أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكريا كردي - إنطباعات حول فيوض الشاعرة السورية - فينيق عليا عيسى -














المزيد.....

إنطباعات حول فيوض الشاعرة السورية - فينيق عليا عيسى -


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 6493 - 2020 / 2 / 17 - 05:12
المحور: الادب والفن
    


في البداية ، كنتُ قد عاهدت نفسي منذ فترة ، ألا أكتب رأياً حول منجز شعري، وذلك لأسباب كثيرة .
أبسطها إنشغالي الشديد بالبحث والقراءة الفلسفية ، ثم لانني لست مختصاً بالنقد الأدبي، وكل كتبته و ما أكتبه حول فنون الأدب ، أنما يصدر من وجهة نظر ذائقة فلسفية شخصية بحتة .
وأما أعقدها فهي :
أولا ، لإيماني التام بأن الشعر هو ظل الفلسفة الأمين ، وشقيق الموسيقا الوحيد .
أيها الصدى الإله ..
كلّ يوم أغيّرُ موعدَ قيامكَ في البال !
لتخطئَكَ التوقعات..!
البارحة ..
حرقْتُ عنوانَكَ في شرودي..
ثانياً ، لإعتقادي أن الشاعر المتميز، هو شاعر الخاطر القلق باستمرار ، الذي يشعر دائماً بفرار المفردات من مناحي خياله..
" أبعثوني..
فوق كفٍّ التجلي رعشةٓ قنوتٍ
تقرعُ أجراسُ سكينتها غفوةَ الامتلاء"
الذي يستطيع القارئ الحصيف أن يتلمس بين ثنايا فيوضه الشعرية ، أُوَارَ الألم و شراسة المعاناة ، التي تكتنف مناحي روحه وخفايا أحساسيسه ،
ويدرك من خلال جملته الشعرية، وصوره البيانية المختلفة ، مقدار الوحدة المرعبة، والضنى الروحي ، التي يحيا بهما فهمه ، و يعايشهما وجدانه ،
مهما حاولت مهارة هذا الشاعر ان تداري ذلك في دهاليز التعابير والرسوم أو في توسمات بوحه و جدة إبداعه .. .
هاهي مساماتي جواسيسٌ عليّ
كلما يشهق عطرك في شرودي
أمدّ ناظريّ سكتين لقطار العناق..
ثالثاً ، لفهمي الخاص جداً ، بأنّ الشعر هو كثافة معرفية فكرية ، عميقة الغور في النفس ، تمثل حساسية التنبؤ والحدس المبدع لفهم ذكي ومثقف ،
كما هو بوح وجداني مفاجئ ومختلف عن السائد ، يُنبئُ بالضرورة عن كل حدث متوارٍ خلف حدود حواسنا أو مداركنا ..
ولا يعترف جوهر تمظهراته اللغوية بتقسيمات الزمان من ماض أو حاضر ومستقبل ..
كيف سأنسى ..
و للشّوقِ أصابعٌ تُمسِكُ الذاكرةَ
من المنتصف؟
تثبّتُهُا بوصلةً للقلق تجاه ظلالكَ الغاربةَ،
حواسي تسمّرت ..
شاخصاتِ مرورٍ تستدرك الرحيلَ
ليتمهّلَ..
تمهل فموكبُ وجهكَ..
لا يطرقُ الأبهرَ مرتين.
رابعاً ، لزعمي أن الشعر هو نهاية المطاف دفقات لغوية شعورية ذاتية متميزة ، صنواها أمران اثنان :
- أولهما : الصدق مع النفس إلى أقصى حد ممكن ..
- وثانيهما : القلق الوجودي المعاش، مما لا يمكن التعبير عنه بالوسائل المتاحة .
لن يمر صوتُكَ بين عتمة المقابر دونَ نبوءة
مهما كان عنيدا برزخُ الآلام!
بمعنى آخر ، أي أنه لايمكن لأحاسيس ومشاعر وإدراكات الشاعر الحي والحقيقي ألا تكون بلا أية صلة، مع مايحدث في هذا الوجود المضطرب، والمتغير باستمرار ..
لا أكادُ أتعطّرُ بمهاجستك
حتى ..
تتعطّلَ أزمنةُ التأويلِ
و يعتريني ..
وجعُ غربةِ الليلِ في المدن الحزينة.
لهذا كله أقول ، وبكل صدق مع فهمي الخاص لبوح هذا الصوت الشاعري السوري المتميز :
أن الصديقة الشاعرة بحق " فينيق عليا عيسى "، هي الآن بمثابة " مرآتنا الشعرية الأنقى" التي تقدمنا للوجود بكل صدق وأمانة ..
وتحكي عنا جميعا ضمن معاني شعرها ومباني شذراتها ..
تارة على شكل روح غضوبة، وتارة على شكل خلجة عاشقة أو موسيقا ودودة و محبة ، وتارة أخرى تأتينا بصدمات تهز أعماقنا المنافقة بقوة لا نظير لها ،
وذلك من خلال سكوباتها الشعرية الجزلة والعميقة ..
وهي بمثابة فيوض معرفية مكثفة، تحمل إلى أفهامنا في طياتها ، حقائق جمّة عن حال جهالاتنا البائسة ، وألوان حياتنا الباهتة ، وضلالات عقولنا المتراكمة منذ العدم الأول ، التي كثيراً ما نخاف الحديث عنها ، بل ربما لا نجرؤ على مجرد التفكير بها ، أو نخشى حتى من مجرد مواجهتها في قصيدة . . ..
ياللعار...
لستم إلا كقبورٍ تبلَعُها قبور.
تنتصب فيها جثثٌ تباهي بتفسخِ الحقّ
بفتاوى تنتعلُ الرؤوس كالدُّبور.
قصارى القول :
شكراً للشاعرة " فينيق عليا عيسى " شكرا للروح الأنثوية المتميزة الفريدة ،
وشكراً للدّيمة السكوب، التي تتلهف إلى ماء إبداعها ، كل الأرواح العاطشات لكل شعر حق و شعور الابداع الحقيقي ،
وتتوق حقاً إلى نداها كل نياط القلوب، التي مازالت شغوفة إلى شعر يُحيها بمعرفة ، و ينطق بها بكلمة ، و يمنحها هوية حب إنساني ، لا تموت ولا تبلى ..
شكراً للمرآة الشعرية الأوضح والأنقى ، لـ فينيق سوريتنا التي كان رمادنا المريض وفهمنا السقيم ، ينتظر قيامتها بيننا منذ أمدٍ بعيدْ ..



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - الله - عند اسبينوزا..2
- - الله - عند اسبينوزا..
- هيغل - رُؤيَةٌ مُبَسّطة ..
- أفكار حول الطائفية الدينية ..
- وباء لغوي ..
- السؤالُ المُحَرّمْ ..!
- أفكار أولية حول مفهوم * الطرب * (3)
- أفكار أولية حول مفهوم * الطرب * (2)
- أفكار أولية حول مفهوم - الطَرَبْ -
- ما هي الفلسفة .. ؟ (3)
- ما هي الفلسفة ..؟ (2)
- ما هي الفلسفة ..؟ (1)
- على هامش الفلسفة ..
- عَزاؤُنا أنّهم سيَموتونَ يوماً ما ..
- لماذا يحاربنا العالم ..؟!
- تعلم الداعشية في خمسة أيام .!
- المسلم العلماني والمسلم الأصولي
- موتى على قيد الحياة ..
- شواهد - مزعل المزعل (2)
- شواهد - مزعل المزعل


المزيد.....




- يمكنك التحدّث لا الغناء.. المشي السريع مفتاح لطول العمر
- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكريا كردي - إنطباعات حول فيوض الشاعرة السورية - فينيق عليا عيسى -