أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاطمة ناعوت - ثروت عكاشة … أسطورةٌ مصريةٌ خالدة














المزيد.....

ثروت عكاشة … أسطورةٌ مصريةٌ خالدة


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6823 - 2021 / 2 / 24 - 12:58
المحور: سيرة ذاتية
    


Facebook: @NaootOfficial

لا يتصوّرُ المرءُ كيف كان يمكنُ أن يكونَ الوجهُ الثقافيّ والفنيّ الراهنُ في مصرَ لولا هذا الرجل! نحتفلُ هذا العام بمئوية مصري عظيم منح لوطنه وجهًا حضاريًّا عصريًّا يليقُ باسمها العريق: مصر. كان الخالدُ الرائد د. ثروت عكاشة موسوعةً بشرية حيّة تسيرُ على قدمين. مثقّفٌ "جشتالتيّ" "Gestalt؛ بالمعنى الألماني للكلمة، كما وصفه شقيقُه العظيم د. أحمد عكاشة، بروفسور الطب النفسي، حيث إدراك الكليّات الشمولية، وعدم الوقوع في فخّ الجزئيات، بالإضافة إلى الاستبصار المستقبلي للواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي في مصر بعد إعلان الجمهورية الأولى إثر ثورة يوليو 1952، ما جعله يؤسّس مع أواخر خمسينيات القرن الماضي مجموعة هائلة من الصروح الثقافية والفنية المصرية، التي منحت مصرَ وجهَها المشرق العصري. من بين ما دشّن ذلك العظيمُ تجربةُ "الثقافة الجماهيرية"، التي غدت: "الهيئة العامة لقصور الثقافة"، والتي أفرخت مئات من بيوت وقصور الثقافة في جميع أنحاء مصر، ولعبت دورًا تاريخيًّا في نشر الثقافة والمعرفة في القرى والنجوع المصرية. أنشأ كذلك المجلس الأعلى للثقافة، وأكاديمية الفنون بما تضمُّ من معاهدَ متخصصة في: المسرح، الكونسرفتوار، الباليه، الموسيقى العربية، السينما، الفنون الشعبية، النقد الفني. وكذلك دشّن المجلس الأعلى للثقافة، والهيئة العامة للكتاب، ودار الكتب والوثائق القومية، وأوركسترا القاهرة السيمفوني، وفرق الموسيقى العربية، ومسرح العرائس، والسيرك القومي، ومسرح سيد درويش، عطفًا على مجموعة من المتاحف المصرية، وكذلك معجزة مصر اليومية: "الصوت والضوء". ويعود إليه الفضلُ في إنقاذ معبديْ فيلة وأبي سمبل وآثار النوبة؛ من الضياع أثناء بناء السد العالي؛ بعدما قام بحملات دولية موسعّة لاستحثاث المؤسسات العالمية الثقافية للمساهمة في الحفاظ على تلك الكنوز المصرية الخالدة. لهذا قالت عنه وزيرة الثقافة الفنانة د. إيناس عبد الدايم إنه "فارسُ الثقافة " التي يمثّل الوجه الجميل لمصر والعبقرية الاستثنائية التي أعادت صياغة وجدان المصريين، إذ أدرك أهمية الإبداع والتنوير في إحياء الحضارة المصرية المعاصرة.
افتتحت وزارةُ الثقافة المصرية سلسلة احتفالات بمئوية الأسطورة المصرية "ثروت عكاشة" أول أمس "بدولة الأوبرا المصرية" على موسيقى "ريتشارد ڤاجنر"، الذي عشقه ثروت عكاشة وألّف عنه كتابًا مهمًّا بعنوان: "مولعٌ بـ ڤاجنر". بقيادة المايسترو الكبير "أحمد الصعيدي" عزف "أوركسترا القاهرة السيمفوني" مجموعةً منتقاه من خوالد ڤاجنر، من بينها المقطوعةُ المحفورة في ذاكرة كلِّ عشّاق العالم الذين توّجوا عشقَهم بالزواج: "مارش الزفاف”.
وبالحق كان "ثروت عكاشة" مثقفًا موسوعيًّا من حيث الدراسة والملكات الشخصية. فقد حصل على بكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية الحربية، ثم ماچستير الصحافة ودكتوراه في الآداب من جامعة السوربون. وعمل ملحقًا عسكريًّا للسفارة المصرية في باريس وبون ومدريد، وسفيرًا لمصر في روما، وخاض حرب فلسطين عام 1948، وكان أول وزير ثقافة مصري عام 1958، ثم مساعدًا لرئيس الجمهورية للشؤون الثقافية، وأستاذًا زائرًا بعدد من جامعات العالم، وزميلا بالأكاديمية الملكية البريطانية، وحصل على الميدالية الذهبية من اليونسكو لجهوده المشهودة في إنقاذ آثار مصر، وغيرها من الجوائز العالمية والمحلية العديدة. وبالإضافة لملكاته العسكرية والأدبية اللافتة، كان له باعٌ في العمارة والفنون؛ فألّف موسوعات: “تاريخ الفن: العيُن تسمعُ والأذنُ ترى"، “الفن المصري القديم”، “الإغريق بين الأسطورة والإبداع”، "الفن البيزنطي"، “الفن العراقي”، “الفن الفارسي”، "فنون العصور الوسطى"، "فنون عصر النهضة"، وغيرها من أمهات الكتب تلك التي تحكي تطور العمارة والفنون من سكّان الكهوف مرورًا بالعصور الوسطى، والفن الإسلامي، وحتى عصر الرينيسانس الأوروبي وصولاً إلى فنون القرن الثامن عشر. وكان له في مجال اللغات والترجمات إسهاماتٌ جذرية كوّنت معيننا الثقافي. فبفضل ترجماته المدهشة تعرفنا على إبداعات "جبران" و"أوفيد" و"ثورن سميث"، و"هنري لنك"، وغيرهم من أدباء ومفكري العالم.
شكرًا وزارة الثقافة وشكرًا لرئيس دار الأوبرا الفنان د. "مجدي صابر" على هذا الافتتاح الباذخ، وتلك الليلة الساحرة بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية. ونعدُ أنفسَنا بشهور ثرية قادمة تمتد خلالها الاحتفالاتُُ بمئوية عظيم مصر "ثروت عكاشة" حتى نهاية 2021 في مكتبة الإسكندرية والمجلس الأعلى للثقافة والمركز القومي للترجمة. شكرًا للكلمات الفاتنة التي قالها كلٌّ من د. مصطفى الفقي ود. أحمد عكاشة ود. إيناس عبدالدايم، عن أسطورة مصر: ثروت عكاشة، الذي لولا ما أسّس من صروح ثقافية وفنية هائلة في مصر منذ خمسينيات القرن الماضي، لما كان لمصر هذا الوجه المشرق ثقافيًّا وفكريًّا وفنيًّا وأثريًّا. شكرًا يا مصرُ لأنك تنجبين عباقرةً خالدين. وأشعرُ الآن بالخجل من كلماتي القليلة في حقّ مَن يستحق مجلداتٍ ضخمةً؛ لن توفيه حقّه. “الدينُ لله والوطن لبُناة وجه الوطن.”
***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نستحقُّ كورونا وما يليها؟
- البرنيطة … أمّ شريطة صفراء!
- إلهام شاهين … فارسةُ دراما الرسالات
- الإنسانيةُ بوابةُ النهوض والحضارة
- صخرةُ محمود أمين العالم
- ماذا علّمتني سيدةُ: الباقياتُ الصالحات؟
- بيكار … مايسترو صناعة النور
- ضحكات المصريين ... في زمن الكورونا
- قلقاسُ الغطاس … في بيت ميرنا ذكري
- هديةٌ السيدةِ التي لم أرها!
- بوابـةُ العَدَم
- -الكريسماس- على الطريقة الإنسانية
- وحيد حامد … رجلٌ لهذا الزمان
- الوعي بالحياة … الوعي بالموت
- لا يرون … لكن اللهَ يرى!
- ميري كريسماس … يا مصر
- الجميلةُ … كلّ عامٍ وأنت جميلة!
- عصفٌ ذهنيٌّ عن أمراض الكبد في الجلالة
- باقي صدقة … الذي مصرُ تعيشُ فيه
- عمّ نجيب … لقاءٌ أولُ .. لقاءٌ أخير


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاطمة ناعوت - ثروت عكاشة … أسطورةٌ مصريةٌ خالدة