أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مفيد عيسى أحمد - ماذا يريدون من الحرب















المزيد.....

ماذا يريدون من الحرب


مفيد عيسى أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1635 - 2006 / 8 / 7 - 05:26
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يعرف كلاوفيتز الحرب أنها ( توظيف العنف لإرغام العدو على تحقيق مرادنا ) ، يحدث هذا التوظيف حين وصول دبلوماسية التحاور التقليدية إلى طريق مسدود و بالتالي هي لا تخرج عن سياق العمل السياسي بما تبنى عليه و بما تتمخض عنه، و هو هنا يحدد الوسائل التي تستمر بها العملية السياسية و التي ترد في التعريف الكلاسيكي للحرب بأنها ( استمرار للسياسة بوسائل أخرى ) و الوسائل هنا لها سمة محددة وهي العنف.
إذاً العنف هو عماد أي حرب بكل درجاته، لم يتطرق كلاوفيتز للإفراط في العنف و هو مصطلح مستجد اخترعته الدبلوماسية الغربية ليلائم الممارسات و الحروب الأمريكية و الاسرائيلية، ولكن يبقى هذا الافراط من وسائل الحرب الدموية التي تنحرف عن استراتيجية الارغام و أهدافها المعلنة، بالرغبة الدفينة و المتوارثة بالتدمير و إلغاء الآخر.
المتأمل للواقع السياسي في المنطقة مؤخراً و بمجمل معطياته كان يدل على أنه لا بد لحرب أن تندلع، رتابة العمليات الدبلوماسية و قصورها عن تحقيق أهدافها عند كل الأطراف حتم استمرارها و لوكما قال العروي (بالمذكرات أو تتكلم بأفواه المدافع ) .
في لبنان وصل الخطاب السياسي إلى شفى التوقف و علينا أن نعترف بذلك ، كان من المؤكد رفض حزب الله المطلق التخلي عن سلاحه و من الواضح أيضاً إصرار الحكومة اللبنانية ( السنيورة و أقطاب / 14 شباط / على نزع هذا السلاح ) و هذا الموقف استمر حتى بعد اندلاع الحرب و هو ما جهر به الرئيس السنيورة في مناسبات عدة. و هذا المطلب ما زال مستمراً و على الأرجح و سيبقى كذلك بعد توقف العدوان الاسرائيلي.
إن استمرار الخطاب السياسي اللبناني المتشنج ولو بشكل موارب وصل بالداخل اللبناني إلى درجة من التوتر، غير صحيح ما كان يشاع أن الحوار خفف منها، لا بل كما ساهم الحوار في تقريب وجهات النظر في بعض المسائل، ساهم في توضيح و تعرية الخلاف و التباين في نقاط أخرى و هي أهم النقاط و أكثرها حساسية( سلاح حزب الله – علاقة لبنان بسورية – طابع لبنان و علاقته بالقوى الدولية ) . هذا التشنج كان آخذاً بالتصاعد و ربما كان سيصل إلى درجة الصدام، قد تكون الحرب المندلعة الآن بديلاً لهذا الصدام و هو بديل مدمر، لكنه ببعد وطني مختلف .
ربما تحل هذه الحرب عقدة سلاح حزب الله بأي شكل كان و هو ما ترجوه قوى لبنانية عديدة من حزب الله حيث أكدت هذه المعركة لزوم سلاحه ووظيفته و قوة أدائه الذي قصر عنه أي جيش نظام عربي، و بالتالي بدت مسوغاته السابقة معقولة و صحيحة .
بالمقابل هذه الحرب تريح قوى / 14 / شباط التي عجزت عن حل هذه النقطة ، لتلقي بالأمر الآن إلى قوى إقليمية و ربما دولية. وهي في حالت نجحت في ذلك يكون الأمر قد تم و في حال فشلت يكون لقوى / 14 شباط / و للحكومة اللبنانية العذر.
على الصعيد الأقليمي بدت الحرب فرصة سانحة لإسرائيل حيث استنفذت فرص إكمال تطبيق القرار / 1559 / و تجريد حزب الله من سلاحه بشكل دبلوماسي ، لذلك عمدت إلى طرح هذا الهدف من اللحظة الأولى لبدء المعارك لكنها ما لبثت أن خفضت طلبها إلى تجريده من قوته الصاروخية فقط .
و هي رغم المباركة الدولية و التواطؤ الأقليمي بدت قاصرة إلى الآن عن تحقيق ما جنحت إليه ما ساهم في حرفها عن ذلك، صمود حزب الله عسكرياً و سياسياً و تماسك الجبهة الداخلية على أساس الواقع المستجد في الداخل اللبناني و اتفاق كل القوى السياسية على الابتعاد عن التشنج و التراشق و الاتهامات و التوحد في مواجهة ظروف العدوان و هو ما عبر عنه الشيخ بطرس حرب بشكل عقلاني عندما قال ( أنا مع أي لبناني في مواجهة العدو إسرائيل ظالماً أو مظلوماً ) طبعاً لا يوجد من هو ظالم لإسرائيل لأنها بكل الأحوال قوة إحتلال و هذا ما يجردها من الحكم القيمي للعرف الأخلاقي. لا ندري ما هو موقف الحكيم ( سمير جعجع ) إن كان ما يزال يسقط صفة العدو عن إسرائيل، ليقذفها شرقاً.
لقد فات الأسرئيليون الانتباه إلى الظروف الموضوعية التي حكمت الواقع اللبناني في الاجتياحات السابقة حيث ساهم التشرزم الذي أحدثته الحر ب الأهلية في تفتت الجبهة الداخلية، بعكس الواقع الحالي، حيث لم تؤثر الخلافات السياسية الداخلي في تماسك هذه الجبهة.
بالنسبة لسورية تبدو الحرب فرصة سانحة و ثمينة لفك العزلة المفروضة عليها من الولايات المتحدة و لاستعادة دورها الاقليمي و لو بشكل نسبي بعد أن حاولت أمريكا تقزيمه و اعتقدت أنها نجحت، لكن يبدو ذلك غير مجدياً و لو استمر لفترة زمنية، فسورية دولة أساسية في المنطقة من عمق التاريخ و لا يمكن محو ذلك وفق رغبة أحد.
بالفعل بدأ التحرك باتجاه سورية و لو بشكل بطيء أو غير معلن من قبل الاتحاد الأوربي ممثلاً بموراتينوس و بوزير الخارجية الالماني و كما أسلفنا هناك اتصالات أخرى تدور بشكل غير معلن .
أثبتت إيران من خلال هذه الحرب أن تملك أسلحة بمستوى جيد جداً و أن تهديداتها السابقة لم تكن مجرد حماسة كلامية، إيران بالتأكيد قوة إقليمية موجودة و قادمة أي قوية و صائرة إلى الأقوى، لا يمكن لأحد أن ينكر قوة إيران و حضورها و لا يمكن حتى لو خسر حزب الله لن تجتث أرومته و بالتالي هو باق و سيظل امتداد أيديولوجي لإيران و سورية.
بما يخص الولايات المتحدة، هذه الحرب ضرورية لها لعدة أسباب هي :
- التغطية على الفشل في العراق بافتعال بؤرة توتر جديدة تستغلها لفرض لمفاهيم و أيديولوجيا المحافظين الجدد، و الانتهاء من إعداد مشروع الشرق الأوسط الجديد.
- تغيير الوضع السياسي في لبنان بعد أن استعصى تغييره عن طريق القوى الحليفة لأمريكا .
- قطع ما تعتبره زراع إيران و سورية بافتعالها مواجهة مسبقة في وقت وجدته مناسباً.
لذا بدت الولايات المتحدة جادة ووقحة في إطالة أمد الحرب أطول فترة ممكنة.
المملكة الأردنية أقحمتها الولايات المتحدة ،و اصطنعت لها دوراً في الوضع اللبناني وهو دور هش و غير ذي فعالية و من الواضح أنها أسند إليها لتأكيد إضعاف الدور السوري.
ليس ما هو مستجد في دور مصر من ناحية الجوهر فما زال دورها متعقلاً ( كما تدعي ) و سلبياً و جامداً و سابتاً ( كأبي الهول )، أما المملكة العربية السعودية فقد استبدلت نظرية المؤامرة بنظرية المغامرة، و هي تستعيد أجواء سادت قبل سبعمائة عام، بتكفير الفرق الاسلامية أو عدمه.
الحرب بالنسبة للسعودية و مصر و الأردن وسيلة لتقليص النفوذ الإيراني المتنامي و الذي تخشاه بعد تصنيفه تصنيفاً غريباً يلائم الطرح الطائفي و الذي تبنته مع الأسف هذه الأنظمة بعد طرحه في خضم نظرية الهلال الشيعي على لسان الملك عبد الله في البدء .
هل من الممكن أن تتجه الحكومات هذا الاتجاه ..؟ لم لا.. أليس هذا الطرح هو الأساس لمشروع الشرق الأوسط الجديد؟
ثمة أمر مهم تدركه إسرائيل و يدركه حزب الله و إيران و الولايات المتحدة الأمريكية و سوريا وربما... مصر لكنها لا تجاهر به.
ليس هناك تعقل و ليس هناك كلام و دبلوماسية في واقع سياسي كهذا ..ليس هناك عقل و سياسة بدون مدافع.



#مفيد_عيسى_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعقل إلى حد الطائفية
- إعلان ( بيروت – دمشق ) عنوان باتجاهين و خطاب باتجاه واحد
- أحلام الرجال تضيق
- بالتأكيد ما رح تظبط
- الوردة ..وجه ريم
- أبو ليلى
- لبنان ترويكا السياسة ..ترويكا الموت
- تلفزيون المستقبل .الحقيقة.و إعلام لا تقربوا الصلاة
- عبد الحليم خدام ...من العار أن تعضوا أيها الرفاق
- الوطنية و المواطنة
- كل هذا وليد جنبلاط
- كل هذا .....وليد جنبلاط
- سياسة الضحك
- مطار عكرمة الجديدة
- يلزمنا كوادر للإصلاح ....شرفاء و خبراء ....فمن يبيع؟
- ماركيز وميليس رداً على عباس بيضون
- حركة راقصة أخيرة
- حاسر الرأس 4×4
- أكتوبر المصري .. و تشرين السوري .... العراقيون يبنون بلدهم و ...
- عبقرية الجمع بين محمود درويش و......نانسي عجرم


المزيد.....




- رصدته كاميرا بث مباشر.. مراهق يهاجم أسقفًا وكاهنًا ويطعنهما ...
- زلة لسان جديدة.. بايدن يشيد بدعم دولة لأوكرانيا رغم تفككها م ...
- كيف تتوقع أمريكا حجم رد إسرائيل على الهجوم الإيراني؟.. مصدرا ...
- أمطار غزيرة في دبي تغرق شوارعها وتعطل حركة المرور (فيديو)
- شاهد: انقلاب قارب في الهند يتسبب بمقتل 9 أشخاص
- بوليتيكو: المستشار الألماني شولتس وبخ بوريل لانتقاده إسرائيل ...
- بريجيت ماكرون تلجأ للقضاء لملاحقة مروجي شائعات ولادتها ذكرا ...
- مليار دولار وأكثر... تكلفة صد إسرائيل للهجوم الإيراني
- ألمانيا تسعى لتشديد العقوبات الأوروبية على طهران
- اكتشاف أضخم ثقب أسود في مجرة درب التبانة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مفيد عيسى أحمد - ماذا يريدون من الحرب