عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 7015 - 2021 / 9 / 10 - 11:26
المحور:
كتابات ساخرة
شعرتُ بالإرتباكِ والحيرةِ و "شاغت" روحي من كثرة الدعوات والتنظيرات حول المشاركة أو عدم المشاركة في "الإنتخابات".
في لحظات الضيمِ هذه ، أذهبُ في العادة لبيتِ أُمّي لأعرف ماذا أفعل.
أقول لنفسي : إنْ لم تنفَعك الطروحات والمقاربات والنظريات والفلسفات .. إذهب لأمّك.
ها يُمّه شتكولين .. أشارك، لو ما أشارك بالإنتخابات ؟
قالتْ أُمّي، دون أن يلتفِتْ وجهها الكريمِ نحوي:
كُلّه جِذِب يابه
كُلّه جِذِب.
تركتُ بيت أمّي وأنا أشعرُ بالضياعِ "الإسلاموي"، والقلق الوجودي ، والإغتراب الماركسي ، وبغثيان ما بعد الحداثة ، ويممتُ وجهي صوبَ "أطعَنَ" الرجالِ سنّاً في تاريخ العائلة.
ها عمّي شتكول .. أشارِكْ ، لو ما أشارك بالإنتخابات ؟
تنهّدَ العمّ الذي يشبهُ سيّدنا نوح كثيراً ، وقالَ دون أن يلتَفِت لي :
هذا الذي يحدث لنا .. صُدُك ، بس مو صحيح .. "وليدي".
خرجتُ من بيتهِ كـ "وليدٍ" طازج ، وعُدتُ إلى بيتي.
سأغلقُ باب البيتِ عليَّ .. وباب الغرفة .. و "أتقرفصُ" في خانة "الكنتور" الوسطى ، وأُغلِقُ باب "الكنتور" أيضاً ، وأستمتعُ هناك برائحةِ"القوط" القديمة .. ولن أرى أو أسمّعَ أو أُكَلِّمَ لا إنساً ولا جِنّاً .. إلاّ بعد انتهاء الإنتخابات "المُشينة" ، و ظهور نتائجها "الوخيمة".. وإعلانها على "شعب" العراق "العظيم".
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟