ماذا تريد قطر ؟؟؟ok

حاتم بن رجيبة

الحوار المتمدن-العدد: 6994 - 2021 / 8 / 20 - 20:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أصبحت قطر لاعبا محوريا في منطقة الشرق الأوسط. أصبح القزم يناطح الكبار في المنطقة ولا يدار أي صراع وأي حوار من دونه.

ماذا يريد هذا الاعب الجديد ؟ ماهي أهداف سياسته الخارجية؟ وماهي آماله من الأموال الطائلة التي يستثمرها في الصراعات والحروب في المنطقة؟

ما يميز سياسة قطر الخارجية هو اللخبطة والتشعب والتناقض. فبينما تحارب السعودية الربيع العربي وكل الحركات التحررية الديمقراطية لخوف العائلة الحاكمة على العرش، حتى لا تطرد، تساند قطر الإسلام السياسي من إخوان وسلفيين ودواعش وطالبان في الأقطار الإسلامية وحتى في أوروبا بينما تقاومها بالحديد والنار في بلدان الجوار، في البحرين مثلا .

بينما تحتضن أكبر قاعدة جوية أمريكية على أراضيها، تمول بالمليارات الجماعات الجهادية التي تحارب أمريكا وتريد محقها وطردها من المنطقة.

بينما تتشبث العائلة الحاكمة بالحكم الملكي المطلق تساند من يدعون إلى نظام الخلافة والتناوب على الحكم والإنتخابات كما هو مستتب في إيران .بينما تساند بكل قوة حماس العدو اللدود لإسرائيل، تطبع مع إسرائيل، خصم حماس وكل العالم الإسلامي. بينما تتحاشى التعرض لإيران من قريب أو بعيد تساند المعارضة السورية بالمال والعتاد ضد حليف إيران بشار الأسد.

التناقض تلو التناقض. فهي كمثل من يقص الغصن الذي هو جالس فوقه. فالعائلة الحاكمة القطرية تساعد وتنمي بمالها وثروتها من يريد القضاء عليها وعلى أمثالها. أهم سذج إلى هذا الحد عندما يعتقدون أن دعاة نظام الخلافة إن استتبوا في مصر وسوريا والعراق وليبيا والجزائر وأفغانستان إلخ سيتركون السعودية وقطر في شأنهم؟؟ سيقضون عليهم لامحالة وسيرمون بهم في البحر في رمشة عين.

بالنسبة لطالبان وحركة النهضة وداعش وكل الحركات الأصولية الملوك طغاة و ظالمون وتوريث الحكم مخالف للشرع و التعاون مع إسرائيل أكبر خطيئة يمكن أن يقترفها أي نظام. فكيف يساعدون من يقاومون نظام حكمهم وسياستهم مع إسرائيل والغرب؟

ماذا سيجني القطريون من رعايتهم للإسلام السياسي غير حتفهم هم وموتهم وخرابهم؟ هل ستساعدهم الولايات المتحدة لو هاجمتهم السعودية أو مصر أو العراق أو إيران؟ وحتى إن تدخلت فبأي ثمن وهل للأبد؟ هل سيرضى الناخب ودافع الضرائب الأمريكي أن يموت أبناؤه وتصرف ثروته من أجل حفنة من سكان الصحراء ؟ وحتى إن افترضنا أن القطريين يستهدفون من زعزعة الأنظمة الإسلامية الإستحواذ على أسواقها و استغلال ثرواتها فكيف سيفعلون ذلك؟؟ فجل ثروتهم متأتية من الغاز والنفط ومن استثماراتهم في الشركات الغربية. أي أنهم لا يفلحون إلا في قطاعات محدودة جدا مثل الإتصالات والسياحة أما القطاعات الرئيسية مثل الصناعة والتكنلوجيا والتقنية فلا يفقهون منها شيئا، ولولا النفط الذي جائهم به الحظ لهاجروا منطقتهم كما فعل ذلك أجدادهم من قبل. فأموالهم أكثر أمانا في الأسواق الغربية المستقرة والمتطورة وليس في بلدان المنطقة المتهرئة والضعيفة والغير مستقرة بالمرة.

ألن يعتبرون من أفغانستان كيف تركها الأمريكان فريسة لجند الخلافة أو من العراق أين تمكن الإيرانيون منها بفضل تدخل الولايات المتحدة؟

ماذا تبغي قطر من تطبيعها مع إسرائيل؟ هل سينقذها بنو صهيون من إيران ومن داعش؟

العائلة الحاكمة القطرية هي الوحيدة التي تحارب ضد مصلحتها، هي الوحيدة التي تحفر قبرها بأيديها، هي الوحيدة التي تغذي الوحش الذي سيلتهمها.

فسياسات كبار المنطقة مثل السعودية ومصر والجزائر وسوريا ... مفهومة وعقلانية: كلها تحارب التحركات التحررية كما الإسلام السياسي حتى تحافظ على الحكم والثروة والجاه.

أعتقد أن كل هم حاكم قطر هو أن يكون مع الكبار، أن يكون ندا لكبار المنطقة: السعودية و مصر و تركيا و العراق...، حتى وإن أدى ذلك إلى حتفه. الدافع الوحيد من مساندة الحركات السلفية والأصولية هو مضايقة كبار المنطقة وخاصة السعودية، هناك قدر كبير من الغيرة والحسد. هناك أيضا الجنون المتأتي من الحكم المطلق و الثروة الطائلة السهلة . ما يفعله حاكم قطر جنون وحماقة .

#حاتم_بن_رجيبة (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل