أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدي حمودي - كيف نفهم قضية الصحراء الغربية؟















المزيد.....

كيف نفهم قضية الصحراء الغربية؟


حمدي حمودي

الحوار المتمدن-العدد: 6987 - 2021 / 8 / 13 - 23:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعتبر قضية الصحراء الغربية من أبسط القضايا القانونية حيث أنها قضية واضحة المعالم في القانون الدولي فهي مدرجة كقضية تصفية استعمار، وهذا للمتتبع البسيط الذي يفكر بكل بساطة يعرف أن هناك أرض مملوكة وهناك من يستعمرها ويجب تصفية وجوده منها بحكم الجمعية العامة للأمم المتحدة التي أقرت لا حبا للصحراويين وتملقا لهم أو خوفا منهم أو طمعا فيهم ولا نكالا بالإسبان والمغاربة والموريتانيين الذين ادعى كل واحد أحقيته فيها بل درست القضية وأقرت محكمة لاهاي أن الشعب الصحراوي مالك الصحراء الغربية هو من يحق له ملك أرضه وليقل كلمته التي يجب أن تكون بكل حرية وشفافية وديمقراطية وعن طريق الصناديق وبشهود الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة.
غير أن ذلك كانت نتيجته مضمونة وهي استقلال الصحراء الغربية التي شعبها قليل العدد وخيراته كثيرة وليس الشعب الصحراوي بأعمى ولا غبي ولا أحمق في أن يختار من يكون تابعا لغيره.
بل خرج ككل الشعوب على المستعمر الإسباني بمظاهرات سلمية من أجل نيل حريته واستقلاله والتمتع بثرواته وطبعا سيتقاسم المصالح مع جيرانه الذين من بينهم إسبانيا.
لكن كما كل المستعمرين نكلوا بالشعب الصحراوي وأطلقوا عليه الرصاص جهارا نهارا 1970 وزجوا في السجون بأبنائه وكان مصير قائد الانتفاضة المفقود الى اليوم محمد أبراهيم بصيري في عنق الدولة الإسبانية.
وبناء على استنتاجات الشعب الصحراوي ورؤيته لمستقبله كي لا يظل تحت نير الاستعمار الإسباني رفض الخنوع وبما أن الشرائع الدولية تقر بحق الشعوب بالكفاح المسلح حين يتعنت المستعمر فقد أنشأ الشعب الصحراوي جبهة شعبية من أجل تحرير الصحراء الغربية وهي الأرض التي كانت تسمى سابقا “الصحراء الإسبانية” وتاريخيا بالساقية الحمراء ووادي الذهب.
تلك حركة التحرير من أبناء الشعب الصحراوي هي من أعلنت الكفاح المسلح بعد ثلاث سنوات على حادثة 1970 حيث انخرط أغلب الشعب الصحراوي في تأييدها طمعا في الحرية والاستقلال تلك التي تسمى “الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب” والتي سميت بالإسبانية جبهة البوليساريو.
جابهت البوليساريو “الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب” المستعمر الإسباني ليس بالسلام الذي لم يحرك فيه شعرة بل بالكفاح المسلح
لم يأت أي موريتاني لنصرة الشعب الصحراوي، ولا أي مغربي، ولا عربي، بل بنادق المقاتلين الصحراويين الذين شقوا عصا الطاعة من الجيش الإسباني الذي كان كثير منهم جنودا وضباطا والتحقوا بجبهات القتال والتحم الشعب الصحراوي بكل أطيافه رجالا ونساء وأطفالا حول الجبهة من اجل طرد المستعمر الإسباني.
حاول الاستعمار وصف المقاتلين المجاهدين بالعصابات والمتمردين والخارجين عن القانون كما هي عادة المستعمر، ولكن بدأت الهزائم العسكرية وبدأ التململ في الجنود وحتى أسرِهم ومقايضتهم مع الثوار في سجونه.
لم تكن المنطقة بشعبها الصغير المجاهد وثرواتها الهائلة، خاصة سواحلها التي تعتبر من أغنى سواحل العالم واكتشاف الفوسفات ذي الاحتياط الضخم والثروات المعدنية المتنوعة ببعيد عن عيون العالم المتوحش الشره.
تمت من وراء الدهاليز اتفاقية مدريد التي بموجبها اتفقت إسبانيا والمغرب وموريتانيا على تقاسم الكعكة التي بموجبها تتخلى إسبانيا عن الإقليم مقابل مصالح مع كلاهما ولم يكن يمكن ذلك طبعا إلا بمباركة أمريكية وفرنسية.
كان المغرب وموريتانيا البديل الذي سيمسك السكين لذبح الشعب الصحراوي نيابة عن إسبانيا التي تحت الضغط العسكري المتصاعد لجبهة البوليساريو والمنتظم الدولي مدانة أيما إدانة.
ظلت إسبانيا في اتصال مع جبهة البوليساريو من خلال قنوات تؤكد أنها ستقم بالاستفتاء وقامت بإحصاء الشعب الصحراوي 1974 ولكن في الخفاء كان الخائن الحسن الثاني يعد العدة و ينسج خيوط المؤامرة ضد الشعب الجار.
وبدل أن يساعد الجاران الشعب الصحراوي في بناء دولته التي سيكون أول مستفيد منها هم الجيران والمغرب العربي اختاروا العمالة والخنوع والرضوخ للمؤامرة وجند الحسن الثاني مئات الآلاف من جياع المغرب وحتى السجناء وجيّش شعبه ضد من؟ ضد الشعب الصحراوي وقال كلمته المشهورة “إذا وجدتم الإسبان فتقاسموا معهم الزاد وإذا وجدتم غيرهم يعني الشعب الصحراوي فاقتلوهم ” ولما سأله الصحفي عن جبهة البوليساريو إذا منعوكم من دخول وطنهم رد ” سنأكلهم”.
سنوات طويلة من الحرب الضروس أخرجت المستعمر الإسباني واليوم كل مدن إسبانيا تقف مع الدولة الصحراوية ومع الشعب الصحراوي والجمهورية الإسلامية الموريتانية تعترف بالدولة الصحراوية التي هي عضو مؤسس للاتحاد الإفريقي ويربط الشعبان بعلاقات ووشائج أقوى من المصالح والمنافع المادية والسياسية ويحضن كلا الشعبين بعضهما.
وكان الثمن غاليا دفعه المغاربة الأبرياء عشرات الآلاف من الجنود وضباط الصف والضباط المغاربة كانت تأكلهم رمال الصحراء دون دفن أو يدفنهم الضباط بعد كل معركة في مدافن جماعية بالبلدوزر كجيف الحيوانات الموبوءة.
مئات إن لم نقل الآلاف من الأسرى المغاربة عند الجيش الصحراوي بعضهم أفرجته عنه الدولة الصحراوية لكبر سنه ولم يعترف بهم الحسن الثاني الذي كانوا يدافعون عن حماقاته في الصحراء الغربية.
مئات المعطوبين والجرحى واليتامى والثكالى كانت نتيجة الحرب في الصحراء الغربية من أجل أن يبعد الملك الجيش المغربي بعد سلسلة انقلابات الى حرب الصحراء الظالمة ويلهي الشعب المغربي الضحية هو أيضا عن الواقع المر الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.
لم تكن الحرب متكافئة نتيجة روح الشهادة والقتالية التي يتمتع بها صاحب الحق الكثير من المعدات التي يقتنيها المقاتل الصحراوي كانت من غنائم الحرب من الجيش المغربي
كان الصحراويون كاليوم بالذات يتسابقون للشهادة وللتضحية والفداء ولسان حالهم نحن نواجه ظالم وصائل نموت أحرارا أو نلق الله شهداء.
المال الخليجي والسعودي بالذات آلاف ملايين الدولارات كانت الاستثمارات السريعة للمال السعودي الذي عاهد عليه الحسن الثاني ملك السعودية أنه مجرد استثمار، سيرده في حالة استواء الطبخة ويموت الاثنان بعد توقيع الملك على تقرير مصير الشعب الصحراوي بعد انكسار شوكته وتخلى كل العرب والعالم عنه وقناعته أن الصحراويين لن يتخلوا عن أرضهم أبدا.
اليوم نقف عند حماقة جديدة حافة دعم عربي في زمن ضعف الحاكم العربي واستسلامه للصهاينة وبيع حتى الحاكم الفلسطيني لشعبه ولقضيته.
الشعب الصحراوي اليوم ليس هو الأمس أبدا، تغطي على حقه الدعايات المغرضة التي كانت توصم جبهته البطلة المجاهدة التي أخرجت المستعمر الإسباني البوليساريو وصمة عار وأننا مجرد كوبيين وفنزويليين وغيره.
اليوم الشعب الصحراوي موجود وفي كل مكان والأهم أنه أكثر عزيمة وكل رجاله مقاتلين عند حزام الذل والعار المغربي يقصفون بالصواريخ التي أصواتها تصم العالم في مجلس الأمن في نيويورك، على بعد عشرات الآلاف من الكيلومترات، في حين يدعي ملك المغرب ان اذنه الكبيرة التي تسمع دبيب النمل وآلات خياطة العلم الوطني في داخل بيوت المناضلين في المدن المحتلة لا تسمعها!.
الموقف العربي ضد الشعب الصحراوي ليس بجديد وكان أكثر قوة حين مد بالسلاح والمال بسخاء الحسن الثاني وكان قويا يوم كانت اللحمة العربية مع فلسطين ولما كانت هناك جامعة عربية موحدة أما لما صار العرب مجرد عراة أمام العالم فلا يشرفنا دعمهم.
القضية الصحراوية لا تحتاج إلى من يدافع عنها منهم ، أحرار العالم والشعوب الحرة هي التي ظلت ترافع، من هواري بومدين الى نلسون مانديلا وفيدل كاسترو الى الشعب الجزائري النبيل والشعوب الأوروبية الحرة وشعوب أمريكا اللاتينية وشعوب إفريقيا وليست دويلات الأنظمة التي رواتب موظفوها تأتي من الإليزيه وتقتات على صفقات العار وتبيع مبادئها.
القضية الصحراوية اليوم صوت البندقية هو أقوى الأصوات عندها والأهم من البندقية اليد التي تمتشقها والقلب الشجاع عند الرجل الصحراوي.



#حمدي_حمودي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألمانيا والصحراء الغربية
- الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية تاج على رؤوسنا.
- من يزرع الجراح ستغرقه الدماء….
- التطبيع في المغرب : الأبعاد والانعكاسات..
- يا ابن غزة لست وحدك
- يا ملك المغرب : التطبيع نشر للفاحشة...
- الكركرات الطريق الأقصر والغنيمة...
- العالم منبهر من لمعان الشعب الصحراوي...
- شراك وسقطة : المدرسة الغربية في الميزان
- لا أريد ان أرسم حرفا...
- النصائح في الاتجاه الخطأ...
- الى زملائي في القسم...
- الدبلوماسية الجزائرية أعادها وعي الشعب الجزائري والمغرب تعيد ...
- تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي على القضية الصحراوية
- المغرب ينتج مناديل ورق القمامة في العيون.
- ثقب الكركرات...-العَوْدُ أَحْمَدُ-
- رد الفعل الايراني: التنين سينفخ النار او تأكله نيرانه...
- من ذاكرة مقاتل...
- الرياح الصحراوية...
- على العهد باق...


المزيد.....




- مباشر: دونالد ترامب يعلن موافقة إيران وإسرائيل على -وقف تام ...
- مسؤول إيراني لـCNN: طهران لم تتلق أي مقترح لوقف إطلاق النار. ...
- ترامب يعلن عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.. ما التفاص ...
- سوريا: تفجير انتحاري يودي بحياة 23 شخصًا على الأقل في كنيسة ...
- ترامب: إسرائيل وإيران وافقتا على -وقف تام لإطلاق النار-
- لماذا يعارض مهندس -أميركا أولا- الحرب على إيران؟
- ترامب يعلن وقفا تاما وشاملا للحرب بين إسرائيل وإيران
- ترامب يشيد بأمير قطر ويعلق على الهجوم الإيراني
- الدوحة تؤكد استقرار الأوضاع وواشنطن تعلن إعادة فتح سفارتها ف ...
- ماذا نعرف عن قاعدة -العديد- الأميركية في قطر؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدي حمودي - كيف نفهم قضية الصحراء الغربية؟