أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد الهلالي - الفيلسوف ألان باديو: مفهوم الشعب (24 ملاحظة حول الاستعمالات المختلفة لكلمة -الشعب-)















المزيد.....

الفيلسوف ألان باديو: مفهوم الشعب (24 ملاحظة حول الاستعمالات المختلفة لكلمة -الشعب-)


محمد الهلالي
(Mohamed El Hilali)


الحوار المتمدن-العدد: 6948 - 2021 / 7 / 4 - 11:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


1 ♦ إذا لم يكن بإمكاننا إلا أن نحيي، مرة أخرى وباستمرار، عبارة الثورة الفرنسية في بدايتها التي تقول: "نحن هنا بإرادة الشعب"، فينبغي أن نتفق على أن "الشعب" ليس اسما تقدميا في ذاته على الإطلاق. فحين يصرح ميلانشون (Mélenchon) قائلا: "الحكم للشعب" فمن الواضح أن هذه الكلمة ليست اليوم إلا كلاما منمقا وغير واضح. وسوف نتفق أيضا على أن "الشعب" ليس مصطلحا فاشيا (بالرغم مما توحي به الاستعمالات النازية للكلمة الألمانية "volk"). حينما تتم إدانة "شعبوية" مارين لوبين (Marine Le Pen) هنا وهناك، فإن ذلك يُديم اللبس الملازم لاستعمال هذه الكلمة. فالشعب، في حقيقة الأمر، هو اليوم مصطلح محايد، مثله في ذلك مثل العديد من ألفاظ المعجم السياسي. وكل المعاني المتعلقة به رهينة بالسياق. وهذا يتطلب التدقيق في الأمر.
2 ♦ إن نعت "شعبي/شعبية" هو نعت غني وفعال في معناه. ويكفي أن نتأمل المعاني المراد تبليغها لمّا تستعمل عبارات مثل: "لجنة شعبية"، "سلطة شعبية"، بل وعبارة «ديمقراطية شعبية" (على مستوى الدولة)، دون الحديث عن عبارة "حرب التحرير الشعبية"... يكفي أن نتأمل هذه العبارات لنلاحظ أن النعت "شعبي/شعبية" يستهدف تسييس المنعوت، يستهدف منحه امتيازا يجمع بين القطيعة مع القمع من جهة، ومثالية حياة جماعية جديدة من جهة أخرى. إذا نُعت مغنيٌ أو محترفٌ للسياسة بأنه شعبي فسيقتصر الأمر في هذا الاستعمال على مجرد إشارة إحصائية بدون أية قيمة. ولكن إذا قيل عن حركة أنها شعبية أو قيل عن تمرد أنه شعبي فسوف يتعلق الأمر بمسألة التحرر.
3 ♦ لكن بالمقابل، سيكون من الضروري الحذر من كلمة "شعب" لما تكون متبوعة بنعت يدل على نزعة هوَوِيّة (من الهوية) أو نزعة وطنية.
4 ♦ نعرفُ أن "حرب التحرير البطولية التي خاضها الشعب الفيتنامي" هي حرب مشروعة وإيجابية سياسيا. كما أن كلمة "تحرير" (لما تستعمل في سياق القمع الكولونيالي أو الغزو الأجنبي المرفوض) تمنح لكلمة "شعب" (متبوعة بنعت يشرح خصوصية هذا الشعب) لمسة تحررية لا تقبل المجادلة. ونعرف أيضا أنهم يفضلون في المعسكر الإمبريالي والكولونيالي الحديث عن "جماعات من الناس" و"إثنيات" و"قبائل"، بل وعن "أعراق" و"متوحشين". إن كلمة "شعب" لا تلائم (في هذا المعسكر الإمبريالي الكولونيالي) إلا الغزاة الأقوياء المتحمسين لغزوهم. فيستعملون عبارة "الشعب الفرنسي" و"الشعب الإنجليزي"... ولكنهم لن يستعملوا عبارة "الشعب الفيتنامي" مثلا. وعلى سبيل المثال، لن تستعمل الحكومة الإسرائيلية اليوم عبارة "الشعب الفلسطيني". إن مرحلة حروب التحرير الوطني قدّست كلمة "شعب" مقرونة بكلمة "وطني" (وهو أمر يتطلب في الغالب حربا مسلحة)، وذلك بمنح الحق في استعمال كلمة "شعب" للذين حرمهم الكولونياليون من ذلك، معتبرين أنهم وحدهم يشكلون "الشعوب الحقيقية".
5 ♦ لكن، بعيدا عن السيرورة الغنية لحروب التحرير، وبعيدا عن الحركة الهادفة لتملك كلمة "ممنوعة"، ما الذي تعنيه كلمة "شعب" مقرونة بكلمة "وطني"؟ إنها لا تعني شيئا. وعلينا أن نعترف بذلك. خصوصا الآن. ففي هذه المرحلة تحديدا تجد قولة لماركس مصداقيتها ووجاهتها، قولة منسية رغم قوتها، تعتبر في نظر ماركس حاسمة، وهذه القولة هي: "لا وطن للبروليتاريين" (...).
6 ♦ ينبغي التخلي عن عبارات من قبيل "الشعب الفرنسي"، وعن عبارات أخرى يتم فيها حشو كلمة "شعب" بالهوية. لا يمكن قبول عبارة تتكون من كلمة "شعب" مقرونة بنعت "وطن" إلا إذا تعلق الأمر بسيرورة سياسية قيد الإنجاز، بل سيرورة إنجاز التحرر الوطني (...)
7 ♦ إذن فالعبارة المكونة من كلمة "شعب" مقرونة بنعت "وطن" هي إما مقولة ميتة لدولة معينة، وإما مقولة تشير لحروب وعمليات سياسية مقترنة بعمليات التحرر الوطني.
8 ♦ تحولت كلمة "شعب" في الديمقراطيات البرلمانية، على وجه الخصوص، إلى مقولة من مقولات قانون الدولة. يَمنحُ الشعبُ من خلال "التصويت" (الذي هو شبح سياسي) مشروعية خيالية للمُنتَخَبين، هنا يتم الحديث عن "السيادة الشعبية". فإذا كانت السيادة عند روسو هي سيادة جمعية شعبية فعلية وحية (لنتذكر أن روسو كان يصف النظام الانتخابي البريطاني بالمُحتال)، فمن الواضح اليوم أن هذه السيادة (بما أنها سيادة تعدد الآراء الميتة المشتتة) لا تشكل موضوعا سياسيا حقيقيا . تدل كلمة "الشعب"، كمرجع قانوني لعملية تمثيلية، على أن الدولة بإمكانها وينبغي عليها أن تستمر في الوجود وأن تحافظ على هذا الوجود.
9 ♦ أي وجود للدولة هو المقصود هنا؟ إن الدولة لا تستمد وجودها من التصويت، ولكن من إخلاصها (الذي لا يمكن الاستغناء عنه) لضرورات الرأسمال، وللتدابير اللاشعبية التي تفرضها تلك الضرورات باستمرار (...) لذلك تُحوّل الحكومات "الديمقراطية الشعب (الذي تزعم أنها تمثله) إلى جوهر مُرَسمَل (إلى مصدر للربح والاغتناء).
10 ♦ ألا يمكن لـ"الشعب" أن يكون واقعا خفيا وعميقا يمنح ميزة تقدمية للنعت "شعبي/شعبية"؟ أليست "الجمعية العمومية" (العامة أو الشعبية) نوعا من طرق تمثيل "الشعب"، تمثيل مخالف لذلك المغلق المنتمي للدولة والذي يدل عليه نعت "الوطنية" وإضفاء الطابع القانوني (ديمقراطيا) على السيادة؟
11 ♦ لنعد إلى مثال حروب التحرير الوطني. في هذا السياق، تدل عبارة "الشعب الفيتنامي" على وجود شعب يرفض الكولونياليون أن يكون مرجعا لأمة، والتي لن توجد على الصعيد العالمي إلا إذا تمتعت بدولة. لذلك، فإن رد الفعل على عدم وجود دولة هو الذي يجعل "الشعب" يساهم في إرساء سيرورة سياسية، ويتحول كنتيجة لذلك إلى مقولة سياسية. وبمجرد ما تتكوّن الدولة، وتقنّن، وتصبح جزءا من "المجموعة الدولية"، يتوقف "الشعب" (والذي تدعي أنها دولته) عن ان يكون فاعلا سياسيا. إن الشعب هو كتلة جماهيرية منفعلة تُكوّنها الدولة، ويصدق هذا على جميع الشعوب كيفما كان شكل الدولة.
12 ♦ لكن، ألا يمكن أن تعني كلمة "شعب" تفردا وتميزا لما تحيل على هذه الكتلة الجماهيرية المنفعلة؟ إذا اخذنا كمثال الإضرابات الكبرى في فرنسا (والتي احتل فيها المضربون عدة أماكن حيوية) سنة 1936 وسنة 1968، ألا يمكننا القول أن "شعبا عماليا" تظاهر، وجسّد بذلك نوعا من الاستثناء، مقارنة بهذا "القصور الذاتي" الذي يُطلق عليه دستوريا "الشعب الفرنسي"؟ بالطبع يمكن أن نقول ذلك. فسبارتاكوس Spartacus وصحبه الثائرون، أو توسان لوفيغتور Toussant Louverture واصدقاؤه البيض أو السود، شكلوا (في روما القديمة وفي جزيرة هايتي المستعمرة) شعبا حقيقيا.
13 ♦ يمكن القضاء على القصور الذاتي الخطير لـ"الشعب" (الذي تأثر بنعت الوطني) بدفعة داخلية رغم التناقض الموجود بين الشعب المصاب بالقصور الذاتي والشعب المنبعث منه. ما الذي أراد الذين احتلوا ساحة التحرير في مصر أن يقولوه لما كانوا يرددون "نحن الشعب المصري"؟ كانوا يريدون أن يقولوا أن حركتهم ووحدتهم الخاصة وشعاراتهم تشكل شعبا مصريا تحرر من "قصوره الذاتي" الوطني الأكيد، شعب مصري له الحق في الاستعمال الحيوي لنعت "الوطني" لأن الأمة التي يتحدث عنها ستتحقق لاحقا، ولأن الأمة لا توجد إلا في صيغة ديناميكية لحركة سياسية عملاقة، ولأن الدولة التي تؤكد أنها تمثل مصر هي دولة غير مشروعة وينبغي عليها، كنتيجة لمواجهة هذه الحركة، أن تزول.
14 ♦ نلاحظ أن "الشعب" يتخذ هنا معنى يقتضي زوال الدولة القائمة، بل نلاحظ زوال الدولة ذاتها بمجرد ما أن أصبح القرار السياسي في أيدي شعب جديد يتجمع فورا في ساحة. تؤكد الحركات الشعبية، باستمرار وبطريقة ضمنية، ضرورة اضمحلال الدولة (وهو الأمر الذي كان ماركس يعتبره الهدف الأسمى لكل سياسة ثورية).
15 ♦ علينا أن نلاحظ أنه في جميع هذه الحالات، عوض أن تحقق العملية الانتخابية تمثيل الأغلبية (والتي تجعل الشعب في حالة قصور ذاتي بسبب الدولة) من خلال الجانب القانوني لمشروعية الدولة، وعوض الخضوع (يقوم الخضوع دوما على نصف إجماع، وعلى نصف إكراه) لسلطة مستبدة، هناك أقلية (منظمة) تستعمل كلمة "الشعب" وفق توجه سياسي غير مسبوق. يمكن لكلمة "الشعب" أن تعني مجددا (في سياق آخر لا علاقة له بسياق نضالات التحرر الوطني) ذاتا لسيرورة سياسية. ويتم ذلك دوما في صيغة أقلية لا تصرح بأنها تمثل الشعب، وإنما تصرح بأنها هي الشعب بما أنها قضت على قصورها الذاتي وتحولت إلى هيئة للتجديد السياسي.
16 ♦ سنلاحظ أن الأقلية (المنظمة) لن تستطيع أن تثبت صدق مضمون تصريحها (نحن الشعب الحقيقي) إلا إذا كانت (...) مرتبطة باستمرار بالكتلة الجماهيرية الحية عبر قنوات وأعمال عديدة. أشار ماو تسي تونغ في حديثه عن هذه الأقلية المنظمة الخاصة والمتخصصة التي كانت تسمى بالحزب الشيوعي في القرن الماضي، إلى أن مشروعيتها كانت مشروطة بما كان يسميه "العلاقة مع الجماهير". هذه العلاقة التي كانت في نظره شرط بداية واستمرارية ونهاية إمكانية تطبيق سياسة معينة. لنقل إن الاستثناء الذي يشكله الشعب، لكونه أقلية فعالة، لا يدعم، دوما، ادعاءه بكونه الهيئة المؤقتة للشعب الحقيقي إلا بالبرهنة الدائمة على صحة هذا الادعاء في أوساط الجماهير، وذلك بنشر أنشطته في أوساط الذين يستبقيهم الشعب (المصاب بالقصور الذاتي والخاضع للكيفية التي تشكل فيها من طرف الدولة) بعيدا عن قدرتهم السياسية.
17 ♦ لكن، ألا يوجد أيضا "شعب" لا يعتبر جزءا مُتضمنا في تركيبة "الشعب صاحب السيادة" كما تشكله الدولة؟ يمكن الجواب بالإيجاب. يمكن الحديث عن "ناس الشعب"، أي الذين يعتبرهم الشعب الرسمي (متبعا في ذلك أسلوب الدولة) غير موجودين. نحن هنا في حدود الموضوعية الاجتماعية والاقتصادية وموضوعية الدولة. فعلى امتداد عدة قرون كانت الجماهير "غير الموجودة " (المُغيبة وغير المعترف لها بالوجود) هي جماهير الفلاحين الفقراء، أما المجتمع "الموجود" بالمعنى الدقيق للكلمة، كما كانت الدولة ترى ذلك، فكان يتكون من خليط من الأرستقراطية الوراثية والأغنياء الجدد. أما حاليا، في المجتمعات التي تمنح لنفسها لقب وصفة المجتمعات "المتقدمة" أو "الديمقراطية"، فإن النواة الصلبة "للجماهير غير الموجودة" تتكون من البروليتاريين الجدد (الذين يسمونهم "بالمهاجرين"). وتتكون حولهم جماعة متراصة غامضة من العمال المؤقتين والمستخدمين الصغار والمثقفين المهزومين (الذين فقدوا مكانتهم)، وشباب منفيين ومقصيين يعيشون في هواش المدن الكبرى. من المشروع الحديث عن "الشعب" لما يتعلق الأمر بهذا الجمع من الناس بما أنهم لا يحظون بالاعتبار الذي يحظى به الشعب الرسمي في نظر الدولة.
18 ♦ لنلاحظ أن الشعب الرسمي يُطلقُ عليه، في مجتمعنا، اسما غريبا هو "الطبقة المتوسطة"، كما لو أن كل ما يوجد في "الوسط" يمكنه ان يكون رائعا. يدل هذا على أن الإيديولوجية المسيطرة في مجتمعاتنا هي إيديولوجية أرسطية. لقد أقام أرسطو (ضد ارستقراطية أفلاطون المعلنة) تفوق كل ما يوجد في "الوسط". إن أرسطو هو الذي دافع على أن خلق طبقة متوسطة مهمة هو الدعامة الضرورية لدستور ديمقراطي. إن جرائد الدعاية الرسمية اليوم (أي جميع الجرائد تقريبا) لما تبتهج لكون الطبقة المتوسطة الصينية تتكون من 500 مليون نسمة، وتبتهج لكون هذا العدد الهائل من الناس يستهلكون المنتجات الجديدة، ويرغبون في أن يُتركوا لحال سبيلهم، تفكر (أي الجرائد) على الطريقة الأرسطية دون ان تعرف ذلك. لكن الخلاصة التي توصلت لها الصحافة هي نفس الخلاصة التي توصلتُ لها شخصيا: لا زال الناس في الصين ينتظرون ظهور الديمقراطية (المتوسطة). إن "الشعب" بالنسبة للديمقراطية هو مجموع الناس الذين يكونون الطبقة المتوسطة الراضين عن أوضاعهم، والذين يشكلون كتلة جماهيرية، وهم موجودون لكي تكتسب السلطة الأوليغارشية الرأسمالية مشروعية ديمقراطية.
19 ♦ الطبقة المتوسطة هي "شعب" الأوليغارشيات الرأسمالية.
20 ♦ من هذا المنظور، فالمالي، والصيني، والمغربي، والكونغولي، والتاميلي الذين لم تتم تسوية وضعيتهم القانونية ولم يحصلوا على أوراق الإقامة... هؤلاء هم رمز الشعب بما أنهم لن يكونوا إلا تجسيدا لانتزاع كلمة "الشعب" من الشعب المزيف المكوّن من الذين يضمنون الإجماع حول الأوليغارشية. وهذا هو السبب الذي يجعل سيرورة التنظيم السياسي التي تتمحور حول مسألة أوراق الإقامة وحول المسائل المتعلقة بالبروليتاريين الجدد، سيرورة مركزية بالنسبة لكل سياسة تقدمية اليوم: إنها تشكل الشعب الجديد بالكيفية التي يتكون من خلالها على هامش الشعب الرسمي لينتزع منه كلمة "الشعب" ككلمة سياسية.
21 ♦ إذن، هناك معنيان سلبيان لكلمة "الشعب":
- المعنى السلبي الأول والأكثر بداهة هو ذلك الذي يحشو كلمة الشعب بهوية مغلقة متخيلة، باستمرار، عرقية أو وطنية. والوجود التاريخي لهذا النوع من "الشعب" يقتضي بناء دولة مستبدة تعمل على إيجاد الوهم الذي يؤسس ذلك الشعب.
- المعنى السلبي الثاني لكلمة الشعب، الأكثر دقة والأكثر إيذاء (على مستوى شاسع بسبب مرونته والإجماع الذي يحققه) هو المعنى الذي يُخضِع الاعتراف "بالشعب" لدولة يُفترض أنها مشروعة ومفيدة ومجدية، لسبب وحيد هو أن الدولة تنظم النموّ، لما تستطيع ذلك، وتعمل على استمرارية طبقة متوسطة، حرة في استهلاك المنتجات التافهة التي يُسمّنُها الرأسمال، وحرة أيضا في أن تقول ما تريد، شريطة أن لا يكون لقولها أي أثر على الطريقة العامة التي تعمل بها الدولة.
22 ♦ وهناك معنيان إيجابيان لكلمة "الشعب":
- المعنى الإيجابي الأول لكلمة الشعب هو بناء شعب في أفق وجوده التاريخي، بما أن هذا الأفق (هذا القصد والغاية) يواجَه بالإنكار والرفض من طرف السيطرة الكولونيالية والإمبريالية والغزاة. يوجد "الشعب" إذن حسب المستقبل الأكيد لدولة قائمة.
- المعنى الإيجابي الثاني لكلمة الشعب هو وجود شعب يعلن عن نفسه على أنه شعب، بناء على نواته الصلبة، وهو الذي تبعده الدولة الرسمية عن "شعبها" الذي يزعم أنه يتمتع بالمشروعية. إن شعبا من هذا القبيل يؤكد وجوده سياسيا في أفق استراتيجي يستهدف الإطاحة بالدولة القائمة.
23 ♦ إذن، "فالشعب" هو مقولة سياسية، سواء في بداية وجود دولة مرغوب فيها، والتي تَحُولُ قوةٌ مُعيّنة دون وجودها على أرض الواقع، أو سواء في نهاية تشكل الدولة والتي يُطالبُ شعبٌ جديد (يوجد داخل وخارج الشعب الرسمي) باضمحلالها.
24 ♦ ليس لكلمة "الشعب" معنى إيجابيا إلا من منظور عدم وجود الدولة:
- إما أن هناك دولة ممنوعة نرغب في وجودها.
- وإما أن هناك دولة رسمية نرغب في زوالها.
تحصل كلمة الشعب على كامل قيمتها إما في سياق حروب التحرير الوطني (وهي سياقات مؤقتة)، وإما في سياق السياسات الثورية (وهي سياقات نهائية).



#محمد_الهلالي (هاشتاغ)       Mohamed_El_Hilali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرنسيس فوكوياما: نهاية التاريخ ومَقدمُ الإنسان الأخير (تفوقُ ...
- الفيلسوف أندريه كونت سبونفيل: ما هو الدين من الناحية السوسيو ...
- الفيلسوف نيتشه: العبيد وأخلاق العبيد (كيف ظهرت أخلاق العبيد ...
- الفيلسوف ألان باديو (Alain Badiou) : لا أحب إيمانويل كانط، ل ...
- الفيلسوف كيركجارد: القلقُ يكشفُ عن عظمة الإنْسانِ
- كانط: نقد العقل الخالص (الأفكار الأساسية للكتاب)
- الفيلسوف نيتشه: ما هي الجينيالوجيا؟ (لا توجد ظواهر أخلاقية ع ...
- ديكارت: الشك الديكارتي (الشك الديكارتي أساس العقلانية الحديث ...
- كيف يصنف أدولف هتلر الأعراق؟
- نوام تشومسكي من خلال أقواله (موقفه من الديمقراطية، الحجاب، ا ...
- ميشال فوكو: السلطة السياسية والسلطات غير المرئية (الميكرو-سل ...
- إدموند هوسرل Husserl : معنى الوعي (حسب الفينومينولوجيا)
- الفيلسوف نيتشه: ما هي السعادة؟
- جون بول سارتر: -تأملات في المسألة اليهودية- كتاب يُحلل مُعاد ...
- كارل ماركس: حول المسألة اليهودية
- رسالة رولان بارت إلى المخرج والكاتب السينمائي أنطونيوني حول ...
- مصطفى الحسناوي: بين سبينوزا وبوكوفسكي
- مارسيل خليفة مغربي: محمد أزمي حسني
- مجلة الحرية تحميل
- حوار مع خديجة رياضي حول وضعية الحركات الاجتماعية بالمغرب أجر ...


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد الهلالي - الفيلسوف ألان باديو: مفهوم الشعب (24 ملاحظة حول الاستعمالات المختلفة لكلمة -الشعب-)