أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صوت الانتفاضة - السلطة والطقوس الدينية.. عقد تخادم














المزيد.....

السلطة والطقوس الدينية.. عقد تخادم


صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 6996 - 2021 / 8 / 22 - 17:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الوظيفة الأساسية لكل فعل طقسي هو عملية تعبئة وتجييش لوعي مجموعة من الناس الممارسين له، فحتى يستمر "التضامن" بين هذه المجموعة، وحتى لا ينفك او تحل الروابط بينها يصار الى إنتاج الطقوس وإعادة انتاجها، بل ويضاف لها "اختراعات" جديدة تزيد من فاعليتها وقوتها؛ والطقوس تبقى عند من يمارسها فعل مقدس، لا يمكن ولا يسمح بنقدها او المساس بها بأي شكل من الاشكال، ولا يمكن التنازل عنها او تأجيلها تحت أي ظرف كان.

الركيزة الأساسية للطقوس هي عملية "التكرار"، فكلما تأتي مناسبة احياءها تعاد ذات الأفعال، هذا التكرار، كما يراه البعض، يجعل الممارس للفعل الطقسي يعيش "الأصول" او "الزمن المقدس"، فهو يعشق تلك اللحظات الزمنية، ويمثلها باستمرار ويعيد تمثيلها، لهذا فأن هذا التكرار للفعل الطقسي قد يكون نوع من وسائل الدفاع "ميكانزمات" عن الذات، الضائعة، المغتربة، والتي لم تجد اية حلول لواقعها المعيش، فالتجأت الى "الغياب" عبر ممارسة الطقوس "الناس ما تبچي على الحسين، يبچون على حالهم".

السلطة –خصوصا السلطة الدينية- من جانبها تقوم على المحافظة بكل قوتها على هذه الطقوس ودعمها "ماليا واعلاميا"، بل والدفع بممارستها بشكل كبير، فالسلطة تعد الطقوس الجزء الأهم من بقائها وديمومتها، انها تعيد انتاج نفسها وتجدد شبابها بواسطة الطقوس، وهي تجند المئات من "مثقفيها" لنشر "وعي" زائف بين أوساط الجماهير، يحث على إقامة الطقوس و "عقلنتها"، وأنها تمثل "الجزء الأصيل" من الواقع، وبها تستطيع الناس الخلاص من أوضاعهم، الى غيرها من هذه الترهات.

يذكر هوبزباوم في كتاب "اختراع التقاليد" متحدثا عن فرنسا: (ان إرساء التقاليد "الطقوس" الجديدة قد لعب دورا حيويا في الحفاظ على الجمهورية) ويتتبع مؤلفو هذا الكتاب الدوافع وراء انتاج وتطوير الطقوس، خصوصا في النظام الملكي في بريطانيا، وكيف ان السلطة ذاتها لا تسمح لأحد المساس بهذه الطقوس.

ان رؤية رؤساء وزراء العراق ما بعد 2003، وكل أعضاء سلطة الإسلام السياسي وهم يؤدون الطقوس الدينية، وبشكل فج ومتخلف في بعض الأحيان "توزيع الحلويات "الداطلي" او الطبخ او المشي بالدشداشة"، هذه الممارسات لأعضاء السلطة يؤكد وبلا أدني شك العقد المبرم بين المؤسسة الدينية والسلطة السياسية، وانه لا يمكن التنصل من مسؤوليات كل منهم، فالمؤسسة الدينية تخدم السلطة عبر الطقوس وتجييش الناس وتعبئتهم واضفاء الشرعية عليهم، ومن جانبها السلطة السياسية تخدم المؤسسة الدينية بالاعتراف بها وتوفير كل متطلباتها واحتياجاتها واشراكها في القرار.

الواقع في العراق سيء جدا، بل ان اية كلمات لا تستطيع وصفه، رغم ذلك فأن الناس تتجه بشكل انفعالي وحماسي لممارسة الطقوس الدينية، ولا تلتفت الى واقعها وحياتها، الا يدعو ذلك للشك وبقوة في ان هناك قوى وراء هذا الضياع.



#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاشوراء في منطقة البتاوين
- طقوس عاشوراء بين منطقتي الثورة والمنصور-القسم الثالث
- الاسلاميون في كابل......Made in SA
- طقوس عاشوراء بين مناطق الثورة والمنصور- القسم الثاني
- طقوس عاشوراء بين مناطق الثورة والمنصور -القسم الأول
- عمال العراق بين الوعي الطبقي والوعي الزائف
- الانتخابات وعيون ميدوزا
- لا شيء..... فقط (مقتل عامل باكستاني)
- ما الذي يعنيه الحكم الديني -الثيوقراطية-؟
- هل الحكم الديني يعزز من السادية؟ الضحية هشام محمد هاشم أنموذ ...
- تهنئة من القلب لجماهير تونس وهي تزيح قوى الظلام والرجعية
- إيران.. احتجاج لا يتوقف
- سمات الوضع الثوري عند لينين
- مذكرات حمقى السلطة في العراق
- مزايدة علنية الموت والانتخابات
- عندما يشكل الفنان إساءة للمجتمع
- احكي يا شهرزاد فأنت في عصر الظلام
- هل وصل الإسلاميون للطور الأعلى من الفاشية؟
- البؤس والسطحية والابتذال (مناظرات الإسلاميين)
- هل يقتلون ام إيهاب كما قتلوا والد علي جاسب؟


المزيد.....




- وزير الخارجية الايراني يصل الى غامبيا للمشاركة في اجتماع منظ ...
- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...
- فوق السلطة – حاخام أميركي: لا يحتاج اليهود إلى وطن يهودي
- المسيح -يسوع- يسهر مع نجوى كرم وفرقة صوفية تستنجد بعلي جمعة ...
- عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي
- عصام العطار.. أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية في سوريا
- “يابابا سناني واوا” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ال ...
- قائد الثورة الاسلامية: العمل القرآني من أكثر الأعمال الإسلام ...
- “ماما جابت بيبي” التردد الجديد لقناة طيور الجنة 2024 على الن ...
- شاهد.. يهود الحريديم يحرقون علم -إسرائيل- أمام مقر التجنيد ف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صوت الانتفاضة - السلطة والطقوس الدينية.. عقد تخادم