أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد الهلالي - جاك إيلول: الأحزاب السياسية هي مجرد آلات ضخمة تمكن من الوصول إلى السلطة (الأفكار الأساسية لكتاب -الوهم السياسي-)














المزيد.....

جاك إيلول: الأحزاب السياسية هي مجرد آلات ضخمة تمكن من الوصول إلى السلطة (الأفكار الأساسية لكتاب -الوهم السياسي-)


محمد الهلالي
(Mohamed El Hilali)


الحوار المتمدن-العدد: 6989 - 2021 / 8 / 15 - 23:24
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يوضح جاك إيلول Jacques Ellul (1912 - 1994) في كتابه "L’illusion politique, éditions Table ronde, 2018" (الوهم السياسي) أن الوهم السياسي ظاهرة تُعتبر مفارقة في حد ذاتها. ويُبينُ أيضا أن تنامي الإدارة والمساهمة الفعالة للجماهير في الحياة الديمقراطية هو المسؤول عن تسييس جميع المشاكل.
ويرتكزُ هذا التطور بالأساس على التباسٍ يتعلق بمعنى كل من السياسة والمجتمع. وهذا الالتباس نتج عن حضور الدولة في كل مكان وفي كل شيء، وهو حضور شمولي ترعاه الدولة.
يُخفي الوهم السياسي غياب مشاركة المواطنين في السلطة السياسية فعليا. فمساهمة المواطن في الديمقراطية هي مجرد وهم لأن المواطن يخضع لعالم ذهني، كما أن رفاهيته تسلبه الرغبة في المساهمة في الديمقراطية. إن الالتزام السياسي من خلال الانخراط في حزب سياسي لا يسمح للمواطن بالمساهمة في السياسة الواقعية لأن الأحزاب السياسية هي مجرد آلات ضخمة تمكن من الوصول إلى السلطة، وهي آلات لا يمكن للالتزام السياسي التحكم في اختياراتها الكبرى.
يرتكز الالتزام السياسي أساسا على عنصرين هما:
- وهم الاتحاد الجوهري بين الحزب والمناضل.
- تعهد المناضل بالتخلي عن حريته كمقابل الانتماء لعالم غامض وسري هو عالم الحزب.
يتعلق الأمر عموما بفكرة الحوار عن طريق الاقتراع العام والتي هي فكرة خدّاعة: الرأي السياسي ليس ثابتا، كما أن التصويت لا يسمح بالتعبير عن هذا الرأي السياسي بالضرورة. فما يُقدّمُ للناس في مجال السياسة هو ديمقراطية الدعاية، تلك الديمقراطية الدعائية التي ينحصر فيها اختيارُ الفرد في الانخراط بحماس في جميع القرارات المتخذة باسمه، أو في صياغة كل ما يُقال له بسلطويّة.
إذا كانت الديمقراطية تقوم على أساسٍ هوَ: اختيار الحكام ومنحهم حرية اتخاذ القرار، فإن هذا الأمر يدعو إلى إعادة النظر في مدى فائدة النقاشات والتصويت. وفي آخر المطاف، فإن الديمقراطية ما هي إلى إعادة بناء للنظام الإقطاعي (الفيودالي)، وقد حلّت الأطر السياسية المحترفة في الديمقراطية محل السادة النبلاء في العهد الإقطاعي.
يُخفي الوهم السياسي احتكار الدولة للقرار السياسي. ويُوضح جاك إيلول أن القرار السياسي على المستوى الواقعي ليس حرّا بسبب ثقل تأثير الإدارة. فالمواطنون لا يستطيعون الاستيلاء من جديد على مراقبة الدولة. إن عملية اتخاذ القرار السياسي تغيرت: فالدولة الحديثة هي قبل كل شيء آليات بيروقراطية عظمى، وليست مجرد جهاز مركزي لاتخاذ القرار، تذوب شيئا فشيئا في الإدارة التي تضخمت تضخما كبيرا. ويرى أيضا أن ما كان في الأصل مصدرا لنظام التبليغ تحوّل تدريجيا إلى نظام لاتخاذ القرارات.
إذا لم تكن الإدارة تحت سيطرة السلطة السياسية، وإذا لم تكن تنشر أية أيديولوجية، فإنها تُولّدُ، بطريقة لا إرادية، تصلبا للجسم الاجتماعي: لذلك لن يكون بالإمكان اعتبارُ أي اختيار من اختيارات الإدارة اختيارا حاسما، فالإدارة تشتغل بدافع الضرورة فقط.
لما يفضلُ النظام البيروقراطي إدارة الأشياء على حكم البشر، فإنه لن يقود إلا إلى تنظيم الأشياء بواسطة الأشياء. إنه من باب الوهم الاعتقاد بأن النظام البيروقراطي يُمكن تأطيره بواسطة الديمقراطية، لأن هذه الأخيرة ليست في الواقع إلا وسيلة لتأطير الجماهير.
يُحافظ الوهم السياسي على الفكرة القائلة بأن الدولة يمكنها حل المشاكل الفردية. يوضح جاك إيلول أن السياسة اكتسبت بُعدا دينيا. وإذا مكنت السياسة من حل مشاكل التدبير المادي للمجتمع، فإنها عاجزة مع ذلك عن حل المشاكل المادية للإنسان.
وبما أن الإنسان يهربُ من مصيره ومن مسؤولياته الخاصة (كما يتضح ذلك من خلال علاقته بالدين)، فإنه ينتظر تحقيق ذاته تحقيقا كاملا من طرف قوة عليا غريبة لها قدرات لا محدودة (مثل السيادة).
لذلك يتم التفكير في كل المواضيع بعبارات سياسية، وتغطية كل شيء بكلمة سياسة، ووضع كل شيء في يد الدولة، واللجوء للدولة في جميع الظروف، وتأجيل مشاكل الفرد لصالح مشاكل الجماعة، ونشر اعتقاد مفاده أن السياسة ملائمة لكل فرد وأن كل شخص يملك الكفاءة لممارسة السياسة... وبتعبير موجز: لقد تمّ تسييس الإنسان الحديث. لقد صار للسياسة بعد أسطوري بحيث أنها تعبر عن نفسها من خلال معتقدات وبصيغ عاطفية.
اكتسى تحوّلُ السياسة إلى دين مظهرين:
- غياب المسؤولية الشخصية يُصاحَبُ بمسؤولية كونية، وهو ما يعني نفي أية مسؤولية. كما أن الكونية يُحافَظُ عليها بإشاعة اعتقاد شبه أسطوري مفاده أن الحل موجود، وهو الأمر الذي يشجع على تعطيل المسؤولية الشخصية.
- تسييسُ المشاكل الذي يسمح بجعلها مجردة ويؤدي إلى محو الواقع البشري.



#محمد_الهلالي (هاشتاغ)       Mohamed_El_Hilali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيلسوف كانط: نقد العقل العملي (الأفكار الأساسية للكتاب)
- جاك دريدا: هل للفلاسفة حياة خاصة؟ (لا أقول أنه ينبغي إنجاز ش ...
- نيتشه: أخْلاقُ الأسياد حَسَبَ نِيتْشه (إنَّ دمقرطة أوروبا تُ ...
- إلياس صنبر Elias Sambar: الصداقة، الأصدقاء، الإخوة والرفاق ( ...
- جورج سيمل: فلسفة المال (لم يَعُد المالُ وسيلةً وإنما صارَ غا ...
- الفيلسوف ألان باديو: مفهوم الشعب (24 ملاحظة حول الاستعمالات ...
- فرنسيس فوكوياما: نهاية التاريخ ومَقدمُ الإنسان الأخير (تفوقُ ...
- الفيلسوف أندريه كونت سبونفيل: ما هو الدين من الناحية السوسيو ...
- الفيلسوف نيتشه: العبيد وأخلاق العبيد (كيف ظهرت أخلاق العبيد ...
- الفيلسوف ألان باديو (Alain Badiou) : لا أحب إيمانويل كانط، ل ...
- الفيلسوف كيركجارد: القلقُ يكشفُ عن عظمة الإنْسانِ
- كانط: نقد العقل الخالص (الأفكار الأساسية للكتاب)
- الفيلسوف نيتشه: ما هي الجينيالوجيا؟ (لا توجد ظواهر أخلاقية ع ...
- ديكارت: الشك الديكارتي (الشك الديكارتي أساس العقلانية الحديث ...
- كيف يصنف أدولف هتلر الأعراق؟
- نوام تشومسكي من خلال أقواله (موقفه من الديمقراطية، الحجاب، ا ...
- ميشال فوكو: السلطة السياسية والسلطات غير المرئية (الميكرو-سل ...
- إدموند هوسرل Husserl : معنى الوعي (حسب الفينومينولوجيا)
- الفيلسوف نيتشه: ما هي السعادة؟
- جون بول سارتر: -تأملات في المسألة اليهودية- كتاب يُحلل مُعاد ...


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد الهلالي - جاك إيلول: الأحزاب السياسية هي مجرد آلات ضخمة تمكن من الوصول إلى السلطة (الأفكار الأساسية لكتاب -الوهم السياسي-)