أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكريا كردي - بليّة الفهم الكسول..














المزيد.....

بليّة الفهم الكسول..


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 6997 - 2021 / 8 / 23 - 17:19
المحور: الادب والفن
    


ولمّا رأيتُ الجهلَ في الناس فاشيا تجـاهلتُ حتى قيـل أني جـاهـلُ
فَوا عجبا كم يدّعي الفضلَ ناقـصُ ووا أسفا كم يُظهر النقصَ فاضلُ
— أبو العلاء المعري
يسود المشهد الثقافي والتعليمي عندنا "انموذج الفهم الكسول، أو كما يطيب لبعضهم أن يسميه "فهم الإمعة المخبول..
والمقصود به ذاك الفهم المتعلم، الذي يحسب نفسه دائماً، انه ذو فكر وثّاب ذكي، مُطلق في صواب الحكم والاشارة ، وصوابية القول والعبارة ،
قابضٌ على تلابيب اليقين، في كل الأحوال وجلّ الأشغال وشتى المجالات، وبخاصة في المجال الذي انهى تحصيله العلمي فيه ..
وهو المجال الذي لا يُسمح لأحد - عادة - أن يُسائله فيه ، أو يُحاوره فيما بحث حوله أو كتب أو درس.
لطالما أنّ المجتمع المُتخلف - الذي يعيش فيه- قد صادق علانية، على أن هذا الفهيم الإمعي( وليس الألمعي )
قد أنجز فروضه و طال تعليما عاليا، اثمر له عن بطاقة كرتونية صفراء كبيرة ومزركشة ـ تتدلى بأختماها الملونة من إطار مُتسخ ـ على اكثر من حائط خلفه، سواء في صفحته أو في المنزل أو مكان العمل..
بالطبع هذا الفهم - الذي أراه خطراً جسيماً على كل الأفهام من حوله - عادة ما يكون لديه فرط ثقة، بانه استمسك بالعروة الوثقى للمعرفة
الأمر الذي تسبب بتوقف فهمه عن البحث والقراءة، وبالتالي خمدت أوار مهاراته في البحث عن مزيد الأسئلة أو توقفت جياد فراسته عن استزادة ماء الأجوبة ـ
فقعد على قارعة الأسماع يتأفف من المقروء دون أن يفهمه ، ويشتكي من الحال السائد رغم أنه لا يعلمه.
ويبقى هكذا حاله، إلى أن يتمكن صدأ البلاهة من تلابيب مداركه ، وتستحكم أنياب السذاجة من مسالكه ، فيقصر مقاله المكرور على القيل والقال،
اللذان لا ينفعان عاقل في شيء يفيده أو يؤنسه ، ولا يغنيان الناظر عن اي تفكر أو مباحثة تؤسسه .
ويبقى أمره السوء على هذا الحال من موت الفهم ونهم السقم .
حتى تسدَّ مسامات ذهنه ثرثرات النفاق والإطراء وتفترسه عبارات المديح التي لاطائل منها،
لترى أن جلّ مقالاته وتعليقاته ، ما هي إلا غبار تخرّصات، لا معنى لها و لا فحوى و لا نفع ..
حقاً قيل يوما ما ..
لا يوجد حمقى مزعجين أكثر من أولئك الذين لديهم بعض الذكاء، ونالوا حظا من تلقين التعليم .
وقانا الله وإياكم ..



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكار حول مزايا الفلسفة
- رحيل - سيرة ذاتية -
- الانتخابات الرئاسيّة السورية.. صوت العقل
- أفكار أولية حول أهمية الحقيقة الدينية والحقيقة الإنسانية
- - البشر الأحياء - حوار مع الفنان التشكيلي العالمي CHALAK
- دردشات حول وباء التملّق ...
- عصر الغوغاء الرشيد
- من وحي كتاب -سيكولوجية الجماهير-
- أفكار حول أهمية العمل الخيري التطوعي
- - كوفيد 19 والنصف - مونودراما شعرية للشاعر - مزعل المزعل -
- ما هي الحقيقة ..؟!
- لصوص الفكر ..
- رأيٌ آخر..
- الدّين عندَ الفيلسوف إيمانويل كانط
- إنطباعات حول فيوض الشاعرة السورية - فينيق عليا عيسى -
- - الله - عند اسبينوزا..2
- - الله - عند اسبينوزا..
- هيغل - رُؤيَةٌ مُبَسّطة ..
- أفكار حول الطائفية الدينية ..
- وباء لغوي ..


المزيد.....




- مسرحية الكيلومترات
- الممثلة اليهودية إينبندر تحصد جائزة إيمي وتهتف -فلسطين حرة- ...
- الأبقار تتربع على عرش الفخر والهوية لدى الدينكا بجنوب السودا ...
- ضياء العزاوي يوثق فنيًا مآسي الموصل وحلب في معرض -شهود الزور ...
- إشراق يُبدد الظلام
- رسالة إلى ساعي البريد: سيف الدين وخرائط السودان الممزقة
- الأيقونات القبطية: نافذة الأقباط الروحية على حياة المسيح وال ...
- تونس ضيفة شرف في مهرجان بغداد السينمائي
- المخرجة التونسية كوثر بن هنية.. من سيدي بوزيد إلى الأوسكار ب ...
- نزف القلم في غزة.. يسري الغول يروي مآسي الحصار والإبادة أدبي ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكريا كردي - بليّة الفهم الكسول..