أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد الهلالي - الفيلسوف ألان باديو (Alain Badiou) : لا أحب إيمانويل كانط، لكنني معجب به (كانط مهووس بوضع الحدود، وبإيجاد أدراجٍ ليُرتّب فيها المقولات، وبقيادةٍ تُصدر الأوامر.)














المزيد.....

الفيلسوف ألان باديو (Alain Badiou) : لا أحب إيمانويل كانط، لكنني معجب به (كانط مهووس بوضع الحدود، وبإيجاد أدراجٍ ليُرتّب فيها المقولات، وبقيادةٍ تُصدر الأوامر.)


محمد الهلالي
(Mohamed El Hilali)


الحوار المتمدن-العدد: 6937 - 2021 / 6 / 23 - 01:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


"أنا لا أحب إيمانويل كانط (Emmanuel Kant)، لكنني معجب به. إنه يتصف بصلابة وذكاء خارقين للعادة. لكن الإعجاب ليس هو الحب، خاصة في مجال الأعمال الفلسفية الكبرى التي تتخللها انقطاعات بشكل مزعج.
لا أحب كانط كثيرا، أولا: لأنني لا أحب لجوءه لمبرر "حدود العقل". فبخصوص "نقد العقل المحض" لا أحب الهدف النقدي بوجه خاص، الذي يتوخى وضع حدٍّ للعقل المحض، وضع حدّ للمعقولية المعرفية. أؤكد أن العقل، بما في ذلك العقل المحض الأكثر صفاء (أي العقل الرياضي) هو عقل بدون حدود على الإطلاق. ثانيا: فيما يخص نقد العقل العملي، لا أحب فكرة الأمر الإلزامي (الواجب اللامشروط). لا أعتقد أنه يوجد شيء صوري خالص، مثل الأمر الإلزامي اللامشروط، والذي يخلقُ، وبشكل مباشر، كونية الأخلاق.
أعتقد بكل تأكيد أن هناك أوامر إلزامية مرتبطة بوضعيات وبأحداث. لكن الحوافز التي توجد وراء هذه الأوامر الإلزامية ومادتها الخاصة (مثل الذاتية) التي تحتاجها متعلقة بالعوالم التي تفرض نفسها فيها.
أما بخصوص نقد ملكة الحكم، لا أحب التمييز ما بين الجميل والجليل، فهذا التمييز يُعتبر علامة واضحة على اللمسة "الرومنسية" التي تميز المثالية الألمانية كلها.
يمكن أن أستنتج أنني، في آخر المطاف، لا أجد ما أحبه في كانط الرسمي، كانط المُعبَّر عنه في بعض الشعارات. ومع ذلك، أشعر باستمرار أنني مُجبرٌ على خوض نقاش مع كانط، وأن أستعمل كلماته، وأتحدث عن "الترنسندنتالية" في كتابي (Logiques des mondes, l’Etre et l’Evénement )، وأن أراجع في أكثر الأحيان التمهيدات والمقدمات والمشاريع الكانطية.
وباختصار، إن علاقتي بكانط متناقضة يمكن تلخيصها كما يلي: إن كانط هو، بصفة عامة، فيلسوف لا تعجبني استراتيجياته الفلسفية. لنقل إنني لا أحب المشروع النقدي. فالفكرة التي تقضي بإيجاد طريق سلبي نظريا وجليل عمليا، ما بين "الدوغمائية" المزعومة (المقصود ديكارت) والتجريبية الواقعية جدا (المقصود هيوم) ليست بالنسبة لي فكرة مثيرة ومُحفزة. وأشعر في نفس الوقت بوجود قطيعة، توتر، حداثة جديدة، جهد رائع. وجعلني هذا الأمر أفكر في هؤلاء الناس، الموجودين في محيطنا، والذين نُعجب بهم من وجهة نظر معينة، لأنهم يتصفون بالصلابة والذكاء، ولكنهم من ناحية أخرى لا يُحتملون لأنهم شخصيات استحواذية ووسواسية بامتياز (...).
هناك ثلاثة أنواع من الفلاسفة: المصابون بالهستيريا، المصابون بالوسواس والاستحواذ، المصابون بالبارانويا (جنون الارتياب). وأعتبر كانط من كبار الشخصيات المصابة بالوسواس والاستحواذ، فهو مولعٌ بالمطلق والنسق وما شابه ذلك. لكن عظمة كانط بالنسبة لي هي عظمة فعلية، بالرغم من كونها عظمة مدهشة لمصاب بالوسواس والاستحواذ. ويتضح ذلك من خلال: هوسه بوضع الحدود، وإيجاد أدراج لترتيب المقولات، وبقيادة نابعة من الأنا الأعلى تصدر الأوامر، وبالتمييز الدقيق بين الأشياء، واختراع كلمات معجم سري... لقد نجح كانط في أن يجعل من كل ذلك عملا فلسفيا جديدا لا يمكن الاستغناء عنه.
لكن كل هذه الأفكار الوسواسية الاستحواذية تدفع للتساؤل: كيف ستكون الحياة مع كانط؟ من المؤكد أنه لا أحد عاش مع كانط (ما عدا الشخص الذي كان يخدمه).
- ملاحظة: (استعمل كانط كلمة transcendantal ليدل على ما يتعارض مع "ما هو تجريبي"، وعلى ما يشكل شرط قيام "التجربة"، في تعارض مع ما يعتبر محتوىً للتجربة. فالدراسة "الترنسندنتالية هي التي تهتم بالعلاقة الضرورية بين الذات وتجربتها الممكنة في العالم.)
- المرجع:
Alain Badiou – Jean Luc-Nancy, La tradition allemande dans la philosophie, éditions Lignes, 2017, p. 15-18.



#محمد_الهلالي (هاشتاغ)       Mohamed_El_Hilali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيلسوف كيركجارد: القلقُ يكشفُ عن عظمة الإنْسانِ
- كانط: نقد العقل الخالص (الأفكار الأساسية للكتاب)
- الفيلسوف نيتشه: ما هي الجينيالوجيا؟ (لا توجد ظواهر أخلاقية ع ...
- ديكارت: الشك الديكارتي (الشك الديكارتي أساس العقلانية الحديث ...
- كيف يصنف أدولف هتلر الأعراق؟
- نوام تشومسكي من خلال أقواله (موقفه من الديمقراطية، الحجاب، ا ...
- ميشال فوكو: السلطة السياسية والسلطات غير المرئية (الميكرو-سل ...
- إدموند هوسرل Husserl : معنى الوعي (حسب الفينومينولوجيا)
- الفيلسوف نيتشه: ما هي السعادة؟
- جون بول سارتر: -تأملات في المسألة اليهودية- كتاب يُحلل مُعاد ...
- كارل ماركس: حول المسألة اليهودية
- رسالة رولان بارت إلى المخرج والكاتب السينمائي أنطونيوني حول ...
- مصطفى الحسناوي: بين سبينوزا وبوكوفسكي
- مارسيل خليفة مغربي: محمد أزمي حسني
- مجلة الحرية تحميل
- حوار مع خديجة رياضي حول وضعية الحركات الاجتماعية بالمغرب أجر ...
- مِنَ العلمانية وإسْلام الحُكام إلى الإسْلام المُقاوم (قراءةٌ ...
- نقدُ الصّهيونية وتمْييزِها عنْ اليَهوديّة (حوارٌ ما بين أبرا ...
- هل يوجد حب بدون تضحية؟ (الحب من منظور الفلاسفة)
- عُقدَةُ النّقص وَدوْرُها في مُواجَهَة صُعوبات الحَياة


المزيد.....




- 9 دقائق حالت بينه وبين الترحيل.. شاهد أول ما قاله الناشط الف ...
- سوريا و-الفتنة- والأحداث في جرمانا وأشرفية صحنايا.. المفتي ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على اعتماد أرمينيا لقانون حول بدء انضم ...
- إعادة حيوان برمائي نادر إلى موطنه الأصلي يعيد الأمل في إنقاذ ...
- حريق في فندق يودي بحياة 14 شخصًا شرق الهند
- القدس تشتعل: حرائق ضخمة تلتهم مساحات شاسعة وتدفع السلطات لإخ ...
- تعيين الشيخ نائبا لعباس.. إصلاح في السلطة الفلسطينية أم انحن ...
- داء فتاك تسببه الليجيونيلا.. فما هي هذه البكتيريا؟
- وزير خارجية الهند يؤكد ضرورة معاقبة مرتكبي هجوم باهالغام
- هاريس تدين سياسات ترامب -المتهورة-


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد الهلالي - الفيلسوف ألان باديو (Alain Badiou) : لا أحب إيمانويل كانط، لكنني معجب به (كانط مهووس بوضع الحدود، وبإيجاد أدراجٍ ليُرتّب فيها المقولات، وبقيادةٍ تُصدر الأوامر.)