أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد الهلالي - جاك دريدا: هل للفلاسفة حياة خاصة؟ (لا أقول أنه ينبغي إنجاز شريط بورنوغرافي عن هيجل وهايدجر. أريد أن يتحدث الفلاسفة عن مكانة الحب في حياتهم).














المزيد.....

جاك دريدا: هل للفلاسفة حياة خاصة؟ (لا أقول أنه ينبغي إنجاز شريط بورنوغرافي عن هيجل وهايدجر. أريد أن يتحدث الفلاسفة عن مكانة الحب في حياتهم).


محمد الهلالي
(Mohamed El Hilali)


الحوار المتمدن-العدد: 6970 - 2021 / 7 / 26 - 02:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هل للفيلسوف حياة خاصة؟ هل يمكننا كتابة سيرته الذاتية؟ تم طرح هذا السؤال في أكتوبر سنة 1996، في ندوة نظمت بجامعة نيويورك. وقد قال جاك دريدا في مداخلة مرتجلة في هذه الندوة بهذا الصدد:
"تُقصِي الفلسفة التقليدية، كما تعرفون، السيرةَ الذاتية، فهي تعتبرُ السيرة الذاتية أمرا يوجد خارج الفلسفة. تتذكرون جواب هايدجر لما سُئل: "كيف كانت حياة أرسطو؟" كان جوابه كما يلي: "وُلِد. فكّر. ومات"، وكل ما عدا ذلك مجرد أطروفة خالصة(1).
لم يكن هذا الموقف، مع ذلك، هو موقف دريدا. فمنذ سنة 1976، قال دريدا في محاضرة له حول نيتشه:
"لا نعتبر السيرة الذاتية لفيلسوف معين متنا يتألف من مجموعة أحداث تجريبية عرضية، تترك اسما وتوقيعا خارج نسق يُقدم لقراءة فلسفية محايثة، قراءة تُعتبرُ الأمر الوحيد المشروع فلسفيا"(2).
طالب دريدا بإيجاد "إشكالية جديدة تخص سيرة شخص ما، تخص السيرة الذاتية للفلاسفة بشكل خاص"، من أجل التفكير من جديد في الحدود الفاصلة بين "المتن والجسد". لم يفارقه الاهتمام بهذا الموضوع. وألحّ مرة أخرى، في مقابلة متأخرة أجريت معه، على أن "سؤال السيرة الذاتية" لا يزعجه بالمرة، بل يمكن القول أنه سؤال كان يهمه كثيرا:
"أنا من القلائل الذين طالبوا باستمرار بضرورة إبراز السير الذاتية للفلاسفة والالتزام المصرح به عبر التوقيع بالاسم الشخصي، وخاصة الالتزام السياسي، سواء تعلق الأمر بهايدجر أو هيجل، بفرويد أو نيتشه، بسارتر أو بلانشو..."(3).
وعلاوة على ذلك، لم يتردد دريدا في استعمال أدوات تنتمي للسيرة الذاتية لما تناولَ في مؤلفاته وُلتر بنيامين، بول دو مان، وآخرين. في كتابه Glas (كلمة يترجمها بعض المهتمين بدريدا بـ"نواقيس")، على سبيل المثال، يذكرُ بغزارة مراسلات هيجل، متطرقا لروابطه العائلية ومشاكله المالية، دون أن يَعتبرَ هذه النصوص هامشية أو قاصرة ولا غريبة عن عمله الفلسفي.
في إحدى اللقطات الأخيرة في الشريط الذي خصصه له Kirby Dick وAmy Ziering Kofman، ذهب دريدا إلى أبعد مدى في هذا الشأن، وهو يجيب بطريقة استفزازية حول ما يرغب في اكتشافه في شريط وثائقي لو تم إنجازه عن كانط أو هيجل أو هايدجر:
"أرغب في سماع هؤلاء الفلاسفة يتحدثون عن حياتهم الجنسية. ما هي الحياة الجنسية لهيجل وهايدجر؟ (...) لأن هذا موضوع لا يتحدثون عنه. أرغب في سماعهم يتناولون موضوعا لا يتحدثون فيه. لماذا يقدمُ الفلاسفة أنفسهم في مؤلفاتهم ككائنات بدون انتماء جنسي؟ لماذا محوا حياتهم الخاصة من مؤلفاتهم؟ لماذا لا يتحدثون أبدا عن أمورهم الشخصية؟ لا أقول أنه ينبغي إنجاز شريط بورنوغرافي عن هيجل وهايدجر. أريدهم أن يتحدثوا عن مكانة الحب في حياتهم.
يمكن القول بصيغة لها دلالة كبيرة إن المذكرات، مذكرات الآخرين مثل روسو ونيتشه بالدرجة الأولى، وأيضا المذكرات الخاصة (التي يكتبها الكاتب نفسه)، كانت بالنسبة لدريدا موضوعا فلسفيا مستقلا بذاته، جديرا بأن يأخذ بعين الاعتبار في مبدئه وفي تفاصيله على وجه الخصوص.
تشكل كتابة السيرة الذاتية من طرف الكاتب نفسه، في نظر دريدا، نوعا من أنواع الكتابة بامتياز، بل النوع الأول الذي جعل دريدا يرغب في الكتابة، وهذا النوع لم يتوقف أبدا عن ملاحقته. كان دريدا يحلمُ، منذ سن المراهقة، بمذكراتٍ يومية كبرى للحياة والفكر، بنصٍ متواصل، متعددِ الأشكال، ومطلقٍ تقريبا:
"المذكرات التي توجد، في العمق، في صيغة ما لا يُعتبر مذكرات، هي الصيغة العامة لكل ما يهمني، الرغبة المجنونة في الحفاظ على كل شيء وتجميع كل شيء في لغتي. أمّا الفلسفة، والفلسفة الأكاديمية في جميع الحالات، فكانت دوما بالنسبة لي في خدمة هدفِ سيرةٍ ذاتية يكتبها الكاتب نفسه تخصّ الذاكرة"(4). (ترجمة محمد الهلالي)

هوامش:
1. Thinking Lives : The Philosophy of Biography and the Biography of
Philosophers », New York, 1996.
2. Jacques Derrida, Otobiographies. L enseignement de Nietzsche et la
politique du nom propre, Galilée, 1984, p. 39.
3. Jacques Derrida, « Autrui est secret parce qu il est autre », entretien avec
Antoine Spire, repris in Papier Machine, Galilée, 2001, p. 378.
4. Jacques Derrida, Il Gusto del Segreto, entretien avec Maurizio Ferraris,
Laterza, 1997.
المرجع:

- Benoît Peeters, Derrida, Flammarion, 2010



#محمد_الهلالي (هاشتاغ)       Mohamed_El_Hilali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نيتشه: أخْلاقُ الأسياد حَسَبَ نِيتْشه (إنَّ دمقرطة أوروبا تُ ...
- إلياس صنبر Elias Sambar: الصداقة، الأصدقاء، الإخوة والرفاق ( ...
- جورج سيمل: فلسفة المال (لم يَعُد المالُ وسيلةً وإنما صارَ غا ...
- الفيلسوف ألان باديو: مفهوم الشعب (24 ملاحظة حول الاستعمالات ...
- فرنسيس فوكوياما: نهاية التاريخ ومَقدمُ الإنسان الأخير (تفوقُ ...
- الفيلسوف أندريه كونت سبونفيل: ما هو الدين من الناحية السوسيو ...
- الفيلسوف نيتشه: العبيد وأخلاق العبيد (كيف ظهرت أخلاق العبيد ...
- الفيلسوف ألان باديو (Alain Badiou) : لا أحب إيمانويل كانط، ل ...
- الفيلسوف كيركجارد: القلقُ يكشفُ عن عظمة الإنْسانِ
- كانط: نقد العقل الخالص (الأفكار الأساسية للكتاب)
- الفيلسوف نيتشه: ما هي الجينيالوجيا؟ (لا توجد ظواهر أخلاقية ع ...
- ديكارت: الشك الديكارتي (الشك الديكارتي أساس العقلانية الحديث ...
- كيف يصنف أدولف هتلر الأعراق؟
- نوام تشومسكي من خلال أقواله (موقفه من الديمقراطية، الحجاب، ا ...
- ميشال فوكو: السلطة السياسية والسلطات غير المرئية (الميكرو-سل ...
- إدموند هوسرل Husserl : معنى الوعي (حسب الفينومينولوجيا)
- الفيلسوف نيتشه: ما هي السعادة؟
- جون بول سارتر: -تأملات في المسألة اليهودية- كتاب يُحلل مُعاد ...
- كارل ماركس: حول المسألة اليهودية
- رسالة رولان بارت إلى المخرج والكاتب السينمائي أنطونيوني حول ...


المزيد.....




- تحديث مباشر.. ترامب يدرس خيارات أمريكا مع دخول الصراع بين إس ...
- السلطات الإيرانية تمدد إغلاق الأجواء في البلاد
- اكتشاف آلية للتحكم بالجوع
- ماذا يعني تناول جرعة زائدة من المغنيسيوم؟!
- أغذية تحمينا من كسور العظام عند الشيخوخة
- اليوم السادس للتصعيد الإيراني الإسرائيلي - صافرات الإنذار تد ...
- إيران تشن هجمات صاروخية متتالية على إسرائيل
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا بالإخلاء لسكان إحدى المناطق في ...
- الجيش الإسرائيلي: سلاح الجو بدأ الآن موجة من الهجمات في طهرا ...
- الحرس الثوري الإيراني يصدر تحذيرا بإخلاء منطقة -نيفيه تسيدك- ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد الهلالي - جاك دريدا: هل للفلاسفة حياة خاصة؟ (لا أقول أنه ينبغي إنجاز شريط بورنوغرافي عن هيجل وهايدجر. أريد أن يتحدث الفلاسفة عن مكانة الحب في حياتهم).