أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - رعاة البقر العرب -اسمها محمد 31-














المزيد.....

رعاة البقر العرب -اسمها محمد 31-


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 7017 - 2021 / 9 / 12 - 01:16
المحور: الادب والفن
    


مازلنا ننادي بحرية الاختيار، لكننا نسمع ونرى كل يوم حكايا الإجبار على الحجاب، الإكراه على النقاب، و فوق ذلك كثير من قصص تحرق القلب في الزواج الإجباري وزواج القاصرات…
يقولون هذه أمور ثانوية في زمن الحروب والجوع.. ولكنني أراها أموراً جوهريّة...
إن نحن قدرنا عل إخراج الدين من قفص المظهر وسجن القشور و الفتاوى..
إن نحن قدرنا على تحويله إلى سلام في سلام..
كم من عقول الشباب المغسولة ستخرج من قوقعة الحلال والحرام إلى فضاء العلم؟
كم من أهداف الشباب المركزة على الجنس وما يدور حوله، ستتحول إلى فضاء الإيمان!

اللباس بحجابه، نقابه أو عريه وتسليعه لأي امرأة يجب أن يرجع من فرض ديني إلى عادة وحرية شخصية…
قد تبدو المهمة سهلة، وربما سخيفة في زمن الحروب، لكنها تملك “ أثر فراشة” لا يستهان به في إطلاق سراح ملايين المغيبين، وإعادة المنطقة بأكملها إلى زمن حضارة سومر و أوغاريت…

صدقوني كما حاربوا في الأمس في بعض الدول قيادة النساء للسيارات، ثم اعتذروا..
سيجبرون قريباً على تقبل حرية الاختيار، و دحر الفكر المتحجر، المتشبث بالتقاليد وتسميتها فرائض.

حكت لي جدتي اليهودية عن واقع الحال في العراق قبل ما يقارب المئة عام.. قالت أن غطاء الرأس كان غريباً في المدن وحامياً من الشمس في القرى…
كنت صغيرة، نحيلة لكن ممتلئة بالأسئلة، كيف لا وقد بدا زمان جدتي كحكاية خيالية…
أخبرتني عن الشهامة، العفو، الغفران.. عن نقاء السريرة والنوم الباكر.. عن نقيق الضفادع في سكون الليالي، وصوت العصافير مع ناي تنور الخبز في القرى..
حكت لي عن مناوشات الأصدقاء ومناورات العاشقين…
قالت أيضاً أن الناس كانوا أبسط:
-كانوا يتواصلون بعيونهم لا هواتفهم…
أخبرتني عن الحدود وكيف رسموها بذكاء..
-كنا نسمي تلك المنطقة بكلها بلاد الشام.. اشتق اسمها من سام النبي ابن نوح.. لذلك قلت لك أن تسمي طفلك سام…
-ماعمرك يا جدتي؟
-من عمر الحدود..
-هل أنت مسلمة؟
-لا أنا يهودية، لكنني لم أكن أقدر على الزواج بجدك إن لم أنطق الشهادتين…
وتدور الأسئلة في رأسي الصغير: ماعلاقة هذا بذاك؟
***********

-هل تعرف ما أسوأ شيء في أن يصبح الوطن بقرة؟
-بقرة؟
-أجل بقرة.. يحلبونها.. لا أحد ينظفها.. ينتظرون منها المزيد.. وفوق هذا يخجلون من رائحتها وحتى وجودها...
-أيوجد أسوأ؟
-أجل أن يتخيل (المسؤولون) أنفسهم رعاة بقر..
-رعاة بقر يا ظالمة..
-رعاة بقر.. لكن في خيالهم فقط، في الحقيقة هم من جعل من الوطن بقرة…
-تبالغين…
-بل.. أصف واقع حال، وكم أخشى من أن الجوع يذبح الأبقار…
-كيف حال ديار؟
-مكسور القلب.. ساعد صديقاً كل حياته، وعندما طلب منه المساعدة نبذه…
-كان يجب عليه أن يعطي ويأخذ لا أن يعطي فقط…
-لا أتفق.. من ينتظر مقابلك لتستمر علاقة ما: تاجر وليس صديق…
-لكنك قلت لي في السابق عن إيمانك العميق بالعلاقات التبادلية، وأيدت هبة في ذلك...
- العلاقات التبادلية لا تعني أن تعطي مقابلاً.. بل أن تعطي بغرض العطاء أو لحاجة الطرف الثاني.. لكن ليس أبداً واجب مفروض تقدمه كما يتبع الشهيق زفيراً…
- لم أفهم…
- أعطيك مثالاً.. ساعدتَ شخصاً في الحصول عل وظيفة، وتريد مقابلاً لذلك.. هذه تجارة..
عندما تعمل خيراً لوجه الخير، يأتيك من جهة أخرى ومكان آخر هذا عدل الحياة، أما عندما تنتظر المقابل فراجع نفسك.. قد تصبح راعي أبقار أيضاً...
ضحك عمّار:
-فكرة فلسفية أحترمها، لكنها تحتاج الكثير من التفكير.. هل اقتنع بها ديار؟
-يفكر أيضاً…

يتبع…


-الرواية تحمل بين صفحاتها الجزء الثالث من رواية عليّ السوري

الجزء الأول: علي السوري-الحب بالأزرق
الجزء الثاني: بغددة_سلالم_القُرَّاص



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دكتور محمد هل تحملين قنبلة؟ -اسمها محمد 30-
- يحاربونك في عملك: إليك السبب -اسمها محمد 29-
- ماما أمريكا-اسمها محمد28-
- كم (نوتردام) تلميّن يا بغداد؟ -اسمها محمد 27-
- لماذا يشتم العرب حكوماتهم -اسمها محمد 26-
- نعمة الحزن - اسمها محمد 24-
- أيّ الكواكب أنت - اسمها محمد 23-
- كيف وقف العرب (المسلمون) مع اسرائيل -اسمها محمد 22-
- خرائط الله - اسمها محمد 21-
- محاكم التفتيش الإسلامية - اسمها محمد 20-
- اخلعْ حزامك الناسف - اسمها محمد 19-
- اللكنة والطب النفسي التشخيصي- اسمها محمد 18-
- -قلْ بأنك تحب--اسمها محمد 17-
- الحبّ وتهمة الحرفين- اسمها محمد 16-
- أنانيّ تجاه نفسك - اسمها محمد15-
- الكرديّ الأخير -اسمها محمد 14-
- وصفة خلاص العرب - اسمها محمد 13 -
- حيّ على الجبناء- اسمها محمد 12-
- كل عام وأنتم تحكون القصص- اسمها محمد11-
- يلّمنا نفس القطار، لهذا أحبكم -اسمها محمد 10-


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - رعاة البقر العرب -اسمها محمد 31-