أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خالد محمد جوشن - من الذاكرة الشخصية














المزيد.....

من الذاكرة الشخصية


خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)


الحوار المتمدن-العدد: 6924 - 2021 / 6 / 10 - 03:46
المحور: سيرة ذاتية
    


نحن الان فى العام 1979 منذ اثنان واربعون عاما بالتمام والكمال ، كنت طالبا فى كلية الحقوق ، وسمعت عن سفر الطلبة فى اجازة الصيف ، قررت السفر مثلهم خلال الصيف الدراسى لتحسين احوالى المعيشية ومساعدة اسرتى .


لم يمانع ابى وهذه تحسب له ، وفعلا انهيت جواز سفرى وكان لمدة ستة اشهر فقط ( جواز سفر طلبة ) وذهبت وابى لمقابلة عمى فى القاهرة حيث سيجىء معنا الى المطار لتوصيلى ، فهذه هى تجربة السفر الاولى لى .


تحدث ابى مع عمى ليقابلنا ، فطلب منا الحضور الى منزله فى ميت عقبة خلف نادى الترسانة ، حيث انه مقيم حاليا عند زوجته الثانية الحاجة .


كنا نشاهد عمى هذا يحضر الينا فى بلدتنا الصغيرة رفقة زوجته الثانية هذه ، وكان يطلق عليه الحاجة ، كانت سيدة اعمال تقود سيارة فلوكس واجن ، وتنزل من وقت الى اخر بلدتنا الصغيرة رفقة عمى بسيارتهم المحملة بالهدايا الى اناس فى بلدتنا الصغيرة تربطهم معا علاقات عمل .

كانت شخصية الحاجة ومظهرها لا يمت بصلة الى عالم النساء فى بلدتنا ، ولا يفهم من هذا ان نساء بلدتنا كن منغلقات ، اطلاقا ، ولكن لم يكن نساء اعمال .


سافرنا الى القاهرة انا وابى ووصلنا منطقة ميت عقبة ، نزلنا من الاتوبيس الى اقرب محطة لعنوان عمى ، ومضينا نكمل السير فى شوارع فاخرة بمحلات شيك ، تعج بالبضاعات المستورة ، فقد كانت سياسة الانفتاح السداح مداح و التى تبناها السادات فى اوجها .

ثم دلفنا من الشوارع الجميلة الى اخرى سيئة النظام والترتيب ، ومبان شبه متلاصقة ، وصلنا الى بيت عمى هناك وكان فى احد البيوت المكونة من عدة ادوار ، وصعدنا الى شقته فى الدور الثالث .


طرقنا الباب فتحت لنا صبية غاية فى الجمال لا يتجاوز سنها السابعة عشرة ، عيون زرقاء وشعر منسدل ، صورة طبق الاصل من الفنانة زبيدة ثروت .


رحبت الصبية بنا ، ودعتنا للدخول ، دلفنا الى الداخل وجلسنا فى الصالة والتى كان فيها اكثر من ثلاجة وعدة مراوح توشيبا مكتبية جميلة بها اضاءة وجميعها يعمل .كانت صيحة فى وقتها ، لدرجة انه كان يرمز للقادم من الخارج رسم صورته مصطحبا معه مروحة .

حضر عمى من الداخل وزوجته الحاجة مرحبين بنا ، وجلسنا جميعا وجاءت الصبية الجميلة ومعها شقيقتها اقل جمالا منها ،بادر عمى قائلا لبابا ، دول ولاد الحاجة من جوزها الاولانى ، بس اكثر من ولادى عندى .


انفتح الحديث بينهم وكنت عنهم لاه ، انتقل بناظرى متجولا بين الحاجة وعمى والصبيتين ، والمراوح التى تدور متهادية ذات اليمين واليسار ، منبهرا بهم جميعا .


اكملنا سهرتنا وتعشينا جبنة رومى وزيتون ، وشاى بحليب ، خلاف عشائنا التقليدى فول وطعمية و جبنة قريش وربما وجرجير .


قمنا فى الصباح وجهزت اوراقى وذهبنا الى المطار انا وبابا وعمى فى عربية الحاجة ، وجلسنا فى صالة المطار ريثما يجىء ميعاد الطائرة ، قمت اتفقد المكان وذهبت الى الحمام وعدت اليهم بعد قليل .


ذهب عمى بعد فترة قصيرة الى الحمام وعاد وجلس ، قائلا لى فين جواز سفرك ؟


طفقت ابحث عن الجواز فى سلقط فى ملقط ، ولم اجده ، فاخرج عمى الجواز من جيبه وقال جوازك اهو يا أهبل، لقيته واقع على الارض منك وانا رايح الحمام .


واردف عمى موجها كلامه لابى ، هو ازاى هيسافر بره اذا كان وهو لسه فى مصر ، جواز السفر ضاع منه .


كنت فى موقف لا يحسد عليه ، ولكنى اكدت لابى اننى سوف اكون حريصا على اوارقى ولن تضيع منى ابدا ، وجاء ميعاد الطائرة وغادرت متجها الى العراق الشقيق .


وامضيت فى العراق اشهرا عدة متنقلا من عمل الى اخر ، ان انتهت الفترة المسموح لى للبقاء فيها ولاستئناف الدراسة فى مصر . وهكذا بدأت اعد للعودة الى مصر .


وقبل يوم السفر ذهبت الى السوق لشراء بعض الاغراض والهدايا وشيئا اكله ، وكانت معى عدة اكياس ، وكنت اتمنطق بحافظة بجراب يعلق فى الحزام تحوى اوراقى واموالى التى جمعتها ، وجواز سفرى .


وقفت فى شارع هادىء لترتيب الاكياس ، ومعرفة ماذا صرفت فى الاسواق ، ومعرفة الباقى معى وهى عادة سيئة لا زالت مواظبا عليها .


وضعت الاكياس على الارض واخرجت الحافظة وبدأت ارتب ما فيها واطمئن على اوراقى واموالى وجواز السفر ووضعتها فيما يشبة كوة كانت موجودة بجدار المنزل الذى كنت اقف بجواره، وانتهيت من ترتيب باقى الاكياس ووضع بعضها فى بعضها الاخر .
ذهبت الى الفندق الذى كنت اقيم فيه وكان على مسير ربع الساعة سيرا على الاقدام .


وضعت الاكياس على الطاولة فى غرفتى وفتحت اكياس الطعام وبدأت اتناوله بنهم شديد ، وانا افكر فى الترتيب القادم للسفر .


وفجاءة تذكرت حافظة اوراقى وجوازى واموالى ، وقمت ابحث عنها فى كل مكان ، يانهار اسود .... ده انا نسيتها فى كوة الجدار ، نزلت كالمجنون اسابق الخطى ، الى حيث كنت اقف ونظرت فى الكوة ووجدت الحافظة كما هى لم تمسها يد بشر ، اخذتها وعدت وانا لا اصدق نفسى اننى وجدتها .


وفى طريقى للفندق تذكرت عمى وقولته الملعونة عنى ، هو هيسافر بره ازاى ، اذا كان وهو لسه فى مصر جواز السفر ضاع منه .


هل ما حدث معى من ضياع الجواز للمرة الثانية صدفة ؟

وهل ستر الله معى للمرة الثانية صدفة ايضا ؟

لا اعتقد.



#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللص الخائف
- القاضى الباكى
- التحليل السياسى الحديث- روبرت دال - الفصل الثانى -3
- حكاية شمس الدين
- حلم وواقع
- التحليل السياسى الحديث- روبرت دال -2
- التحليل السياسى الحديث- روبرت دال 1
- وانت ميت ولا عايش
- النسيان
- الرابع العاشر من ابريل
- قيس سعيد ولغته العربية
- نوال السعداوى
- الانجذاب
- مشاعر حيادية
- فتاة الاحلام
- ودارت الايام
- روعة الجنس
- القتل خارج القانون
- تعاليلى يا بطة
- امى


المزيد.....




- ساندرز لـCNN: محاسبة الحكومة الإسرائيلية على أفعالها في غزة ...
- الخطوط الجوية التركية تستأنف رحلاتها إلى أفغانستان
- استهداف 3 مواقع عسكرية ومبنى يستخدمه الجنود-.. -حزب الله- ين ...
- سموتريتش مخاطبا نتنياهو: -إلغاء العملية في رفح وقبول الصفقة ...
- تقرير: 30 جنديا إسرائيليا يرفضون الاستعداد لعملية اجتياح رفح ...
- البيت الأبيض: بايدن يجدد لنتنياهو موقفه من عملية رفح
- عيد ميلاد الأميرة رجوة الحسين يثير تفاعلا كبيرا..كيف هنأها و ...
- شولتس.. وجوب الابتعاد عن مواجهة مع روسيا
- مقترحات فرنسية لوقف التصعيد جنوب لبنان
- الأسد: تعزيز العمل العربي المشترك ضروري


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خالد محمد جوشن - من الذاكرة الشخصية