أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - بلحسن سيد علي - لماذا لا أومن بالسحر (8) موقف الإسلام الصحيح من السحر















المزيد.....



لماذا لا أومن بالسحر (8) موقف الإسلام الصحيح من السحر


بلحسن سيد علي
كاتب ومفكر

(Bellahsene Sid Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6898 - 2021 / 5 / 14 - 21:10
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


هذه المقالة التي تعد الأهم بالنسبة للمسلمين على الإطلاق، سنبين كذب المدعين بأن الإيمان بالسحر عقيدة إسلامية، ونفضح حقيقة المؤيدين لظواهر السحر استنادا لنصوص الشرع كما يزعمون، وسنبين زيف أقوالهم وتهافت ما فهموه من القرآن، ولكن الحقيقة هي أن كثير منهم يعلمون ذلك ولا يجرئون على البوح به لأن لهم مصالح من وراء وراء، ولو كنت تحمل ولو شيئا قليلا من الذكاء لتفطنت بأن السحر يتبعه العلاج أو الرقية، وهو مصدر دخل كثير من الدجالين، وإذا استغنوا عن السحر بطلت الرقية ولم تعد لها قيمة، فتسقط سلطتهم ومكانتهم، لذلك سنبدأ بفضحهم شيئا فشيئا حتى نميط عنهم الحجاب كلية ليظهروا على حقيقتهم، فلتتأن ولا تستعجل بنا الظنون عزيزي القارئ.
أول شيء سننظر فيه هو تعريفهم للسحر، ثم ننظر لتعريف القرآن له ونقارن ما زعموه مع ما أنزل من عند حكيم خبير، يقولون بأن السحر حقيقة واقعة، وهو الذي قد يعطي الساحر قوة عجيبة تمنحه كسر النواميس، بأن يطير في الهواء، أو يمشي على الماء أو يقتل من غير داء، بل وقد يصل به إلى قلب الحبال أفاعي والناس حمير، والعجيب أن قائل هذا الكلام ومن تبعه لم يتعرف على نواميس الطبيعة أصلا، فكيف أدرك بأن السحر هو كسر لتلك النواميس، المجهول لا يمكن أن يكون دليلا فكيف بجمع مجهولين، قالوا أيضا: السحر هو عبارة عن اتفاق وعقد يبرم بين الساحر والشيطان، على أن يقوم الساحر بفعل بعض المحرمات حتى يسانده الشيطان في تنفيذ ما يطلبه من تلك المحرمات، وعلى سبيل المثال ومن طلبات الشيطان والتي تؤدي بالساحر إلى الكفر والهلاك بأن يضع المصحف تحت قدميه احتقارا له، أو يكتب بعض آياته بالنجاسة، أو أن يصلي من غير طهارة، وقد بينا طقوس السحرة في رسالة سابقة وسنبين الكذب وراء هذا التعريف عندما نبحث عن قدرة الساحر من القرآن، عرف الكشاوي السحر بأنه علم يستفاد منه لحصول ملكة نفسانية يقتدر بها على أفعال غريبة بأسباب خفية، وعرفه ابن عربي الفقيه المالكي بأنه كلام مؤلف يعظم فيه غير الله وتنسب إليه الكائنات والمقادير، الأول قد بينا بأنه إن صح فسيدخل في علم البراسايكولوجي، أما الثاني فسيأتي تبين زيفه بالتفصيل، وكذلك قال ابن خلدون في تعريفه بأنه علوم بكيفيات استعدادات تقتدر بها النفوس البشرية على التأثير في علم العناصر، أو بتغيير معين من الأمور السماوية والأول هو السحر والثاني هو الطلسمات، ويقصد بالطلسمات هنا علوم التنجيم التي تستند إلى فكرة مفادها بأن للنجوم والأجرام السمواية قدرات خارقة يمكن بمعرفة مبادئها إحداث تغييرات في الطبيعة، وسنأتي إلى هذا الكلام بالتفصيل ونبين بأنه من العلوم الزائفة التي كانت عند الأقدمين، وما عادت تصلح إلا لدراسة التاريخ، يقول ابن حجر العسقلاني إن السحر هو حيل صناعية يتوصل إليها بالاكتساب، غير أنها لدقتها لا يتوصل إليها إلا آحاد الناس، ومادته والوقوف على خواص الأشياء، والعلم بوجوه تركيبها وأوقاته، وأكثرها تخييلات بغير حقيقة، وإيهامات بغير ثبوت فيعظم عند من لا يعرف ذلك، كما قال تعالى من سحرة فرعون: "وجاءوا بسحر عظيم" مع أن حبالهم وعصيهم لم تخرج عن كونها حبالا وعصي، ثم قال والحق أن لبعض أصناف السحر تأثيرا في القلوب كالحب والبغض، وإلقاء الخير والشر في الأبدان بالألم والسقم، وهذا الذي سنكذبه ونبين زيفه فلا تستعجل بنا حتى نأتي بكل ما عندنا عزيزي القارئ.
الآن لنرى معنى السحر من لغة العرب، يطلق السحر في لغة العرب على كل شيء خفي سببه ولطف ودق، ولذلك تقول العرب في الشيء الشديد الخفاء أخفى من السحر، كما يوصف البيان بالسحر ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: "إن من البيان لسحرا"، وتطلق العرب السحر على الخديعة لأنه يخفي سببها ويدق، يقول ابن فارس في مقاييس اللغة أن السحر خدع و شبهة .. وهو إخراج الباطل من صورة الحق، ويقال هو الخديعة .. وفي المعجم الوسيط: السحر كل أمر يخفی سببه ويتخيل علی غير حقيقته ويجري مجری التمويه والخداع.. وبهاذ المعنى عرف علماء آخرون السحر ومنهم الجصاص ووافقه الرازي في قوله: اعلم أن لفظ السحر في عرف الشرع مختص بكل أمر يخفى سببه ويتخيل على غير حقيقته ويجري مجرى التمويه والخداع، كذلك عرفه أبو بكر الرازي بأنه اسم لكل أمر خفي سببه وتخيل على غير حقيقته وجرى مجرى الخداع والتمويه، وإنما عرفه على هذا النحو لأن السحر لا حقيقة له عنده، وعند المعاصرين الذين ذهبوا هذا المذهب مثل الأستاذ سيد قطب، فقد قال في تعريفه: إن السحر خداع الحواس وخداع الأعصاب والإيحاء إلى النفوس والمشاعر وهو لا يغير من طبيعة الأشياء ولا ينشئ حقيقة جديدة لها، ولكنه يخيل للحواس والمشاعر بما يريده الساحر، أما الذين ذهبوا إلى أن السحر حقيقة فقد عرفوه بمثل ما عرفه ابن خلدون.
يتضح مما سبق أن أهل اللغة وكثير من علماء الدين اتفقوا علی أن معنی السحر ينصرف إلی (إخراج الشيء علی غير حقيقته)، وليس إلی تأثيره في هذا الشيء، والفعل خفي بل لا بد أن يكون الفعل خفيا حتی نسميه سحرا، وإذا كان الفريقان قد اختلفا في السحر أن له حقيقة في الخارج أم هو مجرد تخييل، فإن الفاصل في ذلك هو القرآن الكريم، لقد وردت كلمة السحر في القرآن الكريم حسب أحد البحوث حوالي 59 مرة، وكانت أكثر ما ذكرت لاتهام الكفار للأنبياء بالسحر وكان ذلك بحوالي 40 مرة، وجاءت قصة فرعون لتذكر فيها كلمة سحر في 15 موضعا، وجاءت ثلاث مرات في سياق مجادلة الله سبحانه وتعالى للكفار بنفس كلامهم ومنه قوله تعالى في الآية 15 من سورة الطور: "أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ" ومن خلال ذلك يتضح بأن القرآن لا يعطي تلك القوة للسحر أو الساحر الذي أعطيت لهما من طرف بعض الفقهاء، وأكثرهم دجالون وكذابون كما وصفهم سبحانه وتعالى حين قال في الآية 117 من سورة الأعراف: "وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ".
هنا يصف عز و جل سحر سحرة فرعون بأنه إفك و الإفك عو أشد أنواع الكذب ! بل أن القرآن بين حقيقة السحر تماما كما قررها لسان العرب وذلك في قوله تعالى في الآية 116 من سورة الأعراف: "قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ"، وكذلك قوله عز وجل في الآية 66 من سورة طه: "قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى". والآيتان صريحتان قاطعتان في تبيان بأن سحرة فرعون لم يغيروا حقيقة العصي إلى أفاعي، وإنما استعملوا خدعة مخفية تجعل من الرائي يشاهدها على أنها كذلك، وما في ذلك إلا تمويه وخداع للأبصار، يقول رب العالمين في الآيات: 57 / 58 / 59 من سورة طه: "قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى * فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى * قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى"
ونفهم من هذه الآيات الكريمات أنه عندما تحدی فرعون آيات موسی عليه السلام ودعاه لمواجهة بينه و ين سحرته وأمام الناس، حدد موسی موعد المواجهة مع سحرة فرعون واشترط أن يكون وقت الضحی "وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى" والضحی هو البروز للشمس وذلك من قوله تعالى في سورة الضحى"والشمس و ضحاها"، أي أن موسی طلب أن يحشر الناس في موعد مشمس من النهار بحيث تكون الإضاءة ساطعة، فإذا حشر الناس وقت ضحی استطاعوا كشف خدعهم البصرية تحت تأثير الإضاءة، في حين يصعب ذلك في مكان قليل الإنارة، إذ يسهل حينها خداع وتمويه العين البشرية. وهذا يؤكد ما ذهبنا إليه من كون السحر المذكور في التنزيل الحكيم مجرد ألعاب خفة تعتمد علی خداع البصر "سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ "
إن القارئ المتدبر للقرآن الكريم يفهم بجلاء أن مفهوم السحر في كتاب الله يختلف عما هو شائع عند الدجالين والمشعوذين، إذ لا يستعمل إلا بمعنی واحد هو خداع الحواس والتأثير على النفس إلی حد أن يتوهم الناظر الأشياء علی غير حقيقتها.
هناك من يدعي أن السحر هو تسخير الجن، فقد قالوا بأن السحر لا يقع إلا بقدرة الجن وإن الساحر ما لم يستعن بالجن فهو دجال كذاب، ثم في الجن الطيب والخبيث فإن الذي يسخر لا يكون إلا الخبيث، ومن ثم فإن عمله لا يكون إلا للشر والايذاء، وهذا الإدعاء مردود بتقرير من التنزيل الحكيم حيث قال تعالى في الآية 35 سورة ص: "قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء""
نفهم من هذه الآية أن تسخير الجن هو من الملك التي وهبه الله عز و جل لسيدنا سليمان عليه السلام وأنه لن يتأتی لأحد بعده ولن يتكرر أبداً، وأن من يدعي تسخير الجن لا يؤمن بنفاذ هذه الآيات، وحتى لو قالوا بأن تسخير سليمان للجن لا يماثل ما يقوم به سحرة اليوم من تسخيرهم للجن أيضا، نرد عليهم بأن الجن أصلا ليس له سلطان على العباد فكيف لهم أن يضروا أو ينفعوا، وقد قال تعالى في الآية 42 من سورة الحجر: "إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ"، وقوله تعالى في الآية 99 من سورة النحل: "إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"، وفي الآية 65 من سورة الإسراء قوله تعالى: "إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلًا"، وأفضل دليل على ذلك أيضا قوله تعالى في الآية 22 من سورة ابراهيم: وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"، وهذه الآية الكريمة تبين حقيقة إبليس وقدرته على البشر، وما هو بقادر إلا على الوسوسة والإغواء وتزين الباطل، وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الشيطان لا يستطيع أن يفتح بابا مغلقا ويكشف آنية خمر، ولا يحل قربة أوكيت، فكيف له بإيذاء خليفة الله في ملكه، وسنأتي على هذا الكلام لنوضحه أكثر حين نتكلم عن المس وزيفه أيضا، لكن الذي قد تبين بأن قدرة الساحر سواء بنفسه أو باتحاده مع الشيطان لا يمكنها أن تغيير حقيقة الأشياء أو أن تحدث خرقا في النواميس كما يدعون.
والآن بعدما اتضح لنا حقيقة السحر قرآنيا لنظر قليلا فيما اتخذوه أدلة لما ذهبوا إليه بأن للسحر حقيقة وضرر يمكن أن يلحق بالعباد، حيث أنهم جعلوا للساحر قدرة على أن يطير في الهواء ويقلب الإنسان حمارا والحمار إنسانا، وجعلوا من الشيطان قادرا على أن يسلط على بعض الناس الأمراض والأسقام وإزالة العقل وتعويج العضو، كما يستطيع أن يحمل الساحر ويرفعه في الهواء ويخرج به من الأماكن الضيقة ويجري به على خيط مستدق، ويمكنه أن يحمل الجراد والقمل ويسقطه على بعض القرى والبلاد، كما يستطيع الجن معالجة بعض الأمراض كما يعالجها البشر، كمعالجة الصم أو الصلع أو أمراض القلوب والأمعاء ونحو ذلك، وليس مما يستطيعه إحياء الموتى وإنطاق العجماء، ولا يستطيع الإتيان بمثل معجزات الأنبياء فلا يستطيع شق القمر ولا فلق البحر ولا اختراع طعام ولا إخراج ناقة من صخر.
من الأدلة التي اتخذوها حجة فيما ذهبوا إليه هي قوله تعالى في الآية 102 من سورة البقرة "وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ"
وما كانت هذه الآية بدليلا لهم وإنما عليهم، لكن للأسف فهمهم القاصر أدى بهم إلى إدعاءهم بأن الشياطين هي من علمت الناس السحر وعليه نسبوا قدرة الساحر إليها، ثم لم يفرقوا بين السحر وبين التفريق بين الزوجين فجعلوا التفريق من السحر ومنه جعلوا قوله تعالى: "وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ"، يدخل في قدرة السحر ولكن ذلك كذب وافتراء، وقد بيننا بأن هذه الآية يعود فيها فاعل التفرقة بين الزوجين والتي تكون بالنميمة ونشر البغضاء بين الزوجين إلى تعليم الملكين وليس لها أي علاقة بالسحر، وقد بينا ذلك في تفسيرنا للآية حين بحثنا مصدر السحر، ويمكنك أن تعود إلى تلك المقالة حتى تتذكر جيدا ما قلناه عن التفسير الصحيح لهذه الآية، لأنك لو نزعت من جعبتهم ذلك التفسير الركيك أسقط من بين أيديهم، ولم يبقى لهم إلا بعض الأدلة المتهافتة التي سنسردها عليك، قالوا عن قوله تعالى في سورة الفلق:"ومن شر النفاثات في العقد" بأن معنى النفثات في العقد هم الساحرات اللواتي يعقدن في سحرهن وينفثن عليه، ولو ذهبنا إلى ما ذهبوا عليه فإن السحر خاص بالنساء فقط وهن فقط من يملكن قدرة العقد والنفث حسب زعمهم، إن للآية معنى آخر لا علاقة له بالسحر بتاتا.
إن الله يأمر نبيه بالاستعاذة من شر شياطين الإنس التي تسعى بالنميمة لحل عقد الزواج، لأن الرباط بين الزوجين يقال له في اللغة عقدة والقرآن قال عقدة النكاح في الآية 235 من سورة البقرة، وكذلك كل شراكة بين شخصين أو أكثر تسمى عقدة، وهذا هو المعنى الصحيح للآية .
ثم استدل بعضهم بالإجماع ولم نرى أي إجماع يقصد، فإن كان يقصد إجماع عامة المسلمين فإن المعتزلة قد أنكرت عليهم ذلك جملة وتفصيلا، وإذا قالوا بأن المعتزلة فرقة ضالة فإنك لن تجد مذهبا ولا طائفة إلا وجدت من علمائها من أنكر السحر، فالإمام مالك لم يرو ولا حديثا واحدا عن السحر في موطئه الذي يعد من أهم كتب الحديث، وإذا ذهبت عند الحنفية فإنك تجد أبو بكر الرازي، وإذا غدوت إلى الشافعية فإنك تجد أبو جعفر الأستراباذي، ولك عند الظاهرية إمامهم ابن حزم الظاهري، ولك في المحدثين محمد عبده وسيد قطب، وما ذكرنا إلا طرفا يسيرا من العلماء الذين أنكروا السحر إلا بمعناه المجازي، ومن لم نذكرهم لا يمكن حصرهم في مقام كهذا، ولكي يميطون هؤلاء العلماء من طريقهم زعموا بأن السحر قد وقع الخلاف فيه بعد إجماع الصحابة على أن له حقيقة، لكنهم لم يذكروا لنا دليلا واحدا بأن الصحابة قد تشاوروا واتفقوا وأجمعوا على أن للسحر حقيقة، لكنهم يعلمون أن كلمة إجماع تخيف عوام الناس ومن لم يعرفوا كنهها الحقيقي، وكأن الإجماع حتى وإن كان واقع قادر على أن يغيب القرآن ويكون فوقه، ثم استدلوا بواقعة خطيرة وهي سحره صلى الله عليه وسلم ولن نتكلم عنها في هذه المقالة لأننا سنفرد لها مقالة بحيادها لتبيان افترائهم عليه صلى الله عليه وسلم، ثم أنهم أخذوا بعض الآيات التي قد استدللنا بها محاولين تزيف وتحريف تأويلها، فقالو في قوله تعالى: "يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى" وبقوله سبحانه: "سحروا أعين الناس" بما أنه جائز للساحر أن يسحر أعين الناس مع كثرتهم حتى يرو الشيء بخلاف ما هو عليه، مع أن هذا التغيير في إحساسهم فما الذي يحيل تأثيره في تغيير بعض أعرافهم وقواهم وطبائعهم؟؟ إن للساحر قدرة على التخييل خارج أعين وأحاسيس مسحوريه، ويقال سحر عيني فلان مجازا وهذا لا يعني بأنه أثر على عينيه حتى يرى الشيء على خلافه، وإنما يستعمل خدعة خفية يجعل من الشيء يبدوا على خلاف حقيقته، فلا هو يغير حقيقة الشيء ولا يؤثر في أعين الناس مباشرة، وعلى كل سيأتي شرح هذا الكلام بمزيد من التفصيل بإذن الله.
ثم إذا لم يجدوا دليلا شرعيا جعلوا من الواقع المعاش دليلا على وقوع السحر، حيث قال ابن القيم: والسحر الذي يؤثر مرضا وثقلا وعقلا وحبا وبغضا ونزيفا موجودا تعرفه عامة الناس وكثير من الناس عرفه ذوقا بما أصيب به منهم، وكلام العلماء في هذا الباب كثير، وهذا الكلام جزء منه صحيح لكن لا يثبت حقيقة السحر بالمعنى الذي ذهبوا إليه، وسيأتي كلامنا مفصلا عن الواقع بعدما نبين حقيقة السحر في الشرع كما هي، لأن الخلفية المعرفية هي التي تفسر الواقع وليس العكس، وإذا اختلفت قاعدتنا المعرفية ستغير تفسيرنا ونظرتنا لنفس الواقع.
كما أراد بعضهم أن يأخذ منطقة وسطا بين التصديق بنوع من السحر والتكذيب بنوع آخر، فقالو: إن اللذين قالوا بأن السحر كله حقيقة جانبوا الصواب فيما ذهبوا إليه والذين زعموا أن السحر كله تخييل لا حقيقة له في الخارج جانبوا الصواب أيضا، والذين أصابوا كبد الحقيقة هم أولائك الذين قسموا السحر إلى قسمين قسم له حقيقة وقسم لا حقيقة له وإنما هو تخييل، وقد قسم ابن خلدون في مقدمته السحر إلى ثلاث أقسام : سحر يؤثر من غير معين، سحر يؤثر بمعين، والثالث سحر تخييل لا حقيقة له، ثم قال لما كانت المرتبتان الأوليان من السحر لهم حقيقة في الخارج والمرتبة الثالثة والأخيرة لا حقيقة لها، اختلف العلماء في السحر هل هو حقيقة أم هو مجرد تخييل، فالقائلون بأن له حقيقة نظروا إلى المرتبتين الأوليين، والقائلون بأنه لا حقيقة له نظروا إلى المرتبة الثالثة والأخيرة فليس بينهم خلاف في نفس الأمر، بل إنما جاء من قبل اشتباه في هذه المراتب، لكننا قد بينا فيما سبق زيف المرتبتين الأولين وهو أن يقدر الساحر على الإيذاء سواء بمعين أو بغير معين، وإلا فأين نضع قوله تعالى في الآية 69 من سورة طه: "ولا يفلح الساحر حيث أتى" وقوله تعالى: 81 من سزرة يونس: "فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ" ولو قدر على الإيذاء بشيء من السم مثلا فهل يعد ذلك سحرا؟، كل هذا الكلام يعد تزييفا للوعي فقط لإبقاء فكرة السحر سارية المفعول بين المسلمين ولهم الغلبة من بعد في الترويج لأي فكرة شاءوا لها أن تروج، وسترى الآن كيف ربطوا كل شيء بالسحر حتى يتسنى لهم الدخول لحيات البشر مع كل ألم أو كرب، وحتى فرح أو سعادة، سنرى الآن الأقسام أو الأنواع التي أوجدوها للسحر وستفهم حينها مقدار دجلهم وافترائهم وخداعهم.
يقولون: أنواع السحر ثمانية هي كما يلي: سحر الكلدانيين الذين كانوا يعبدون الكواكب السبعة السيارة، وهي الشمس والقمر، زحل، المريخ، عطارد، الزهرة، المشتري.. سحر الأوهام: ويرجع إلى قوة ذاتية في الإنسان ذاته، ولعل ما يوضحها الحسد وهو حقيقة لقوله صلى الله عليه وسلم: العين حق ولو كان شيء سابق للقدر لسبقته العين، الاستعانة بالأرواح الأرضية وهو الجن، التخيل والأخذ بالعيون والشعوذة أي مهر في الاحتيال ورؤية الشيء على غير حقيقته باعتماد خداع الحواس، سحر الآلات الهندسية ولعل ما يوافق ذلك كثير من الألعاب الحديثة، سحر الاستعانة بخواص الأدوية، سحر التعليق بالقلب ويسمى حاليا بالإيحاء، السعي بالنميمة والتقريب من وجوه خفية لطيفة.
أترى عزيزي القارئ أصبح الحسد والعين من السحر، والأغرب استعمال الآلات الهندسية واستعمال خواص الأدوية، وانظر إلى دجل آخر وهو سحر التفريق المزعوم وانظر بارك الله فيك كيف يكذبون على أتباعهم: قالوا: إن سحر التفريق يتضمن عدة طرق كلها تحمل الرجل على أن يكره المرأة ومنها: الربط وقد يكون للمرأة أو الرجل، فالربط عند الرجل يكون بتثبيط مراكز المخ المسئولة عن إطلاق الإشارات التنبيهية أو إفراز الهرمونات اللازمة والمصاحبة لعملية الإثارة الجنسية، فلا يتمكن الرجل من الانتصاب وهذا يكون بفعل خادم الساحر الشيطان، حيث يقعد الشيطان في أحد هذه المراكز، والفرق بينه وبين العجز الجنسي العضوي هو أن الذكر يتمكن من مجامعة إناث أخريات غير زوجته أو إحدى زوجاته، أرأيت سيدي القارئ إن الخيال حين يكون مقترنا بالعلم ينتج إبداعا، أما إذا كان مقترنا بالجهل فإنه ينتج الخرافة، وهاهي أنواع أخرى لسحر المرأة: سحر الانسداد وهو يحدث عندما يأتي الرجل زوجته يجدها كومة من اللحم الميت والذي لا يستطيع أن ينفذ إليها بالرغم من أنه منتصبا تماما، وبعد أن يزول عنه انتصابه يراها في حالتها الحقيقية، سحر برودة المرأة: عدم رغبة الزوجة في زوجها خاصة عندما يكون للزوج رغبة فيها، ولا يستطيع الولوج إليها ولكن بعد أن تذهب عن الزوج الرغبة تكون هي راغبة فيه، سحر البغض: وهو أن تكره المرأة زوجها وكل ما يتعلق به من ملابس وعطر وغيره مما يكون له علاقة بالزوج، وفي هذا النوع بالذات تطلب الزوجة الطلاق بدون سبب معين، سحر النزيف: ويكون أثناء الجماع حيث يشعر الزوج بالسخط على زوجته لنقاط الدم التي ينزف منها، ولكن ما أن يبتعد عنها يتوقف ذلك الدم، سحر التغوير: وهذا يحدث غالبا للعروسين حيث أن العريس يظن أن زوجته البكر ليست بكرا وهو قد يندرج في سحر التخييل أو الربط، سحر منع خطبة المرأة: وهو أن ترفض الأنثى كل من يتقدم لخطبتها دون سبب معروف، أو أن ترى كل من يتقدم لها في صورة قبيحة ويصحب ذلك شعورها بالقلق والأرق وعدم النوم وضيق وهم وصداع دون مرض عضوي، سحر العقم وهو نوعان عضوي وله أسباب معروفة والآخر هو ما نتحدث عنه هنا، وسببه الشيطان أو الجن الذي يرسله الساحر فهو قد يمسك الحيوانات المنوية بعد الإنزال، أو قد يتسبب للمرأة بنزيف فلا يحدث الاخصاب، ويمكننا أن نظيف الآن كل الأمراض المعاصرة التي تعاني منها المرأة وننسبه للسحر كسرطان الثدي مثلا، أو أمراض الرحم، وهات كل ما كان مجهولا فإن السحر هو مسببه، أتحسب بأن هذا التركيز الكبير على المرأة كان عبثا، كلا سيدي لأنهم يعلمون بأن المرأة التي تتبع دجلهم ستكون حتما جاهلة ولا علم لها، لأنهم قرروا منذ البداية بأن التعليم للذكر وليس لأنثى، وبالتالي فإن أي علة تصيبها سيقولون لها إنه السحر، ولا دواء لها إلا الرقية ثم أنت تعلم بقية الحاصل فلا داعي أن ألطخ قلمي بشهواتهم الحيوانية..
أنظر الآن كيف يكذبون على أتباعهم مرة أخرى ويدعون أمامهم بأنهم متعلمون، قالوا عن سحر التوهم أو التخيل: وهو ما يسميه أهل الطب الحديث الوسواس القهري وفيه يرى المرء أحلاما وكوابيس، وقد يرى أنه يسقط في هوة ويرى أحدا ما يهجم عليه في اليقظة وهذا طبعا من صنع الجني المرسل من طرف الساحر، ثم قالوا عن سحر الجنون: وهو ما يسمى في الطب بالانفصام، وهو أن الشخص يصاب فجأة بعدم التركيز ولا يهتم بشكله أو مظهره، وقد يتكلم عن شخص ما كثيرا حتى يشك الناس في تصرفاته ويقولون أنه قد جن، وهناك أنواع أخرى من السحر يتسبب في أمراض كثيرة، والمعروف منها على سبيل المثال لا الحصر، الصرع الذي ليس له سبب عضوي، الصداع، الشلل الجزئي أو الكلي تعطيل أحد الحواس، السوس ويسميه الأطباء السرطان، ومن أمراض السحر أيضا هو المس والتلبس وليس هناك فرق بينهما من ناحية التعريف غير أنه قيل أن الثاني يكون بفعل الساحر، أي أنه يرسل الجني ليدخل بدن المصروع.
المهم أن يدخل بعض المصطلحات العلمية في كلامه وانتهى الأمر، إنه الجهل المقدس سيدي القارئ، سأترك لك معرفة حقيقة هذه الأمراض الذي تكلموا عنها من المصادر العلمية وستعلم مقدار جهلهم واستهتارهم، وقال آخرون بأنه يوجد في الإنسان قوى تسمى القوة المتخيلة وهذه القوى هي التي تتصرف في الصور المحسوسة والمعاني الجزئية المنتزعة منها وتصرفها فيها بالتركيب تارة والتفصيل أخرى، مثال إنسان ذي رأسين أو عديم الرأس، وهذه القوة إذا استعملها العقل المفكر سميت مفكرة، كما أنها إذا استعملها الوهم في المحسوسات مطلقا سميت متخيلة، والتخييل الذي يتحدث عنه الباحثون في السحر يتم بواحد من طريقين: الأول أن يعمد الساحر إلى القوة المتخيلة فيتصرف فيها بنوع من التصرف ويلقي فيها أنواع من الخيالات والمحاكاة وصور مما يقصده من ذلك، ينزلها إلى الحس من الرائين بقوة نفسه المؤثرة فيه، فينظرها الراءون كأنها في الخارج وليس هناك شيء من ذلك. والحقيقة وللإنصاف أن الجزء الأول من كلامهم يحوي شيئا من الصحة لكن قولهم تدخل الساحر في تلك القوة والتي سموها بالمتخيلة فهذا الذي هو ضرب من التهويل والإفك عن حقائق العلوم، وسيأتي تفصيل الكلام في هذا الموضوع بالذات عندما نتلكم عن علم الإدراك.
والآن لنتكلم قليلا في مسألة السحر عقديا بعيدا عن الأدلة الشرعية، وتداعيات الإيمان بقدرة الساحر في التأثير على أعمال وأفكار وصحة وأرزاق الناس، والتي تؤدي إلى الشرك الصريح حتى قال بعض المعتزلة بأن من يقول بذلك ويعتقد به فقد كفر، وذلك لأن الاعتقاد بقدرة الساحر على ما يزعمون تستلزم أمرين إثنين، إما أن قدرة الساحر أعلى من قدرة الله لأنه يغير بسحره قدر الله وقضائه، أو أن تكون قدرة الساحر نفسها قدر الله وقضائه، أي أن الله قضى أن يقدر الساحر على أن يضر بسحره وهذا مناقض لقوله تعالى في الآية 81 من سورة يوسف: "ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين". وإلا فإن أي ضرر يكون قد قدره الله لا يكون حينئذ سحر وإنما يكون فعلا كباقي أفعل العباد التي تسبب الضرر.
كما أن السحر يلعب دورا مناقضا لعدل الله في الحساب، لأن الساحر إن قدر على إيذاء شخص ما وجعله تاركا للصلاة مثلا، فإن هذا الإنسان لا يعاقب لأنه لم يفعل ذلك باختياره وإنما بسبب السحر، وهل سيحاسب الساحر على أفعال المسحور؟؟ وذلك يناقض أيضا قوله تعالى في الآية 38 من سورة المدثر: "كل نفس بما كسبت رهينة"، أم أنه يرفع القلم عن المسحور ويناقض الحديث النبوي الشريف الذي استثنی فيه أشرف الخلق من التكليف ثلاثة وهم: المجنون حتى يعود له عقله والنائم حتى يفيق و الصبي حتى يحلم، ولو أردنا أن نواصل تحليلنا لزيف عقيدة الإيمان بالسحر لملأن مئات الصفحات، لذلك سنكتفي بالذي سقناه عليك ونترك لك الباقي لكي تشغل عقلك فيه حتى يتبين لك الحق من الباطل.
بهذا القدر سنكتفي أخي القارئ لنترك ما تبقى لنا من الكلام عن حقيقة السحر في الإسلام إلى ثلاث مقالات أخرى سأتيك تباعا، الأولى سنفصل فيها المقام فيما زعموه بأن النبي صلى الله عليه وسلم سحر، الثانية عن المس والتلبيس والثالثة عن الرقية الشرعية، ثم ستأتيك المفاجأة الكبرى عن حقائق السحر من أكبر كتبه فلتبقى معنا..



#بلحسن_سيد_علي (هاشتاغ)       Bellahsene_Sid_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا أومن بالسحر (6) تفسيرات معاصرة للسحر
- لماذا لا أومن بالسحر (6) بعض المحاولات لتفسير السحر
- محاكم تفتيش الجزائر الجديدة
- لماذا لا أومن بالسحر (5) طقوس السحرة
- لماذا لا أومن بالسحر (4) علاقة السحر بالدين والعلم واللغة
- لماذا لا أومن بالسحر (3) علاقة السحر بالطب عبر التاريخ
- لماذا لا أومن بالسحر (2) أصل السحر ونشأته من القرآن
- لماذا لا أومن بالسحر (1) تاريخ السحر وكيفية تطوره عبر العصور
- شبابيك الدين تعود من جديد
- بربر أم عرب
- الثقافة في الجزائر ودوامة الحزبية والتفاهة والاستحمار.


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - بلحسن سيد علي - لماذا لا أومن بالسحر (8) موقف الإسلام الصحيح من السحر