أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم بن رجيبة - العالم الإسلامي ما بعد الخلافة














المزيد.....

العالم الإسلامي ما بعد الخلافة


حاتم بن رجيبة

الحوار المتمدن-العدد: 6456 - 2020 / 1 / 5 - 18:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتسم وضع العالم الإسلامي الراهن بالتعقيد الشديد والضبابية.حروب أهلية دامية وصراعات مسلحة أحيانا و باردة أحيانا أخرى بين جبهات متعددة ومتغيرة في كل قطر وشبر وحتى في كل عائلة من العالم الإسلامي.

لكن إن تأملت مليا و،، فركت الرمانة،، كما يقول المثل التونسي لانزاح الضباب وسهلت الرؤية و زال الغموض.

فكما ينقسم تاريخ العالم الغربي أو المسيحي إلى مراحل كبرى وهي في التدرج الزمني: الحقبة الإغريقية اليونانية تليها الحقبة الرومانية الإيطالية ثم عصر الظلام في القرون الوسطى ليتوج بعصر الأنوار والديمقراطية الليبرالية وحقوق الإنسان الكونية وعصر المعرفة والحكمة.

فينقسم العالم الإسلامي إلى مرحلتين: عصر الخلافة الإسلامية : الإمبراطورية الإسلامية ثم عصر ما بعد الخلافة.

عصر الخلافة الإسلامية من عهد النبي محمد إلى آخر خليفة عثماني هو مرادف لحقبة عصر الظلمات وانحطاط القرون الوسطى في العالم الغربي: انفراد شخص بالحكم المطلق وانتشار الفساد والظلم والمحسوبية والخرافة.

بقدوم الإمبريالية الأوروبية انتهى عصر امبراطورية الخلافة وبدأ عصر دويلات متشتتة ترابيا لكن موحدة ثقافيا. ما يوحدها هو الثقافة الإسلامية: أكل ولباس وعادات ومعتقد...هذا العالم يحتد فيه صراع بين ثلاث قوى وأنظمة رئيسية: نظام دكتاتوري فاسد هو امتداد لعصر الخلافة ونظام ديني متطرف وشمولي ومتزمت ونظام غربي حداثي مستنير.

النظام الأول يمكن تسميته نيوخلافي أي خلافي جديد أو امتداد لعصر الخلافة ويشمل جل أنظمة مع بعد الإستعمار: السعودية، دول الخليج، مصر، سوريا والعراق، إيران ماقبل الخميني، تونس، الأردن، تركيا ماقبل اوردوغان، الجزائر المغرب، باكستان، ليبيا معمر القذافي....

النظام الثاني المتزمت الديني يتجسم في إيران الخميني، حماس ، إخوان مصر، إخوان تونس والمغرب والأردن...داعش، القاعدة، جبهة النصرة ، اوردوغان، طالبان...

القوة الثالثة: النخبة المستنيرة المؤمنة بحقوق الإنسان الكونية والديمقراطية الليبرالية والتي تدين للعلم والعقل وتولي وجهها للغرب المزدهر. هي لم تنتصر في أي قطر للأسف.

شهدت هذه الصراعات التكتونية هزتين عنيفتين كللت الهزة الأولى بانتصار الخميني في فارس وصعود طالبان في أفغانستان تلاهما انفجار هائل سنة 2011 كان مركزه تونس سيدي بوزيد ليشمل كل العالم الإسلامي وهانحن في قلب الحدث. يصعد نظام و يزول آخر ليبرز من جديد ثم ينهار. تارة يسيطر الفكر المستنير لتطمسة الرجعية الدينية ثم يرتد النظام القديم وهاكذا دواليك.

الصراع ذو ديناميكية وحركية دائمة وفي جبهات. فمرة يتحد المتزمتون مع النظام القديم ضد المستنيرين ومرة الحداثيون مع النظام القديم ضد القوى الدينية وأخرى تجمع الحداثيين مع المتطرفين ضد النيوخلافيين.ففي تونس مثلا اتحد الإخوان مع الحداثيين إبان الثورة ضد الفاسدين ليتحد المستنيرون مع النظام القديم لإسقاط الإخوان ثم يتحد الملتحون مع النظام القديم ضد الحداثيين.

حاليا انتصر نظام النيوخلافة في جل الأقطار: باكستان، المغرب، دول الخليج، مصر، الجزائر.

انتصرت القوى الدينية المتطرفة في إيران و تركيا وجزء من فلسطين أين تسيطر حماس.

مازال الصراع محتدا في تونس وسوريا وليبيا واليمن.

و لكن كما يقول المثل التونسي،، في الهم عندك ما تختار،،. فأسوء السينياروهات هو العيش تحت وزر الأنظمة الدينية المتزمتة: فهي مرادفة للموت والظلام: نظام طالبان وداعش وحماس و الإخوان. أخف وطأة هو نظام النيوخلافة: رغم الفساد والطغيان فهناك مجال نسبي من الحرية أما أجل الأنظمة فهي الديمقراطية الليبرالية الغربية وهو حلمنا وهدفنا.

فكما شهد الغرب تذبذا كبيرا إبان نهاية عصر الظلمات ليتوج الصراع في حروب عالمية فتاكة ومجازر مروعة فها نحن نسبح في نفس المستنقع وأملنا أن يكون مصيرنا نفس مصير إخواننا في الدول الغربية لينتصر العلم والعقل و تنتصر دولة القانون وحقوق الإنسان الكونية و المبادئ الإنسانية.



#حاتم_بن_رجيبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب التونسية الفاشلة
- في ذكرى المحرقة !
- الهجرة شر أم نعمة؟
- أسباب التضخم الرهيب في فنزويلا
- لماذا تعاضد أمريكا إسرائيل؟
- ،،وديع وساذج،، قصة قصيرة
- بهيمة وإنسان
- آفة الإقطاع
- سيارة المستقبل
- ،،فلسطين،، نهاية أليمة خير من ألم لا ينتهي
- كارثية الصنمية في ،، مسك وعنبر وفيض مقدس ،، لمحمود شاهين
- ألم الوعي في رواية ،،ثرثرة فوق النيل ،، لنجيب محفوظ
- يسار أم يمين؟
- تونس: خطوة عملاقة نحو الدولة المدنية
- الإرهاب الإسلامي في فرنسا : الأسباب والحلول
- فيما يتفوق المقاتل الداعشي ؟
- السيسي بطل و قدوة
- من المسؤول عن زحف الدواعش ؟؟
- أسباب عودة الأصولية الإسلامية
- عراب الثورات يغزو تونس الحبيبة


المزيد.....




- بعد فضيحة -سيغنال-.. إعادة هيكلة مجلس الأمن القومي الأمريكي. ...
- ضجة في المغرب بعد الكشف عن شبكة لبيع شهادات جامعية
- فانس: استخدام القوة العسكرية في عهد ترامب سيكون حذرا وحاسما ...
- الحكومة السورية عن تخفيف العقوبات الأمريكية: خطوة إيجابية.. ...
- سوريا ترحب بالقرار الأميركي بشأن -تخفيف العقوبات-
- رسوم جمركية بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي: تصعيد تجاري أمري ...
- أكبر عملية تبادل للأسرى بين أوكرانيا وروسيا منذ غزو 2022
- التايمز: روسيا تتفوق على أوكرانيا في تصنيع وتشغيل الطائرات ا ...
- مسؤولة أمريكية لـ-الجديد-: يجب نزع سلاح حزب الله قريبا وإلا! ...
- بعد صدور الحكم في قضية -عصابة الأجداد-.. كيم كاردشيان تؤكد: ...


المزيد.....

- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم بن رجيبة - العالم الإسلامي ما بعد الخلافة