أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم بن رجيبة - الهجرة شر أم نعمة؟














المزيد.....

الهجرة شر أم نعمة؟


حاتم بن رجيبة

الحوار المتمدن-العدد: 5915 - 2018 / 6 / 26 - 15:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    





بعض الهجرات جلبت الرخاء للمضيف وبعضها جلب الدمار والخراب.

القصد هنا الهجرات الكبرى أي نزوح مئات الآلاف والملايين في فترة محددة تحت ظغط كبير وليست التحركات البشرية العابرة للبلدان والقارات في كل زمان ومكان.

للهجرات الكبرى قانون سرمدي ثابت ألا وهو أنه كلما كان الشعب المهاجر والزاحف أكثر تحضرا وتمدنا كلما كان ذلك أكثر نفعا للمضيف أو البلد المجتاح وكلما كان النازح بدويا وقبائليا وبسيطا في تنظيمه وثقافته كلما كان الخراب والدمار للمجتاح كبيرا. كلما زادت البداوة كلما تفاقم الخراب والضرر وكلما زاد التحضر غلب النفع.

انظر كيف هلكت الإمبراطورية الرومانية المتحضرة والتي مازالت إنجازاتها المعمارية والأدبية والفكرية تبهرنا إلى اليوم الحاضر على يد الشعوب البدوية البسيطة والهمجية مثل الشعوب الجرمانية من الشمال والبربر من الجنوب والعرب من الشرق. 800 سنة من الحضارة والنظام السياسي الثابت والديمقراطي والبنية التحتية المذهلة والقوانين الدقيقة والمعقدة والمؤلفات الفنية البديعة هلكت ودمرت في رمشة عين فلم تتعاف البشرية من هذا الدمار إلا بعد 1400 سنة تقريبا!!!! يا للهول!!!

ماذا جلب الجرمان إلى أوروبا غير الإنحطاط؟ لا أدب ولا تقنية ولا طرقات ولا علم. مدن باهرة مثل مرسيليا وباريس وبون اندثرت، كالبركان المدمر لا يبقي على حياة.

كذلك العرب استقروا بالخيام وتركوا المدن الرومانية الزاهرة والطرقات المعبدة وقنوات توزيع المياه تتداعى وتتهاوى. و بقوا رعاة ولم يعلموا الشعوب المجتاحة سوى الغزو والرعي وسفك الدم فتقاسموا العالم مع البرابرة الجرمانيين ليغرق هذا الأخير في ظلام القرون الوسطى ويطغى الجهل والغباوة والبداوة قرونا قبل أن تبزغ الحضارة من جديد في أوروبا الغربية بانية على أنقاض الحضارة الإغريقية و الرومانية.ولم يبق من زمن الجرمان إلا كابوس أحمر مخيف.

كذلك زحف المنغول لم يجلب إلا الخراب والعنف والموت ، فهم شعب بدوي بسيط وهمجي، لا ثقافة ولا حضارة.مثل البكتيريا والفيروسات، تفكك وتدمر وتقتل ولا تبني. كذلك الزحف المعاصر للملايين من العرب والبربر والأفارقة ورعايا الكتلة الشرقية لأوروبا. زحف يذكرنا بزحف القبائل الجرمانية والهونية للإمبراطورية الرومانية قديما. كذلك زحف المهمشين من أمريكا اللاتينية للولايات المتحدة وكندا. وحدها اليابان بقيت مصونة من هجرة الهمج. على الحضارات الغربية أن تستثمر بلايين الدولارات حتى تثقف جحافل الهمج الغازي وتطهره من الجهل والوسخ الفكري والجسدي ليتعلم التحضر ويتثقف ليندمج ويصبح نافعا.

الكثير من الشعوب الأوروبية المتقدمة غير واعية بحجم الخطر الهمجي للنازحين القادمين من العالم الثالث. فعلاوة على استحواذهم على نسبة هامة من النفقات والخدمات الإجتماعية كمنح الفقر والبطالة تصل إلى النصف وأكثر في بعض المدن فهم ينشرون سلوكيات وأفكارا عدائية تعلموها في أوطانهم المتخلفة. نسب البطالة والأمية بين المهاجرين هي أضعاف الشعوب المحلية.

لكن انظر ماذا جلب المهاجرون الأوروبيون المتحضرون إلى أمريكا وإفريقيا الشمالية وكل مكان غزوه. السكك الحديدية والطرقات المعبدة والموانئ و المناجم و آبار النفط و الزراعات الكبرى و المصانع و التقنيات الحديثة كالكهرباء و السيارات و القاطرات إلخ. المباني الحكومية في العالم الثالث جلها ما تركه المستعمر الأوروبي. النخب السياسية والثقافية والعلمية لمجتمعات العالم الثالث نشأت وترعرعت في الغرب فاستنارت بعلمه وتحضرت بثقافته وآدابه. فكان الإستعمار الأوروبي حافزا لهذه الشعوب للصحوة والنهوض من سبات عميق والشفاء من مرض عضال اسمه البداوة والهمجية.

لا تتهمني بالعنصرية! الغرب أحمق ما عدى بعض الجمهوريات مثل سويسرا والبلدان الإسكندنافية التي تسثمر الكثير لتثقيف الهمج المهاجرين فتنفعهم وتنتفع منهم. الغرب لا يدرك أن المهاجرين مثل الرطوبة التي تقيض الأساس في الخفاء ببطء لكن بفاعلية وإن لم يستفيقوا فستنهار حضارتهم وتمحي ليتقلد الهمج الحكم ونعود إلى ظلمات القرون الوسطى بفكر ديني خرافي وعصبية عرقية دامية غاية في العنف والكراهية. وما تنامي التطرف العرقي اليميني في الدول الأوروبية و الإرهاب الإسلامي إلا ناقوس خطر يهلل لدمار هائل وتقهقر مروع كما شاهده العالم إبان انهيار الحضارة الرومانية على أيدي الهمج من كل أصقاع العالم القديم. الحل السحري للغرب هو تحصين حدوده والسماح للمهارات والأدمغة فقط بالعبور كما الإستثمار السخي لتثقيف رعاياها من المهاجرين ومساندة النخب المستنيرة في البلدان المتخلفة حتى تحضر شعوبها وترقى بها وعدم التغاضي عنها أو المساهمة في تفقير هذه الدول أكثر لتزداد حدة هجرة الهمج نحوها.



#حاتم_بن_رجيبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب التضخم الرهيب في فنزويلا
- لماذا تعاضد أمريكا إسرائيل؟
- ،،وديع وساذج،، قصة قصيرة
- بهيمة وإنسان
- آفة الإقطاع
- سيارة المستقبل
- ،،فلسطين،، نهاية أليمة خير من ألم لا ينتهي
- كارثية الصنمية في ،، مسك وعنبر وفيض مقدس ،، لمحمود شاهين
- ألم الوعي في رواية ،،ثرثرة فوق النيل ،، لنجيب محفوظ
- يسار أم يمين؟
- تونس: خطوة عملاقة نحو الدولة المدنية
- الإرهاب الإسلامي في فرنسا : الأسباب والحلول
- فيما يتفوق المقاتل الداعشي ؟
- السيسي بطل و قدوة
- من المسؤول عن زحف الدواعش ؟؟
- أسباب عودة الأصولية الإسلامية
- عراب الثورات يغزو تونس الحبيبة
- عبثية الوجود في ،، الشيطان يعظ ،، لنجيب محفوظ
- تونس : الأحزاب الشمولية وحيل الذئب
- مشروع الدستور التونسي


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم بن رجيبة - الهجرة شر أم نعمة؟