أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - بيان بدل - الوطن حيث الحب والحرية














المزيد.....

الوطن حيث الحب والحرية


بيان بدل

الحوار المتمدن-العدد: 7020 - 2021 / 9 / 15 - 11:16
المحور: سيرة ذاتية
    


‏‎تقول نوال السعداوي: "الوطن حيث يكون الحب وتكون الحرية"
‏‎كان يوماً بارداً من أيام تشرين الأول، وكانت الساعة تعلن عن السابعة مساءً، كان ذلك في عام 1996 ، حيث الساحات و الطرقات مزينة بأوارق ذهبية متساقطة من أشجارها، معلنة عن انتهاء فصل ، وبدء فصل آخر ..حيث السماء مرسومة بعناية، كلوحة لفنان منسيّ، سحبٌ بيضاء معبّرة عن فرحة كانت منسية عندي.
وطأتْ قدماي أرضا خضراء مليئة بالحياة وأنا ممسكة بيد فراشتي التي كانت ترافقني في حلّي وترحالي، أرض بنسائم نقية وابتسامة بارزة على وجوه لم يسمح لي الوقت بالتعرف عليهم ..
‏‎كنتُ حينها قد بلغتُ الخامسة والعشرين من عمري في قمة الرغبة في الحياة مع خيبة أمل، كنتُ كمن تجاوزتْ آلة الزمن من بلد إلى آخر لا يمت أحدهما للآخر بصلة ..
‏‎القدر اختار لي هذه البلاد(الدنمارك)، أتذكر في مادة الجغرافية في الاعداية تطرقنا في أحد الفصول إلى الدول الاسكندنافية وبشكل بسيط جداً الى دولة صغيرة تدعى الدنمارك، حينها لم تشكل لي أهمية كبيرة شأن زملائي، شاء القدر بعد سنين أن تطأها قدماي هاربة من كلّ أنواع الظلم
شاء القدر أن أترك كلَّ شيءٍ خلفي في ليلة ظلماء حيث كلّ الأضواء لا تستطيع أن تُبدد ظلمتها، شاء القدر أن أخيّم في هذا البلد.
‏‎الآن وقد بلغت خمسة عقود من العمر، قضيتُ نصف منها فيما يُسمّى بلدي ونصفها الآخر فيما يسمى أيضا بلدي.
البلد الذي أحمل جنسيته ..
‏‎بلد النصف الأول من العمر، حيث الطفولة مصحوبة بالخوف؛ أتذكر لقطةَ الطفولة المرعبة تلك..أنا واخوتي مصطفون كأشجار تنتظر الاعدام أمام منزلنا المتواضع وقبالتنا بلدوز بزناجيلها المرعبة، أن نخلي المنزل أو يهدموه على رؤوسنا، وأمي تتوسطنا تتمنى أن تعيدنا إلى رحمها، المكان الأكثر أماناً.
أنا هي الطفلة التي قضت أشهرا في الجبال هاربة من شي لا تفهمه، لا تفهم لماذا لا يُسمح لها بتناول القليل المتبقي من الطعام المغطى بمادة تخلفها الصواريخ بعد انفجارها.. طفلة ذنبها أنَّ والدها من البيشمرگة، والدٌ يقاتل من أجل تحقيق شيء من حرية شعبٍ لطالما لم ينلها كاملةً حتى اليوم..
‏‎بلد النصف الأول من العمر، حيث بداية الشباب والبحث عن الذات، حيث القراءات واكتشاف العالم، حيث طرح مائة سؤال وسؤال، حيث عوالم مكسيم غوركي، ديستوفسكي ، ليو تولستوي، كازانتزاكي وآخرين وآخرين، حيث التوقف عند اللامعقول واللامنطقي، ورفع شعار الرفض لكليهما،
‏‎حيث كلّ شيء مهمّش، الكلمة الحرة، حقوق المرأة والطفل، كرامة الانسان، حيث التقاليد البالية، الجهل والتخلف الطاغيان و السائدان..
‏‎بلد النصف الأول من العمر ، حيث أمي هذا الصرح العظيم ، كالبحر بعمقه في الحب، كليالي الربيع في دفئها.

‏‎بلد النصف الثاني من العمر ، بلد لا خوف فيه، النظام في كلّ شي, كلّ كائن له دور ما في المجتمع، له حقوق وواجبات.
بلد أحسستُ فيه ولأول مرة في حياتي أنني أتنفس الصدق والنقاء.
بلدٌ‎ تنبض مدنُه بالأنشطة، وممارسة الحياة اليومية بحيوية، تحضرُه وحبُّ ناسُه له هو السائد ..
‏‎هل من الممكن أن أجلس الآن واضع يدي على خدي وأكون في حيرةٍ من أمري وأسال نفسي: يا ترى إلى أي بلد انتمي ؟



#بيان_بدل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائم بحق الطفولة في دول اوربا
- (رحلتي) سيرة ذاتية
- زواج القاصرات في عاصفة رملية
- الحدّ
- تسرب الروح عَبر الأبواب الموصدة
- الرحيل إلى المجهول
- هديل الوقت
- الشريط الأبيض
- عودة الروح
- ملاكُ الليل
- حفلة إعدام حلم
- صرخة مؤدة ذاقت الموت بأوجه عدة
- إلى متى يمارس العنف الجسدي ضد الطفل في مجتمعاتنا ؟
- عندما تحض الامثال الشعبية على الحط من قيمة المرأة كأنسانة
- حلم الطفولة الضائع...
- كلمات متساقطة
- مشاهد من الذاكرة ( الحنين إلى الأمّ)
- مشاهد من الذاكرة


المزيد.....




- قد تعرض حياتك للخطر.. كيف تتفادى الاصطدام بغزال شارد في أمري ...
- نواب ديمقراطيون يطالبون بالضغط على إسرائيل لزيادة مساعدات غز ...
- تعزيز الإجراءات الأمنية في القدس قبل انبثاق النار المقدسة
- سياسي فرنسي يحذر من تداعيات إرسال قوات من بلاده إلى أوكرانيا ...
- الجيش الأوكراني يشتكي من الحالة التقنية السيئة لراجمات الصوا ...
- ابتكار -بلاستيك حي- يحتوي على جراثيم تمكنه من التحلل
- طبيبة توضح فوائد وأضرار القهوة الصباحية
- وفد حماس ومدير CIA يصلان إلى القاهرة في إطار مفاوضات غزة
- رئيس لاوس يزور روسيا للمشاركة في احتفالات عيد النصر يوم 9 ما ...
- الدبلوماسية الأمريكية هالة هاريت تكشف دوافع استقالتها من وزا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - بيان بدل - الوطن حيث الحب والحرية