أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - حاضر يستحضر الماضي-4















المزيد.....

حاضر يستحضر الماضي-4


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 6962 - 2021 / 7 / 18 - 15:25
المحور: القضية الفلسطينية
    


تقليص دور الثقافة مع تضخيم أجهزة الرقابة
طرأت صعوبات مالية على الحزب فأصدر قرارا بوقف إصدار صحيفة الطليعة !! لم تجد قيادة حزب الشعب وسيلة لتوفير نفقات الحزب غير إغلاق المنبر الثقافي الوحيد للحزب!! وكان قد أغلق من قبل مجلة صوت الوطن ، التي تصدر بالخارج. والمؤسي أن قواعد الحزب وكوادره لم تشعر بخسارة، فلم تعترض؛ عزوف شبه إجماعي عن المطالعة تفشي عزلة الرفاق عن الجمهور ؛ فلم يبرز دافع للتزود بمعارف تقتضيها اللقاءات مع الجمهور والرد على أسئلته.. تفسير احداث سياسية على سبيل المثال. كان يطلق على الحزب الشيوعي سابقا لقب " حزب الصدق السياسي"، وكوادره عناصر مثقفة تستقطب الجمهور بسهولة نظرا لقدرتهم على التحليل السياسي واستشراف نذر المستقبل.
خبرتنا تؤكد أن صحافة الحزب جهاز عصبي يشد وحدة الحزب ويؤمّن انسجام فعالياته وتكاملها؛ أولى واجبات الحزب، في ظروف الضائقة الاقتصادية والمطاردة المتواترة وتحريم الأدب التقدمي بوسائل بوليسية مشددة، كانت بذل الجهود أولا وقبل كل شيء آخر لكسر الحصار الثقافي، وتحدي أساليب التجهيل البوليسية، عن طريق تأمين بيت وكادر حزبي مختص وأدوات طباعة ونسخ (بيت الجهاز) ، وذلك لضمان الإصدار المتواصل لمطبوعات سياسية وفكرية . الجريدة المركزية كانت ولم تزل العصب الذي يشبك نسيج منظمات الحزب ويعزز الوحدة السياسية ووحدة الإرادة. صحافة الحزب ، والمناقشات الثقافية والسياسية بصورة دورية داخل منظمات الحزب تشيع عادة المطالعة بين الرفاق ؛ والسبيل المجرب للتعويد على المطالعة تكريس اجتماعات حزبية للنقاش الثقافي، إلى جانب العمل بين الجماهير يغريان الرفاق بتوسع الحصيلة الثقافية. التثقيف الجماعي أغزر مردودا وأشد رسوخا في الوعي؛ والطاعة الواعية مظهر للديمقراطية الداخلية في كل حزب سياسي. كان ينظر إلى موضوع الثقافة أحد خطوط ثلاثة تتفاعل في نشاط الحزب وأداة تعزيز الوحدة السياسية والفكرية للحزب الثوري. وكان اكتشاف البوليس مطبعة للحزب بمثابة ضربة أليمة توجه للحزب، و إنجازا تتباهى به أجهزة السلطة كافة ردحا طويلا من الزمن.
في العام 1998 حلت الذكرى الخمسون للنكبة ، وتقرر حشد المليون في شوارع وساحات المدن . كنت أعمل في مكتب تربية الخليل؛ وبترتيبات إدارية تم حشد قرابة خمسة وعشرين ألفا من الطلبة والمعلمين؛ وبحسابات بسيطة أمكن تقدير حجم الحشد المعبأ عن طريق الفصائل السياسية ببضع مئات. وتتم الاحتفالات بالمناسبات الوطنية، وكذلك الحملات الوطنية بتوجه عناصر حزبية مباشرة إلى المدارس تخرج الطلبة من صفوفهم الدراسية. وحسنا اوقفت الفصائل تنظيم المظاهرات !!
أذكر في أواخر خمسينات القرن الماضي أن الحزب الشيوعي الأردني اوقف النشر في ظرف شديد الوطأة والملاحقات البوليسية المركزة على من يشتبه بميوله اليسارية. ولما استؤنف النشر استبشر احد الحريصين على مطالعة أدبيات الحزب بوجود حياة حزبية، وبادر بالتبرع خمسين دينارا ، كانت توازي راتب موظف الدرجة العليا. أشعرنا بمبادرته كم هي ضرورية اليقظة لمواصلة ممارسة النشاط الحزبي من خلف الشاشة .
وقطاع آخر غفل عنه الحزب في عهد السلطة الوطنية هو قطاع الحريات العامة . فما إن تشكلت السلطة الوطنية حتى اتضح ان فتح تمارس دور الحزب الحاكم ، من عناصرها يتم إشغال المراكز الرئيسة وهم الوحيدون المؤهلون لإشغال وظائف الأمن والوظائف العمومية. يضاف لذلك بزغت للعمل هيئات استخبارية تراقب الناس وتحصي عليهم انفاسهم. والمثير في الأمر ان عناصر الاستخبارات لم تحفل بقضية الوحدة الوطنية ؛ فكانت تلاحق حتى عناصر من الحزب الحاكم. بتسيد حركة فتح على اجهزة الحكم ، خاصة الأجهزة الأمنية ، ذابت الحركة المكافحة وغرقت في بحر من الانتهازيين والوصوليين تستهويهم السلطة في كل مجتمع بشري.
إدارة أبوية بزغت في ظل احتلال افتراسي اقتلاعي زرعت فيها ظواهر الفساد وإرهاب المواطنين .
تشكل اثناعشر تنظيما أمنيا، ثم تكاثرت ونمت، وانتشرت عناصر الأجهزة على نحو رهيب . بدأ اولا جهاز الأمن الوطني، من عناصرمارست الكفاح الوطني ، ثم تشكلت الشرطة المدنية، والأمن العام، والأمن الوقائي، هو المسئول عن الانتخابات يختار المرشحين الى المجالس البلدية والأندية والنقابات، وفي أغلب الأحيان يمرر اليهم القرارات الواجب اتخاذها . .تشكل ايضا جهاز الأمن الجنائي، وجهاز المخابرات والأمن العسكري، وبرزت الفرقه 17 التي كانت تابعة مباشرة للمرحوم ياسر عرفات، وتأسست بداية في لبنان، ثم جهاز القوات الخاصة وجهاز الدفاع المدني ، ثم جهاز أمن الجامعة تأسس عام 1996، وهو جهاز متخصص في مراقبة الطلبة ومراقبة المحاضرين كذلك . وتلقى احد الأباء من هذا الجهاز ما يشبه التنبيه من محاضرات ابنته!! . لا تحترم سلطة هدفها التحرير حرية البحث العلمي وحرية النقاش العملي في الحرم الجامعي.
أجهزة امنية تشكل موازناتها قرابة 38 بالمائة من الموازنة العامة ؛ بينما موازنة الزراعة والتعليم والصحة لا تزيد الواحدة منها على 3بالمائة. لا بد من عناصر تدرب و تشحن الأجهزة الأمنية بعقيدة التشكيك في الشعب والانقضاض بعنف على من يعارض اتفاق أوسلو او ينتقد فساد السلطة وتعرضهم للتعذيب . توفي في مكاتب تحقيق الأجهزة ناصر الرصوان من غزة ، اعتقل بتاريخ 23 حزيران 1996 بدون مذكرة اعتقال وفارق الحياة داخل السجن ؛ و توفي في 31 تموز 1996 محمد جميل حمايل الذ ي حقق معه بتهمة "صقور فتح" ، أدخل مستشفى رافيديا تحت الاسم محمد سعيد صباح . كما توفي تحت التعذيب يوسف البابا من نابلس بتاريخ الأول من شباط 1997.
لا تخضع تصرفات أجهزة السلطة لمراقبة وتتم تصفيتها لضحاياها بدون مساءلة او تحقيق. ولدى سجلات منظمات حقوق الإنسان ما يفيد أن السلطة تحولت بسرعة إلى أسوأ أشكال النظام العربي التقليدي، الذي يمارس التصفية الجسدية بسهوله ويسر، وحصلت مأساة نزار بنات تحت نفس الظروف؛ حتى اسم المعتقل تخفيه ولا تعلن عنه.
بدأت مرحلة التفاوض وتشكيل السلطة الوطنية والأمال الخلب التي عقدت عليها تبطئ من الحراك الشعبي الى ان خمد تماما ، وتحجب ممارسات السلطة القمعية، و تلهي عن النشاط السياسي الجماهيري؛ كما لو أن الوالد حضر بعد غياب واخلد الأبناء الى الراحة.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاضر يستحضر الماضي-3
- حاضر يستحضر الماضي
- الحاضر يبعث الماضي لأداء الشهادة
- الصهيونية تفقد بالتدريج احترام شعوب العالم
- منظمة التحرير متبوع ام تابع؟ -2
- منظمة التحرير الفلسطينية ..تابعة أم متبوعة؟
- و حدة العمل الفلسطيني تتوطد عبر التركيز على تحطيم الأبارتهاي ...
- إسرائيل إحدى مكونات الامبراطورية العالمية
- الصهاينة تعاونوا مع النازية وأسهموا في صناعة الهولوكوست
- المقاومة الفلسطينية .. آفاق واعدة وحقول ألغام
- ليس من حق الأبارتهايد الدفاع عن النفس
- يمكن ، بل يجب شكم النزعة العدوانية الإسرائيلية
- مع أدب السجون في فلسطين- سردية الخرزة لمنذرمفلح
- ماذا يحمل قطار المصالحات حين يعبر الأراضي الفلسطينية؟
- لماذا وقعت على بيان القدس حول اللاسامية
- بيان القدس حول اللاسامية
- اليسار والتغيير الاجتماعي
- مل خادع في التوجه السياسي للقيادة الفلسطينية
- اليسار والحراك الشعبي
- اليسار وبناء الاقتدار المعرفي لجميع الشرائح الاجتماعية


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - حاضر يستحضر الماضي-4