أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - شارعٌ: شهيدُ الكلمة فرج فودة














المزيد.....

شارعٌ: شهيدُ الكلمة فرج فودة


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6927 - 2021 / 6 / 13 - 02:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حين تتجوّل في شوارع مدينة "قرطبة" الإسبانية، ستجدُ مدرسة Averroes، وجامعة Averroes وشارع Averroes وميدان Averroes، وهلم جرّا. أما Avveroes فهو الاسم الغربي للشيخ الإسلامي الأندلسي المثقف الفيلسوف والطبيب والقاضي والفلكي والفيزيائي ابن القرن الثاني عشر: “أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد"، الذي كان سببًا مباشرًا في نهضة أوروبا بعد تقديمه شروحًا قيّمة لأفكار الفيلسوف الإغريقي "أرسطو"، الذي شيدت أوروبا نهضتَها الكبرى على أفكاره. في عصره حاربه شيوخُ الحِسبة لأنه حاول إظهارَ الوجه المشرق للإسلام بوصفه دينَ العقل والرحمة، فحرقوا كتبَه ونفوه عن وطنه؛ لأنهم يريدون وصمَ الإسلام بالنقل وعدم إعمال العقل وإعلاء صوتَ الرصاص والدماء، بدلا من صوت العدل والرحمة.
ويعيدُ التاريخُ نفسَه على قماشة الزمان والمكان الدوّارة، مع مفكر إسلامي مصري آخر، هو الشهيد المستنير د. “فرج فودة" الذي تلقّى وابلا من الرصاص في صدره العامر بالمحبة والسلام والفكر الإسلامي السويّ في مثل أمس الأول 8 يونيو 1992، على يد أُميٍّ لا يقرأ ولا يكتب، لكنه تلقّى الأوامر من الجماعة الإسلامية بقتله. قتلوا فرج فودة لأنه كان أكثر إيمانًا وفهمًا لجوهر الإسلام من أولئك الذين أهدروا دمه، ومن "السمّاك" الذي أطلق الرصاص على صدر المفكر الكبير، دون أن يقرأ حرفًا مما كتب!القاتلُ لا يقرأ، غير أنه يمتلك أُذنًا كبيرة تُنصتُ إلى صوت الشر. سمع أن الرجلَ كافرٌ، فاغتاله، دون بحث وراء صدق أو كذب هذا الذي "قيل" له. تلك ثقافة "قالوا له" التي تهدمُ مجتمعنا المصري. وماذا قال "فرج فودة" ليُقتل؟ قال إن الإسلامَ الدينَ في أعلى عِليّين، لكن الدولة كيانٌ اعتباري يجب أن تقف على مسافة متساوية من جميع الأديان. وهذا ألف باء "الدولة المدنية" التي ننشدها، وكذلك ألف باء "الإسلام" الذي قال نبيُّه ورسولُنا الكريمُ صلى الله عليه وسلم: “أنتم أعلمُ بشؤون دنياكم.” تلك العبارة هي جوهرُ المدنية والعلمانية في مفهومها الصحيح، قبل تشويهها وشيطنتها على يد أدعياء الدين الذين يريدون أن يجهلَ الناسُ جوهرَ دينهم الحنيف، حتى يظلّوا سدنةً يرتزقون من غفلة البسطاء، فيثرون على حسابهم ويسكنون القصور ويركبون السيارات الفارهة.
اليومَ، يقولُ "الأزهرُ الشريف" ما قاله د. "فرج فودة" قبل ثلاثة عقود، وتقول السعوديةُ ما قاله د. "نصر حامد أبو زيد" قبل عقود، وما قاله "ابن رشد" قبل تسعة قرون. فهل آن أوانُ تكريم "فرج فودة" وطباعة كتبه وتخليد اسمه على أحد شوارع مصر المستنيرة أو ميادينها؟
إلى متى نظلُّ نُشهر سيوفنا في وجه كل من شحذ عقله وأعمل فكرَه ونادى بالتحضُّر والعدالة في معاملة المرأة وغير المسلمين؟! متى نحتفي برموزنا الفكرية النيّرة ونكرّم الاستثنائيين ممن كسروا الصندوق الحديدي وغرسوا نبتَتهم في رحاب أرض الله تحت شمسه ونوره بعيدًا عن جحور الخفافيش وكهوف الظلام الذين خرّبوا الدين وشوهوا العلم وأضحكوا الدنيا علينا حين قالوا إن الشمسَ تدورُ حول الأرض، وأن الأرض مستوية، فوقها السماء مستوية، وأن القمرَ نجمٌ منير!
واليومَ، منَّ اللهُ على مصرَ بهدية هائلة هو الرئيس "عبد الفتاح السيسي"، حاكمًا مثقفًا مستنيرًا يريدُ ان يُعيدَ للدين الإسلامي وجهَه المشرق المنير، بعدما طمسه ظلاميون يشتهون الدمَ والرصاص والتكفير والظلم والظلام. نشكرُ الله على تلك الهدية ونحن نشهدُ الطفرات الواثبة التي يصنعها على مدار اليوم للنهوض بمصر في كافة الأصعدة وجميع الملفات في توازٍ مدهش، ومنها "ملف التنوير وتصويب الخطاب الديني" لكي تستنير مصر. لهذا نناشد الرئيس بإطلاق اسم "فرج فودة" على أحد شوارع مصر وإعادة طباعة كتبه القيمة النيرة لكي يقرأها النشءُ فيعرفون وجه الإسلام المشرق الذي غيّبه المغيبون عمدًا مع سبق الإصرار والترصد من أجل الارتزاق وإرهاب الناس.
كنتُ بالأمس على الهواء على قناة"الفكر الحر"من ألمانيا مع الإعلامي "سام"، نتحدث عن ذكرى رحيل "فرج فودة". وتعمّدتُ أن أرتدي ملابس بيضاء لأن ذكرى رحيله هي يوم ميلاده الخالد في ذاكرة العالم. رحم الُله شهيدَ الكلمة "فرج فودة" وأنار مشعلَه الذي لا يخبو. “الدينُ لله والوطنُ لمن ينادي باستنارة الوطن.”


***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شجرةٌ … وأربعُ عيون
- الرئيسُ السيسي … داعمًا الرحلةَ المقدسة
- -راعي مصر للتنمية- … أحدُ قلوب مصر الخافقة
- بقشيش الإنسانية … نجيب زاهي زركش
- سمير غانم … بهجةُ الحيّ الشرقي
- بناءُ الإنسانِ المصريّ الجديد
- أشرف عبد الباقي … فنُّ إتقانِ الأخطاء!
- في عيد الفطر المبارك … مَن يغنّي للعيد؟
- بنو صهيون … والمسجد الأقصى
- شم النسيم … عيد ثقافة الحياة
- قالها الرئيسُ/ السيسي: تصويبُ الخطاب الديني
- الرقصُ ... بجناح مكسور
- نصومُ رمضانَ … ونجدلُ السعفَ ... لأننا نحبُّ
- أعطني هذا الدواء!
- ثكنة -رابعة- الإرهابية… لكي لا ننسى!
- شريهان ... فراشةُ البهجة ووهجُ الحياة
- المحبةُ المنثورةُ على وجه رمضان
- ماذا يقول المسيحيون عن رمضان؟
- ملكاتُ وملوكُ السَّلف الجميل ... يجوبون العالم!
- كمال الجنزوري …. وداعًا فارسَ البسطاء!


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - شارعٌ: شهيدُ الكلمة فرج فودة