أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - ثماني نقاط مفصلية حول هزيمة الولايات المتحدة في افغانستان















المزيد.....

ثماني نقاط مفصلية حول هزيمة الولايات المتحدة في افغانستان


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 7000 - 2021 / 8 / 26 - 10:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للليسار عبرة ومأزق يجب تجاوزه .. مقاومة شعبية تقودها حركة متخلفة تهزم الامبراطورية!
ث


نشر الكاتب اليساري الأميركي باول ستريت مقالة في 24 أب الحالي بالعنوان "ثماني نقاط مفصلية حول هزيمة الولايات المتحدة في أفغانستان" تناول فيها مغزى هزيمة الولايات المتحدة في أفغانستان، ومفارقات الصراع في افغانستان والعراق عقب تفجيرات الحادي عشر من أيلول 2001. فيما يلي ترجمة لمقتطفات من المقال:
إن الهزيمة المذلة للامبراطورية الأميركية في أفغانستان -مضافا اليها " الصور المكررة " للهرب المتشنج بطائرات الهيليوكبتر عن سطح السفارة الأميركية، كما حدث في سايغون عام 1975ينصب مأرقا لليسار المناهض للامبريالية.علينا دوما ان نرحب ونحيي انتكاسات الامبراطورية التي تضطهد شعوب الأرض بشبكة كونية هائلة من القواعد العسكرية والقوات المرابطة خارج الولايات المتحدة، وكذلك النهب المتواصل للثروات الطبيعية والبشرية. لا نريد "الموت لأميركا"التي يقطنها مئات ملايين البشر العاديين والمضطهَدين ْ، الذين لم يستشاروا قط بصدد السياسات الخارجية لبلادهم؛ لكننا نرغب الموت للامبراطورية الأميركية ، التي تغذي وتعزز اللامساواة والاضطهاد الهائلين في الداخل كما في الخارج.
رغم هذا كله ، ومع احترام المناظرة بين هرب الولايات المتحدة، والذنَب بين الساقين، من أفغانستان. فالحدث مغاير لسابقه في سايغون. يمكن ليساري مناهض للامبريالية( وكل اليساريين الجادين مناهضون للامبريالية) أن يرحب بسقوط سايغون بقليل من المشاعر المختلطة . فجبهة التحرر الوطني الفيتنامية كانت منظمة ثورية بطولية خاضت نضالا وطنيا مشروعا ضد قوة عظمى لا ترحم قتلت ما بين 3و5 ملايين إنسان في بلدان جنوب شرقي آسيا خلال الفترة 1962- 1975. كانت هزيمة امبرطورية إجرامية على يد مقاومة بارزة خاضتها امة زراعية صغيرة أعظم حدث يستحق التقدير . ونفس الأمر ينطبق على ثورة كوبا بقيادة كاسترو وتشي غيفارا.
اما عودة طالبان الى الحكم فأمر مختلف. لن تتجذر في أفغانستان حركة يسارية ملتزمة بالقيم الإنسانية بين صفوف الجهاديين الرجعيين ، الذين يضطهدون النساء بوحشية ، ويقتلون المدنيين العاديين ويفرضون إيديولوجيا متخلفة سلفية وإقطاعية جديدة تبرر القتل والبطش.
وهذا يحيل من الصعب التقبل الصريح لهزيمة اميركا في أفغانستان. ذلك أن الحكومة الأميركية وكذلك الميديا بمقدروها التشهير بقسوة الجرائم المقترفة على أيدي السلفيين، كي تشجع شرائح الطبقة الوسطى الأميركية على تصنيف الامبراطورية الأميركية ذات أهداف "إنسانية"بما في ذلك نشر الديمقراطيةوحقوق النساء والتعددية وحكم القانون. فكيف نمتثل حقا للمبادئ المناهضة للامبريالية ولا نبدو متحالفين مع جهاديين متخلفين مثل طالبان. لتجاوز المأزق يتوجب التمسك بثماني نقاط أساسية:
الأولى، يتبين من النظر الجاد في سجل الامبراطورية الأميركية بدون أي ظلال من شك أن الولايات المتحدة زرعت بقوة التطرف الإسلامي السلفي ومولته وجهزته بالأسلحة والمعدات في إطار الحرب الباردة . طالبان والقاعدة تربية العم سام الى حد كبير.
والثانية ، الولايات المتحدة لا تتدخل في الشئون الداخلية للبلدان الأجنبية لأغراض إنسانية. حقاتغطي تصرفاتها العدوانية بأهداف إنسانية؛ العم سام يتوجه بنوايا استراتيجية امبريالية ، تشمل إنزال العقوبات بكل دولة تتجرأ على مقاومة اوامر ه، ومن ثم تشجع دولا وشعوبا أخرى على رفض الأوامر الأميركية. إن رغبة الولايات المتحدة الانتقام العنيف ممن تجاسروا في 11 أيلول 2001على غزو أراضيها (ويا للسخرية تبين أنهم رعايا السعودية)كانت المبرر لغزو أفغانستان. والحرب على افغانستان هبطت بسرعة الى قرار واشنطون بالهجوم على العراق الغني بالنفط، وجرى تغليفه بنوايا إنسانية ترمي الى نشر الديمقراطية.
والثالثة ، للولايات المتحدة سجل طويل بدعم ، بل وفرض أنظمة رجعية في أنحاء العالم ، بما في ذلك بلدان نصف الكرة الغربية، الأمر الذي يدفع المراقبين الجادين للتشكيك في ادعاءات الحرص على حقوق الإنسان والسلوك السوي للحكومات في الخارج.
والرابعة، بدءا من قمع ثورة الفيليبين بصورة دموية في عشرينات القرن الماضي ، ثم الحروب العدوانية ضد دول أميركا الوسطي في عقدي العشرينات والثلاثينات والمذابح الدموية في كوريا وجنوب شرقي آسيا والعراق دفعت الولايات المتحدة شعوب العالم الى المقاومة المستدامة للهيمنة الامبريالية. ونشرت مجلة أتلانتيك مؤخرا مقالة كتبها إيان فريتز، المترجم السابق للقوات الجوية الأميركية، وشارك في 99 مهمة جوية استهدفت جهاديين أفغان ما بين 2008 و2013 أشار فيها الى دور الهجمات العسكرية في تنشيط المقاومة الشعبية للغزاة. كتب فريتز:
قبل عيد ميلادي الثاني والعشرين بأيام راقبت النفاثات المقاتلة تسقط 500 رطل من المتفجرات وسط معركة أحالت عشرين رجلا الى غبار . رحت أنظر في المشهد المليء بالحفر بدل البشر ، سمعت صوتا ، واعتقدت أننا بالتأكيد قتلنا ما فيه الكفاية . لم نقتل ؛ فعندما وصلت مروحيتان سمعت مقاتلين أفغان يصرخون ، " استمروا في إطلاق النار ، سوف يتراجعون". رأيت ستة أميركيين يموتون ومقابلهم مائة ضحية من الأفغان ذلك اليوم..كانت تلك اولى مهماتي في أفغانستان". وأضاف فريتز:" وأخير ا تيقنت أن كل قنبلة أميركية تسقط تدفع المزيد من الشبان الأفغان للمقاومة. عادوا الى بيوتهم في قرية مجاورة ، وليس على مبعدة ستة آلاف ميل من حدود الوطن .
وكتب المؤرخ اليساري تيري ثوماس:
الحقيقة الوجودية للحرب أنك تغزو بلدا ناس آخرين: وطنك يبعد آلاف الأميال ، بينما وطنهم في القرية المجاورة .تقصف القرية فتغضبهم وسينهضون لمحاربتك. وبغض النظر عن ما تنفقه من أموال أو عدد القنابل التي تقصفها ، والدعاية التي تقدمها لتبرير الأعمال المشينة، فوطنك يبعد ستة آلاف ميل ، بينما بيت المقاوم موجود في القرية المجاورة؛ ببساطة يقوي التزامهم بالمقاومة ، بغض النظر عن تقييمك لأفكارهم.
حقا ففي قرية بولا بولوك ، حيث قتل الأميركيون 130مدنيا في أيار 2009 ، ضمت قائمة القتلى عشرات الأطفال ، لملم القرويون أطرافهم في عربة يد وهم يبكون؛ ثم ألقى الرئيس باراك أوباما اللوم على قنابل "طالبان"، كما كتبت نيويورك تايمز في 6أيار 2009.
والنقطة الخامسة مفادها ان من المستحسن لنا ، نحن اليسار الراديكالي ، ان تدفع القنابل الأميركية المزارعين الأفغان للانضمام الى حركات اشتراكية او شيوعية ؛ غير أن امبريالية الولايات المتحدة قد كرست الجهد لسحق الاشتراكية والشيوعية كقوة كونية؛ وأحرزت نجاحات في مسعاها بدعم لم يكن صغيرا من جانب الطبقات الحاكمة في الأقطار الأخرى. اقترفت أخطاء حاسمة من قبل زعماء الأنظمة الاشتراكية في روسيا والصين وفي أمكنة أخرى . برزت السلفية الإسلامية في الفراغ السياسي والاقتصادي الذي تركته هزيمة الامبريالية الأميركية للقومية العلمانية في العالم الثالث والعالم الإسلامي.
والسادسة ، لا تتوفر فرص لقوى اليسار والتقدم لان تتحدى الجهاديين في أفغانستان إلآ من خلال قطع دابر الامبرطورية الأميركية التي قدمت أفعالها الدموية المشروعية لطالبان ، في ضوء نضالها الطويل ضد الوجود الإجرامي الأميركي. حينئذ ستكون طالبان أحد عوامل اللامساواة والقهر بدرجة اعظم مما تلحقه القوات الأميركية لو بقيت داخل " مقبرة الامبراطورية".
والسابعة، تسقط شرعية تمظهرات الولايات المتحدة بالانسانية والديمقراطية ليس فقط بسبب سلوكها في الخارج ، إنما أيضا بسبب طبيعة مجتمعها وحكومتها في الداخل. ليست الولايات المتحدة موئلا بارزا للديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتعددية وحقوق الإنسان؛ إنها بصورة متوحشة مثال اللامساوة وحكم الأثرياء البلوتوقراطي، وأوليغارشية الشركات الكبرى وتفوق العرق الأبيض والحجز الجماعي داخل السجون للملايين من شعبها وبالأخص للرعايا غير البيض المحكومين بالفقر المدقع. تتعرض حقوق النساء لهجوم فاشي بشع في العديد من الولايات . كما تتعرض للهجوم الفاشي أيضا حقوق المعلمين في ذكر الحقائق الأساس حول تاريخ الولايات المتحدة وحق نشطاء الحقوق المدنية في الاحتجاج ضد توحش الشرطة. الولايات المتحدة عملاق مسلح حتى الأسنان وقلعة إطلاق نار مدججة بأسلحة هجوم عسكرية . هي موبوءة بعنف ينطلق بلا روح موسوق بفاشية مسيحية تدعم التوسع المبيد للأجناس بوباء قاتل .
كل هذا الجنون والاضطهاد متشابك جدليا على مستويات عدة مع تكلفة الامبراطورية الأميركية وقدرتها في الخارج . الولايات المتحدة تضم أكبر عدد وأعلى نسبة من السجناء ، ولديها أشد توزيع للثروة إجحافا ، لدرجة ان الواحد بالمائة الأغنى يملكون ما يملكه التسعون بالمائة في الحضيض؛ وهذا لا يجيز لها ان تبلّغ الدول الأخرى كيف تنظم حيواتها ومجتمعاتها بالانسجام مع القيم الإنسانية والديمقراطية والتقدمية.
أما الثامنة، فمفادها أن طالبان مرعبة تقدم مثالا ونموذجا كونيا جيدا بمعنى واحد : إنها تظهر من جديد ( مثلما أظهر الفيتناميون والكوبيون ما بين 1959 و1975) أن بالامكان إلحاق الهزيمة بقوة عظمى حتى على يدي شعب صغير وفقير من خلال مقاومة شعبية. وهذ على أقل تقدير ما يمكن ويجب أن تستلهمه الحركات غير الرجعية والشعوب في أرجاء المعمورة . مافيا العم سام ليست هي الإله بقنابلها التي تزن خمسمائة رطل وبشبكة قواعدها؛ يمكن إجبارها على الرحيل و على كل من يربط نفسه بالوحش الامبريالي داخل الدول المحتلة أن يتعظ: الولايات المتحدة سوف تتخلى عن العديدين من المتواطئين معها والمتحالفين، أن لم يكن معظمهم، داخل الأقطار التي تحتلها وتتركهم تحت رحمة القوى التي أجبرتها على الرحيل.
ليست الجهادية الرجعية هي التي وجهت الضربة للعم سام في أفغانستان ؛ بل المقاومة الشعبية.وعلى قوى اليسار في الداخل وعلى الصعيد العالمي ان تعيد تجميع الصفوف وتنتشر وتمتلك القوة باٍساليب تعيد دور القوة القائدة في مناهضة الامبريالية في العالم للاشتراكيين التقدميين وللشيوعيين ، وليس للجهاديين الرجعيين .



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجذور الاجتماعية التاريخية لأزمة اليسار
- الثقافة والهوية( 3من3)
- الثقافة والهوية(2من3)
- الثقافة والهوية في تطور وتبدل دائميين (1من3)
- حاضر يستحضر الماضي .. وأخيرا
- حاضر يستحضر الماضي -6
- حاضر يستحضر الماضي-5
- حاضر يستحضر الماضي-4
- حاضر يستحضر الماضي-3
- حاضر يستحضر الماضي
- الحاضر يبعث الماضي لأداء الشهادة
- الصهيونية تفقد بالتدريج احترام شعوب العالم
- منظمة التحرير متبوع ام تابع؟ -2
- منظمة التحرير الفلسطينية ..تابعة أم متبوعة؟
- و حدة العمل الفلسطيني تتوطد عبر التركيز على تحطيم الأبارتهاي ...
- إسرائيل إحدى مكونات الامبراطورية العالمية
- الصهاينة تعاونوا مع النازية وأسهموا في صناعة الهولوكوست
- المقاومة الفلسطينية .. آفاق واعدة وحقول ألغام
- ليس من حق الأبارتهايد الدفاع عن النفس
- يمكن ، بل يجب شكم النزعة العدوانية الإسرائيلية


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - ثماني نقاط مفصلية حول هزيمة الولايات المتحدة في افغانستان