قصيدة : في التضاد الحزين

مراد الحسناوي

الحوار المتمدن-العدد: 6926 - 2021 / 6 / 12 - 15:51
المحور: الادب والفن
    

قصيدة :  في التضاد الحزين
ما بين البكاء و البكاء
ما بين ملايين الإناث
و ألوف النساء
ما بين حرب تسلبني
و حرب تمزقني إلى أشلاء
تطلبين مني سلاما
تطلبين معاهدة إخاء
ما بين عيوني المطفئة
و صوتك الندي
و خذك الوضاء
تتراقص خيبات
و تتكوم آمال يابسة جوفاء
ما بين صبح يدغدغني
و جسد هده التعب في المساء
يأخذ الشوق مفرداتي
إلى أبعد نقطة من هذا الجفاء
لا علم لك بما يحدث
لشاعر مثلي
حين تحاصره التناهيد
و تغوص في قلبه الأشياء
لا علم لك بما يفعله بنا الشعر
حين يخرج من فمنا كالجمر
حين يفيض به الدمع
غيما في حلق السماء
لا علم لك بما يفعله الحب
حين يتسرب من بين كلماتنا
أسراب نوارس
يتقاذفها الموج في الهواء
لا علم لك ما يفعله بنا التمني
حين يكون الوصول مستحيل
و أرصفة القصائد ملئى
حناجرها بالصمت و الخواء
لا علم لك بما تصنعه بنا الكتابة
حين تتراكم في فمنا القبلات
و تتأجل المواعيد و العناقات
سائلة من أبجدياتنا
معصورة فوق راحة أكفنا الأنواء
لا علم لك بما يصنعه بنا
هذا الذبول الأخضر
داخل غرفة بيضاء
فارغة من كل وصف
بريئة من فوضوية الفضاء
لا علم لك بما تسببه الإستعارات
من حساسية بين الشاعر
و شعره
حين تشتد النشوة بين العوالم السبعة
و ثنائية الأثداء...
ما يفعله هذا الوقوف على حافة الأمس
فارغا حنينه فوق الحدقات
لامعة بعينيه حقائق الأشياء
         *      *     *
و ما بين القبول المؤقت
و وصايا الرفض
و وجوم الإباء
يكتب العشاق رسائلهم بالمطر
و يمسح المغتربون عن ذواتهم
لون الشتاء
و تنقر الطير فوق أكتافهم
بقايا السفر
ما بين قول المجانين
و حديث العقلاء
يستيقظ في العاشقين
وحش السهر
يلين قولهم حبا
و يستحدث في قلوبهم
هذا الشرر
ما بين حب يخفق بين الضلوع
و حنين يتربص في الأرجاء
يقع الليل فوق عاتق
الأكثر حبا
و يغتاله في خلوته قمر
ما بين بحور الشعر
و أفئدة الشعراء
دورة زمنية التكوين
تشبه حياة الشجر
رباعية الفصول
قديمة الأثر
و ما بين هذا و ذاك
تشيخ اللحظات
و تتثائب السماء
تغفوا الحلمات الوردية
في فم الأزاهير
في رحاب النهود البيضاء
بريئة من كل وصف
حاميها حمالة و خدر
كتفاحتين تأرجحتا من قمر
أو إغفائتين تثائب بينهما الفضاء.
                   مراد الحسناوي.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل