أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكريا كردي - شواهد - مزعل المزعل (2)














المزيد.....

شواهد - مزعل المزعل (2)


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 5971 - 2018 / 8 / 22 - 01:03
المحور: الادب والفن
    


الشاهدة الرابعة :
أيُّها السادة الجالسون المنصتون الواثقون الخائفون الكرام ..
أنا مزعل المزعل ..
أريد اسما" ماكرا" . .
منافقا" . .
يناسب الجميع . .
حتى الآلهة . . !
أنا الشاعر الذي لا تطاوعه نصوصه ، ولا يقف حرفه على إشارة القواعد الخضراء ، ولا يُمسك جنَانَهُ الحيّ شدوَ كتاب ..
أنا الشاعر الذي تخنقه صروف اللغة .. وتُحاصره جبال الكراهية لكل شيء مقفى، دون أي اهتمام أو شعور أو حساب ..
و أنا من تُدمي منكبيه سنابك المُتمَلقين .. و شواهد القاطنين بين الإدغام والإقلاب ..
فلا جدار فاصل بين قلبي و ذاكرتي ، وليس لي أي مزار في أية بقعة أو قباب ،
و أقرب القلوب إليّ ، تقعُ مني على بُعدِ مسير شهر ونصف .. من الشك والارتياب ..
الشاهدة الخامسة :
اليوم – و بلا أيّة عادة - أتيت إليكم مرة أخرى ، لأبكي ..
لا .. لأسمع منكم تلك التمتمات والتصفيق بالعادة أو التقليد،
اليوم جئت إليكم ، لأن النهايات وحدها لا تخلف موعداً ولا تموت ..
جئت لأخبركم عن سرّ ذاك الطفل النقي الخبيء في أعماقي ، الذي مزق دواوينكم الرثة ، وصرخ في وجه تاريخكم الطويل وتراثكم الجليل..
أنت عارٍ أيها الملك .. أنت ليس عليك شيء .. أنت ميتٌ .. أنت لا شيء ..
الشاهدة السادسة :
لكن لأن الجهلاء -عادة - لا يكتفون بعدم فهم الجمال ، بل يثابرون في هدمه ويجتهدون في تهشيمه.
.فقد قالوا عنه أنه المُبالغة التي تجلب الفوضى ، و الحدّة المجنونة التي توّلد الخصومات ، و القوّة التي تُحدث الارتباك التي يقود البشر إلى وضع أنفسهم فوق القوانين الإنسانية..
و اعتبره أدباء المقاهي الأميين بمثابة قوة " الهايبريس" التي نظر لها الإغريق يوماً ، على أنها جانب السوء النشط في الحياة ، والقوة الشريرة الفاعلة في هذا العالم ، التي تقف لتناهض الخير في الوجود دائماً ، وتوقع الانسان في مهاوي الخطأ والرذيلة ، وتوسوس له بفعل الشر ، و تحرضه على مراتب الفساد ..
الشاهدة السابعة :
أتيت اليوم ، وقد رُفعَتْ بحقي الابجدية – منذ قليل - آلاف القضايا ،
واجتمع مجلس النحو والصرف على أمر إعتقالي موجوداً ..
و حتى الناقد الميت الجالس بينكم - بفهمه المترهل - ينتظر اقتناصي عند كل مفرق فكرة أو عبارة أو نزق ..
فقط ، لأني ألغيت من قاموسي " أدوات النصب و التشكيل "
ورميت ما عندي بلا "حال أو تمييز أو تعليل ".
وألقيت - ذات يوم - خطبةً عرجاء ، جاء فيها أن " القِبْلة " منذ الآن قد صارت على جبين قلبي " قُبلة "
الشاهدة الثامنة :
أيها السادة المشاهدون الحالمون ، هل تصدقون لو قلت لكم ، أنني قد بتُّ أكره التواصل معكم بلغة ، يسرحُ فيها فعلُ " قَتَلَ "
ولكن .. ها أنذا أعود مجدداً ، لأسأل نفسي المقتولة :
و هل من لغةٍ لا قتْلَ فيها .. ؟!
الشاهدو التاسعة :
القبور لا يكتب عليها اسم القاتل ، بل المقتول المُنتظر .. وجميعنا نتحول الى شواهد ..
ليس القاتل من رَجَم "الحياة الشغوفة فينا " بحجيرات من صوان أو من جص ..
القاتل أيها السادة ، من قتل العقول غِلاًّ سماوياً، وجعل الأفئدة تَرْجم بإيمانٍ كؤود حقود أعمى ،
والقاتل من عاش مستنداً إلى جبال شاهقة من الكراريس المرتلة، و معتمداً على تلالٍ خصيبة من العقول المُعطلة..
الشاهدة العاشرة :
اليوم أعلن على الملأ ، بأن القاتل الأول هو الفكرة ، والقاتل الثاني هو همزة القطع والوصل ،
وأما القاتل المعتدل فهو ضمير مُستتر ، و سامع مذبوح لم يُصدق بعد ، بأن منبع القتل المتسلسل فينا يختبئ في صلاة مُبرّرْ ،
وأن زؤام الموت يتأتى من تلك الدعوة وذاك النص .. وليس من هذا الفهم و ذاك الشخص ..
الحفار اللعين يقول لكم : أنها أزمة نص وأفهام وليس أزمة شخص وحكام ..
الشاهدة الحادية عشرة :
أنا الحفار .. ! و قدر كل حفّار أن يموت ... قبل حقيقته .. على يد لغة ما ..
الأن أريد أن أتحدث مثلكم صمتاً ، بإنصاتٍ شديد ، وكراهية مستترة ، وانتظر مثلكم النهاية كي أنافق قليلاً .. في البكاء على الميت ..
ثم أقتل قبل الخروج ما حصلت عليه من الظنون و الدهشة ..
الشاهدة الثانية عشرة :
نحن لا ننصت أيها السادة .. نحن لا نقرأ .. نحن نسمع في أحسن الأحوال .. من يصرخ فقط قبل أن يموت ..
نحن نعشق اللغو .. وتطيب لنا الإقامة الجبرية في دهاليز النميمة ..
لا عتب لي على أحد منكم .. ولا ديّة لي من أحد منكم ..
العتب كل العتب على أبي الفقير لله ، الذي قال لي مبكراً :
لنْ يرضى عنك التّتار يا ولدي .. حتى لو اتّبَعْتَ ملّتَهم ..
لأنّ عقولهم غاوية ثاوية هاوية ..
والهاوية – أيها السادة - لا قرار لها سوى العدم .. وأنتم ..
لن تكونوا بخير ...ولن ينتهي العزاء ...!




#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شواهد - مزعل المزعل
- الحظ أم القداسة ..؟!
- أفكار في فلسفة الفن ..
- ماذا بَعْد .. ؟!
- ليس بعيداً عن السياسة ..
- لا تُصَدْقي أَنّي كَبُرْت ..
- لا علْم إلاّ بالكليّاتْ
- تِجَارَةُ الجَهْل لا تَبورْ ..
- أوهام ديمقراطية .. (2)
- أوهام ديمقراطية .. (1)
- هموم فيسبوكية ..2
- في رِحَابِ الإيمَان ..!
- بالحِكْمَةِ والمَوْعِظَة الحَسَنَة ..
- هموم فيسبوكية..!
- نحن نعاني من أزمَةُ نصْ لا أزمَةُ شخص .. !
- أَخي المُؤْمِن : لا تَتَفَلْسَفْ ..(3)
- أخي المُؤْمنْ : لا تَتفَلْسَفْ ..! (2)
- أخي المُؤمنْ : لا تَتَفَلْسَفْ ..!
- في غور تلك ال أنا .. ( نص نثري )
- الحل أنْ نفهمَ أولاً ..


المزيد.....




- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...
- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكريا كردي - شواهد - مزعل المزعل (2)