أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبدالله عطية شناوة - بعد الانتخابات المقبلة .. السويد إلى أين؟














المزيد.....

بعد الانتخابات المقبلة .. السويد إلى أين؟


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7000 - 2021 / 8 / 26 - 20:46
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


تتجه ميول الرأي العام في السويد تدريجيا، ودون توقف نحو اليمين. ولا يحول دون تمكن الأحزاب اليمينية من تولي الحكم في البلاد سوى خلاف حول الموقف من حزب ذو جذور عنصرية، هو ((حزب ديمقراطيي السويد))، المعروف بتوجاته المعادية للأغراب، وقد تطور هذا الموقف من الرفض التام لأشراك ذلك الحزب في رسم التوجهات السياسية للبلاد، الى قبول ثلاثة أطراف من أحزاب كتلة يمين الوسط الأربع بالتفاوض معه حول تلك التوجهات. ولم يعد يتمسك بعزل ((ديمقراطيي السويد)) سوى حزب واحد هو(( حزب الوسط)) برئاسة أنيا لوف الذي يمتلك 31 مقعدا من مقاعد البرلمان الـ 349. والذي بفضل أصواته تمكن إئتلاف الحمر والخضر المكون من حزبي ((الديمقراطي الاجتماعي)) و ((البيئة)) من مواصلة الحكم خلال السنوات السبع الماضية، وقد شاركه هذا الموقف الحزب الليبرالي، الذي تخلى مؤخرا عن دعم الحكومة التي يرأسها رئيس الحزب الديمقراطي الاجتماعي ستيفان لوفين.

دعم الوسط والليبرالي لأئتلاف الحمر والخضر لم يكن مجانيا بالطبع، فهو مقابل تبني حكومة الإئتلاف سياسات تقترب من سياسات اليمين، وتعزل ((حزب اليسار)) وريث الحزب الشيوعي، والداعم التقليدي للإئتلاف. وقد ارتضى اليسار حالة العزل على مضض، لفترة طويلة حتى فاض به الكيل عند تبني الحكومة قانونا يطلق أيادي شركات العقارات السكنية في تحديد أسعار إيجارات المساكن. فأعلن قبل شهرين أنه لن يرتضي دور ممسحة الباب، وصوت الى جانب أحزاب اليمين في سحب الثقة من حكومة الأئتلاف، مما تسبب بأزمة وزارية أنتهت بتجميد القانون الذي أعترض عليه، وكذلك بتخلي الحزب الليبرالي عن دعم حكومة لوفين التي تمكنت من العودة للحكم بفارق صوت واحد لنائبة مستقلة من أصول كردية.

لوفين أنهك على مدار السنوات السبع الماضية في محاولات أمتصاص الضغوظ التي يتعرض لها من داعمي حكومته من جهتي اليمين واليسار، وأعلن قبل أيام أنه سيستقيل من رئاسة الحزب الديمقراطي الاجتماعي، وبالنتيجة من رئاسة الحكومة في مؤتمر حزبه المقبل في تشرين الثاني ـ نوفمبر، ليتيح للحزب أختيار رئيس جديد يقوده في المعركة الأنتخابية المقبلة في أيلول ـ سبتمبر 2022.

خليفة لوفين سيتعين عليه الحصول على تجديد للثقة بحكومته، ولن يتمتع بأية حرية في رسم سياسات البلاد في ظل ذات الأستقطابات البرلمانية الصعبة. وريما ستكون مهمته الأساسية تحسين وزن حزبه في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وإرساء تحالفات تضمن له أغلبية مريحة. غير أن هذه مهمة بالغة الصعوبة، مع التزايد المستمر في كتلة ناخبي حزب ((ديمقراطيي السويد)) التي يتوقع أن تزيد عن العشرين بالمئة من مجموع الناخبين، منافسا بذلك أكبر أحزاب يمين الوسط حزب تجمع المعتدلين. ومع ما تظهره استبيانات معاهد سبر الرأي العام، من أن التغيرات التي تجري على تلك الميول لا تشمل تغيرات كثيرة في الأنتقال من وإلى الكتلتين الكبيرتين، وأنما تنحصر في أطار الكتلة الواحدة. أي أن ناخبي حزب ما، عند استيائهم من سياساته، لا ينتقلون الى تأييد حزب من أحزاب الكتلة المنافسة، بل الى تأيييد حزب من أحزاب الكتلة التي ينتمي إليها الحزب الذي كان مفضلا لديهم. ولهذا فأن زيادة ناخبي حزب اليسار مثلا، تتم على حساب الحزب الديمقراطي الاجتماعي، ولا تغير شيئا في وضع عموم كتلة اليسار، ولا تزيد من حظوظها. وفي المقابل فأن المستائين من سياسات حزب تجمع المعتدلين، يمنحون أصواتهم الى حزب ((ديمقراطيي السويد)) القريب من كتلة اليمين.

وفي حال تواصل ميل الناخبين السويديين الى اليمين، وتواصل ميل أحزاب يمين الوسط ألى أنهاء عزل حزب ((ديمقراطيي السويد)) واستيعابه في تفاهمات معينة، وتراجع حزب الوسط عن موقفه الحازم من الحزب ذو الجذور العنصرية فسيتمكن تحالف اليمين أو ما كان يسمى بـ ((التحالف البرجوازي)) المخلخل حاليا، من تشكيل الحكومة التي تلي الانتخابات المقبلة بأغلبية برلمانية مريحة.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ((معالجة)) الهوان بتزوير النسب
- معضلة القراءة
- علمانيون يدعمون قوى الظلام والإرهاب
- المقولة الذرائعية: (( لهم ما لهم وعليهم ما عليهم )) !!!
- الچراوية أكثر أصالة من العقال
- نحن وعقائدنا
- محاولة لإنصاف صدام حسين
- نحو دراسة علمية لتأثير الفكر الديني على الأنسان
- عين واحدة لا تكفي لرؤية التأريخ على حقيقته 2
- عين واحدة لا تكفي لرؤية التأريخ على حقيقته
- هل فات الأوان؟
- مكمن الضعف في الفكر القومي العربي
- عبدالناصر والجماهير
- ((المجد لثورة 14 تموز 1958 وقادتها الأماجد))
- هل كان سلام عادل نصيرا للملكية؟
- غليان الإسفلت
- من هم حكام العراق الحقيقيون؟
- قراءة مختلفة لوجه تموز الأول
- خطر التورط بالفساد لا يستثني أحدا
- أهلا بالشباب !!!


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبدالله عطية شناوة - بعد الانتخابات المقبلة .. السويد إلى أين؟