أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - اللقاء الاخير !














المزيد.....

اللقاء الاخير !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6979 - 2021 / 8 / 5 - 04:42
المحور: سيرة ذاتية
    


فى بعض الاحيان يشعر المرء ان الله قد اعد كل شىء كما ينبغى له ان يكون .امضيت الليل فى فندق مرحبا على الروشة فى بيروت و فى المساء ذهبت الى مقهى هناك حيث وجدت الشاعر شوقى بزيع و معه اخرين يجلسون فى مقهى على البحر .اذكر منهم كادرا لبنانيا من مدينة بعلبك و كان عضو متحمسا فى حركة فتح .كانت جلسه جميلة جرت فيها احاديث حول الشعر و الادب .و فى الليل ذهبت الى الفندق و من هناك جلست على الشرفه اتامل طريق الروشة و البحر .كان على ان استعد اليوم التالى للقاء صديقتى المارونية القادمة من سن الفيل فى بيروت الشرقيه كما كانت تسمى . كنت قد تعرفت عليها كنت ازور بعض الاصدقاء حين و سالتنى من اين فقلت لها ضاحكا من الاعداء .ضحكت و عرفت ما اقصد . كانت جلسة جميلة بداوا يتحدثوث فيها عن الابراج و الاعمار فقلت لهم و كنت قد جلست حوالى ساعتين انا عمرى ساعتين فقط !.نظرت اليها فابتسمت و ادركت ما اقصد و اتفقنا لاحقا على اللقاء .كانت ظروف الحرب قاسيه .اشتباكات متواصله و لم نكن نعرف الى اين تجريى الامور .و فكرنا مرة ان نبادر انا و هى مع اخرين لوقف الحرب لكننا ادركنا ان الامر صار اكبر.كنا نلتقى بين حين و اخر عندما كانت الامور تهدا و لكن لم تكن لقائاتنا تمر بدون مخاطره .و ذات مرة قررت ان افاجئها فخاطرت و ذهبت الى سن الفيل و اتصلت بها من دكان اعرفه و يعرفننى .قالت كيف خاطرت بنفسك .قلت لا داعى للمعاتبه الان اريد ان اراك ارتدى ملابسك و تعالى الى مقهى كنا نجلس فيه احيانا . جاءت بسرعه و قالت انها ستطلب القهوة لكى لا يعرف النادل لهجتى و انا لا اعرف ان اتحدث سوى بلهجتى الفلسطينيه و لذا من السهل معرفة لهجتى .جلسنا بضعة ساعات ثم رافقتنى الى منطقة المتحف التى كانت تشكل الفاصل بين شطرى المدينة الممزقه .فى احد اللقاءات عرفتها على صديقى الشاعر على فوده الذى كان يجلس فى مقهى ام على فى منطقة الفاكهانى قال ضاحكا فلسطينى يحب مارونيه فى هذا الزمن ا! انتما تتحديان الحرب بالحب . يا له من موقف رائع!.
ما زلت اتذكر لقاءنا الاخيرة .كانت ترتدى ملابس خضراء و كان شعرها الاسود يتطاير فوق كتفيها كلما هبت نسمات هواء .تناولنا الغداء على طريق المزرعة .ثم مضينا الى مقهى الجندول حيث اعتدنا ان نلتاقى .لم يكن هناك الكثير من الزبائن فى المقهى .جلسنا فى ركن مطل على الشارع و رحنا نتحدث من موضوع الى موضوع . كنت قد بدات تجربتى الصحافيه الاولى و قالت لى انها تتوقع ان اصبح كاتبا مشهورا. قلت فلندع لللايام ان تقرر ذلك .ثم اضافت انها ستقرا لى حتى و ان كانت بعيدة .استوقفتنى ملاحظتها الاخيره فقلت تبدين متشائمة لماذا .قالت نعم انا متشاؤمة و قالت انها تشعر اننا لن نلتقى فى الحياة .لم اعرف ما اقول فقد كان الامر صدمة. قلت لها لا اننا سوف نلتقى .ابتسمت ابتسامة صغيره و لم تعلق .سرنا على طريق كورنيش المزرعة سيرا على الاقدام حتى وصلنا منطقة المتحف حيث كانت تقف هناك سيارات من كلا الجانتي.لا اعرف لم بدت السماء مدلهمة .عانقتها و مضت باتجاه السيارات المتوقفة .نظرت الى ثانيه ثم عادت و تعانقنا من جديد و هو منظر اثار تعاطف السائقين الذين كانوا فى المكان .و قبل ان تصعد السيارة نظرة الى نظرة شعرت انها نظرة حزينة .بعد اسبوع تقريبا ارسلت لها باقه ورد مع سائق ارمنى ورقة كتب عليها سوف نلتقى و كان هذا اللقاء الاخير!



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكى لا يجرنا الطوفان!
- الدرس الاكبر فى الحياة
- مطر ليلى !
- صرخ يا ديب من وادى لوادى
- فى فلسفة الاخلاق اشكالية الكذب
- لا يمكن ان يتطور وطن بدون فن!
- اينما ذهبت احمل معك قلبك!
- من كتاب على هامش الايام
- لا بد من التحرك!
- .عن تشيلى و امريكا اللاتينية
- مرحلة الاحلام الثورية
- فلسطينى كحد السيف! فى ذكرى استشهاده .عن زمن الشاعر على فودة
- كرازاى العراقى الكردى نادل فى مقهى فى اوسلو!
- مقهى فى الامازون!
- صراع الخير و الشر
- عن الربيع عن روما و عن الحياة ! احاديث عن الحياة!
- اتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا!.
- اشكاليات ثقافيه. حول الرمز الثقافى
- السبيل الى التقدم
- فلننتهى من ثقافه البطل الفرد المخلص!


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - اللقاء الاخير !