أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالله عطية شناوة - المقولة الذرائعية: (( لهم ما لهم وعليهم ما عليهم )) !!!














المزيد.....

المقولة الذرائعية: (( لهم ما لهم وعليهم ما عليهم )) !!!


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 6986 - 2021 / 8 / 12 - 19:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تسود في النقاشات المتعلقة بتقييم نشاط القادة السياسيين الذبن لعبوا أدوارا مفصلية في مسار تطور مجتمعاتهم مقولة فحواها أن أولئك القادة ((لهم ما لهم وعليهم ما عليهم)). وهذه المقولة كلام حق يراد به باطل في كثير من الأحيان. ويلجأ إليها في الغالب أنصار هذا القائد أو ذاك، الذين يمجدونه وحتى يؤلهونه، ويستعينون بهذه المقولة الذرائعية فقط حين يحتاجون الى تبرير أخطائه أو خطاياه والتهوين منها.

فكيف نقيم عمل السياسيين والحكام منهم على نحو خاص؟ هل نستخدم ميزانا دقيق الحساسية لموازنة منجزاتهم بإخفاقاتهم، كما يطالب الغاضبون من نقد الحكام، الذين ينسبون لهم (( أنجازات )) بعضها حقيقي، وأغلبها من نسج الخيال.

أم نلتزم الموضوعية ونقر بحقيقة أن الحياة لا تقبل الجمود وأن التطور من طبائع الأمور وأنه لا يمكن أن تمر السنين بوجود هذا الحاكم أو ذاك، دون أن يتحقق مستوى معين من التطور في هذا المجال أو ذاك مهما كان تواضع دور الحاكم وحجم مساهمته فيه؟

هل نعتمد في تقييمنا على ((إنجازات)) تآكلت بمرور الزمن، وربما تبخرت بفعل التطورات، الناجمة عن أخطاء الحاكم نفسه وأنحيازاته؟ أم نعتمد في التقييم على دوره، في المفاصل التأريخية في حياة مجتمعه، وعلى نجاحه أو إخفاقه في القرارات والمواقف التي أتخذها في الأحداث العظيمة التي تركت آثارا عميقة على حاضر المجتمع ومستقبله؟ والنظر الى المحصلة النهائية لما آلت أليه الأوضاع أرتباطا بالمواقف والقرارات والخيارات، وأساليب العمل التي إعتمدها؟

المنهج العلمي في التحليل يقوم على أن الأوضاع لا يمكن أن تبقى على ما هي عليه على مدى سنوات، ولهذا تمنح المجتمعات الديمقراطية فترة محددة ـ أربع سنوات مثلا ـ للحاكم تختبر خلالها مدى نجاحه في تحقيق وعوده الأنتخابية، ومدى إخلاصه لبرنامجه الذي نال ثقتها على أساسه, ولها الحكم على نسبة نجاحه أو فشله، في تحقيق البرنامج، وليس على ما تحقق بشكل عام لأنها تعرف أن بعض المجالات لابد لها من التطور بوجود القائد المنتخب أو بعدم وجوده.

الجنرال شارل دي غول قاد عملية تحرير فرنسا من الأحتلال الألماني ونجح في تحويل بلاده الى أحدى القوى العظمى الخمس، وجعلها قوة نووية، لكن الفرنسيين رأوا عام 1968 أنه لم يحقق ما يكفي، وطلبوا منه أن يتقاعد. لم يتمسكوا به لأنه حرر البلاد ورعى برنامجها النووي الحقيقي وليس الزائف. وطلبوا منه أن يتقاعد مع أنه لم يتسبب في خسارة حرب او في تمكين العدو من أحتلال جزء كبير من أراضي بلاده.

هذا بالنسبة للقائد المنتخب، أما من يستولي على الحكم باستخدام دبابة، فيفترض أن يكون تقييمه أكثر صرامة، فتبرير الشرعية التي أنتحلها يتطلب منه أكثر من مصادرة أراضي حائزي الأرض وإعادة توزيعها على من يفتقرون إليها، فهذا بحد ذاته ليس أنجازا، بل الأنجاز الحقيقي في إنعكاس عملية المصادرة وإعادة التوزيع على العملية الزراعية وتطور الأنتاج الزراعي، وعلى تطور الحياة في الريف وتحولها من دار هجرة يهرب منها سكانها، إلى دار مستقبلة للمهاجرين من أبنائها الأصليين ومن سكان المدن كذلك. ولا يمكن التذرع هنا بأن أربعة أعوام، أو ثمانية عشر عاما غير كافية لأحداث ذلك.

كما أن التمثيل المزعوم للعمال أو الفلاحين في المجالس ((المنتخبة)) التي تشكل من لوائح يضعها التنظيم السياسي الوحيد التابع للسلطة ليس مجرد جريمة تزوير يعاقب عليها قانونا، بل هي كذلك عملية أستغفال مهينة للعمال والفلاحين. ولإغلاق الصحف أو تأميم المؤسسات الصحفية جريمة بحق الحريات، وإلغاء للحوار المجتمعي، وتخريب للوعي السياسي، وتدمير للرأي العام.

وليس أقل إجراما محاربة النقابات العمالية والمهنية المستقلة، وفرض قيادات أنتهازية من عبيد السلطة على المنظمات الشعبية.

أما ملئ السجون بالمفكرين والمثقفين والفنانين وأخضاعهم لتعذيب همجي يؤدي الى وفاة البعض منهم، والتمكن في النهاية من إيصالهم الى حالة من الأستلاب تجعلهم يقبلون العمل لصالح الزعيم في أجهزة الثقافة المؤممة فجريمة أكبر من أن توصف.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الچراوية أكثر أصالة من العقال
- نحن وعقائدنا
- محاولة لإنصاف صدام حسين
- نحو دراسة علمية لتأثير الفكر الديني على الأنسان
- عين واحدة لا تكفي لرؤية التأريخ على حقيقته 2
- عين واحدة لا تكفي لرؤية التأريخ على حقيقته
- هل فات الأوان؟
- مكمن الضعف في الفكر القومي العربي
- عبدالناصر والجماهير
- ((المجد لثورة 14 تموز 1958 وقادتها الأماجد))
- هل كان سلام عادل نصيرا للملكية؟
- غليان الإسفلت
- من هم حكام العراق الحقيقيون؟
- قراءة مختلفة لوجه تموز الأول
- خطر التورط بالفساد لا يستثني أحدا
- أهلا بالشباب !!!
- عواقب كارثية لثورة الإتصالات على عمليات اندماج المهاجرين
- النرويج والسويد دولتان شرق أوسطيتان
- (( عراقيو الخارج )) ومعاناة العراقيين
- المثليون .. ملائكة أم شياطين؟


المزيد.....




- بالفيديو.. لحظة انبثاق النار المقدسة في كنيسة القيامة
- شاهد: إنقاذ 87 مهاجراً من الغرق قبالة سواحل ليبيا ونقلهم إلى ...
- الفطور أم العشاء؟ .. التوقيت الأمثل لتناول الكالسيوم لدرء خط ...
- صحيفة ألمانية: الحريق في مصنع -ديهل- لأنظمة الدفاع الجوي في ...
- مسؤول إسرائيلي: لن ننهي حرب غزة كجزء من صفقة الرهائن
- قناة ألمانية: الجيش الأوكراني يعاني من نقص حاد في قطع غيار ا ...
- تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل ...
- الطعام ليس المتهم الوحيد.. التوتر يسبب تراكم الدهون في البطن ...
- قوات الاحتلال تنسحب من بلدة بطولكرم بعد اغتيال مقاومين
- -اللعب الخشن-.. نشاط صحي يضمن تطوير مهارات طفلك


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالله عطية شناوة - المقولة الذرائعية: (( لهم ما لهم وعليهم ما عليهم )) !!!