أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - أعطني هذا الدواء!














المزيد.....

أعطني هذا الدواء!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6879 - 2021 / 4 / 25 - 14:34
المحور: حقوق الانسان
    


غدًا "23 أبريل"، سوف يموتُ "شكسبير" العظيم، قبل أن يُطفئ شمعة عيد ميلاده الثاني والخمسين. وغدًا سوف يموتُ "ويليام وردزورث" الشاعر الإنجليزي الجميل، بعد أيام قليلة من احتفاله بعيد ميلاده الثمانين، وكذلك سيموت في الغد "ميجيل دي ثيربانتس" الشاعرُ الإسباني قبل أن يحتفل بعيده التاسع والستين. غدًا يومٌ استثنائي جلل في تاريخ العالم. انكسرت فيه أقلامٌ عظيمة سطرت للبشرية كنوزًا وثرواتٍ وفرائدَ في الأدب والشعر والفنون. لهذا، حينما قررت منظمة اليونسكو الاحتفالَ بالكتاب، اختارت هذا التاريخ (23 أبريل)، لتجعله "اليوم العالمي للكتاب"؛ لكي نتذكّر فيه تلك المعجزة المدهشة: "الكتاب". تفتح الدفتين بيديك، ثم تُلقي بنفسك في خضّم البحر الذي ينفتح أمامك، تغطسُ نحو الأعماق، وتُبحرُ بين الضفتين ما شاء لك الإبحارُ، ثم تخرج من اللجاج شخصًا آخر، وكأنما ملكتَ العالم. الكتابُ هو الآلة السحرية التي تدخلها فقيرًا وتخرج منها ثريًّا، تدخلها غِرًّا؛ لتغادرها حكيمًا.
القراءةُ ليست للتثقيف وبناء المعرفة، ولا حتى للمتعة وحرق الوقت. القراءةُ أبعدُ من هذا وأشدُّ أثرًا. القراءةُ دواءٌ مجاني لأمراض البدن والأعصاب والدماغ والذاكرة. الكتابُ الذي نحتفل بعيده غدًا هو أحد أرقى وأنقى الأمصال التي تحمينا من أمراض العقل. أثبتت الأبحاثُ الطبّية أن مَن يقرأ يوميًّا من العسير أن يضربه مرضُ آلزهايمر، ذاك الوحش الذي يأكل ذاكرة الإنسان ويلتهم تاريخَه حتى لا يعودَ يعرف شيئًا من ماضيه ولا حتى أولاده.
قبل سنوات، نشرت مجلةُ Destination Santé الفرنسية دراسة حول العلاقة الوثقى بين القراءة والصحة العقلية، وأوصت بضرورة أن يُشغِّلَ الإنسانُ عقله ويُمرّن خلاياه الذهنيةَ والعصبيّة باستمرار. لأن تلك خلايا الدماغ ليست إلا عضلاتٍ مثلها مثل أي "عضلة" في الجسم؛ تفقدُ المرونة والقدرة على أداء وظائفها إن رَكنَتْ إلى الكسل والرخاوة، وتنشطُ وتُستحَثُّ قواها إن هي مُرِّنَتْ وأُجهِدَت في العمل والتدريب المستمرين. تمامًا مثلما يُمرّن الرياضيون عضلاتِهم بالركض اليوميّ والإحماء والتريّض الشاق. لذا أكّد الباحثون أن "الدماغ"، شأنُه شأنَ الساقين والذراعين والخِصْر، يحتاجُ إلى تمارينَ دائمة، للنجاة من الخرف المصاحب للشيخوخة. وعلّ هذا هو السبب وراء إطلاق العرب اسم: "رياضيات" على عِلم الجبر والتفاضل والتكامل وحساب المثلثات؛ لأنها "رياضةٌ" للذهن والدماغ، مثلما الرياضةُ للبدن. وهنا نقطةٌ تُحسَبُ لعبقرية اللغة العربية، على اللغات الأخرى التي اشتقّت الاسم من الكلمة الإغريقية máthēma، وتعني "ما تمّ تعلّمه".
وفي دراسة ميدانية حول تداعيات نشاط العقل، أجرى باحثون أمريكان فحوصات على نحو سبعمائة شخصٍ يبلغون من العمر ثمانين عامًا. وجاءتِ النتيجةُ كالتالي: كبارُ السنّ النُشطاء "ذهنًا"، معرضون بنسبة أقلّ كثيرًا للإصابة بمرض آلزهايمر، مقارنةً بأشخاص لم يمارسوا أيَّ نشاط فكريّ طوال أعمارهم. وإذن فقراءةُ كتابٍ أو جريدةٍ من وقتٍ إلى آخر، تحمي الإنسان من أمراض الشيخوخة الذهنية مثل الخَرَف والنسيان والتراجع العقليّ وفقدان المقدرة على التحكم في الوظائف الحيوية. وللوقوف على عادات القراءة ونسبها بين مختلف شعوب العالم، أجرت الأمم المتحدة بعض الأبحاث والإحصاءات التي أكدت، للأسف، أن معدَّلَ ما يقرأه المواطن العربيّ 1/4 صفحة في العام! بينما يقرأ المواطن الأمريكيّ 11 كتابًا في العام. ويقرأ المواطنُ البريطاني 8 كتب سنويًا. أما المواطن الإسرائيليّ فيقرأ أربعةَ كتبٍ "شهريًّا"، أي 48 كتابًا كلّ عام! (هل يذكّركم هذا الرقم بشيء حزين؟!)
كل عام و"الكتاب" في أيادي المصريين رفيقًا، وفي قلوبهم صديقا صدوقًا. وسعيدةٌ للغاية أن يصدر كتابي الجديد "السماءُ كلُّها لي"، عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، اليوم تحديدًا، عشية اليوم العالمي للكتاب، الذي أقول لكم فيه: تناولوا هذا الدواء، اقرأوا تصحّوا، اقرأوا لا تهرموا. “الدينُ لله، والوطن لمن يحبُّ الوطن.”
***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثكنة -رابعة- الإرهابية… لكي لا ننسى!
- شريهان ... فراشةُ البهجة ووهجُ الحياة
- المحبةُ المنثورةُ على وجه رمضان
- ماذا يقول المسيحيون عن رمضان؟
- ملكاتُ وملوكُ السَّلف الجميل ... يجوبون العالم!
- كمال الجنزوري …. وداعًا فارسَ البسطاء!
- هل أنتَ متسامحٌ دينيًّا؟ لستُ متسامحة!
- نوال السعداوي … عيناها في وهج الشمس
- هدايانا لأمهاتنا في عيد الأم… وهداياهن لنا!
- المصريون في وداع قداسة البابا شنودة
- مقتل سيدة السلام … والتطهُّر الأرسطي
- براءةُ أطفالنا … في رقبة من؟
- بيتٌ لا يعرفُ الحَزَن!
- الانفجارُ السكّاني … والضفدعُ المغلي
- في انتظار … كوكو!
- القليلُ كثيرٌ … في الطعام والعيال والفرح!
- ثروت عكاشة … أسطورةٌ مصريةٌ خالدة
- هل نستحقُّ كورونا وما يليها؟
- البرنيطة … أمّ شريطة صفراء!
- إلهام شاهين … فارسةُ دراما الرسالات


المزيد.....




- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - أعطني هذا الدواء!