أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - كم (نوتردام) تلميّن يا بغداد؟ -اسمها محمد 27-















المزيد.....

كم (نوتردام) تلميّن يا بغداد؟ -اسمها محمد 27-


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 6981 - 2021 / 8 / 7 - 23:42
المحور: الادب والفن
    


العراق.. العراق..
سمفونيات الأحلام المؤجلة…
صباحات حلويات (الخشخش)…
أحاديث النساء حول الحلال والحرام…
ندوات الرجال حول السياسة مقنعة بطوائف أديان..
كتب شارع المتنبي تنتظر غزل العقول الصامدة..
أنصاف الحقائق في نشرات الأخبار العالمية..
أحلام الهجرة تقف عائقاً في طريق وطن أقوى…

كل أبناء البلد بظهر محدودب اليوم..
المغتربون قبل من بقي هناك، أحدبوا الظهر وانكمشوا على أنفسهم…
ليس من الفقر ولا العوز، بل لأنهم حملوا ما بقي من الوطن على ظهورهم عبء ذكرى.. ألم وأمل…
الذكرى، الألم والأمل معاً وصفة نوتردام..
لا يقوى القلب على حملها..
لم يقوَ الظهر على حملها، فانحنى…


-عندما تقف لتختار بين شخصين، فكلاهما لا يستحق حياتك، وعندما تحتار بين أن تقول لا، وأن تقول نعم.. فالجواب هو لا.
-هل يعني هذا يا عزيزتي أنك أقفلت في وجهي الأبواب…
-لا يعني أننا ننفع كصديقين، لكن لا أنا و لا عبير نستحق حياتك.. أنا آسفة عمار، لكنك تحاول جاهداً إيجاد حلمك ورسالتك في هذه الحياة..
أنت مشتتُ التركيز بين ما تعتقده حباً قديماً، وبين ما أسميته حبك الجديد.. أنت لا تبحث عن شريك بل تبحث عن نفسك…

كان كلام هبة موجعاً جداً.. والكلام الموجع ينتمي غالباً إلى أحد صنفين: حقيقةٌ تجرحنا أو ظلمٌ يجعلنا أقوى…
غادر عمّار المكان مسرعاً، لم تكن المرة الوحيدة التي يترك هبة دون أن يلتفت خلفه، كانت المرة الأولى التي لم يودعها بجملة:
-انتبهي إلى سلامتك…

العراق.. العراق..
سمفونيات الأحلام المؤجلة…
صباحات حلويات (الخشخش)…
أحاديث النساء حول الحلال والحرام…
ندوات الرجال حول السياسة مقنعة بطوائف أديان…
أحلام الهجرة الوليد الشرعيّ لبؤس الحكومات..

العراق.. العراق.. وحده يعرف الآن أن جرح الاكتئاب في قلب عمار سيعود، وأن ظهره محدودب -رسميّ- الآن.. كم (نوتردام) تلميّن يا بغداد؟
********

-في ساعة حزنك، من يشد أزرك.. قريب مهما بعد.
أما يا صديقي من يقابل طيبتك ب “ لماذا” و يقنص غربتك بافتراضات “ لأن”.. فلا يقترب منك لا برابط دم ولا قربى..


هذا ما كتبته بعد خروجي من المستشفى، ليس كطبيبة بل كمريضة..
أمراض المناعة الذاتية تأكل الروح، كما الوقت تماماً..
خلا عن أحلام، نيل و أمنية.. لم يتصل بي أي شخص من وراء المحيطات..
هذا ما يحدث عندما تكون مقطوعاً من شجرة.. شجرة والديَك.. الذين بعد أن قرروا الرحيل تركوك معلقاً بين القارات..
قررتُ أن أزرع نفسي في هذه الأرض البعيدة، لمَ لا.. إن كانت البلاد التي ولدنا فيها ليست من حقنا، فأوطاننا هي بلدان احترمتْ أحلامنا…
هكذا لم أكن يوماً وحيدة.. وكانت تلك الفتيات بمثابة أخوة لعانس في بلاد تأتي العائلة فيها في المرتبة الثانية بعد الاستقرار الذاتي.
نحن ننتقي الأقرباء في هذه الحياة.. روابط الدم محض صُدَف.
*********



-عندما يطلب أحد منك المادة ولا تعطيه، فينقلب عليك.. هو أخبرك عن سعرك عنده..ارحل.
عندما تقدم للآخر على قدر إمكانيتك في أيّ مجال كان ولا يرضى .. لا تتوقع منه صون العِشرة: ابتعد.
تعيس من يرى في التسالي والضحك أساس علاقة…
حزين من يرى في الحب أساس العلاقة…
مغفل من يعتقد أن الاحترام جوهر العلاقات…
بائس من يدور في فلك المال والمادة…

-الطمأنينة هي أجمل إحساس بشري على الإطلاق، والعلاقة التي تحتويها لا تموت أبداً، بل تحيي فيك كل يوم.

-معك حق يا عبير.. معك حق…
-أنت وعلي تختلفان كثيراً، لكن في علاقتكما من الطمأنينة الشيء الكثير، أرى صداقتكما تزدهر، لم لا؟
ابتسم ديار :
-لأنني أحدثه عن النصر على داعش، فيرد بمحاضرات عن الديكتاتورية العربيّة.. لم أرَ في حياتي أطول من لسانه…
-لماذا أحس بالطمأنينة عندما أركما معاً إذاً…
-بسيطة لأننا -الاثنان- بوجه واحد فقط…
-تفضلي اقرأي ما نشر على صفحته البارحة بعد حديثنا عن النصر…

-وأنت فهمتها ضدك؟ الكلام عام، وبصراحة معه حق…
ابتسم ديار مجدداً:
-هو يعمل في شركة أمريكية ويقبض بالدولار، كيف له أن يحسّ بكل ذلك…

دخل علي الغرفة ليقطع الحديث:
-سمعت جزءاً من الحديث بالصدفة..والجزء الآخر عن فضول.. بداية أعتذر عن هذا و عن توقيت المنشور، حتماً لم أقصدك يا ديار..
لست بهذا السخف.. لكنني قصدت كل كلمة…
ارتبك ديار:
-طبعاً ..طبعاً…
-ديار لم يدفع أحد أبهظ من الأثمان التي دفعها المغتربون.. هل تعرف ما يعني أن تزرع نفسك في وطن آخر، ما يقتضي ذلك من الجهد، المرونة، الاحتمال؟ كم يحتاج من الكفاح؟
في اغترابك أنت تقايض الذكرى بالحلم..والهامش بالكفاح.

الحياة بلا أحباب الذكريات وتفاصيلها، بلا وطن ينبتك بدلاً من أن تزرع نفسك فيه.. حياة مريضة، لكنني أتفق معك أن الحياة بلا حلم ميتة..
نحن اخترنا المرض بدل الموت.. هل هذا يستحق التعجب؟


فيما علي يتكلم، أعادت عبير قراءة ما كتبه البارحة:
-“حدثوني عن النصر، و كيف خسرت تلك الطفلة عينيها وذلك الطفل ساقيه…
حدثوني عن النصر.. كيف تحوّلت الرقائق البلاستيكية إلى (بسكويت) الجياع…
حدثوني عن النصر.. كيف فرّت العقول من شقوق الشبابيك و ثقوب الأبواب..
حدثوني عن المعتقلين بسبب رأي.. تخيّلوا بسبب رأي..
وعن المهمشين لأنهم لم يصفقوا.. نعم لم يصفقوا.
وعن تيجان لحى الدين.. تصول وتجول في بلاد (العلمانيين)…
حدثوني عن الخسارات الكبيرة والأحلام الصغيرة..
عن فرحة لا يحق لها أن تكتمل، وعن تفاصيل حيوات حُشِرَت بين مطرقة الخبز وسندان الماء…
أما الكهرباء، فتنير بيوت من ظلموا.. أو عطل من يعمل ليل نهار في بلدان القانون والعلمانيين.. -من دون قوسين-…
هذه هي حال الأوطان.. في سوريا.. العراق.. ولبنان…
ثم تحدثوني عن النصر.. و تدّعون حب القضيّة!
القضية في أصلها حرب ضد النفاق..
ضد الظلم…
ضد الطبقيّة..
القضيّة حتماً تقتضي الوقوف ضدكم أنتم يا (المنتصرين)….”

هزت عبير رأسها بحزن.. وتمتمت: حياة مريضة…



يتبع...
الرواية تحمل بين صفحاتها الجزء الثالث من رواية عليّ السوري-الحب بالأزرق/بغددة-سلالم القراص



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يشتم العرب حكوماتهم -اسمها محمد 26-
- نعمة الحزن - اسمها محمد 24-
- أيّ الكواكب أنت - اسمها محمد 23-
- كيف وقف العرب (المسلمون) مع اسرائيل -اسمها محمد 22-
- خرائط الله - اسمها محمد 21-
- محاكم التفتيش الإسلامية - اسمها محمد 20-
- اخلعْ حزامك الناسف - اسمها محمد 19-
- اللكنة والطب النفسي التشخيصي- اسمها محمد 18-
- -قلْ بأنك تحب--اسمها محمد 17-
- الحبّ وتهمة الحرفين- اسمها محمد 16-
- أنانيّ تجاه نفسك - اسمها محمد15-
- الكرديّ الأخير -اسمها محمد 14-
- وصفة خلاص العرب - اسمها محمد 13 -
- حيّ على الجبناء- اسمها محمد 12-
- كل عام وأنتم تحكون القصص- اسمها محمد11-
- يلّمنا نفس القطار، لهذا أحبكم -اسمها محمد 10-
- كلنا أبناء الله- اسمها محمد9-
- عارية في الفضاء الأزرق- اسمها محمد 8-
- احتلال اللاوعي- الطب النفسي الاجتماعي- حكايتي20-
- ما لا يعرفه الغرب عن الإسلام - اسمها محمد 7-


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - كم (نوتردام) تلميّن يا بغداد؟ -اسمها محمد 27-