أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - وحيد حامد … رجلٌ لهذا الزمان














المزيد.....

وحيد حامد … رجلٌ لهذا الزمان


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6784 - 2021 / 1 / 10 - 11:11
المحور: حقوق الانسان
    


Facebook: @NaootOfficial

مع بداية هذا العام 2021، سقطتْ ورقةٌ خضراءُ هائلةٌ من شجرة عظماء هذا الوطن العظيم. فقدت مصرُ عزيزًا من شرفائها الذين يضِنُّ بهم الزمانُ؛ فلا يتكررون إلا بعد حقبٍ وحقب. في نهاية لقائنا الأول مع الرئيس "عبد الفتاح السيسي" عام 2014 ضمن وفد المفكرين والأدباء، أوصى الرئيسُ بضرورة عودة الفنّ المصري إلى مساره الطبيعي بعد عام الإخوان الأسود؛ لأن الدراما والسينما المصرية هي المؤثر الأساسي على وعي العالم العربي بأكمله. ثمّ شدَّ الرئيسُ على يدي "وحيد حامد" ونظر في عينيه قائلا: (أراهنُ عليك لتقدّم للناس فنًّا عظيمًا يربطهم بوطنهم ويرتقي بوعيهم الوطني والتنويري.) وكان الرئيسُ حكيمًا في تحميل الأمانة. فمَن مثلَ "وحيد حامد" قادرٌ على الإنصات إلى تاريخ المجتمع لاستقراء مستقبله، ثم تضفير التاريخ بالحاضر بالمستقبل في وشيجة فكرية درامية تنويرية فريدة، تجلّت في أعمال خالدة أثرت الشاشة العربية منذ ستينيات القرن الماضي وحتى اليوم؟
وكان مدهشًا للجميع ذلك الدَّويُّ المجتمعيُّ والشعبيُّ الهادر الذي خلّفه رحيلُ "الهرم الذهبي وحيد حامد". ففي عالم السينما والدراما والمسرح، عادةً ما يتوارى المؤلفُ عن أضواء النجومية ليحتلَّها الممثلون والممثلات. عمومُ الناس قلّما يعرفون اسمَ كاتب ذلك الفيلم أو تلك الدراما، ويُنسبُ العملُ في معظم الأحيان إلى نجوم العمل. فكيف عمّت الأحزانُ جنبات مصر والعالم العربي لرحيل هذا الخالد العظيم؟ وتزول الدهشةُ حين نتأملُ كيف التحمَ الكاتبُ الكبير بنبض الشارع المصري وأنصتَ إلى أوجاع الوطن وانحاز إلى الفقراء والمُهمّشين والمستضعفين. وحين سُئل في لقاء تليفزيونيّ: "بمَن يحتمي وحيد حامد ليكتبَ بتلك الجسارة محطّمًا حصونَ الفساد السياسي والفاشية الدينية؟" أجاب بكل عفوية وبساطة: “أحتمي بالناس. ليس أكثر أمنًا للكاتب من الارتماء في حضن البسطاء.” وكان صادقًا في فلسفته تلك، لهذا بكاه الناسُ بكل طبقات المجتمع من البسطاء والمثقفين والفنانين.
ومثلما انحاز الرجلُ للبسطاء، كان صخرةَ ذودٍ وسند للمبدعين والتنويريين. وعلّ من أدقّ ما قيل في وصف هذا الرجل، كلمةُ الموسيقية د. إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة: "كان خيرَ سند للمبدعين والمثقفين والفنانين، وصاحبَ مواقفَ تُكتب بحروف من نور في سجلات تاريخ الوطن، فهو الأستاذ والأب والمعلم.”
في مقالِه الجميل: "الذين يخافون الله ويحبون الوطن"، قال "وحيد حامد": “علينا أن نتحدث عن شرفاء هذا الوطن بإسهاب وحرارة ومصداقية. نعطيهم حقَّهم الطبيعيَّ ولا نكتفي بالقول الموجز بأن الشريف يكفيه الشرف، والقاعدة أن يكون الإنسانُ شريفًا، والاستثناء أن يكون غير ذلك. فمن حق الذين يقدمون العطاء الطيب أن يكونوا تحت الضوء. فهم القدوةُ الحسنة والحقيقية؛ والواجب أن نتحلى بأخلاقهم ونتأمل منهجهم في الحياة، ونفكر كيف كانت القناعة كنزهم الذي لا يغنى، وكيف أن الإيمان هو دافعهم إلى الإخلاص في العمل وطهارة اليد وطهارة العقل والروح.” وسوف أقتدي بفلسفته الجميلة وأشيدُ بأحد أغنى وأثرى وأجلّ شرفاء هذا الوطن، الذين خافوا الله وأحبوا الوطن، وأقول للراحل العظيم “وحيد حامد”: “نم ملء جفونك عن شواردِها، فقد أوفيتَ رسالتك كاملةً غير منقوصة، وساهمت بقوة في استنارة هذا الوطن وارتقاء وعيه. “الدينُ لله، والوطنُ لمن يُنيرُ الوطن.”
***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعي بالحياة … الوعي بالموت
- لا يرون … لكن اللهَ يرى!
- ميري كريسماس … يا مصر
- الجميلةُ … كلّ عامٍ وأنت جميلة!
- عصفٌ ذهنيٌّ عن أمراض الكبد في الجلالة
- باقي صدقة … الذي مصرُ تعيشُ فيه
- عمّ نجيب … لقاءٌ أولُ .. لقاءٌ أخير
- صندوق تحيا مصر … هاتريك!
- أوركسترا وطني بقيادة المايسترو عبد الفتاح السيسي
- واحد من المصريين
- الوصية … اعرفْ جيشَك
- الذبائحُ
- أضواء -سوهو- … نبوءةُ مصرَ للنور
- أولُ لصٍّ … أولُ مفتاحٍ ... في التاريخ
- فاروق الجوهري …. مايسترو الخطوط والألوان
- شمعةٌ مصرية ضد البغضاء
- في الهالوين … يكبر الأطفال ويحبّون العالم
- معجزةُ الأسمرات …. مدينةُ الأميرات
- جانا نهار وقدر يدفع مهرها … ثلاثةُ متاحفَ مصرية
- عيد ميلاد -دولة الأوبرا- المصرية


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - وحيد حامد … رجلٌ لهذا الزمان