أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - منظمة التحرير متبوع ام تابع؟ -2















المزيد.....

منظمة التحرير متبوع ام تابع؟ -2


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 6948 - 2021 / 7 / 4 - 11:55
المحور: القضية الفلسطينية
    


معطل حتى إشعار آخر


في كنف نظام أبوي لم تتم ورشات عمل تطلق الطاقات الثورية للجماهير وتغني نشاطها العملي للتغيير وتغتني بمنجزاته. أسفر تجميد الحراك الشعبي عن تعطيل دينامية التحرير، نظرا لاندماج التحرر من السيطرة الأجنبية بتحرير الجماهير من القهر والهدر المزمنين، وزجها في الحركة الشعبية الديمقراطية الواعية ورفد تفكيرها برؤية علمية تضيق حيز الخرافة والجبرية في التفكير وتضوي مسيرتها على درب التحرر والتقدم. حذر مصطفى حجازي، وهو باحث في التخلف - ميدان النفسية الاجتماعية- حذرفي كتابه "الإنسان المهدور " من أن" ألإنسان العربي يقف أمام احتمالين: استمرار الضياع في المتاهة ليتحول الى فضلات بشرية والانضمام الى الفئات المستغنى عنها ؛ او التخلص من هوية الفشل وارتهاناتها وبناء هوية النجاح تتمثل في وجود مليء ذي معنى يتصف بالتمكن وحسن الحال".
الكتاب، شأن مؤلف الشرابي ، تعرض لمؤامرة صمت؛ فقد ادانا جميع الأنظمة العربية المحدثة، بالتسبب بالهزائم وإجهاض التنوير. التخلف حسب تقدير شرابي، "يكمن في أعماق الحضارة الأبوية المستحدثة ويسري في جميع أطراف بنية المجتمع والفرد، وينتقل من جيل لجيل كالمرض العضال ؛ وهو أيضا مرض لا تكشف عنه الفحوص وتعجز عن تفسيره الأرقام والإحصاءات ؛ إنه حضور لا يغيب لحظة واحدة عن حياتنا الاجتماعية، نتقبله من غير وعي ، ونتعايش معه ونتقبله كما نتقبل الموت، نرفضه ونتناساه في آن". تمركز التخلف داخل منظمة التحرير الفلسطينية, كما تمركزت جميع أعراض الأبوية في أجهزتها.
النظام الأبوي يفضّل الولاء على الكفاءة؛ استغل الوصوليون والانتهازيون وعملاء الاستخبارات الأجنبية ، خاصة الموساد، هذه الطبيعة المتخلفة، وبالولاء الزائف أمكنهم التغلغل في أجهزة السلطة الأبوية وشغلوا مراكز حساسة في جميع الأقطار العربية. أشاعوا قيم الفساد والترهل والعطالة في اجهزة الدولة . حسب توصيف شرابي. نظام السلطة الحقيقي هو نظام وجاهة ومكانة، بدلا من اتخاذ السلطة موقعا للخدمة يحولها إلى وسيلة لتعزيز النفوذ الذاتي ونفوذ العصبية التي ينتمي إليها، والتي كان لها الفضل أساسا بوضعه في هذا المنصب . وتتحول علاقات السلطة داخل المؤسسة، بالتالي إلى علاقات نفوذ بدلا من أن تكون علاقة أداء وظيفي. " المثقف الأبوي مستحدث وظيفته الولاء ودعم النظام ، ولا يحفل بمهمة التغيير المتطلبة ثقافة عملية وقدرة تخطيط وتنظيم. الثقافة لدى المثقف الأبوي وسيلة نفوذ وهيمنة"، "
هكذا تحل علاقات الولاء محل علاقات الأداء... يغدو المنصب وكأنه ملكية خاصة. والنتيجة إشاعة السخط بين الجماهير وتوسيع عزلة السلطة والحط من هيبتها . لم يتورع نتنياهو ، إثر نجاحه الانتخابي عام 1996، وتشكيل الحكومة عن إعلان ازدرائه للفلسطينيين، قال انه لن يعيرهم أدنى اهتمام . وبالفعل أعترفت فتح في بيان لاحق انها تفاوضت على قضايا وتوصلت ثلاث مرت الى اتفاق حول القضية الواحدة ولم ينفذ الاتفاق.
خلاصة القول ان منظمة التحرير الفلسطينية فقدت حيويتها وكيانها كمؤسسة تحرير اجتماعي وقومي، فلا هي سلطة سياسية مستقلة ولا هي مجتمع مدني؛ اقتصر دورها كيانا هلاميا له تمثيل مراقب بالهيئة الدولية ، قبل أن يستبدل بدولة غير مكتملة العضوية.
تزامن صدورالترجمة العربية لكتاب شرابي عام 1992 بظهور نتائج التنقيب الأثري بفلسطين تدحض الرواية الصهيونية. في أسار النظام الأبوي لم تحفل القوى الفلسطينية كافة بهذه النتائج، ولم تتسلح بمضامينها لدفع أكاذيب نتنياهو والحركة الصهيونية. أصدر توماس طومسون كتابه " التاريخ المبكر لشعب إسرائيل من المصادر الأركيولوجية المدونة" عام 1992، كشف فيه بجرأة " إن مجموع التاريخ الغربي لإسرائيل والإسرائيليين يستند إلى قصص من العهد القديم تقوم على الخيال". تعمد إفساد الزفة المقامة حينذاك حول توحيد القدس. فصل العلّامة من وظيفته الأكاديمية.
أطرى مضمون الكتاب عالم الآثار كيث وايتلام في مؤلفه النفيس حامل الدلالة " اختلاق إسرائيل القديمة شطب التاريخ الفلسطيني" ، أجمل نتائج التنقيب الأثري بمعزل عن حكايات التوراة، و استندت الى منهجية العلم . لم تدخلها السياسات العربية في برامجها السياسية وتجاهلتها الثقافة الوطنية. ظهر عام 1996 كتاب اوايتلام، تحت عنوان صارخ الدلالة "اختلاق إسرائيل القديمة شطب التاريخ الفلسطيني" ، كشف التلاعب الاستشراقي – الصهيوني بالتاريخ الفلسطيني. ترجمت الكتاب سحر الهندي ونشرعام 1999 في العدد 249 من عالم المعرفة". أطبق الصمت حول الكتاب وتم إغفاله . في ذلك العام أصدر المحافظون الجدد بالولايات المتحدة تقريرا قدموه لنتنياهو وهو يستعد للانتخاب . في الحال تجاوب نتنياهو وضمنه برنامجه الانتخابي وخططه العملية كرجل دولة ينفذ توصية التقرير الرئيسة: عدم لانسحاب من الضفة ورفض الدولة الفلسطينية . راح نتنياهو يطور مشروع الاستيطان ويرفع وتيرة العداء العنصري لشعب فلسطين، ويتوعد أنصا ره بتهجير أصحاب الديار قسرا خارج وطنهم .
أما رجال السلطة والمعارضة المزعومة فلم يوظفوا معطيات العلم في نقض الرواية الصهيونية. لم ينقض العرب ، أنظمة وحركات شعبية، الرواية الصهيونية بمعطيات العلم، ولم يخاطبوا بها الرأي العام العالمي في الغرب، حيث حكايات التوراة تشكل جانبا من ثقافتهم.
وتعرض لعنت شديد البروفيسور شلومو ساند، أستاذ التاريخ القديم بجامعة تل أبيب، توصل في كتابه "اختراع الشعب اليهودي"، الى أن اليهود لا ينتسبون لعرق واحد تمتد جذوره في فلسطين وظل متمسكا بالعودة الى "وطن اليهود التاريخي". اكد ساند أن "مركزية الخرافة التاريخية التوراتية كامنة في الهندسة الإيديولوجية الصهيونية، وفي اللاهوت المتمسك بصنمية النصوص، وكذلك في اعتبارات الاستراتيجية الامبريالية، وفي التعبئة الإيديولوجية المكثفة لأجيال من المسيحيين المخدوعين بسياسات الامبريالية والمتحمسين لحروبها العدوانية".
الماركسية تغتني بمعطيات العلوم الطبيعية والاجتماعية ، خاصة حين يلتزم البحث بالمادية الجدلية، ويشغل التجريب العلمي جانبا من الجهد البحثي. البحوث العلمية في الاجتماع البشري او في الطبيعة ذخيرة فكرية للماركسيين يمكنهم تطويرها لتضوي النشاط السياسي المحول للواقع. الدراسات العلمية في موضوع التخلف الاجتماعي بجوانبه التربوية والنفسية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية في ميدان التراث الإسلامي دعمت رؤية شرابي للتحرر الإنساني من التخلف متعدد الجوانب. بما أن التغيير الاجتماعي ينجز بالجماهير لمصلحة الجماهير ويتكرس بحراسة الجماهير الواعية والواثقة انها صاحبة الحق في تقرير المصير الوطني، فعلى عاتق دعاة التغيير الاجتماعي تقع مسئولية تحرير الجماهير من الاستلاب وتحصين مناعتهم النفسية .
حسب تاكيد حجازي،"فقط المناعة التي توفرها المستويات العليا من الصحة النفسية هي القادرة على المرونة العالية واللياقة التكيفية، والفاعلية في مواجهة التحديات والشدائد". تتمثل الصحة النفسية في صحة الوظائف الحيوية وعملها بكامل طاقتها على مختلف الصعد؛ كما تتمثل الصحة النفسية النمائية في مشروع وجود متنام ومتجاوز لذاته على الدوام على مستوى الوظائف والأداء والانتماء[315]. يجب أن لا نمل التكرار بأن النضال لا يتم نيابة عن الجماهير، إنما بها وبمشاركتها الفعالة، وبحمايتها لكل منجز يكسبه النضال. ومن غير الجائز إكراه الجماهير؛ فشل التربية السياسية وإغفال التثقيف المتواصل عبر النشاط العملي يغري بعض العناصر على إكراه الجماهير للمشاركة في إضراب أو مظاهرة أو حملة وطنية. التثقيف السياسي مهمة على عاتق قوى التغيير الاجتماعي ، وهي تنطوي في المرحلة الراهنة على أهمية اولية نظرا لتدفق ثقافة الليبرالية الجديدة تحمل ثقافة الكراهية والقسوة والعنصرية والجريمة المنظمة وتفوق البيض، كل ذلك لتسهيل هجوم الاحتكارات تفترس الاقتصادات الوطنية وتحصل الأرباح الأسطورية، والخروج مخلفة الفقر والبطالة في المجتمعات المنكوبة، حيث ينهمر سيل الهجرات عن الوطن.
والمفارقة المؤسية أن يخاطر باحثون أثريون لينقضوا حكايات التوراة المفبركة إثر مكابدة علمية شاقة ، تعرضوا إثرها لعقوبات قاسية، منها الفصل من الوظيفة الأكاديمية وغلق أبواب العمل في المؤسسات الرأسمالية؛ هذا بينما يقصر أصحاب الحق عن نفض الأغبرة عنها والانتفاع منها في مقاومة أخطار وجودية محدقة. الضرورة ملحة لأن يعيد السياسيون العرب والفلسطينيون ، الموالاة والمعارضة، وكذلك المثقفون نشر مؤلفي شرابي و كيث وايتلام وغيرهما من البحوث في العلوم الإنسانية وإدخالها في التقافة السياسية، والاسترشاد بمضامينها في حملة التغيير الاجتماعي ونقل المجتمع الفلسطيني وكل المجتمعات العربية الى فضاءات الحضارة الإنسانية.
يتنامى توليد طاقة الحراك الشعبي باضطراد تشحنه بالوعي وترشيد النظرية الثورية تمارسها حركةٌ ثوريةٌ . تستدعي الضرورة حزبا ثوريا مولد طاقة –دينامو- يطرح ثقافة عملية على الجماهير المتطلعة لتغيير أوضاعها ويشحنها بآمال النصر. في هذه الأجواء يتصدر اليسار الحركة التقدمية ويعيد لمنظمة التحرير دورها القيادي .
المواد الفكرية جاهزة لتخرج اليسار من حيرته وارتباكه. لم يتبق غير مبادرة قيادات اليسار لنفض الكسل الذهني واستئناف البحث في الجديد الطارئ في الحياة الدولية وفي المعرفة. فالتصدي لهجوم الليبرالية الجديدة وثقافتها اللاإنسانية المتواصل منذ نصف قرن، حيث ازاحت الليبرالية القديمة ومؤسسات المجتمع المدنيمن الوجود. ثقافة التحرر الإنساني تضطلع بمهمة حماية جماليات العقل والذود عن إنسانية البشر وضمان حقهم في الحياة الآمنة والتطور الوطني المستقل.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منظمة التحرير الفلسطينية ..تابعة أم متبوعة؟
- و حدة العمل الفلسطيني تتوطد عبر التركيز على تحطيم الأبارتهاي ...
- إسرائيل إحدى مكونات الامبراطورية العالمية
- الصهاينة تعاونوا مع النازية وأسهموا في صناعة الهولوكوست
- المقاومة الفلسطينية .. آفاق واعدة وحقول ألغام
- ليس من حق الأبارتهايد الدفاع عن النفس
- يمكن ، بل يجب شكم النزعة العدوانية الإسرائيلية
- مع أدب السجون في فلسطين- سردية الخرزة لمنذرمفلح
- ماذا يحمل قطار المصالحات حين يعبر الأراضي الفلسطينية؟
- لماذا وقعت على بيان القدس حول اللاسامية
- بيان القدس حول اللاسامية
- اليسار والتغيير الاجتماعي
- مل خادع في التوجه السياسي للقيادة الفلسطينية
- اليسار والحراك الشعبي
- اليسار وبناء الاقتدار المعرفي لجميع الشرائح الاجتماعية
- محمود شقير .. حياة ثقافية مكثفة
- اليسار مطالب بإ نجاز ثورة ثقافية قوامها معطيات علوم التخلف ا ...
- كيف تراخت قبضة اليسار عن التطورات المحلية
- أزمة اليسار.. أزمة حركة التحرر والتقدم
- تعديل ميزان القوى المختل أولاً


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - منظمة التحرير متبوع ام تابع؟ -2