|
الدرس الاكبر فى الحياة
سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6977 - 2021 / 8 / 3 - 08:57
المحور:
سيرة ذاتية
سالنى صديق امريكى زارنى امس و نحن فى حوار عن الحياة ما هو الدرس الاكبر الذى تعلمته فى الحياة. قلت حسب راى ان الدرس الاكبر هو انه لا يوجد درس اكبر .حياة المرء كلها من اولها الى اخرها درس بعد درس و امتحان بعد امتحان بغض النظر عن حجم الدرس . اما بالنسبة لى فاستطيع القول انى تعلمت الكثير من حكمة من تعرفت عليهم فى مسيرة الحياة. و مر وقت لا اظن ان هناك ندوة فى اوسلو الا و اكون فيها, حتى ان صديقا نرويجيا كان يقول مازحا كلما رانى انى موجود فى كل مكان .خلال هذه المرحلة التى استغرقت اعوام الثمانينات و التسعينيات دخلت الالاف الحوارات السهلة منها و الصعبة, و لكنها كلها كانت مثمرة حيث تعلمت منها الكثير. .لكنى ايضا اشعر بالاسف انى صرفت وقتا ليس بالقليل فى جلسات مكررة مع اشخاص اعرف ان معظهم لا يقرا كتابا فى السنة. ..لكن الامر بالطبع لا يخلو من طرائف كانت تحصل بين الحين و الاخر .منها مثلا ان طالبا ايطاليا قال لى اثناء محاضرة عن فلسطين .لماذا عليكم ان تموتوا من اجل ارض .اشتروا ارضا فى جزيرة و سموها فلسطين افضل من الحرب .طبعا ابتسمت لهذا الطرح الساذج لكن صاحب الراى كان جادا فى رايه . كان من اصحاب الراى الذى يقول لا شىء على الاطلاق فى الحياة يستحق ان يموت الانسان من اجله خاصة و انه ليس سوى زائر عابر لللارض. و من القصص التى اتذكرها انى كنت ذات مرة اجلس وحيدا فى مقهى اكاديميةالفن الذى كنت اتردد عليه فى تلك الازمان .و كان المقهى ملتقى فنانين و شعراء و كتاب الخ حيث كنت اقرا بعض الشعر احيانا فى الامسيات الشعرية .اقتربت منى فنانة نرويجية كما عرفت منها .بدانا نتحدث و لما عرفت انى فلسطينى سالتنى. قل لى كيف تشعر ان تكون بلا وطن .ابتسمت و قلت انى لا اعرف جواب السؤال لانى عشت كل حياتى هكذا و هذا السؤال لا يمكن الاجابة عليه بدقة الا من خلال معرفة نقيضه تماما, كما يسال سجين خرج من السجن كيف هو شعوره بالحرية لان بوسعه ان يقارن .ثم فجاة انهمرت المراة بالبكاء و هى تقول انها تشعر بالذنب لانها كانت تؤيد اسرائيل فى مرحلة سابقه .كان بكاءها حادا الى درجة انى هرعت احضر محارم ورقية لكى تجفف دموعها . فى طريق عودتى الى البيت سالت نفسى هذا السؤال لماذا مثلا بكت هى اما انا فلم ابكى .هل باتت التعاسه جزءا من المكون الذاتى الى درجة انها لم تعد تستمطر الدموع .لكنى تذكرت ايضا ان البكاء الداخلى قد يكون اقوى من بكاء الظاهر بل ان بكاء الظاهر قد يخفف بعضا من بكاء القلب . و لله فى خلقه شوؤن !
سليم نزال
سالنى صديق امريكى زارنى امس و نحن فى حوار عن الحياة ما هو الدرس الاكبر الذى تعلمته فى الحياة. قلت حسب راى ان الدرس الاكبر هو انه لا يوجد درس اكبر .حياة المرء كلها من اولها الى اخرها درس بعد درس و امتحان بعد امتحان بغض النظر عن حجم الدرس . اما بالنسبة لى فاستطيع القول انى تعلمت الكثير من حكمة من تعرفت عليهم فى مسيرة الحياة. و مر وقت لا اظن ان هناك ندوة فى اوسلو الا و اكون فيها, حتى ان صديقا نرويجيا كان يقول مازحا كلما رانى انى موجود فى كل مكان .خلال هذه المرحلة التى استغرقت اعوام الثمانينات و التسعينيات دخلت الالاف الحوارات السهلة منها و الصعبة, و لكنها كلها كانت مثمرة حيث تعلمت منها الكثير. .لكنى ايضا اشعر بالاسف انى صرفت وقتا ليس بالقليل فى جلسات مكررة مع اشخاص اعرف ان معظهم لا يقرا كتابا فى السنة. ..لكن الامر بالطبع لا يخلو من طرائف كانت تحصل بين الحين و الاخر .منها مثلا ان طالبا ايطاليا قال لى اثناء محاضرة عن فلسطين .لماذا عليكم ان تموتوا من اجل ارض .اشتروا ارضا فى جزيرة و سموها فلسطين افضل من الحرب .طبعا ابتسمت لهذا الطرح الساذج لكن صاحب الراى كان جادا فى رايه . كان من اصحاب الراى الذى يقول لا شىء على الاطلاق فى الحياة يستحق ان يموت الانسان من اجله خاصة و انه ليس سوى زائر عابر لللارض. و من القصص التى اتذكرها انى كنت ذات مرة اجلس وحيدا فى مقهى اكاديميةالفن الذى كنت اتردد عليه فى تلك الازمان .و كان المقهى ملتقى فنانين و شعراء و كتاب الخ حيث كنت اقرا بعض الشعر احيانا فى الامسيات الشعرية .اقتربت منى فنانة نرويجية كما عرفت منها .بدانا نتحدث و لما عرفت انى فلسطينى سالتنى. قل لى كيف تشعر ان تكون بلا وطن .ابتسمت و قلت انى لا اعرف جواب السؤال لانى عشت كل حياتى هكذا و هذا السؤال لا يمكن الاجابة عليه بدقة الا من خلال معرفة نقيضه تماما, كما يسال سجين خرج من السجن كيف هو شعوره بالحرية لان بوسعه ان يقارن .ثم فجاة انهمرت المراة بالبكاء و هى تقول انها تشعر بالذنب لانها كانت تؤيد اسرائيل فى مرحلة سابقه .كان بكاءها حادا الى درجة انى هرعت احضر محارم ورقية لكى تجفف دموعها . فى طريق عودتى الى البيت سالت نفسى هذا السؤال لماذا مثلا بكت هى اما انا فلم ابكى .هل باتت التعاسه جزءا من المكون الذاتى الى درجة انها لم تعد تستمطر الدموع .لكنى تذكرت ايضا ان البكاء الداخلى قد يكون اقوى من بكاء الظاهر بل ان بكاء الظاهر قد يخفف بعضا من بكاء القلب . و لله فى خلقه شوؤن !
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مطر ليلى !
-
صرخ يا ديب من وادى لوادى
-
فى فلسفة الاخلاق اشكالية الكذب
-
لا يمكن ان يتطور وطن بدون فن!
-
اينما ذهبت احمل معك قلبك!
-
من كتاب على هامش الايام
-
لا بد من التحرك!
-
.عن تشيلى و امريكا اللاتينية
-
مرحلة الاحلام الثورية
-
فلسطينى كحد السيف! فى ذكرى استشهاده .عن زمن الشاعر على فودة
-
كرازاى العراقى الكردى نادل فى مقهى فى اوسلو!
-
مقهى فى الامازون!
-
صراع الخير و الشر
-
عن الربيع عن روما و عن الحياة ! احاديث عن الحياة!
-
اتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا!.
-
اشكاليات ثقافيه. حول الرمز الثقافى
-
السبيل الى التقدم
-
فلننتهى من ثقافه البطل الفرد المخلص!
-
* فصائل السلام* الفلسطينيه صفحات مغموره من التاريخ الفلسطينى
-
عن الشبح الذى كان يتنقل فى اوروبا!
المزيد.....
-
الإمارات تدين سيطرة إسرائيل على المنطقة العازلة في الجولان
-
كاميرا CNN ترصد احتفالات السوريين في شوارع دمشق فرحًا بنهاية
...
-
سجن صيدنايا.. محررون يروون قصصهم القاسية
-
دير الزور.. قتلى في مظاهرات مطالبة بخروج -قسد-
-
غموض يلف مصير طلبات لجوء سوريين بعد توقف دول أوروبية عن النظ
...
-
-حزب الله- العراقي يصدر بيانا حول التفاهم مع سوريا بعد سقوط
...
-
الاتحاد الأوروبي يحث مولدوفا على الحوار مع -غازبروم-
-
لا تقدم جديداً للقوات الإسرائيلية التي تتمركز عند مبنى محافظ
...
-
البنتاغون يعلن إجراء أول تجربة اعتراض ناجح لصاروخ باليستي
-
شقيقة رئيس مصري راحل تبيع أراضي بـ 2 مليار جنيه
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|