مارادونا آسيا علي كريمي.. الذي يتحدى عصابات الملالي!

محمد علي حسين - البحرين

الحوار المتمدن-العدد: 6941 - 2021 / 6 / 27 - 13:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

علي كريمي لظريف: أي "نحن" تقصد.. الناس أم الحكومة؟

غالباً ما تثير تصريحات المسؤولين الإيرانيين سخرية وغضب المواطنين في ما يخص حقيقة الأوضاع في بلادهم، وهذا يشمل الفنانين والرياضيين الذين لا يتورعون عن إبداء آرائهم و"تدخلهم في عالم السياسة" أحياناً.

ففي آخر رد فعل على تصريح مسؤول إيراني، انتقد لاعب كرة القدم الشهير، علي كريمي، تصريحات وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، الأخيرة، قائلاً: "دكتور، أي "نحن" تقصد حينما تقول "نحن نتعرض للضغوط؟ نحن الناس أم نحن الحكومة".
مادة اعلانية

وكان ظريف قد صرح في وقت سابق: "نحن نفتخر لتعرضنا للضغوط من أجل فلسطين. نفتخر (لدعمنا) للمقاومة في العراق وسوريا ولبنان".

وأثارت انتقادات كريمي، الملقب بمارادونا آسيا، سخط النظام ورموزه، وعلى رأسهم المرشد الأعلى علي خامئي، الذي قال إن "البعض يستفيد من أمن البلاد في العمل والفن والرياضة والدراسة، لكن بعض هؤلاء ينكرون الملح، ولا يقدرون تضحيات القوات العسكرية".

ويعد كريمي الأكثر شعبية بين الإيرانيين في مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما "إنستغرام"، وله أربعة ملايين متابع. وقد أثارت انتقاداته ردود فعل كثيرة، أشاد فيها المستخدمون بموقفه، معربين عن تأييدهم الكامل له.
"لست أنت من يتعرض للضغوط"

وفي السياق نفسه، انتقد رياضيون إيرانيون آخرون تصريحات ظريف، مرحبين بموقف كريمي. وكان أبرزهم وريا غفوري، لاعب فريق استقلال طهران، الذي رد بدوره على ظريف قائلاً: "يا سيد ظريف الذي تتفاخر بأنك تتعرض لضغوط من أجل فلسطين ولبنان واليمن وسوريا، لست أنت من يتعرض للضغوط وإنما الناس العاديون".

ونقلت وسائل إعلام إيرانية تقارير عن استدعاء غفوري إلى وزارة الرياضة بعد بث تسجيلات تصريحاته على التلفزيون. ولم يعرف سبب الاستدعاء، غير أن مصادر ذكرت أن الوزارة طلبت من الرياضيين عدم التعليق "العاطفي" على القضايا السياسية.
تضامناً مع غفوري

ولغفوري أكثر من 700 ألف متابع على "إنستغرام"، أكثر شبكات التواصل الاجتماعي شعبية في إيران.

كما أعلن عدد من لاعبي كرة القدم الإيرانيين تضامنهم مع غفوري، إذ أيد هداف المنتخب الإيراني، علي رضا جهانبخش، ما قاله غفوري: "الإنسان الحقيقي لا يأبى قول الحقيقة". وهتف مشجعو فريق استقلال باسم غفوري مطلقين حملة "وريا ليس وحيداً" عبر موقع "تويتر".

وهذه ليست المرة الأولى التي يعرب فيها هذان اللاعبان المثيران للجدل عن آرائهما حول ما يجري في بلادهما التي تواجه مشاكل اقتصادية وسياسية كبيرة.

فخلال مباراة كرة القدم التي جرت بين إيران وكوريا الشمالية عام 2009 في نطاق تصفيات مونديال جنوب إفريقيا، حمل لاعبون شارات خضراء في معصمهم تعبيراً عن مساندتهم للحركة الخضراء وزعيمها مير حسين موسوي. وبعد هذا الحادث الذي شاهده ملايين الإيرانيين على شاشات التلفزة، تم إبعاد أربعة لاعبين من المنتخب الوطني، كان من بينهم علي كريمي.
إيران وتدخلاتها في المنطقة

ويعيد السجال الأخير بين اللاعبين الإيرانيين ووزير الخارجية إلى الواجهة قضية الدور الإقليمي لطهران وتدخلاتها في شؤون المنطقة وما يسببه ذلك من استياء شعبي داخل إيران.

كذلك رفع المتظاهرون خلال الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في مختلف أنحاء إيران العام الماضي، شعارات تندد بالسياسة الخارجية لبلادهم وإنفاقها الأموال على حلفائها الإقليميين، متجاهلة أوضاعهم المعيشية الصعبة والفقر والحرمان في البلاد.

ومع تغلغل إيران المتزايد في سوريا ودعمها العسكري والمالي للنظام السوري والميليشيات التابعة لها، بات شعار "اتركوا سوريا، وفكروا بحالنا" من الشعارات الرئيسية التي يرددها المحتجون في مختلف أنحاء إيران.

ويرى مراقبون أن الجدل الأخير بين النظام والرياضيين يفضح مجدداً ماهية الخطاب الشعبوي لطهران، ويكشف عمق أزمة الثقة بين المسؤولين الإيرانيين والمواطن العادي.

فيديو.. اساطير - مع اللاعب الايراني علي كريمي – رؤيا سپورت
https://www.youtube.com/watch?v=zSxM2_09LYU


ايران: "مارادونا آسيا" يفضح الفساد الكروي.. فيُعاقب بالحظر

ايران: "مارادونا آسيا" يفضح الفساد الكروي.. فيُعاقب بالحظر لجأ كريمي الى مواقع التواصل الاجتماعي لاكمال حملته ضد الفساد بعد حظره اعلامياً
هي ليست المرة الأولى التي يثير فيها لاعب كرة القدم الإيراني على كريمي، المعروف باسم "مارادونا آسيا"، جدلاً بتصريحاته ومواقفه الإعتراضية، لكن تطرقه الى قضية فساد اتحاد كرة القدم في ايران، دفعت السلطات المختصة لفرض حظر اعلامي عليه، ومنعه من التصاريح التلفزيونية، بحسب ما ذكرت وكالة "ايران واير" الايرانية المعارضة.


فبعد إعلانه، من على أرض الملعب، في العام 2009، تأييده لما عرف باسم "الثورة الإيرانية الخضراء"، ومطالبته قبل فترة بوقف حظر دخول النساء إلى مدرجات الملاعب، خرج لاعب كرة القدم مؤخراً لفضح فساد إتحاد كرة القدم الإيراني.

واتهم كريمي في الحادي عشر من الشهر الجاري، الإتحاد ورعاه بتورّطهم بالفساد المالي، مطالباً كلّ من رئيس الإتحاد مهدي تاج، ونائبه علي كفاشيان، والأمين العام رضا سات بالتصريح عن الأجور التي يتلقونها. وبعد نفي الإتحاد إتهامات كريمي ورفضه التصريح عن أية أجور، قام كريمي بنشر صور على منصة "Telegram" تظهر الهدايا التي يتلقاها رئيس الإتحاد من الرعاة الماليين.

ويعدّ كريمي أسطورةً في عالم كرة القدم الإيرانية، فقد حصد معظم الجوائز التي قد ينالها لاعب آسيوي، بالإضافة إلى لقب "مارادونا آسيا". ولعب كريمي في عددٍ من الأندية الآسيوية والأوروبية كفريق Persepolis الإيراني، و"شباب الأهلي" الإماراتي، بالإضافة إلى فريق "بايرن ميونيخ" الألماني. كما أحز لقب بطل دوري إيران للمحترفين لثلاثة مرّات، وشارك في بطولات آسيا وكأس العالم.

فيديو.. مهارات اللاعب علي كريمي
https://www.youtube.com/watch?v=R5U0LlvnoeE

جذبت نجوميته وسائل الإعلام الإيرانية اليه، لا سيّما قناة الجمهورية الإسلامية الإيرانية IRIB TV 3 التي أمضت أشهراً في إقناعه بالظهور على شاشتها في مقابلة لا تتعدى الـ15 دقيقة، إلى أن إستسلم كريمي أخيراً لإصرار القناة وظهر في مقابلة متلفزة في العام 2015. إلا أن إهتمام هذه القناة باللاعب النجم تحوّل اليوم إلى تعتيمٍ عليه، مع رفضها إستفاضته أو إعطائه أي وقت على الهواء. ففي الشهر الفائت، دعا كريمي الإتحاد إلى مناظرة تلفزيونية، وكرّر الدعوة ثلاثة مرّات، ليجيب المدير الرياضي للمحطة بأنه لن يمنح كريمي الفرصة للظهور في أي برنامج حواري. كما إدعى كريمي بأن رئيس الإتحاد منع إعادة بثّ حلقة متلفزة إنتقد خلالها كريمي الإتحاد.

ويعود صمت التلفزيون الايراني الرسمي تجاه دعوات كريمي، إلى مصالح المحطة المشتركة مع الإتحاد، وذلك في سياق مساعيها للحصول على حقوق بثّ المباريات من الإتحاد. وإزاء هذا التغييب الإعلامي، لجأ كريمي إلى مواقع التواصل الاجتماعي لإستكمال ملفّ الفساد الذي فتحه. فنشر صوراً لبطاقات مصرفية يتلقاها رئيس الإتحاد كهدايا سريّة من الرعاة، كما إدعى بأن مدرّب المنتخب الإيراني كارلوس كويروز تربطه علاقة خاصة بأحد مساعديه الذي لا يملك أي خبرة في كرة القدم، ملمحاً إلى المسحوبية في التوظيف داخل الإتحاد. كما تحدّث كريمي عن إطلاعه على ملفّ قضية وتقريرٍ كان قد رفعهما المجلس الأعلى لوزارة الرياضة، إلا أن الملفّ وضع في الأدراج بطلبٍ من نائب وزير الرياضة، وفق كريمي.

وبالرغم من مقاطعة التلفزيون الرسمي له، أجرت وكالة الأخبار التابعة للقضاء الإيراني حديثاً مع كريمي، كشف خلاله عن دور الإتحاد في فقدان حوالي 20 مليون دولار من هبات راعي سابق. كما إتهم الإتحاد بإجبار المدربين واللاعبين على القبول بأجورٍ أدنى من تلك التي وعدوا بها. كما إنتقد الوسائل الإعلامية وتحديداً الإعلامي عادل فردوسيبور لتجاهل قضية الـ20 مليون دولار وعدم طرحها أمام الرأي العام الإيراني.

تحفل مسيرة كريمي المهنية بمحطاتٍ تجرّأ فيها على التمرّد ورفع الصوت ضدّ أيّ كان. ففي العام 2009، أفصح كريمي عن موقفٍ مؤيدٍ للحركة الإحتجاجية التي تلت إنتخاب الرئيس السابق أحمدي نجاد (وقد سميت بالثورة الخضراء)، وذلك عبر إرتدائه أساور خضراء خلال مباراة للمنتخب الإيراني.

وفي حزيران الفائت، أعلن عن دعمه لزميله حارس المرمى محسن فروزان بعد أن منعَ عن اللعب لمدّة ثلاثة أشهر على خلفية نشره صورة على إنستغرام تظهر فيها خطيبته سافرة الرأس. ومؤخراً، طالب كريمي الرئيس الإيراني حسن روحاني بالسماح للنساء بمشاهدة مباريات كرة القدم، ووقف حظر دخولهن إلى المدرجات.

وأثارت مواقف كريمي، الكثير من الإنتقادات، رغم انها عادت عليه بلقب "روبين هود"، . فقد شنّت عليه وسائل الإعلام حملة هجومية، ولم تجد له تهمةً سوى أنه "غير مثقف" و"سوقي" بناءً على ما يكتبه على منصات التواصل الاجتماعي، كما وصفته وكالة أخبار الحرس الثوري بالأمّي. وعوضاً عن نبذ هذه الوصمة، تبنّاها كريمي، وردّ بالقول "أفتخر بأن أكون غير مثقف". كما إستمرّ في إدارة حساباته الخاصة في مواقع التواصل، خلافاً لمعظم نجوم كرة القدم الذين يوكلون بهذه المهمة إلى محترفين.

فيديو.. لقاء مع علي كريمي - فساد في كرة القدم - بالفارسية
https://www.youtube.com/watch?v=ocflZQKwRLw

#محمد_علي_حسين_-_البحرين (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل