أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - التطرف المقابل ؟














المزيد.....

التطرف المقابل ؟


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 6945 - 2021 / 7 / 1 - 17:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قامت الموجة الأولى من الثورة الإيرانية الشعبية ضد الحكم الإستبدادى عام 1949، وإنتهت بإختيار أول حاكم مدني منتخب لإيران وهو الإقتصادى الدكتور محمد مصدق والذى تولى منصب رئيس الوزراء عام 1951 ، وقد إتخذت تلك الموجة الأولى من الثورة طابعا سلميا كمنهاج وطريق آمن للحفاظ على وحدة البلاد ، ومنعا لإعادة إنتاج الظلم القهر ضد أى مواطن إيرانى ،وفتحت بذلك الأبواب للجميع لكى يشاركوا فى بناء إيران الجديدة المتحضرة بدون الديكتاتور الإمبراطور رضا بهلوى ونظامه السياسى ، كما تم إستبعاد من ثبت عليهم الفساد أو العمالة لدول خارجية من أعوانه والمقربين منه طبقا للدستور والقانون ، وبدأت صفحة جديدة أمام الغالبية الكاسحة من الناس للعمل والمشاركة فى العمل السياسى ، لكن كانت النتيجة المؤسفة أن قام المرتزقة والخونة ولمامة وحثالة البشر والفاسدين ومعهم بعض الأقليات ، بإستغلال التحضر والسلمية للقيام بالتحالف مع بعضهم البعض ،وبدعم من أسيادهم فى الداخل والخارج، وتآمروا لأسقاط حكومة الدكتور مصدق الرجل المدنى المسالم المؤمن بالديموقراطية ،و بالفعل تم إنهاء حكمه بعد قصف منزله واغتيال اتباعه وتسيير مظاهرات مشبوهة للحط من شأنه، وألقى القبض عليه وتم اقتياده إلى السجن عام 1953، وظل الرجل يحاكم حتى توفى مظلوما مقهورا، وأطبقت بعدها قوى الفساد على زمام الأمور بالتعاون مع كل روافد الفساد والعمالة بالداخل وقوى الشر فى الخارج، ولم تتوقف الامور عند ذلك الحد، بل ظلت قوى الظلم والقهر طوال ستة وعشرين عاما تتفنن فى إصدار القوانين والإجراءات للتنكيل بالشرفاء والمناضلين وأصحاب الرأى،فسجن الكثيرون من الشرفاء وعذبوا ومنعوا من تولى الوظائف، وطوردوا حتى فى أعمالهم الخاصة ، ووصلت الامور بالكثيرين من هؤلاء الشرفاء إلى الإقدام على الإنتحار من فرط اليأس ، كما تم اعدام المئات ،ومات الآلاف فى السجون وتولى امور الإيرانيين الجهلة والفاسدين وعملاء الخارج، وظن الجميع أن إيران قد انتهت إلى الأبد وأن التاريخ قد توقف ، حتى جاء عام 1979 وقام الطوفان من جديد وثار الايرانيون ضد القهر والظلم والفساد مرة أخرى ، واستشهد منهم الالاف فى الشوارع ، و لكن فى النهاية انتصرت الموجة الثانية من الثورة وبدأ عصر جديد من عصور إيران ، لكن بالطبع ظل هناك جرح غائر كان لا يزال مفتوحا ينزف دما ونارا بغزارة ، وبالتالى أوصدت الثورة طريق السلمية وأقيمت المحاكم فى كل ذاوية وركن لمعاقبة كل من شارك ولو بحرف أوكلمة دعما للإستبداد ، فتم اعدام قادة وجنود ووزراء وموظفين وقضاة ورجال دين ومجرمين محترفين مأجورين ورجال أعمال وديبلوماسيين ورؤساء شركات ومؤسسات ومواطنين عاديين، لإنهم شاركوا فى الظلم من أجل مغانم رخيصة ، فطالت المشانق وطلقات الرصاص الالاف منهم بلا رحمة أو شفقة ، حتى تلوث علم الثورة الأبيض بالدماء القذرة ، وأصبح الأمر يبدو كارثيا فى بعض الأحيان ، و رغم إن طوفان العنف الثورى الدموى هذا ربما قد نتج عنه اجتياح الكثير من الأبرياء وتصلب وتطرف فى الرؤى ، إلا أنه فى النهاية حافظ على إستمرارية ونجاح الموجة الثانيةمن الثورة الإيرانية لأكثر من أربعين عاما، بعد الدرس القاسى الذى ناله طريق السلم والمثالية المفرطة وحسن النوايا فى الموجة الأولى ،،،



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطر الإيرانى وداعش ، وسد الحبشة ؟
- -نزار بنات- كما لوكان مصريا!!
- أباطرة الإرهاب ؟
- مر النهار بدون نفاق ؟
- سد الذرائع فى السودان ؟
- الإقتصاد والحرية !!
- إعرف ( إثيوبيا )
- مذبحة دنشواى !!
- جمعية أعداء سيد درويش وكارهى أفكاره ؟
- نادى الزمالك ، سيناريو تخيلى ؟
- الطريق المعاكس ؟
- النضال ضد الإحتلال الفرنسى لمصر ، النهاية المنطقية لمصطفى ال ...
- الشهيد الحاج مصطفى البشتيلى
- تقديس الزعامات السياسية ؟
- إيش تاخد من تفليسى يابرديسى ؟
- سيد قطب المفكر الذى أعدمته الخلافات السياسية
- تعليقا على بيان جبهة الحفاظ على نهر النيل
- عالم الآثار الدكتور أحمد قدرى ، جزاء سنمار
- حكومة إنقاذ وطنى
- منظومة البناء الجديدة !!


المزيد.....




- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - التطرف المقابل ؟