40 لتلبية متطلبات عدم الانتشار كجزء من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015.
قدمت الحكومة الصينية قرضًا بقيمة 10 مليارات دولار للشركات الصينية لبناء السدود ومولدات الطاقة وغيرها من البنية التحتية في إيران، مثل التثبيت الأخير لخط سكة حديد بين Bayannur في منطقة منغوليا الداخلية في الصين وطهران. تشمل مشاريع النقل الأخرى بناء أو تمويل خطوط السكك الحديدية إلى مدينة مشهد الشرقية وإلى ميناء بوشهر على الخليج الفارسي. تريد الصين أيضًا المساعدة في تسريع بناء ميناء في تشابهار على خليج عمان، وهو مشروع كان يهدف في البداية إلى التعاون مع الهند. مثال بارز آخر هو خطوط المترو الخمسة في طهران، والتي تم بناؤها جميعًا من قبل الشركات الصينية. تم بناء عربات السكك الحديدية من قبل شركة إيرانية صينية مشتركة، شركة طهران واجون للتصنيع.
في أماكن أخرى، على الرغم من أنها لا تزال تفتقر إلى بعض التقنيات الأكثر تقدمًا المتاحة للشركات الغربية، أصبحت شركات الطاقة الصينية مطورين مهمين لحقول النفط والغاز الطبيعي في إيران، التي تمتلك على التوالي ثاني أكبر غاز (بعد روسيا) وواحدة من أكبر احتياطيات النفط الخام التقليدية في العالم. ووفقًا لوزارة البترول الإيرانية، فإن الصين "أعيد تنظيمها" في ثلاثة مشاريع طاقة رئيسية في إيران في أغسطس: حقل غاز جنوب فارس، وهو أكبر حقل في العالم ومشترك مع قطر؛ حقل نفط يادافاران على الحدود مع العراق؛ وتطوير مرفأ جاسك الواقع شرق مضيق هرمز. لا شك أن الصين استفادت اقتصاديًا من غياب شركات الطاقة الغربية في إيران بسبب الضغوط الأمريكية.

تركيا

(مما لا شك فيه أن تركيا تعد أحد أهم القوى الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، وهي أيضا عضو هام في حلف شمال الأطلنطي ولها ثقل كبير في منطقة وسط آسيا والقوقاز. ومنذ وصول حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان للسلطة في تركيا بدأت بتحركات كثيفة بهدف استعادة نفوذ ما كان يعتبر نفوذ السلطنة العثمانية في منطقة الشرق الأوسط. وتستخدم تركيا أشكال متنوعة من الوسائل للتفاعل مع قضايا المنطقة والتغلغل فيها. فتارة تستخدم المدخل الديني (الإسلام السني) في محاولة لظهور بمظهر المدافع عن القضايا الإسلامية في العالم (بالرغم من أن نظام الدولة التركية التي أرسى مبادئها كمال أتترك هي العلمانية) ولكن حزب العدالة والتنمية الذي يقوده رجب طيب أردوغان هو حزب ديني تابع لجماعة الاخوان المسلمين في عباءة حزب سياسي عصري.) وفي أحيان أخرى يحاول النظام التركي الظهور بمظهر الدولة العصرية الديمقراطية المدافعة عن المبادئ الإنسانية، وهو في حقيقة الأمر عكس ذلك تماما خاصة وأن الحزب الحاكم (العدالة والتنمية) قد نكل بكل خصومه السياسيين وقمعهم وهو مستمر في حرب دامية ضد الشعوب الكردية في المنطقة التي تشكل جزء كبير من مكون الدولة التكية بالإضافة لتدخله المباشر والسلبي في الأزمة السورية والتغول على السيادة العراقية ومنذ ٢٠١٩ نشط بدور خطير في ليبيا يسلح من خلاله الميليشيات وينقل المرتزقة الذين يفاقمون من الأزمة هناك بالإضافة لتهديده الدول الأوروبية وابتزازهم بشكل مباشر بإغراق حدودهم بالمهاجرين من كافة دول العالم أو احتمال تهريب جماعات متشددة أو مرتزقة سابقين لدخول الأراضي الأوروبية وتشكيل خطر مستقبلي داهم عليهم. لهذا تنظر الدول العربية أيضا لنوع العلاقات التي تربط بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الصين الشعبية بتركيا ومدى تأثير كل منها على صناع القرار الأتراك ومدى استفادة تركيا من هذه العلاقات التي قد تضر بالمصالح العربية)
أقامت الصين وتركيا العلاقات الدبلوماسية فقط في عام 1971. وقد ابتعد البلدان لسنوات عديدة قبل ذلك ، لأن تركيا كانت جزءًا من التحالف الذي قاتل ضد الصين في الحرب الكورية، ومشاركة تركيا في تلك الحرب مهدت الطريق لانضمامها إلى الناتو. حتى بعد أن بدأت العلاقات الدبلوماسية، توقفت العلاقات بين البلدين خلال العقدين الأخيرين من الحرب الباردة. حدث بعض التحسن في العلاقات في التسعينيات بتعاون عسكري محدود، ويرجع ذلك جزئيًا إلى رفض الغرب بيع بعض أنظمة الأسلحة لتركيا في سياق خلافه مع حزب العمال الكردستاني (PKK). ونتيجة لهذا التعاون، حصل الأتراك من الصين على المعرفة اللازمة لتطوير المدفعية والصواريخ الباليستية التي تتراوح مداهما بين 100 و 150 كيلومترًا. في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، نما حجم التجارة الثنائية بشكل كبير، حيث ارتفع من مليار دولار في عام 2000 إلى 28.6 مليار دولار في عام 2014. 2 واستند معظم هذه التجارة على الواردات التركية من الصين. تسعى تركيا منذ سنوات عديدة لزيادة صادراتها إلى الصين.
قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي في اجتماع مع نظيره التركي، مولود شاوش أوغلو، في مؤتمر حول التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا (سيكا) في وقت متأخر، إن مكافحة الإرهاب والتعاون الأمني عنصران مهمان للثقة السياسية بين الصين وتركيا. أبريل 2016. تعهد الوزيران بالتعاون في المسائل الأمنية ومحاربة الجماعة الإرهابية لحركة تركستان الشرقية الإسلامية. تحتوي هذه الحركة على أعضاء من أقلية الأويغور في الصين (أقلية من أصل تركي) الذين يدعون للانفصال عن الصين ومع ذلك، بينما تشارك تركيا مخاوف الصين بشأن الإرهاب، هناك توتر بين البلدين حول موضوع معاملة الصين للأويغور و المساعدة التي قدمتها لهم تركيا. هذا النمط من المصالح المشتركة من ناحية والشك من ناحية أخرى هو نموذجي للعلاقات الصينية التركية.

البند السابع عشر. الاعلام

(ظل الاعلام هو احد أهم أسلحة في القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين. ولكن مع حدوث ثورة تقنية الاتصالات والمعلومات اتخذ الاعلام طابع خطير بات له تأثير مباشر وسريع وحاد خاصة فيما يتعلق بالقضايا والأزمات الدولية. وكانت الولايات المتحدة الأمريكية رائدة في استخدام الاعلام كسلاح فعال بالتوازي مع نفوذها السياسي والاقتصادي والعسكري. ومع نهاية القرن العشرين أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية الشبكة الدولية العنكبوتية (الانترنت) لتشكل بعد جديد بجانب الصحافة والراديو والتلفزيون. ولكن الانترنت مكن المستخدمين والمتلقين من التفاعل الآني ببعضهم مما ساهم في مضاعفة آثار الأخبار والمعلومات المنقولة كانت صحيحة أو مغلوطة. وفي بداية القرن الحادي والعشرين ظهرت تطبيقات جديدة للانترنت باتت تعرف بشبكات التواصل الاجتماعي التي اجتاحت العالم بأسره وأصبحت تشكل واقع وبعد (افتراضي) يتداخل مع العالم الملموس ويؤثر فيه.) ولكن سرعان ما أصبح هذا المجال في غاية الأهمية وانتبهت العديد من الدول الكبرى لضرورة رفع قدراتها على التحكم فيه وتعبئته واستخدامه لتحقيق مصالحها. ويعد مجال الاعلام القديم عامة ومجالات العلام الحديث خاصة من أهم أساليب التفاعل والمواجهة بين الولايات المتحدة الأمريكية من ناحية وجمهورية الصين الشعبية من جهة أخرى. ونتيجة لانتشار اللغة الإنجليزية في العالم وتبوئها المرتبة الأولى في اللغات المستخدمة لدى باقي دول العالم، ظل الاعلام الأمريكي متسيد الموقف وتظل الولايات المتحدة الأمريكية هي الرابح الأكبر في هذا المجال. لكن سرعان ما بدأت الصين في توجيه موارد كبيرة لهذا المجال في محاولة منها لكسر الاحتكار الأمريكي لهذا اانطاق لحيوي، فبدأت باتاحة منتجات إعلامية مترجمة بكافة لغات العالم لعرض قضاياها ومواقفها. ويضاف لذلك التوسع الصيني في تطوير تقنيات الاعلام الحديث وخلق أنماط وطنية فعالة قد تجذب الكثير من دول العالم في اتباع حذوها في هذه المجالات.

البند الثامن عشر . الطبيعة والبيئة والتلوث

مازالت الولايات المتحدة الأمريكية هاجم الصين وتنتقدها خاصة فيما يتعلق بموضوعات الاضرار بالطبيعة وانتشار التلوث وتدمير التوع والتوازن الطبيعي في العالم. وتستخدم الولايات المتحدة الأمريكية هذا الملف للضغط على الصين في المحافل الدولية ولخلق لوبي دائم مضاد للصين. ومؤخرا بدأت الصين في التعامل مع هذه الضغوط بشكل جدير بالاحترام، نتيجة لتوجيه الصين موارد هاذلة نحو تطوير العلوم البيئية وعمل المبادرات والمشروعات المعونة للطبيعة والمحاولة من تغيير الصورة العامة الملتصقة بها كأحد أكبر منتجي التلوث في العالم.
وفي إطار الصراع الجيو سياسي على المواد الخام ومصادر المعادن والعناصر الهامة تتهم الولايات المتحدة الأمريكية الصين بتدمير الطبيعة على حساب التنمية خاصة في القارة الأفريقية. حيث تزعم الولايات المتحدة الأمريكية بتدمير الصين للغابات الخشبية والبيئات الحيوية للتنوع الطبيعي في مقابل تنمية حضارية سطحية وهامشية لبعض المجتمعات الأفريقية.

الولايات المتحدة الأمريكية 2020

 رابع أكبر مساحة دولة في العالم بعد روسيا وكندا والصين
 تعداد سكان يقارب 330 مليون نسمة
 القوة العسكرية الأولى في العالم وتنفق أكبر ميزانية للدفاع
 تمتلك وتشغل أكبر عدد من حاملات الطائرات فائقة التطور
 تمتلك أكبر ترسانة نووية استراتيجية وتكتيكية
 تمتلك أكبر اسطول غواصات نووية حاملة للصواريخ العابرة للقارات
 تمتلك أكبر أسطول جوي من الطائرات المقاتلة والقاذفات الاستراتيجية الأكثر تطورا في العالم
 تمتلك وتشغل أكبر شبكة من الأقمار الصناعية العسكرية والاستخباراتية
 تمتلك أكبر برنامج فضائي وتنفق أكبر ميزانية للتطوير
 أكبر اقتصاد في العالم
 تمتلك وتدير أكبر مخزون للنفط والوقود الأحفوري في العالم وهي تعتبر الدولة الرائدة في مجال اكتشاف واستخراج النفط
 أحد قطبي صناعة الطائرات المدنية في العالم والقطب الأكبر (بوينج)
 أكبر مصنع لسوق الترفيه في العالم (تلفاز، سينما، موسيقى، رياضة، إلخ....)
 أكبر مصدر للأسماء التجارية ومنافذ البيع
 هي من أطلق ثورة تقنية الاتصالات والمعلومات
 هي من أطلق الشبكة العنكبوتية العالمية - الانترنت
 من تمتلك عمالقة الاتصالات والتطبيقات
 من تمتلك أكبر اقتصاد الكتروني في العالم
 تستحوذ على أعلى نسبة تغلغل في بلدان العالم نتيجة اللغة والأسماء التجارية والنفوذ السياسي والعسكري
 أكبر عدد تدخلات سياسية وعسكرية في التاريخ المعاصر
 أكثر عدد قواعد عسكرية خارج أراضيها
 أكبر بورصات تجارية (نيو يورك، شيكاغو)
 أكبر مقدم للقروض والمنح والمساعدات
 أكبر ممول للأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة
 صاحبة السبق في انتاج الكهرباء، تقنيات الطاقة البديلة والمتجددة، السبق في الطيران، السبق في صناعة السيارات وخطوط انتاجها
 أكبر عدد من الجامعات المشهورة والكليات المتخصصة
 أكبر خليط أصول من دول العالم حاصلين على الجنسية
 مساهمات عملاقة في مجالات العلوم والتقنية والتقنيات المستقبلية

جمهورية الصين الشعبية 2020

 ثالث أكبر مساحة دولة في العالم بعد روسيا وكندا
 أكبر تعداد سكان في العالم (مليار وأربع مئة مليون نسمة)
 دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن
 ثاني أكبر اقتصاد في العالم
 أسرع مستوى نمو اقتصادي في العالم
 أكبر منتج للطاقة في العالم
 تمتلك أكبر شبكة للقطارات السريعة في العالم
 أكبر مخزون دولار أمريكي خارج الولايات المتحدة الأمريكية
 أكبر مصدر للمعادن والعناصر الخاصة في العالم
 ثاني أكبر مستورد للوقود في العالم
 من أقدم وأهم الحضارات الإنسانية
 شيدت أكبر سد كهرومائي في العالم
 أكبر عدد مستخدمي انترنت من دولة واحدة
 أكبر عدد آلات نقل في العالم
 أكبر عدد إنشاءات معمارية في العالم خلال عقدين



#زياد_عبد_المنعم_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم العربي والمستقبل 2050 مقدمة
- العلاقة بين جمهورية الصين الشعبية والولايات المتحدة الأمريكي ...
- أفكار خارج الصندوق
- الألعاب الشعبية والسياسة اليومية
- العالم العربي والمستقبل 2050 الفصل الثالث
- العالم العربي والمستقبل 2050 الفصل الثانى
- العالم العربي والمستقبل 2050 الفصل الرابع
- أين الخيال العلمي العربي؟
- قمة مجموعة العشرين في هانغتشو تعيد التفاؤل للعالم
- العالم العربي والمستقبل 2050
- آفاق ومحددات العلاقات العربية
- ماذا يحدث في بحر الصين الجنوبي؟


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد المنعم عبيد - العلاقة بين جمهورية الصين الشعبية والولايات المتحدة الأمريكية من وجهة نظر عربية الجزء الثالث