أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم بن رجيبة - مسودة الدستور التونسي : التوطئة















المزيد.....

مسودة الدستور التونسي : التوطئة


حاتم بن رجيبة

الحوار المتمدن-العدد: 4094 - 2013 / 5 / 16 - 22:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سأتناول في هذا النص توطئة مسودة الدستور التونسي (1) . سأقوم بمقارنتها مع ثلاثٍ لدساتير ديمقراطىة ليبرالية لجمهورية ألمانياالإتحادية (2) وفرنسا(3) وسويسرا (4)ومع دستور دولة دينية غير ديمقراطىة وهو دستور جمهورية إيران الإسلامية(5)كما مع دستور الجمهورية التونسية لسنة 1959(6) .

التوطئة تعطي الإنطباع الأول عن كامل الدستور وكل من درس بسيكولوجيا الحوار والتعامل البشري يدرك معضلة الإنطباع الأول ،فهو يرسخ في النفس فيصعب تغييره و تعديله فيما بعد . فالجمل الأولى تعطي للقارئ فكرة واضحة عن نوايا المحرر و الرسائل التي يريد تمريرها كما تعطي انطباعاً عن طبعه وأسلوبه التحريري .

الملفت للإنتباه من خلال المقارنة هو الإقتضاب الواضح في نصوص التوطئة في الدساتير الأوروبية كما نتبينه من خلال الدستور الألماني في النص التالي ،،

لوعيه التام بمسؤليته أمام الإله والبشر، وبروح إرادته كعضو متكافئ في أوروبا موحدة
بأن يخدم السلام في العالم، فقد قام الشعب الألماني بمنح نفسه هذا القانون الأساسي بحكم
تمتعه بالسطة التشريعية وسلطة سن القوانين.
أقر الألمان في ولايات ...(يقع هنا تعداد الولايات ) أنه وبمحض حقهم في تقرير مصيرهم بحرية، أقروا إتمام وحدة وحرية ألمانيا. لذلك فإن هذا القانون الأساسي ساري المفعول لكافة الشعب الألماني.،،

هذه التوطئة تشير إلى أن الدستور الجديد سيعتبر من أخطاء سالفه الذي ساعد على وصول النازية إلى الحكم وما صاحبه من دمار وحروب كما العزم على توحيد الألمانيتين المنفصلتين آنذاك والتحرر من سيطرة الحلفاء عليها و الإنخراط في المجموعة الأوروبية والإبتعاد عن القومية الشرسة . فالإقتضاب لم يكن عائقاً على تمرير رسائل جوهرية عن روح و دعائم الدستور الجديد .
دستور 59 التونسي اتبع نفس المنوال وكان مقتضبا ، ليأتي الدستور الجديد بتوطئة مطولة حازت صفحة كاملة فيما امتدت التوطئة الإيرانية على 11 صفحة !!

فالإستنتاج الأول هو أن التوطئة تكون أشد اقتضاباً عند الأنظمة الديمقراطية اليبرالية الناجحة وتزداد تمططاً كلما اقترب النظام السياسي من الدكتاتورية .
الإقتضاب في توطئات الدساتير الحداثية يعود حسب رأيي إلى عدم إيلاء محرريها إياها قيمة كبيرة مما يدل على تركيزهم على المهم ألا وهو الفصول القانونية النافذة والملزمة و اقتصارهم على تمرير رسائل جوهرية و مفصلية . فلماذا التكرار والحشو المقلق في أهم نص تشريعي في الدولة ؟

ألنص الإيراني كنقيض للدساتير الغربية تعرض إلى كل تفاصيل ،،الثورة،، الإسلامية كما لدور و خصال آية الله الخميني و ،، ولاية الفقيه العادل ،، و ،، الجيش العقائدي ،،...فكانت نية المحررجليةً في توظيف النص كأداة بروباغندا وغسيل دماغ .فأخذت التوطئة حجم كتيب يمكن نشره منفصلاً لأغراض دعائية لا تمت للدستور بصلة .

أما أهم رسالة وردت بتوطئة المسودة الجديدة فهي تكمن في الجملة التالية :،، وتأسيساً على ثوابت الإسلام ومقاصده المتسمة بالتفتح والإعتدال ، وعلى القيم الإنسانية السامية ومبادئ حقوق الإنسان الكونية بما ينسجم مع الخصوصيات الثقافية للشعب التونسي .،،.فالخصوصيات الثقافية للشعب التونسي هي التي تحدد ما الذي يمكن تبنيه من مبادئ حقوق الإنسان ، التي يفترض أن تكون كونية كما ذكر ذلك في النص أي تشمل كل البشر دون اعتبار أديانهم أو ثقافاتهم أو البلدان التي يقيمون بها ...
لكن ما هي الحقوق التي يمكن أن تتعارض مع الخصوصيات التونسية ؟ ثم ماهي هذه الخصوصيات ؟ خاصة أنه لم يقع تحديدها لاحقاً . هذه الضبابية يمكن أن تكون مقصودة حتى تكون الغلبة للأقوى عند الإختلاف في التأويل أو دون نية مسبقة و إنما كنتاج للحشو و،، الكلام الفارغ ،، الذي عرف به الساسة أو الثرثارون و الثرثارات عموماً .

أنا أرجح الإحتمال الأول .إذاً جاءت التوطئة ممططةً كلها حشو وتكرار بما أن كل ما ذكر فيها أعيد التطرق إليه في شكل قوانين وفصول دقيقة. البداية التي سترسخ الإنطباع الأول والمهم حول جودة الدستور الجديد الذي دفع ومازال يدفع التونسون الأموال الطائلة من أجل تحريره هي غير موفقة كما وكيفاً .
لكني رغم ذلك لا أفهم تخوفات العديد من العلمانيين من ،،كلام فارغ ،، لا فائدة فيه ولا مضرة منه بما أن التوطئة ليست فصلاً قانونياً ملزماً بل مقدمة كان مفترضاً أن تكون وجيزةً يلج منها القارئ إلى صلب الموضوع ، إلى المهم وإلى التفاصيل .
هذا العيب هو مهم لكنه ليس مفصلياً ويمكن تجاوزه بسهولة في تعديل لاحق .

............................

1 http://www.anc.tn/site/images/icones/icon_constitution.gif

http://www.fes.de/international/nahost/pdf/GGArabisch 2.

3 http://www.assemblee-nationale.fr/connaissance/constitution_11-2011.pdf

4 http://www.google.de/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=1&cad=rja&ved=0CDEQFjAA&url=http%3A%2F%2Fwww.admin.ch%2Fch%2Fd%2Fsr%2F1%2F101.de.pdf&ei=8xGVUYrdNpHltQaaxoC4Dg&usg=AFQjCNHy8cpFZIKZ5GDLSPdBNixlWdSZ8Q&sig2=nwkqk1gLbp-ZBsK6DjWcrQ&bvm=bv.46471029,d.Yms

5 http://www.google.de/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=3&ved=0CEEQFjAC&url=http%3A%2F%2Far.wikisource.org%2Fwiki%2F%25D8%25AF%25D8%25B3%25D8%25AA%25D9%2588%25D8%25B1_%25D8%25A5%25D9%258A%25D8%25B1%25D8%25A7%25D9%2586&ei=fBKVUZYazMqzBurKgPAM&usg=AFQjCNFNSt24aieZorlPEl0lGmsgXd75cA&sig2=lPoedrfzKDj9qkTeW7TqkQ&bvm=bv.46471029,d.Yms&cad=rja

6 http://www.google.de/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=1&cad=rja&ved=0CC4QFjAA&url=http%3A%2F%2Fwww.e-lawyerassistance.com%2FLegislationsPDF%2Ftunisia%2FConstitutionAr.pdf&ei=GBOVUZ3FOMSbtQbu2YGoDQ&usg=AFQjCNGn8p2C0gGeea04FqrngdsgEYqHsQ&sig2=lCVwRgXqytTip_zOIv4_Qw&bvm=bv.46471029,d.Yms



#حاتم_بن_رجيبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزعيم الدكتور المنصف المرزوقي
- آليات حماية الديمقراطية من خلال المثال الألماني
- ماهية الفن
- تعريب المواد العلمية ؟ ضرورة ؟
- الإنسان عاش جل حياته حيواناً
- أسباب تشبث الإنسان المعاصر بالدين
- اليسار التونسي وعقدة التدخل الأجنبي
- الإنقلاب على الشرعية ونتائجه


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم بن رجيبة - مسودة الدستور التونسي : التوطئة