كارثية الصنمية في ،، مسك وعنبر وفيض مقدس ،، لمحمود شاهين

حاتم بن رجيبة

الحوار المتمدن-العدد: 5788 - 2018 / 2 / 15 - 23:05
المحور: الادب والفن
    

،،مسك وعنبر وفيض مقدس،، هي قصة قصيرة للروائي الفلسطيني الرائع محمود شاهين . هي منشورة في موقع ،، الحوار المتمدن،، تحت الرابط التالي :http://www.ahewar.org/search/Dsearch.asp?nr=4630



تلخيص القصة : خلال جلسة لشيوخ متصوفة يتسابق الحاضرون لإشعال سيجارة الشيخ ،، الأعجف ،، تملقا . يضرط هذا الأخير عندما مد رأسه لإشعال السيجارة ، اعتذر عما صدر منه لكن مساعده صابر وصف ،، تملقا ،، رائحة ضراط الشيخ بالمسك والعنبر ليتنافس الحاضرون في تمجيد رائحة ضراط شيخهم حتى ينتهي هذا الأخير بالإقتناع وتصديق رأي الجماعة .


حقيقة قصة رائعة شكلا ومضمونا !!

فهي تستجيب لمقومات القصة القصيرة الحديثة : وحدة المكان والزمان : أحداث القصة تدور في مكان واحد ودون انقطاع زمنيا كما أن المضمون مشفر ويرمز إلى قضية إنسانية واجتماعية عامة.


الصنمية داء عضال تعاني منه كل المجتمعات والمجموعات في كل زمان ومكان حتى في المجتمعات الغربية الديمقراطية .

الصنمية تترعرع وتنمو كلما انفرد شخص بالقرار وتجمعت كل السلطات لديه كالملك أو مدير المؤسسة أو رئيس حزب أو طائفة أو عائلة أو قبيلة إلخ

كل مجموعة بشرية تذعن لقائد دون أن تنصب من يقاسمه الحكم ويقيد من صلاحياته ويراقب تصرفاته وتعرض آرائه للتصويت والمناقشة تكون قد صنعت من القائد الذي هو في الأساس خادم القوم سيدا وإلاها معصوما وصنما ووحشا، ليصبحون عبيدا له فيتلاعب بأرواحهم وأملاكهم وجهدهم ومالهم فتكون الكارثة المحققة .

وهو ما صار مع كل القادة والزعماء المقدسين والمعصومين مثل نابليون وهتلر وماسوليني وستالين وصدام وعبد الناصر والقذافي وآتاتورك وبورقيبة وكل الملوك والقياصرة ...كذلك العديد من المؤسسات أفلست لانفراد رؤسائها بالقرار ونبذهم للنقاش والمجادلة .وكم من أسرة هلكت لانفراد الأم أو الأب بالقرار ليطغى و يعبث .

إنفراد السيد بجميع السلطات يجعل الرعية تتنافس في التقرب والتملق له لتنال رضاه فتتورع عن معارضة ما يفوه به حتى وإن كان تفاهة وغباء .

لكم فتح المرء فمه فاغرا لمشهد عبثي يراه أو خبر يخرج من فم معتوه تهلل له الجماهير وتكبره فيحتار من أمره : هل يعقل أن تكون هذه الملايين والمليارات من الأدمغة والعقول بلهاء لتقبل تلك المهازل وتنفذ تلك التراهات وتدافع عنها ؟ فانظر إلى ما جاء به الأنبياء والأئمة من خزعبلات وتراهات أخذتها الجماهير محمل الجد فلم تتجرء على المناقشة والجدال والمعارضة تملقا وخوفا ضانة زعيمها كاملا معصوما فأتت مشاريع جبارة مضحكة تافهة مثل : أهرامات الفراعنة والنهر العظيم للقذافي و زراعة القمح في صحراء الربع الخالي و إبادة اليهود والمعاقين من طرف هتلر والصوم شهرا كاملا و إبادة المدن والمثقفين ليهلك الناس جوعا من طرف الخمير الحمر وتحريم الملكية الخاصة من طرف ماركس لتموت الملايين في روسيا والصين ...

#حاتم_بن_رجيبة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل