أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زكريا كردي - أخي المُؤْمنْ : لا تَتفَلْسَفْ ..! (2)














المزيد.....

أخي المُؤْمنْ : لا تَتفَلْسَفْ ..! (2)


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 5806 - 2018 / 3 / 5 - 09:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كَمْ أُمَّةٍ لَعِبَت بِها جُهّالُها.... فَتَنَطَّسَت مِن قَبلُ في تَعذيبِها
الخَوفُ يُلجِئُها إِلى تَصديقِها وَالعَقلُ وَيحمِلُها عَلى تَكذيبِها
أبو العلاء المعري
.
كلُّ من اطّلع بإنصافٍ وتعمقٍ – ولو كان بسيطا - على بعض ما ورد في كتب التراث الإسلامي الديني ، يعلم حقاً بأنّ هناك جمهرة من رجال الدين المسلمين المرموقين والمؤثرين على عقول العامة و الخاصة قديماً وحديثاً ، قد كرهوا العلم الدنيوي ، و وصفوا علوم الأوائل كالفلسفة والرياضيات وغيرها بـأنها حكمة مشوبة بالكفر ، لأنها – حسب زعمهم - تؤدي إلى التعطيل ، أي تجريد ذات الله من كل حسنة إيجابية ..
ورأى هؤلاء الفقهاء أنّ الاشتغال بها هو استخفاف بالدين ، وصرف المرء عن العبادة ..وفيه – والله أعلم - فتنة للأذهان في العقيدة ..
ناهيك عن انها لا تفيد بشيء الانسان في الحياة الآخرة التي يجب أن تكون غاية الحياة الدنيا الفانية وهدف نولها يجب أن يبقى الشغل الشاغل للمسلم وحسب .
ولئلا يقال بأننا نرمي الكلام جزافاً أو على عواهنه دعونا نأخذ ساطع الأمثلة في بعض كبار فقهاء الأمة الإسلامية ومنظريها الأوائل ..
فمثلاً نجد أنّ أبو حامد محمد الغزّالي الطوسي النيسابوري الأشعري، (الملقب بحجة الإسلام ) وهو أحد أعلام عصره / 1058م - 1111م ..
قد صرّح في كتابه " تهافت الفلاسفة " عن أنّ خير العلوم هي علوم القرآن وأفضل الأفعال التّدَبُّرِ به ، ثم شرح فيه - كما هو معروف - بإسهاب مُحكمٍ عن أسباب تكفير العلماء من أصحاب التفكير العقلي الأوائل من المسلمين وإخراجهم من المِلّة ، أمثال الفلاسفة ( الطبيب ابن سينا – الكندي – الفارابي ) .
وكما هو معلوم ، فقد انتهى في مؤلفه الداعشي هذا ، إلى القول بكفر هؤلاء الفلاسفة المسلمين في ثلاث مسائل فقط ، وهي :
أولاً : القول بقِدَم العالم و قضيه القدَم والحدوث .
ثانياً : قضية أنَّ الله يعلم الكليات ولا يَعْلم الجزئيات.
ثالثاً : مسألة إنكار حشر الله للأجساد في الآخرة والاكتفاء ببعث الأرواح فقط
ورغم براعة " الغزّالي " في ما يُسمى بـ " علم الكلام " عند المسلمين ، وهو العلم الذي يتمُّ فيه الدفاع عن العقائد الإيمانية بالأدلة و البراهين أو الحجج العقلية ..و اطلاعه التام على بعض جوانب الفلسفة ، إلا أنه كان يرى فقط ، أنَّ من واجبه فقط المنافحة عما يعتقد أنَّه صحيح الدين ، حتى ولو تتطلب ذلك منه التخلي عن العقل و رمي قوانين العقل جانباً ..
لهذا نجده أحياناً ، وقد بدا كارهاً بشدة لقوانين آلة العلم (المنطق) ومبادئ العقل ، وساذجاً مفضوحاً في التصدي لها أحياناً أخرى ، خاصةً إنْ هي مسّت ركائز إيمانه أو اقتربت من الكشف عن تهافت توحيده ..
وخير مثال على ذلك رفضه الشهير لمبدأ السببية ، مدعياً بأن الماء يطفئ النار ليس بسبب تكوين فيهما أو بسبب طبيعتهما أو حتى لتتابع وجودهما معاً ، بل لأن الله هو فقط من جعلها تطفئ النار .. وأن القطن لا يحترق اذا اقتربت منه النار إلا إذا أذن لها الله بذلك وتدخلت إرادته ، وليس بسبب تتابع الضرورة في طبيعتي القطن و النار ، أي ان فعل الاحتراق سببه الله فقط ..
ما يعني أنَّ الإرادة الإلهية هي الفاعلة دائماً فقط في عمل الأشياء ..
من يدري ، لربما كان إصرار " الغزالي " على هذا الفهم الساذج للركن الاهم في الفلسفة ( علم المنطق ) ، سببه معرفته المسبقة بأنَّ فهم العقل لترابط الحوادث بمبدأ السببية على هذا النحو سيُضعف من مكانة هذه الإرادة الإلهية في عقول المؤمنين ، وبالتالي قد يطالهم الشك والتساؤل في قدرة الله اللامتناهية ككل .؟!.
بإختصار شديد ، لقد كشف صراحةً صاحب كتاب ( المُنقذ منَ الضلال ) و في أكثر من مؤلفٍ له ، عن عدائه الواضح للفلسفة والعلوم المُتأتيةِ منها حينذاك ، مثل (علم المنطق و الفيزياء و الرياضيات ..الخ) ، لكونها - في رأيه - علوم تُبعد عقل المؤمن المُسْلم عن طريق الايمان الحق ، وقد تفعّل عاقليته في أمور الدنيا وتلهيه تجارتها ، أو تجعله يسأل ويناقش في أمور قد تسوءه أو تشوّش عليه إيمانه الخالص بدين الحق على الأقل ..
قصارى القول : لابدّ لنا من الاعتراف أنه وفي خضم هذا المنهج الايماني المغلق في التفكير ، وهذه الروح العنيدة في محاربة العقل الفلسفي لصالح النص أو النقل ، فقد نجح شيخنا الجليل " أبو حامد الغزالي" في سلب ألباب الجماهير المؤمنة ، و تمكن من بث كراهية التفكير العقلي المنطقي (الفلسفي ) في عقول الأجيال اللاحقة من المسلمين ، والتي للأسف مازلنا نرى آثارها ممتدة في الناشئة المسلمة حتى الآن ..
وللحديث بقية ..



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخي المُؤمنْ : لا تَتَفَلْسَفْ ..!
- في غور تلك ال أنا .. ( نص نثري )
- الحل أنْ نفهمَ أولاً ..
- أفكار حول القيم الأخلاقية ..(1)
- تَسَاؤلات مشروعة ..!
- مملكتي ليست في هذا العالم
- منْ سَرْدِ الذّاكِرَة ..!
- الدّْينُ التَسَلُّطي
- هلوسات فكرية ..4
- مَزيّة الفكر النَقدي و رَزيّة الفكر العَقدي
- - قطة الحَجّة -
- لماذا هيغل ..؟! (2)
- لماذا هيغل ..؟!
- الداعشية فكر في الدرجة الاولى ( 3 )
- قصائد - الغرق - عدَمية مُلفتة للنظر
- قراءة في ديوان ( قهوتي والتتار وأنت )
- دعوة للكتابة..
- هلوسات فكرية ..( 3 )
- عقول جلدية مُعارضة ..!
- بلى ، نحن مختلفون ..


المزيد.....




- اعتقال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن
- الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى ويعتقل 4 من حراسه
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- toyour el-janah kides tv .. تردد قناة طيور الجنة على القمر ا ...
- سوريا: تنظيم -داعش- الإرهابي يقف وراء تفجير الكنيسة بدمشق
- البابا ليو: يجب عدم التساهل مع أي انتهاك في الكنيسة
- حماس: إغلاق المسجد الأقصى تصعيد خطير وانتهاك صارخ للوضع التا ...
- سلي أطفالك في الحر.. طريقة تحديث تردد قناة طيور الجنة 2025 T ...
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زكريا كردي - أخي المُؤْمنْ : لا تَتفَلْسَفْ ..! (2)