زكريا كردي
باحث في الفلسفة
(Zakaria Kurdi)
الحوار المتمدن-العدد: 6497 - 2020 / 2 / 22 - 09:21
المحور:
الادب والفن
أعتقد بأن الموضوعية هي قهر مستمر للذات ،
لأن الوقوف على الحقائق في صروف الواقع المعيش
قد تكون من أشد الأمور إيلاماً في النفس ،و في مدارك ذاك الكائن الموهوب بالوعي ..
المُسمى إنساناً ..
الكائن الغضوب المنفعل، الذي كثيراً ما نراه يبرع في ابتكار أفانين الهروب من مواجهة ذاته ،
ويتهرّب من وطأة الإمساك بالحقائق الواقعية من حوله ..
و ينافح عن الوهم على أنه حقيقة ، ويتولى التعمية عن الحقيقة على أنها وهم..
تارة يتوارى خلف ظلال العاطفة ، ينشد هنيهات اللذة ، وإيثار الرغبة ..
وتارة أخرى ، يفرُّ طواعية من ذاته وحريته ، ليتدثر تحت أناشيد السماء ، و طلاسم الأرض..
ومراتٍ كثيرة، تجده يهبُ جلّ عمره في البحث المضني عن إكسير الخلود ،
إما من خلال الفن أو عبر هنيهة إنفعال في قصيدة ،
وهكذاتمضي به خدعة الوعي، إلى أن تحين اللحظة التي لاريب فيها ..
حين يفتح لنا الزمان باب الإياب .. ويأتي أوان الرحيل ،
وحينها لن يكون هناك أصدق من دمعة لسفر طويل ..
التقدم بالعمر أمر مؤسف حقاً ، مهما تحدثنا عنه وأطنبنا بمدح حكمة الشيخوخة ، أو تناولنا مدحاً النضج بأنه أمر طيب ..
فالحق الحق ، لا أحد يُسعدُ حقيقة في ذبول الجسد وضعفه ، وفقدان المخ لقدراته ،
فالقلة القليلة منا تُدرك جيداً ، بأن الموت والزوال حقيقة نتمناها وهماً ، تماماً كما هو الحب ، نتمناه حقيقة ، وهو من أبهى الأوهام وأحلاها...
قصارى القول :
لن أعط لأحد منكم ترياق الأمل هذا اليوم ، فأنا لم أكتف منه لنفسي بعد ..
#زكريا_كردي (هاشتاغ)
Zakaria_Kurdi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟