أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكريا كردي - تَسَاؤلات مشروعة ..!














المزيد.....

تَسَاؤلات مشروعة ..!


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 5719 - 2017 / 12 / 6 - 04:36
المحور: الادب والفن
    


لمّا سألت عن الحقيقة قيل لي.. الحقّ ما اتّفق السواد عليه..
(إيليا ابو ماضي)

بسبب ترّهاتهم المَسْبوكة التي يظنونها حقائق مُنجزة تامّة ، تَرَاهم يَتَصيّدون نهدةَ الكلماتَ منْ فمكَ المُرْهق ، ويَحتَجزونَ طلّة العبارات عند نواصي سَرْدك ، كي يُلبسوها - بكل غباء ووقاحة - ما يَحلو لهم من مَعانٍ هزيلة ، وعباراتٍ ركيكة عليلة ، ليجعلوا منها في آخر المطاف أفكاراً مبتسرة هجينة ، و فهومات هشة منقوصة ومُهينة ، لا علاقة لها البتّة بفكركَ ، أو بفحوى مقصودكَ ، ولا حتى بأيّة معرفة عقلية أو منطقيّة مَنظمة ، حَدَثَ أنْ أومأتَ إليها في لحظة أو مَرّتْ بخاطرك ذات يوم ...
دونَ أيّة مُبالغة ، أحياناً أسائل نفسي .. لماذا يحدث كل هذا ..؟!
وكيف ولماذا يُفكر هؤلاء الناس بهذه الطريقة .. ؟!
بل ، كيف أصبحوا على ما هم عليه من فرادة بين الأذهان وبني الإنسان ..؟!
هل يا تُرى بسبب الخوف المُزمن لديهم من الخوض في الأسئلة الجْدّية ..
أم هو بسببِ الوَجَل من ولوج مَجَاهل الحياة الفكرية الحقيقية ، أمْ لأنّهم لا يُجيدونَ السّيرَ والتفكّر إلا على حافة الوعي لئلا تنكشف هشاشة ثقافتهم وتتجلّى عيوب مداركهم ..!!
أم هو إدراكهم القاصر ، الذي هيئ لهم بأن البحث والتقصّي في مناحي الواقع ، فيهما من العبء الثقيل مما لا يطيقونه ، ومن التفكير او القدرة ما لا يستطيعونه .. !؟
ثم هل هم هكذا فعلاً ..؟! أم أنهم يخاتلون ..ويهربون إلى حبّ الراحة وكَسَل الطُمَأنينة اللذان يُشكلان – في ظنّي - جوهرَ كلّ جَهَالة مُزْمِنَة ..؟!
أم تُراها نتيجة طبيعة لوعي مرهق ، يدفع ضريبة العيش بين مُعوّقي العَقل وسقم الأفهام ، ممّنْ يَعْتاشون على هذر النقل و رغوة الكلام ، وتملّق الضّغث في مستنقع الأوهام المُقَدّسة ..
لماذا لا يُفكرون ؟! لماذا لا يَقرؤون ..؟!
لماذا رغم كل ما مرَّ ويمرُّ بهم لا يفقهون بأن الحياة تحركت والمعارف تَغيّرت ..؟!
لماذا كل ديدنهم أنْ يقرَضَ وعيَهمُ الشعر ، وتقضم عزيمتهم الحكايات المكرورة وتهويمات النثر ..؟!
لماذا يتوقون بكلّ هذه الشدة ، إلى رتابة القصِّ الباهت و الإجترار المُعَفّر بالخزعبلات المُتخيّلة ..؟!
وكيف لهم أنْ يستعذبوا دوماً رميَّ عقولهم هكذا ، في أحابيل البيان المِرْنانة و مجاهيل البلاغة الطنّانة ، ويهشموا كلّ ذاتٍ معرفية مُهمّةٍ بينهم إلى فُتات صغيرة لا قيمة لها ، حتى تهضمها تماماً ثرثرات العجائز وبلادة روّاد التّكايا ، وتلوكُها مُطوّلاً أفواهُ النفاق، أو تدفنها بفخر عبارات المديح والمُجاملات ..؟!
إلى متى سيبقون يقولون ما لا يقصدون ويقصدون ما لا يقولون ..؟!
أوليسَ عَجباً ..أنْ يعيشوا هكذا في خيلاءٍ من المعرفة المزوّرة والمنهوبة ، دون أيّة نيّة لديهم – ولو بسيطة - للسعي إلى ثقافة عميقة صادقة ، أو بحثٍ جادٍ عن ظلال علم أكيد ، أو فكرٍ قصي نافع ، أو فلسفة رصينة .. !؟
الحق .. لا جوابَ عندي الآن ..على كل هذه الأسئلة التي يغصّ بها خلدي ..
لكن أغلب ظني ، لنْ يستقيمَ النضجُ العقلي فينا بغير حرية فكرية ، تأتي بأمراضنا إلى المشهد الحيّ ، وتقذف بنقائصنا المُزْمنة إلى العَلنْ ...
عدا ذلك سنُمْحى .. وسنُصْبحُ – بلا أدنى شك - أثراً بعد عين ..
وللحديث بقية ..



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مملكتي ليست في هذا العالم
- منْ سَرْدِ الذّاكِرَة ..!
- الدّْينُ التَسَلُّطي
- هلوسات فكرية ..4
- مَزيّة الفكر النَقدي و رَزيّة الفكر العَقدي
- - قطة الحَجّة -
- لماذا هيغل ..؟! (2)
- لماذا هيغل ..؟!
- الداعشية فكر في الدرجة الاولى ( 3 )
- قصائد - الغرق - عدَمية مُلفتة للنظر
- قراءة في ديوان ( قهوتي والتتار وأنت )
- دعوة للكتابة..
- هلوسات فكرية ..( 3 )
- عقول جلدية مُعارضة ..!
- بلى ، نحن مختلفون ..
- أفكار بسيطة حول مفهوم الدولة ..(5)
- أفكار بسيطة حول مفهوم الدولة ..(4)
- هلوسات فكرية..(2)
- - أدونيس - الثائر السوري الحقيقي
- أزمَةُ أفهَام لا أزمَة حُكّام ..


المزيد.....




- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكريا كردي - تَسَاؤلات مشروعة ..!