حاتم بن رجيبة
الحوار المتمدن-العدد: 5609 - 2017 / 8 / 14 - 02:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
استمع التونسيون اليوم 13 أوت 2017 إلى خطاب تاريخي من طرف رئيس الدولة الباجي قائد السبسي بمناسبة عيد المرأة. خطاب لم يتوقع أحد : لا من الحداثيين ولا من الأصوليين سماعه .
ما قاله الرئيس وما اقترحه يشابه إعلان ميثاق حقوق الإنسان إبان الثورة الفرنسية !
الباجي قائد السبسي يدعو بمناسبة عيد المرأة إلى المساواة في الإرث وإلى حق المسلمة بالزواج بغير المسلم !
زلزال ورجة رهيبة في مجتمع متصلب وورع ومحافظ حتى النخاع ! تسونامي حداثي على أرض جدباء وعقول متصحرة يحكمها رجال الدين، انفجار نووي يقض أركان الأصولية ونور باهر يضيء عتمة الفكر الديني المتخلف . بشرى للحداثة والدولة المدنية في تونس والعالم العربي عامة .
المحير لماذا هذه الدعوة الآن ؟ لماذا لم تكن إبان الثورة أو متزامنة مع إعلان مجلة الأحوال الشخصية سنة 1956? لماذا الآن في زمن يسيطر فيه الإخوان على البرلمان وزمن يصم فيه الخطاب الديني الآذان ؟ في زمن يبنى فيه مسجد في كل شارع وزنقة ، زمن يندر فيه مشاهدة السافرات وسماع رأي حر . زمن اللحي و اللباس الأفغاني .
الباجي قائد السبسي معروف في تونس بدهائه السياسي وفطنته ومكره. حسب رأيي لم يقدم على هذه الخطوة العملاقة ويكمل ما بدأه الزعيم بورقيبة إلا لإدراكه مدى ضعف حركة النهضة فرع حركة الإخوان المسلمين في تونس . فحلفاء النهضة : قطر وتركيا في وضع لا يحسدان عليه أما حركة الإخوان الأم في مصر فقد اندثرت وامحت. أي اعتراض من جانبهم سيكون بمثابة الإنتحار السياسي والعزلة العالمية الحتمية والنهائية ،سيكون بمثابة إماطة اللثام عن الوجه القبيح الذي يحاولون بكل ما أوتوا من دهاء وحيلة إخفاءه عن العالم الغربي الحداثي. إماطة اللثام عن كنههم الظلامي والأصولي .
من يستطيع الآن الإقرار علنا معاداته للمساواة التامة بين الجنسين و لحقوق الإنسان الكونية دون الخوف من النبذ التام من الغرب صاحب القوة والحل والربط . لن يجرؤ على ذلك إلا المتهور والإنتحاري والغشيم أما النهضة بقيادة شيخها الماكر والمتمرس والمحنك فلن تجرؤ على ذلك أبدا ؛فهي مجبرة على المسايرة و الصمت وهاهي تعلن استعدادها للمشاركة في الحوار !!
هنيئا لتونس وللعالم العربي بهذا اليوم وهذا الخطاب .
#حاتم_بن_رجيبة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟