أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد الحسناوي - قصيدة : أمة القرود














المزيد.....

قصيدة : أمة القرود


مراد الحسناوي

الحوار المتمدن-العدد: 6804 - 2021 / 2 / 2 - 01:38
المحور: الادب والفن
    


في بلاد لا غربية ولا شرقية
في بلاد تسمى مجازا
بلاد الأمة الإسلامية
حيث يباع الله رخيصا
في المساجد التجارية
و يعيش الناس أقدارهم الملفقة
أقدارا حتمية
تحت نعل النخب السياسية
في بلاد تسمى مجازا
البلاد العربية
حيث يعيشون على حنين
الوحدة العربية
يعيش كسالى نائمون
يبكون مع موسى
يقبلون يد فرعون
يذرفون الدموع
يبكون بلا عيون
و يطلبون...بشفاه عليها أقفال
يطلبون... حياة تنضح أيامها
بين الخبز و الشاي و الزيتون
في بلاد تسمى مجازا
بلاد الأمة الإسلامية
حيث الحمير أسياد السباقات
الطويلة...
و الخيل عند مرابطها
ترعى ذلا أيامها الجميلة
و زمر الناس تحتكم
إلى البخور
و أعراف القبيلة
هناك... يشتعل الشوك
في الحدائق العامة
بدل الورود العليلة
و يقدمون بدل فوح الزهور
لفح سيوف سليلة
و يقلبون بين أكفهم
أيام حياة ذليلة
في بلاد تسمى مجازا
بلاد الأمة الإسلامية
تنام شعوب تحت تواقيع
الصناديق الدولية
تأكل الفتات
تحت شروط البنوك الدولية
تشرب الماء
تحت شروط البنوك الدولية
تمارس الجنس
تحت شروط البنوك الدولية
تحيا في غسق
لا فجر بعده...
شعوب تحيا بلا هوية
في بلاد تسمى مجازا
بلاد الأمة الإسلامية
حيث الفتاوى تطفوا
و تغرق الكلمات
و تشيع ثقافة الموت
و تنحل الحياة
يلعق الناس جراحهم
سبع مرات
يمسحون دماء إخوانهم
عن لحاهم... سبع مرات
و يفركون بأظافرهم سائلهم
المنوي عن أثوابهم
سبع مرات...
و يتجشئون
بعد الكأس العاشر
من ماء الحياة
يتقيؤن و يستغفرون
ثم يقومون للصلاة
في بلاد تسمى مجازا
بلاد الأمة الإسلامية
أين الإنسان؟
لا يوجد إنسان
وحوش ينتظرون فتوى
آخرون يغتنمون الأرقام
مسوخ متحولون
يواجهون التطرف بالطغيان
الأشذاق ملغومة
الأشجار ملغومة
العصافير ملغومة
و الأغصان...
عشائر يتقاتلون
قبائل يتنافرون
يشعلون حروبا
يتقاتلون...
و إذا اتضح الدخان
رأيت جثثا شيوخا و نساء
و صبيان...
كله حتى لا يبقى فينا إنسان
في بلاد تسمى مجازا
بلاد الأمة الإسلامية
تعيش أمة مكتوب
على جبينها الموت و التعب
هذا و قد وجب
أن تحيا حياتها في الهرب
أن تساء كرامتها
كينونتها و لا تغضب
رجال يبكون ذلا
أطفال يكبرون جهلا
و نساء تغتصب
لا عتب... هذه قضايا
أكل عليها الدهر و شرب
لا شيء يحرك شيئا
في الجماهير الرعاع
إلا إذا خرج عليهم دجال
و أفتى و خطب
يحملون المعاويل و الهراوات
و البنادق...
جبينهم معرق
أشعله الغضب
و يعبسون و يكشرون
و يسبون و يبصقون
ثم يلوذون الهرب
في بلاد تسمى مجازا
بلاد العروبة و العرب
يجهر المخزن سلاحه
في وجه أول نقطة ضوء
تتسرب من قصيدة
و عند أول حرف يتجاوز
أسوار المدارس و الكراسات
و المحابر العتيدة
يعلنون الحرب
على النكت السياسية
و يسجنون و يغتالون
الأصوات الجديدة
فكيف لنا أن نكتب
للجيل الجديد قصيدة ؟
و مكبرات الصوت تحاصرنا
بقيئها أغان بليدة
و القناصون يتقفون
أثر كل قافية جديدة
و غربان التفاهة
تطير فوق أبياتنا
تنهش جيف يومياتنا
تنقر رؤوس استعاراتنا
و تطير شامتة بعيدة
في بلاد تسمى مجازا
.بلاد الأمة الإسلامية
               .مراد الحسناوي






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة بعنوان : رسالة حب عاجلة
- عقوبة الموت كإحراج فلسفي وديني:


المزيد.....




- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...
- محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا
- فيديو يوثق اعتداء على فنان سوري.. قصوا شعره وكتبوا على وجهه ...
- فيديو.. تفاصيل -انفجار- حفلة الفنان محمد رمضان
- جواسيس ولغة.. كيف تعيد إسرائيل بناء -الثقافة المخابراتية-؟


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد الحسناوي - قصيدة : أمة القرود