أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رزان الحسيني - حين تخلّى الملاك الحارس عن حراسته














المزيد.....

حين تخلّى الملاك الحارس عن حراسته


رزان الحسيني
كاتبة ادبية وشعرية، ومترجمة.


الحوار المتمدن-العدد: 6987 - 2021 / 8 / 13 - 07:13
المحور: الادب والفن
    


حين كان لا بدّ من النوم
أمام أنين القضبان الصارخ بالفراغ
أمام وحش الجدران المُكبّل
كان عليّ اختراع تهويدة
ترسلني، قاربٌ ورقي ينطلق من يدِ طفلٍ
نحو هاوية النهر
وما أهمية التلاشي بالغرق
حين يكون الثمن أعصاب مبللةً
باردةً مثل نهاية غُصن شقيقة النعمان في المزهرية
مصيرها النوم النهائي
لكنّها باردةٌ مؤقتاً..

حين كان لا بدّ من النوم
أمام قرع الباب المجنون
لجاري الذي يفصلني عنه حائطٌ قزم
جاري المُخيف الذي يصدف أنه يُشبهني
عدا أنه لا يحمل لوني..
كان عليّ اختراع تجسيداً أقوى للتهويدة
حين كان ظهري يشتاقُ الى خدر تربيت الأم
حتى الغفوة..
فكان الملاك الحارس..
يحملُ بإحدى يديه شمعة مُترقرقةٌ
كعينهُ عليّ
والأخرى
تتأهب لسطوِ جاري المجنون
بينما جناحاه يغطيان ما يكفي من الضوء
في أُفق جفنيّ المُغلقين
لأنهُ يعرف أني لا أنام في الضوء
وأخاف الظلمة..

حين كان لا بد من النوم
على أرضيةٍ
مهما لانَ سُمكها
ترفض عظامي مُعاملتها على غير أنها خَشبةٍ
قُطعِت تواً من الشجرة، وأُلقيت
في مهبِّ الموج..
كان علي اختراع يداً ضخمة
تحملُ الماء والموج
والخشبة التي أستلقي عليها..

لكنّي استيقظتُ فجأة
لأجد الشمعة مرميةً
تختنق بشمعها،
تبكي نفسها بجانبي..
وورقةً مُهملةً كُتب فيها:
"معذرةً، لم يستطع عقلي تحمّل كل ذاك القرع"

لن أنتحب،
لن أذرف ما ذرفتهُ الشمعة.
خيالي عنيدٌ باختراع الحنان
يُغذّيه قحط المُحيط المسكين
عديم الخيال..

أخبرني شخصٌ بنبرة خوف
لا تلعبي الغُميضة مع الأشباح
لا تهربي، لا تنامي!
أحبيني، أكُن لكِ ملاكاً حارس
أكن لك تهويدة تهزُّ سريرك حتى الصُبح
أحبيني أكن لكِ كهفٌ من شقائق النعمان
لكنني لعبتُ معه الغميضة،
على سبيل الاختبار
ولم يظهرُ بعد
رغم أني صحتُ كثيراً عليك الأمان!

هُنالك نجمةً
خُلقت لتحبس نفسها بين الجموع
بهالةٍ تسطع للمقاومة
دفاعها عن نفسها سحب البصر.

لأن ثمة تلك الفكرة التي تولد مع المرء
أُختٌ توأم غير مرئيةً للآخرين
الفكرة التي يكبرُ محاول لمسها، وفهمها
ويتبعها كما لو كان قطة تتبع كُرة صوف
تلك الأخت التي حصل عليها في قُرعةٍ عبثية
سترسم شكل وجهه
وتُحدد عنه توقيعه
مهما تعثر في متاهات الكون الشاهقة
في محاولة منه لإيجاده..

ثمة من تكون اخته ظلٌ أبيض
وحقل مُبهج من زهور التوليبٍ
ثمة من تكون اخته شقةً في علية عمارة كئيبة
لا تتجاوز الخمسة أمتار في أربعة،
وثمة من تكون اخته
ساحرٌ رديء يدعي أنه ملك الموت..

هكذا، نولد مع الأشياء
بلا خيار الرفض
لكنّ خيار المعايشة
أو المقاومة
ينمو معنا
مثل نبتةٌ ضئيلة تسمع دويّ الإعصار
القادم من بعيد..

قررتُ مقاومتهُ
بملاكي الحارس
لكن ملاكي
مثل كل شيءٍ آخر
خذلني!

2021/8/11



#رزان_الحسيني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمانِ محاولات للّحاق بسيلڤيا بلاث
- أهمية النقاش في تنمية الوعي
- هل الكاتب مؤلفٌ أم المؤلف كاتب؟
- المبادئ، بلانك أم عامل X؟
- من -أوديب ملكاً- إلى -الشماعية- هل أثّر فقدان المسرح على الذ ...
- حَبلُ ثقاب
- عِشتار العصرِ الحديث
- 8 آذار للاحتجاج ام للابتهاج؟
- عيد الجيش العراقي ويتامى الحروب
- يعاملون المُدمن كما لو كان مُصاباً بالإنفولنزا
- حقوق الإنسان/ حقوق البشريّة علينا
- في اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة/ لولا مرض هوكينغ لما أص ...
- القرنفل التشرينيّ الثائر
- ثورة القرنفل التشريني
- سومريّة
- من قال أنّك في العشرين من عمرك؟
- زهرة القُطن خاصتي
- المجتمع الأبوي والحلقة المُفرّغة
- مقولة المرأة عدوة نفسها وعلاقتها مع الذكورية
- رمزية اليوم العالمي لمنع الإنتحار


المزيد.....




- كتّاب وأدباء يوثقون الإبادة في غزة بطريقتهم الخاصة
- حين أكل الهولنديون -رئيس وزرائهم-.. القصة المروّعة ليوهان دي ...
- تكريم الإبداع والنهضة الثقافية بإطلاق جائزة الشيخ يوسف بن عي ...
- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
- -خطر على الفن المصري-.. أشرف زكي يجدد رفضه مشاركة المؤثرين ف ...
- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...
- أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رزان الحسيني - حين تخلّى الملاك الحارس عن حراسته