أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - قصة للذكرى والعبرة ....عن شخصية الشيخ الفقيه والقاضي الشرعي (عبدالحسين الحلي)














المزيد.....

قصة للذكرى والعبرة ....عن شخصية الشيخ الفقيه والقاضي الشرعي (عبدالحسين الحلي)


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 6978 - 2021 / 8 / 4 - 23:03
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


بقلم المرحوم القاضي فتحي الجواري ابن مدينة العلم والعلماء قضاء المسيب في محافظة بابل والتي أرسلها إلى معالي رئيس المحكمة الاتحادية السابق الأستاذ القاضي مدحت المحمود بتاريخ 30/1/2017 ولأنها قطعة أدبية انشرها ليطلع عليها الجمهور، فضلاً عن كونها التفاتة مهمة عن شخصية علمية عراقية واغمط حقه من الحكومة في حينه فحرمتنا من فيض علمه وانتفع بها الآخرون حيث رفضت الحكومة تعيينه قاضياً شرعياً في العراق بسبب التناحر بين القيادات القائمة آنذاك وبعد سفره إلى البحرين عين رئيساً للقضاء الشرعي فيه لمدة اكثر من عشرين عاماً.
قصة للعبرة والذكرى
لم يبق من لم يعرف للشيخ (عبدالحسين الحلي) قيمته العلمية، ومقامه الأدبي الرفيع، حتى البقال حين كان يقف عليه الشيخ ليشتري شيئاً كان يطفح وجهه بالبشر إلا لأن الشيخ عبدالحسين قد اشترى منه شيئاً، وحتى العوام كانوا يعرفونه من مشيته الرتيبة وهو قابع بعباءته فيسلمون عليه ويأخذون يده بقصد التقبيل على الرغم منه، وكان حكمه الفصل فيما يعرض عليه فام يستأنف حكمه مستأنف ولم يميزه مميز.
اجل لم يبق من يجهل مقام الشيخ (عبدالحسين) العلمي، والأدبي من كبير أو صغير، عالم او جاهل، أما الجهة التي ران عليها الجهل، وعشى عينيها الغباء فجهلت حق الشيخ (عبدالحسين) فهي كانت جهة (الحكومة) فقط.
ولم تعرف غباوة (الحكومة) وبلادتها، إلا يوم قررت ان تجري امتحاناً لكي تعين الشيخ (عبدالحسين الحلي) قاضياً شرعياً في محاكمها، ولم يعرف مدى مبلغ جناية (الحكومة) على (الحق والعدل والقضاء) ، إلا يوم أعلنت ان الشيخ (عبدالحسين الحلي) لم يجتز الامتحان بالنجاح المطلوب....!!
ولست ادري أيجوز ان يجري احد امتحان لأديسون في الكهرباء؟ ولمدام كوري في طبيعة الراديوم؟ ولماركوني في الراديو؟
وهو لم يكن ليرضخ لقبول ذلك الامتحان لولا إلحاح (آل الشبيبي) عليه، فقبوله الامتحان كان لا يخلو من منقصة لأمثاله، ولكن آل الشبيبي اصروا ، وما زالوا به حتى استقدموه من النجف إلى بغداد، وحتى ارغموه على دخول الامتحان الشكلي، وتم ذلك وظهرت النتيجة بانه لم يستطع اجتياز الامتحان بالنجاح المطلوب....!!!
جرى كل ذلك رغم ان القضاء الشرعي العراقي لم يكن قد شهد من قبل، ولن يشهد نداً للشيخ (عبدالحسين الحلي) .
وكثر الحديث عن السبب الذي آل اليه الأمر على تلك الصورة، وكان الشيخ (علي الشرقي) حينذاك رئيساً لمجلس التمييز الشرعي الجعفري، وهو كان كل شيء في ذلك الامتحان، وكانت بينه وبين (آل الشبيبي) جفوة طال أمدها، فاتهم انصار (آل الشبيبي) الشيخ (علي الشرقي) بما آل اليه امر الشيخ (عبدالحسين الحلي)، ودافع الشيخ (علي الشرقي) عن نفسه بكونه من تلاميذ الشيخ (عبدالحسين الحلي)، وانه درس عليه شطراً غير قليل في حياته، فليس من المعقول ان يوقع بالشيخ (عبدالحسين الحلي) من اجل خصومته ل (آل الشبيبي) ....
وكثر اللغط والحديث بين الناس، وصاروا صفين متعارضين بين متهم، ومدافع...
(فما رأيت والله إيماناً في تلك الأزمة ، والنفس في اشد انفعالها لما وقع، يحاكي إيمان الشيخ (عبدالحسين الحلي)، ولا نفساً اكثر هدوءاً في تلك العاصفة، ولا صدراً أوسع حلماً ، من نفسه، ومن صدره، وقد تلقى ذلك بصبر ما مثله صبر، وبحلم عز نظيره في مثل هذه المعامع، بينما ظلت قضيته تدوي في أندية النجف طويلاً).
وفي مثل هذا الموقف النابي، المخجل من (الحكومة) ، كان موقف النجف واكثر، تلك المدينة التي نهلت من فيض الشيخ (عبدالحسين الحلي) نحو خمسين سنة كأستاذ لمعاهدها، وكركن من أركان أدبها الرفيع، وكعميد من عمداء الفقه، والبحث، والتحقيق، تلك المدينة التي تساوى العالم والجاهل والكبير والصغير ، ولا ادري كيف رضيت لنفسها ان تراه يغادرها إلى (البحرين)، ليعمل هناك رئيساً للتمييز الشرعي، دون ان تحرك ساكناً وهي تعلم ان الشيخ (عبدالحسين الحلي) قد افنى زهرة عمره في سبيل عزتها العلمية، وشهرتها الأدبية، وهو عمر لو قضى بعضه ( والبعض اليسير منه) في مصلحة خاصة لبنى لنفسه ما بنى ، وعَمّر ما عَمّر، وكانت التبعة في ذلك تقع في الدرجة الأولى على الزعماء الروحانيين، وكان بوسع هؤلاء الزعماء وحدهم ان يحولوا بين الشيخ والسفر إلى البحرين.



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدى صلاحية المحكمة الاتحادية العليا في تفسير النصوص القانوني ...
- عمل الأجهزة الأمنية ومبادئ حقوق الأنسان (التعذيب أثناء التحق ...
- من واجبات الحاكم تجاه المحكوم نشر العدل وظهور المودة
- دور الشهادة في الإثبات المدني والجنائي (دراسة في ضوء الفراغ ...
- هل أسقاط حضانة الأم بسبب زواجها من رجل اخر محل إجماع المذاهب ...
- موقف الشريعة من سن الحضانة
- فشل المعالجة التشريعية وأثارها السلبية (حضانة الأطفال انموذج ...
- المادة (226) من قانون العقوبات بين الديمقراطية والديكتاتورية
- الحفاظ على سلامة اللغة العربية واجب على مؤسسات الدولة كافة
- التعهد بنقل ملكية العقار والاختصاص النوعي في ضوء اتجاه محكمة ...
- السيء و الأسوء من الرياضة إلى السياسة
- دعاوى تصديق الزواج وأثبات النسب قراءة فقهية في اتجاهات محكمة ...
- هل أسهمت أساليب مكافحة الفساد الحالية والتقليدية في العراق ب ...
- القانون قد يخلد مَّنْ شَرَّعهُ (القانون المدني الفرنسي انموذ ...
- المفهوم الدستوري والقانوني لمصطلح -الرأي-
- حرية التعبير عن الرأي العلمي (حالة الطبيب حامد اللامي انموذج ...
- الفساد في العراق من وجهة نظر أخرى
- من تراثنا القضائي التليد (منع السفر غير المبرر يكون سبباً لل ...
- قراران قضائيان في موضوع واحد وثلاثة مبادئ (حوار فقهي)
- لماذا تتعمد الحكومة إعلان فشلها؟ (الحظر الوبائي إنموذجاً)


المزيد.....




- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - قصة للذكرى والعبرة ....عن شخصية الشيخ الفقيه والقاضي الشرعي (عبدالحسين الحلي)