أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكريا كردي - دردشات حول وباء التملّق ...














المزيد.....

دردشات حول وباء التملّق ...


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 6824 - 2021 / 2 / 25 - 02:27
المحور: الادب والفن
    


هناك قولٌ قديمٌ يقول أنه إذا ما أردتَ أن تقولَ لأحد ما شيئاً من الحقيقة فاجعله يضحك ،
لأن المرء عندما يضحك ، أو يشعر بالغبطة ، تنفرج سرائره و يصبح مستعداً نفسياً اكثر ، كي يستقبل أشد الحقائق مخالفة له ، و أخطرها..
ولعل اسهل طريقة لجعل السامع يطرب لما تقول ويتقبل ما لا يعتقد أو يؤمن ،هي إجادة حسن التملق له.. والتملق لغوياً في لسان العرب :
تملَّق الشَّخصَ ، مَلِقَه ؛ تودّد إليه وليَّن كلامَه وتذلّل، وأبدى له من الودّ ما ليس في قلبه، أي تضرّع له فوق ما ينبغي، داهنه ".
والملق : هو الود واللطف الشديد، وقيل : هو الترفق والمداراة ، والمعنيان متقاربان ، ملق ملقا وتملق وتملقه وتملق له تملقا وتملاقا أي تودد إليه وتلطف له ،
قال الشاعر : ثلاثة أحباب :
فحب علاقة ، وحب تملاق ، وحب هو القتل ..
ورجل ملق : أي يعطي بلسانه ما ليس في قلبه، والملقة : الحصاة الملساء ، والإملاق : الفقر الشديد. ويقال أملقته الخطوب أي أفقرته . وملقه بالسوط والعصا يملقه ملقا : ضربه .
ليس مستغربا عندي الأن ، أن معظم من دخلت معهم بحوارات فلسفية قوية، وهزموا بالحُجّة كانوا يمفتونني ، بينما معظم من استعملت معهم التملّق ، ووافقت هواهم وضلال أفهامهم ، كسبت مياشرة في قلوبهم المكان الأرحب..
بل و كثيراً ما كان يخف ودهم بقلة تملقي لهم ...
ومن المعلوم أن الإنسان لا يستطيع حكيما باستمرار او أن يتحكم بمزاجه دائما ، و جعله على وتيرة واحدة طوال الوقت ، خصوصاً عندما يتصل الأمر بالمناقشات المنطقية والعقلية الجادة ،..
فيكون من الصعب أن تقرر متى يكون وقت الهدوء صائباً..
لكن من المؤكد أنه مادام التملق غير ظاهر الزيف فأنت بأمان . وإلا وقع فيك الشك ، وعندها قد لا تجني سوى الفهم الأفضل لذكاء الآخرين..
و ربما يكون من الفجاجة إعطاء الناس إحساساً بالأهمية ، وبتعبير آخر تملقهم ، لكن تبيَن لي مؤخراً أنه الاسلوب الفعال في كسب القلوب لفترة طويلة..
وهنا لا بد من القول ان التملق فيه منافع كثيرة.. وهو ليس مقصورا على جنس دون آخر ، أي ليس صحيحاً أن الغانيات يطربهن الثناء فقط ، بل اتضح لي أيضا الرجال يطربهم وأكثر..
وبالمناسبة ، التملق ليس مقصوراً على أصحاب الثقافة المتدنّية ، بل يمتد ليشمل حتى أولئك حازوا على العلم الوفير ، والذين يدعون انهم مثقفون ،
وهنا أقول كلمة ( يدّعون ) لأن الفعل الثقافي كما أزعم ، فعل كشف وجرأة و موضوعية ، وليس تملقاً أو مداهنة بأيّ حال من الأحوال..
وقد بدا لي ان التملّق يساعد على كشف حقيقة شخصيات الآخرين ، وتهافت خطابهم ، وكذلك يساعد على معرفة قدرات المتملق نفسه في التمثيل والايحاء وحسن التواصل..
ولكن وللحق ، تبقى المشكلة الأسوأ في فعل التملق ، انه اذا ما فقد المرء التحكم بمقداره ، أو أساء استعماله، بالوقت والمكان المناسبين ، قد يعطي نتيجة عكسية ، تجعل الاخر يشك في نواياك في سهولة ..
لكن في المقابل، هناك من يظن ، انه لا داع للتملق على الاطلاق ، لطالما انك تتحدث مع إنسان عقلاني وليس تافهاً أو هبنقة في المعرفة ، فقط " قل ما تقصد ، واقصد ما تقول "، بعيداً عن الكياسة والسياسة وتنميق العبارات في الطلب أو الفكرة المقصودة ...
أو على حد تعبير احدهم :
ليس بالضرورة ان تكون مهذباً في كل ما تقول أو تفعل ..يكفي أن تكون على حق ..
على أيّة حال ، يبقى التملّق - في ظني- حيلة رخيصة مؤسفة ولكنها للأسف الشديد تنجح غالباً.وبخاصة في زمن التدهور العقلي المريع الذي نعيشه ..
رحم الله رهين المحبسين حين قال :
ولمّا رأيتُ الجهلَ في الناس فاشيا تجـاهلتُ حتى قيـل أني جـاهـلُ
فَوا عجباً كم يدّعي الفضلَ ناقـصُ ووا أسفاً كم يُظهر النقصَ فاضلُ
للحديث بقية ..



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصر الغوغاء الرشيد
- من وحي كتاب -سيكولوجية الجماهير-
- أفكار حول أهمية العمل الخيري التطوعي
- - كوفيد 19 والنصف - مونودراما شعرية للشاعر - مزعل المزعل -
- ما هي الحقيقة ..؟!
- لصوص الفكر ..
- رأيٌ آخر..
- الدّين عندَ الفيلسوف إيمانويل كانط
- إنطباعات حول فيوض الشاعرة السورية - فينيق عليا عيسى -
- - الله - عند اسبينوزا..2
- - الله - عند اسبينوزا..
- هيغل - رُؤيَةٌ مُبَسّطة ..
- أفكار حول الطائفية الدينية ..
- وباء لغوي ..
- السؤالُ المُحَرّمْ ..!
- أفكار أولية حول مفهوم * الطرب * (3)
- أفكار أولية حول مفهوم * الطرب * (2)
- أفكار أولية حول مفهوم - الطَرَبْ -
- ما هي الفلسفة .. ؟ (3)
- ما هي الفلسفة ..؟ (2)


المزيد.....




- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكريا كردي - دردشات حول وباء التملّق ...