أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - عارية في الفضاء الأزرق- اسمها محمد 8-














المزيد.....

عارية في الفضاء الأزرق- اسمها محمد 8-


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 6768 - 2020 / 12 / 22 - 23:43
المحور: الادب والفن
    


-أخشى أن حلّ التعصب الديني اليوم يشبه حلّ فضائح في المهرجانات العربيّة:
نقول للرجال:
نريد أن نعرف (أعماركم) الحقيقيّة، ف(البوتكس) يذهب بالهيبة قبل الأداء التمثيلي...
ونقول للنساء: ضعوا قليلاً من ( البوتكس) حول ثقافة لا تمتلكونها.. يا عاركم وأنتم تشبهون الدمى: جميلاتُ الخارج.. لكن فارغات.
كيف يكون هؤلاء محور اهتمام شبابنا؟
أو بالأحرى هل نرى فيكم أسباب هجرة (الوطنيّين) يمّ الشرق والغرب لأخذ جنسيّة أخرى.. أو منحها لأطفالهم؟

-معك حق، أتخيلهم جميعاً عراة في العالم الافتراضي.. الحضارة العربية بكلها عارية اليوم في الفضاء الأزرق..
العقل سترة والحكمة زينة.. لذلك ومع كل ترف لباسهم تراهم عراة، ولا أقبح من عريّ الأخلاق..
كما المتزمتون دينياً تماماً.. يغلفون أنفسهم بالأقمشة فيما هم عراة الأخلاق و السمعة.. بعد أن سمحوا للإرهاب بلصق نفسه في دينهم وحضارتهم.. وفوق هذا حاربوا من حاول تحطيم أصنام الموروث المتخلف والدعوة إلى استخدام العقل، فبدل عن قولهم “ الدين معاملة”.. حولوا أي مختلف إلى عدو.. كيف ينجو مجتمع يمتلئ بالأعداء…

-أجل من عادات البشر الدنيئة أنهم لا يضعون أنفسهم - ولو قليلاً- مكان الطرف الآخر، فنجد الناس بغالبيتهم المطلقة يتحدثون عن الغدر وطعنات الظهر، فيما لو توقف أي منهم قليلاً لوجد نفسه مشارك في المأساة...
يتوقع من الآخرين ما لا يفعله هو.. يتصور عن الآخرين ما يريد معرفته فقط..
هذا غير الأحكام المسبقة.. هذا كافر لأنه من غير دين، تلك غبية لأنها لم تتزوج، هؤلاء جهلة لأنهم يتبعون توجه سياسي مخالف.. وهكذا :
كثير من الأحكام المسبقة التافهة والغبية…

-أراك توافقني في الرأي اليوم.. عجيب…

ضحك ديار: -اليوم فقط…

صداقة ديار وعلي أصبحت حقيقة.. صداقة فيها من الاختلاف أكثر بكثير مما فيها من المجاملات، فيها من الحب أكثر بكثير مما فيها من الغيرة…
صداقة ديار وعلي لم تسّهل غربتهما في الوطن وخارجه وحسب.. بل فتحت في حياتهما الكثير من الأبواب المغلقة...
***********


-اليمن الجميل الحزين.. وأول قضايا القرن الحادي والعشرين.. قبل الألفين وعشرين.. ما حدث فيه يقول للجميع أن قوانين العداء في شرق المتوسط تغيرت والتعتيم الإعلامي الذي يرافق معاناة أهله يحرق القلب…
-ما حدث في 2020 من مصائب خضع ويخضع لقانون الجذب...
البشر أسهموا فيه بأفكارهم وأقوالهم:
"هي سنة مصائب"...
للأفكار طاقة تصنع المعجزات.. خاصة إن رافق الأفكار طاقة الصوت والدعم الاجتماعي.. هي سنة ككل السنوات.

الأحقُ:
كثيرون أهملوا الطبيعة، الصحة، الأخلاق.. وفوق ذلك نشروا البؤس أفكاراً و(تصويتاً).. وغلفوا الحقائق بتعتيم ذوي النفوذ…
مثال ذلك:كيف ينتشر الخير من المحيط إلى الخليج و اليمن حزين؟
-تفاءلوا بالخير تجدوه.. صحيحة تماماً.. وأضعف الإيمان أن تدعموا الحق ولو بكلمة…

-أنت عراقية.. انتبهي إلى العراق؟ مالك و اليمن ست هبة؟
-أنا أؤمن بالوحدة العربية، كما أؤمن بالله.. أنتم تدّعون الإيمان.. معركتي معكم رابحة لأن الله مولاها، فنعم المولى و نعم النصير…

صفق عمّار حتى احمرّت يديه.. ثم أخذ هبة وخرج من القاعة.. الصراعات في العراق وصلت لمداها وسينفجر الوضع تماماً على أبعد تقدير في عام 2024...
صراع الطوائف مع الإيمان.. صراع العقول مع الموروث.. صراعات المستقبل والماضي.. سينفجر الوضع وسيكون في انفجاره ولادة جديدة للشرق الأوسط، وللعالم...
***************



بخطى واثقة.. دخلت دكتور محمد مكتب البروفسور.. كان يقلب في أوراقه، تحدث من دون أن ينظر إليها..
-دكتور محمد.. أهلاً.. تفضلي بالجلوس…

اقتربت من مكتبه، ثم مدت يدها لمصافحته.. بدت على عضلات كتفيه الدهشة.. مدّ يده، وهو يقف بتردد، ثم نظر إليها.. لم يبذل أي مجهود في تغطية استغرابه.. ردد:
-أنت دكتور محمد..
ابتسمتْ: نعم تشرفت بك…
بعد عدة أسئلة عن اهتمامها في الطب النفسي، و تركها لطب الجلد.. سألها:
-قرأتُ في سيرتك الشخصيّة أنك كاتبة.. تكتبين باللغة العربيّة.. عمّاذا تكتبين؟
-أكتب أدب واقعي خيالي..
-ممتاز.. ممتاز…
-أنا قرأت ل جبران خليل جبران.. هل قرأت له؟
-قرأت كل كتبه عندما كنت في الإعدادية…
-(واو).. ولدتِ في عائلة تحب القراءة إذاً…
-جداً.. علمتني أمي القراءة قبل أن تعلمني المشي، علمني أبي حب المطالعة ولم يعلمني حب المال…

سألها البرفسور عن تفاصيل حياتها، أهلها وطفولتها.. كانت عيناه تتسعان دهشةً مع كل معلومة عن بلاد الشرق.. بدا وكأنه يسمع لأول مرة عن أهل الشرق الذين لا يعلن عنهم الإعلام المتزمت ذو الأجندة المتعصبة التي تريد صبغ المسلمين جميعاً بصبغة العورة والإرهاب…

في نهاية المقابلة، وعلى عكس جميع التوقعات، مد البروفسور يده مصافحاً:
-ماذا تريدين أن تتعلمي هنا؟ في أيّ قسم تريدين أن تبدأي؟
-كل الأقسام جيدة..ماذا تقترح؟
-ربما الطب النفسي الاستشاري.. لأنك تخصصت سابقاً في الطب الجلدي، والباطني الابتدائي.. مارأيك؟
-فكرة جيدة ألف شكر…

صورةُ الله الكاملة.. صورة البشر جميعهم بكل ألوانهم.. آرائهم.. معتقداتهم.. فيها من الجمال ما يكفي ليملأ الريش في أجنحة الملائكة ويمنحهم القدرة على الطيران..
وأيّ طيران هذا الذي تقفز به قدميك من السعادة، ويحملك فوق الأرض حملاً وأنت ترى أحد أبواب المستحيل مفتوح على مصراعيه في وجهك…


يتبع…

من رواية"اسمها محمد" بقلم: لمى محمد
تحمل بين صفحاتها الجزء الثالث من رواية عليّ السوري.

الجزء الأول: علي السوري-الحب بالأزرق
الجزء الثاني: بغددة_سلالم_القُرَّاص



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتلال اللاوعي- الطب النفسي الاجتماعي- حكايتي20-
- ما لا يعرفه الغرب عن الإسلام - اسمها محمد 7-
- كراهية الله- اسمها محمد 6-
- أنتَ هل تخجل؟ -اسمها محمد5-
- الإسلام المشوّه -اسمها محمد 4-
- العنصريّة ضد السافرات -اسمها محمد 3-
- حبال الأمل- اسمها محمد 2-
- اسمها محمد -عودة إلى البدايات 1-
- قال الله.. ربيع العربي-بساطة 16-
- قال الله.. الدين المقلوب-بساطة 15-
- الحاكمة (المنتخبة)- أعرفكِ 4-
- لا نستطيع أن نتنفس -أعرفكِ 3-
- أنتِ أهم مما تتخيلين -أعرفكِ 2-
- أعرف أسراركِ كلها -أعرفكِ 1-
- المثليّة الجنسيّة والبدع المتفق عليها -بساطة 14-
- وصفة سعادة- بساطة13-
- يا أعزائي كلنا يهود -بساطة12-
- أمّا آن الأوان لينزل الأباطرة عن عروشهم!- بساطة 11-
- لمى محمد - كاتبة وطبيبة أخصائية في الطب النفسي و الجسدي - في ...
- عندما شُفِيتُ من (الكورونا)… -بساطة 11-


المزيد.....




- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...
- المرحلة الانتقالية بسوريا.. مجلس شعب جديد وسط جدل التمثيل وا ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - عارية في الفضاء الأزرق- اسمها محمد 8-