أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلحسن سيد علي - النقد بين الصرامة واللين ومن التفاهة إلى الصناعة















المزيد.....

النقد بين الصرامة واللين ومن التفاهة إلى الصناعة


بلحسن سيد علي
كاتب ومفكر

(Bellahsene Sid Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7009 - 2021 / 9 / 4 - 18:17
المحور: الادب والفن
    


انتشر في الآونة الأخيرة رأيين متدابرتين وفريقين متجادلين بخصوص ظاهرة النقد الأدبي في الجزائر، وان كان الجدل والصراع يبشر بحركة ثقافية في مقابل الركود الذي يشد بالثقافة ويلقي بها في جب الجمود، إلا أن هذه الحركة لا تزال بحاجة إلى جهود جبارة حتى تجتثاث الثقافة عامة والأدب خاصة من الهاوية التي تدحرج إليها، وأول الغيث وأبسط مثال على كلامنا هو أننا في هذا المقال سنخص بالذكر مشروعا نقديا واحدا ألا وهو مشروع الأستاذ الدكتور محمد لمين بحري، الذي اضطلع بمسؤولية تمحيص ونقد ما يكتب وينشر في الساحة الأدبية في فن الرواية، ولسنا ندعي بأنه الوحيد في مجاله أو الأمهر في فنه وإنما وعلى حد علمنا فإن ما يثيره مشروعه الذي سنخصه بشيء من التفصيل فيما هو آت من حركة وجدل بين مختلف شرائح الفاعلين الثقافيين باد لا يمكن طمسه أو مقارنته بغيره، وأول ملاحظة قد تخطر على بال القارئ هو غياب أقرانه من الجامعيين والأكادميين في مثل هذا النشاط، إذ أن بعضهم قد خص نشاطه بالأعمال الرائدة في المجال كما يزعمون، فيما أن البعض الآخر لم يصلنا منهم ولو همسا خفيفا إلا فيما يتعلق بمذكرات التخرج الجامعية، والتي كما يعلم جاهلنا قبل أذكانا بأنها لم تعد إلا حبرا على ورق وليس هناك أريب واحدا يرى فيها نقدا حقيقا أو إضافة واضحة للأدب أو الثقافة، وعلى هذا فإننا سنخص بالحديث فاعلا واحدا من الفاعلين الثقافيين، إذا كنا قد وضحنا في مقالة سابقة الفرق بين الثقافة كفكرة وبين الفعل أو النشاط الثقافي كتوجيه أو كتفعيل بلغة مالك بن نبي (لأننا نعتبر الثقافة نظرية في السلوك والمعرفة في حين أن مالك الذي اعتبرها نظرية في السلوك عكس بعض العلماء الذين جعلوا منها نظرية في المعرفة) فإن في هذه لمقالة سنحاول أن نسلط شيئا من التحليل على هذا المشروع النقدي كفاعلية وليس أفكار.
اشتهر الأستاذ محمد لمين بحري بين طلبته أولا ثم بين الكتاب الجدد أو الشباب أو الناشرين لأول أعمالهم خاصة وبين الكتاب عموما بالصرامة حد التسفيد لدرجة أن وصل ببعضهم أن اتهمه بالأنحياز، في الوقت الذي تعودنا فيه ونشأنا على النقد المجاملاتي أو اللين الذي وان بين بعض عيوب النص الروائي تغاضى عن طاماته الأخرى، وإذا أبداها أسبقها بسيل من المجاملات والمسح والطبطبة والتمويه قصد الترطيب وابتعادا عن التجريح، وهذه الصرامة جعلت من نقده الموجه للفئة التي ذكرناها أنفا، (أي كل جديد ينشر في فن الرواية) يبدو وكأنه هجوم مباشر على هذه الأعمال بالذات دون غيرها، في الوقت عينه قد غاب عنهم ما قد أظهرته لنا هذه الصرامة من أقلام رزينة متمكنة من هذا الفن ولو على قلتها، نعم قد نتفق مع أولاكم الذي يقولون بأن مشروعا كهذا قد يطيح ويتثبط من عزيمة من كانت المحاولة هي قصده من نشر عمله، إلا أن الدكتور قد بين أن للنشر أمور تسبقه إذا ما أراد الكاتب أن يعطي لكل ذي حق حقه، فمن حق النص الروائي حسب قول الدكتور أن يدقق ويراجع من قبل أهل الاختصاص قبل أن ينشر ليصير النقد من بعد ذلك داخل الفن أوضح وأدق، والسبب في غياب هذا الحق في نظري لا يلام عليه الكتاب وحدهم، إذ هو عائد حسب رأينا للبراديغم الفكري أو لنقل للقالب الفكري الذي نشأنا فيه، إذ أن في الماضي القريب كان الطلبة ومن نعومة أظافرهم يتعلمون من عند معلميهم كيف يطوروا رغبتهم وموهبتهم الكتابية بالقراءة أولا ثم بالرجوع لأهل الاختصاص للتمحيص والمراجعة والعمل بنصائحهم ثانيا، وهذا أول أمر لم يعد منتشرا إلا بشكل قليل في الجامعات، أما غيابه في الأطوار التعليمية الأولى هو الذي يجعل كل من يملك الموهبة والرغبة في الكتابة يفكر في النشر ويبادر إليه، ثم أن دكاكين النشر التي تستغل هذه الحالة الثقافية (أي تهافت كل من له رغبة في الكتابة على النشر قبل النضج وهذا حق مشروع) وغياب سياسة واضحة لوزارة الثقافة في مسايرة هذا التهافت جعل الفاعل الوحيد لمقابلة هذا التهافت هو المشاريع النقدية المقابلة لهذه الظاهرة والتي اخترنا مشروع الدكتور محمد لمين بحري نموذجا لها، هذا النقد الذي قد يبين لنا جزء من الاشكالية الثقافية التي نعيشها، لأن التهافت على النشر لو يقابل بلجان قراءة جدية وصارمة عند أكشاك النشر وتدعيما واضح المعالم من قبل وزارة الثقافة للناشرين أولا ثم للكتاب ثانيا لتخطينا مرحلة الكم التي نحن فيها إلى مرحلة الكيف ثم منه إلى مرحلة الكم والكيف معا.
إن التسرع في النشر ليست حالة فردية أو تهور جماعي لمجموعة من الكتاب في نظري وإنما هي انعكاس أو ملمح لظاهرة ومرحلة ثقافية نمر بها ألا وهي النزوع إلى الكتابة، ولمواقع التواصل الاجتماعي بطبيعة الحال دور في ذلك لكن هذه المرحلة يجب أن تسبقها وتسايرها ظاهرة أخرى ألا وهي النزوع إلى القراءة، وأشد ما أخشاه أن يتحول مشروع الأستاذ لمين بحري من مشروع داعم لمرحلة النزوع للقراءة إلى مشروع داعم لظاهرة معاكسة ألا وهي ظاهرة العزوف عن القراءة، وسيتبين كيفية ذلك فيما هو قادم من هذه المقالة ولعل ذلك هو الدافع الأكبر من ورائها، فالأمر ليس بتلك الخطورة لو كانت للثقافة والأدب عندنا ميزان يروز هذه المشاريع لتكون فاعلا إيجابيا ومساهما رئيسيا في حركة الأب والثقافة.
هذا الميزان في نظري يشمل المنظومة الثقافية بكل مفاصلها بداية بالوزارة ونشاطاتها والجامعة ومناهجها ودور النشر وسياستهم والإعلام ودعاياتهم والكتاب وإبداعاتهم ومشارعيهم وصولا إلى القراء وميولاتهم، لأن فشل مشروع نقدي مثل الذي نحن بصدد تحليل فاعليته ليس مقرونا بمحتواه وإنما بمحيطه أيضا وطريقة نشاطه، وهنا وجب عليا توضيح أمر في غاية الأهمية وهو أن كلامي وتحليلي لمشروع الأستاذ النقدي لا يقيمه ان كان فيه الصواب أو الخطأ، أو أن كثيره مثمر وقليله مدمر وإنما كلامي عن المشروع هو من زاوية النشاط بذاته، أي مشروع نقدي صارم له معاييره الخاصة وهذه المعايير يمكن لأهل الاختصاص مناقشته والخوض فيها وإظهار أوجه الصواب أو الخطأ فيه، أما نحن فمقالنا هذا مخصص للنشاط النقدي كجزء مهم من النشاط الثقافي، وما يثيره هذا النشاط من حركة فكرية وثقافية وأدبية وإيجابيات أو سلبيات.
والآن لنوضح جزء يسيرا من ايجابيات هذا النشاط قبل تبيان سلبياته وان كان سبرها على مجملها أمر يفوق طوقنا ولا هو بمطمحنا، أول ايجابية يمكننا ملاحظتها هي مواكبته لموجة النشر والكتابة، لأني وعلى عكس الكثيرين أستبشر بموجة الكتابة والنشر وأرى فيها خيرا وإيجابية إذا كانت مقرونة بالنقد الموازي الكافي، لأنه لو نحصي عدد الكتاب الذين ينشرون أعمالهم الأولى يمكننا بكل بساطة أن نستنتج بأن عددا قليلا منهم فقط من يستمر في التطور والتأليف، أما الباقي فينسحبون شيئا فشيئا ويعودون لمواقع التواصل الاجتماعي التي بدئوا منها، لأن الكتابة حسب رأيي ان لم تكن ضمن مشروع فهي نزعة عابرة ومن حق أصحابها أن يمارسوها تماما كحق المشروع أن يكون تجاريا أو طريقا للشهرة، لكن أصحاب المشاريع الحقيقية هم القلة التي تواصل ابداعها وهذا الذي يجعل من المشاريع النقدية ضرورة أدبية لتبيان المشروع الذي يخدم فن الرواية وما يعتبر نزعة عابرة للكتابة الروائية، ثم من الإيجابيات الأخرى تطوير العقل النقدي لدى تلك الفئة أولا ثم المتلقي أي القراء ثانيا، كذلك تبيان أن لكل فن معاييره وشروطه الخاصة، وليس فرض عين اتباعها وإنما مخالفها لا يمكن أدراج عمله ضمن هذا الفن، ولذلك يجدر بكل من يكسر هذه القواعد والمعايير أن يأتي بمشروع واضح المعالم، كأن ينتمي للمشاريع الروائية المعاصرة في الغرب، وهذا لا يقلل من قيمة أي عمل مخالف لمعايير النقد وإنما على صاحبه تقبل هذا التصنيف لأنه عمل النقد، فإن نصنف عمل ما ضمن فن الرواية وأن نقول عن عمل آخر بأنه لا ينتمي لفن الرواية لا يجعل من الأول أفضل من الثاني لأنهما لا ينتميان لنفس الصنف، ولأن النقد لا يفاضل وإنما يفصل وينقد بالمعنى الاصطلاحي، ويمكننا على سبيل المثال أن نقول بأن الفضل يعود للقيمة المضافة التي يقدمها العمل فإن كان لا قيمة له فإنه خال من المعنى على قول أصحاب التوجه الوضعي المنطقي، اذ لا ينفعه حينها لا نقد ولا مدح أو ذم، الإيجابية الأخرى وهي داخلية أي أنه داخل المجال النقدي تثير مثل هذه المشاريع حركة تارة تكون جدلية وتارة تكون خطية وهذه الميزة هي خاصة بأصحاب المجال النقدي والكتاب المهتمين به من أجل استعمال النظريات النقدية المختلفة وتطبيقها على النصوص، إيجابية أخرى أنها تساعد بعض الكتاب بالتطور وتصحيح الأخطاء التي وقعوا فيها ومن ثم تحسين أعمالهم على ضوء ما تطرحه هذه المشاريع من أسس ومعايير، كما أن لهذه المشاريع دور كبير في ايصال بعض المفاهيم النقدية لبعض القراء الذين يهتمون للنقد كمثل اهتمامهم للأدب، أما عن موضوعنا الأساسي فإن هذه المشاريع تمثل بالنسبة لنا فاعلا ثقافيا ضروريا يساهم في حركة الأدب خاصة والثقافة عامة.
والآن لنعرج على بعض السلبيات التي من الممكن أن تسقط فيها هذه المشاريع، أولا سلبية التحزب وما تثيره هذه المشاريع من تحزب سيكون ايجابيا فقط إذا ضل هناك علاقة نقدية بين الطرفين، لنوضح كلامنا أكثر، هناك جمع لا بأس به يصفون مشروع الأستاذ بأنه مشروع تحطيمي للمواهب الشابة وأمنياتهم، هذه الفئة يمكننا تسميتها بالحزب المعاكس فقط من أجل توضيح مقصدنا، وكردة فعل سيغرق هذا الحزب الساحة بمزيد من النشر المتسرع فقط من أجل الانتصار الحزبي، وفي المقابل إذا لم تكن هناك علاقة نقدية متواترة فالنتيجة ستكون حزبية، أي أن ينتمي النقد لحزب وما ينشر لحزب آخر، وهذا لا يلام عليه صاحب المشروع بذاته ولا ما يثيره من قضايا نقدية وإنما محيطه وقلة وعي الحزب المعاكس الذي لا يفرق بين نقد النص والشخصنة، كما يلام عليه من ينفخ في سبيل اذكاء مثل هذا التحزب، أما صاحب المشروع فاللوم يقع عليه فقط ان هو توقف عن مسايرة ما ينشر بحجة أنه قد بين تهافته ولا داعي للرجوع إليه، أو ان انحاز إلى فئة معينة ومارس هذا التحزب ولو بغير قصد، والضير من هذا يقودنا إلى مصطلح الاستحمار الذي سنتكلم عليه لاحقا، أي نشوء معارك أدبية وثقافية وهمية لا تنتمي لحركة الثقافة والمرحلة التي نحن فيها، وهنا يمكننا أن نظيف ملاحظة هامة ألا وهي أن المعايير النقدية بذاتها قد تساهم في ظاهرة التحزب ولا ضير في ذلك ان كانت هناك فاعلية ونقد متبادل بين الأحزاب، أما انعدام الفاعلية سيجعل من ظاهرة التحزب سلبية داخل البراديغم الأدبي والثقافي، ومن خلال ما ألمحه من نشاط ثقافي فإن الحزب المعاكس قد بدأ عمله وهو الأمر السلبي الذي أثاره المشروع وان كان ليس لصاحبه يد في سليته.
السلبية الأخرى هي التافهة التي تكلمنا عنها في مقالتنا السابقة والتي جاءت بعنوان الثقافة في الجزائر ودوامة الحزبية والتفاهة والاستحمار، والمطلع على هذه المقالة سيعي أن تحليلنا لظاهرة النقد الأدبي لا تعد سوى تطبيقا لما جاء في سابقتها من أفكار، ولكن لا بأس بإعادة تذكير القارئ بمعنى التفاهة الذي خصه الفيلسوف الكندي آلان دونو كتابا أسماه نظام التفاهة(la médiocrité)، اذ يقو: "إن التفاهة (بالفرنسية médiocrité) هو الاسم الذي يشير إلى ما هو متوسط تماما مثلما تشير كلمات supériorité و infériorité إلى ما هو أعلى وما هو أدنى... لكن مصطلح نظام التفاهة يفيد مرحلة المتوسط خلال فعل ينطوي على ما هو أكثر من متوسط.." وعلى ضوء هذا التعريف للتفاهة ان صح التعبير فإن اتجاه مشروع النقدي كمثل الذي نحن بصدد تحليله ومناقشته إلى الأعمال متوسطة الجودة مع إغفال الأعمال الجيدة الجودة والقيمة المضافة يعد لب التفاهة، لأن المشكل ليس في النقد وإنما في سيطرة الأعمال المنقودة على البراديغم الثقافي في حين تندثر الأعمال الغير منقودة والتي فيها من الجيد ما قد ينفع حركة الثقافة، وبما أن حركة النقد لا يمكنها دراسة كل الأعمال الروائية لأن ذلك ضرب من الخيال، وجب على النقاد ابتكار معايير تفيد في حسن اختيار الأعمال الجيدة دون المتوسطة واكتشافها من وسط ركام الأعمال المنشورة.
أما عن الاستحمار الذي وجب علينا هو الآخر إعادة تبيان مقصدنا منه خاصة وأنه مصطلح يوهم التجريح، سنورد نفس النص الذي أوردناه في مقالتنا السابقة إذ يقول الدكتور علي شريعتي: "فمعنى الاستحمار إذا في تزييف ذهن الإنسان ونباهته وشعوره وتغيير مسيرته عن "النباهة الإنسانية" و"النباهة الاجتماعية" وأي دافع لتحريف الفرد أو الجماعة عن هاتين النباهتين أو أبعد منهما هو دافع استحمار ! وإن كان من أكثر الدوافع قدسية، وما البعد عن هاتين كذلك إلا وقوع في العبودية، والذهاب ضحية لقوة العدو والاستحمار المطلق".
قد يوهم هذا النص بأنه بعيدا كل البعد عن النشاط النقدي والثقافي إلا أنه ليس كذلك بالمرة، إذ أن المعارك الأدبية الوهمية التي يخلقها مشروع نقدي كفيلة بين أن تجعل وعينا مستحمر وأن تجعلنا بعدين كل البعد عن النباهة الثقافية ولكي نوضح كلامنا لنستحضر قولا آخرا للدكتور علي شريعتي حين يقول: "فكل شيء إذا يشغلني أنا كإنسان ونحن كمجتمع عن الدراية الإنسانية والدراية الاجتماعية هو أداة استحمار. ولو شئنا أن نربط الدراية الاجتماعية بشيء أسبق عليها لكان الدراية أو النباهة الثقافية وبما أن النقد محرك وفاعل مهم حسب نظرنا من فاعلي الثقافة فإنه وجب علينا ربط أي مشروع نقدي بالنباهة وابعاده عن الاستحمار.
ثم أن وهم الكفاءة التي تثيرها المشاريع النقدية هي أيضا استحمار للعقل الثقافي إذ أنها توهم في نظر الكثيرين أن النصوص التي قد أنتقدت هي حتما أحسن ممن لم يتعرض النقد لها، أو النصوص التي أسقطها ناقد ما ضمن مشروعه هي حتما نصوص فاشلة، لهذا يقول علي شريعتي: "يجب أن نكونن بيهين، ولا نتوهم أنفسنا مغتنين فكريا بالكفاءة العلمية، لأن تلك الكفاءة كاذبة، ومدعي الاكتفاء كاذب، وهذا النوع من الغش الذي يختص به المثقفون والمتنورون في زماننا"
هذه السلبيات الثلاثة التي ذكرناها والتي وصفناها من قبل بأنها أمراض تنخر في جسد الثقافة ونشاطاتها كان ولا بد من اسقاطها على المشاريع النقدية في الساحة الأدبية، وقد خصصنا مشروع الدكتور محمد لمين بحري بالتحليل تزامنا مع انطلاق الموسم الرابع من مشروعه نص وقضية وهو الذي كما سبق وقلنا سلسلة من المقالات النقدية في المنجز الروائي الجزائري، وهنا يجب أن نعيد ونذكر بأن كل كلامنا الذي سبق يخص منجزه النقدي وليس آرائه الشخصية، كما أننا لسنا بصدد نقد مشروعه أو دعمه وإنما كان لنا رأي في مشروعه فقلناه وربطناه بحالة الثقافة في الجزائر.
سنتوقف عند هذا الحد من التحليل ونعتذر عن طول المقال لأن المقام ألزمنا ذلك أملنا منا أن نكون قد أحسنا تبيان وجهة نظرنا في النشاط النقدي الذي وكما سبق وقلنا لا يزال يحتاج لكثير من الجهود من أجل أن يوفق بدفع عجلة الحركة الأدبية والثقافية إلى صناعة الوعي الثقافي وهذا الذي نرجوه وهو الدافع الأول لنا لكتابة هذا المقال



#بلحسن_سيد_علي (هاشتاغ)       Bellahsene_Sid_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظام التفاهة والاستحمار السياسي في الجزائر
- لماذا لا أومن بالسحر (13) تفسير السحر من الواقع
- لماذا لا أومن بالسحر (12) حقائق عن كتب السحر
- لماذا لا أومن بالسحر (11) خرافة العلاج بالقرآن أو الرقية الش ...
- لماذا لا أومن بالسحر (10) خرافة المس
- لماذا لا أومن بالسحر (9) رد حديث سحر الرسول صلى الله عليه وس ...
- لماذا لا أومن بالسحر (8) موقف الإسلام الصحيح من السحر
- لماذا لا أومن بالسحر (6) تفسيرات معاصرة للسحر
- لماذا لا أومن بالسحر (6) بعض المحاولات لتفسير السحر
- محاكم تفتيش الجزائر الجديدة
- لماذا لا أومن بالسحر (5) طقوس السحرة
- لماذا لا أومن بالسحر (4) علاقة السحر بالدين والعلم واللغة
- لماذا لا أومن بالسحر (3) علاقة السحر بالطب عبر التاريخ
- لماذا لا أومن بالسحر (2) أصل السحر ونشأته من القرآن
- لماذا لا أومن بالسحر (1) تاريخ السحر وكيفية تطوره عبر العصور
- شبابيك الدين تعود من جديد
- بربر أم عرب
- الثقافة في الجزائر ودوامة الحزبية والتفاهة والاستحمار.


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلحسن سيد علي - النقد بين الصرامة واللين ومن التفاهة إلى الصناعة