أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مفيد عيسى أحمد - أحلام الرجال تضيق














المزيد.....

أحلام الرجال تضيق


مفيد عيسى أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1536 - 2006 / 4 / 30 - 09:59
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


رغم أن السياسة لا تقوم على الأحلام بل هي في أبسط تعريف لها ( فن الممكن ) أي أنها تتعامل مع الواقع و تنطلق منه لتؤثر فيه(علينا أن ننتبه لكلمة فن الذي يحتاج لشيء من الحلم ) إلا أن الصحافي الكبير محمد حسنين هيكل أصاب حين رد على سؤال وجه له على قناة الجزيرة عن الوضع في مصر جواباً ذي دلالة ببيت شعر مفاده أن البلاد لا تضيق بل أحلام الرجال .
منذ رأيت المقابلة التي أجرتها قناة العربية ضمن إطار برنامج بالعربي للصحافية جيزيل خوري، مع الرئيس المصري حسني مبارك و أن أبحث عما يمكنني به توصيف البرنامج السياسي للرئيس مبارك الذي بينه في تلك المقابلة، حقيقة ً الرئيس مبارك لم يبين برنامجه السياسي فقط و لكنه قدم توصيفاً مسهباً لسياسة مصر في الأعوام السابقة و هي سياسة يمكن أن ندعوها سياسة الحيط .. الحيط و ياربي السترة .
هذا ما كنت أفكر فيه و لكني كنت أبحث عن مصطلح بديل عن ذلك المثل الشعبي الذي يصف بدقة السياسة المصرية كما قدمها الرئيس مبارك و كما هي واقعة ، ليأتي الأستاذ هيكل و يصف الأمور بشكل أعمق و أدق باستشهاده بذلك البيت من الشعر .
إنها سياسة الركود كما نفهمها من حديث مبارك، و من أداء السياسة المصرية، سياسة الحفاظ على الوضع كما هو، وفق التطلعات الضيقة ، السياسة التوفيقية التسويغية و سياسة لعب دور ابن الحلال الذي يحاول أن يبقي على علاقة ودية مع الجميع بغض النظر عن تطابق مصالحه و مبادئه مع الأطراف. حتى لو ركله أحدهم..لا بأس.
سياسة مصر تبدو باهتة تسير بخط بياني بنتوءات يفرضها الوضع الداخلي أحياناً و الظرف الدولية أحياناً أخرى دون النزوع إلى أن تكون مؤثرة و تأخذ بزمام الفعل، مصر تلعب دوراً بين اسرائيل و الفلسطينيين، كما صرح مبارك ، ما أهمية هذا الدور و ما تأثيره، و هل دور مستقل أم تفرضه قوى أخرى، ثم تهتم مصر و بالتحديد الرئيس مبارك بتقديم النصح، ينصح الرئيس السوري بعد التدخل بالوضع اللبناني، وكأن لبنان في بلاد الواق واق و كأنها كيان سياسي سيد مستقل ( فعلاً..) كما يحب السيد السنيورة أن يردد هو و قوى / 14 / آذار، هذا ليس تبريراً و لا دعوة للتدخل لكنه كمن ينصح المحاصر بالنار بالابتعاد عنها و هذا ما كان عليه حال سوريا، ينصح و ينصح ....و النصيحة بجمل، لنكتشف أن لسياسته طابع آخر هو النصح ، سياسة النصح .
و يكمل مبارك ما بدأه الملك عبد الله بن الحسين ( من شبه أباه فما ظلم )، و ينبه إلى الخطر الشيعي متهماً الشيعة بالولاء لإيران مشككاً بوطنيتهم، و لكن هل للرئيس مبارك أن يخبرنا بالمبادرات التي اتخذتها مصر بشكل جدي للتعامل مع الوضع العراقي و بالتالي لكي يكون لها هي و الدول العربية الأخرى تأثير يعترف به، عدا المبادرات الكلامية طبعاً، فالسياسة العربية التي تتسم بالقصور و تدور في إطار رد الفعل، و التقاعس، هي ما دفع القوى العظمى للإعتراف بدور إيران في العراق، رغم علاقاتها المتوترة مع هذه الدولة، و هو ما عجزت عنه الدول العربية مجتمعةً و على رأسها مصر رغم وضعها الجيو بولكتيكي و الديموغرافي.
هل نستطيع نعت السنة جميعهم بالإرهاب و اللاوطنية بسبب الطابع السني للجماعات الارهابية الاسلامية، و هي جماعات تدعو إلى دولة إسلامية و خلافة جديدة تنافي الانتماء الوطني، و هو أمر يدركه مبارك جيداً بما سندعو هؤلاء..؟ وطنيين.... كان على الرئيس مبارك أن يدرك بحنكته و خبرته السياسية و ربما ( يدرك ذلك ) و لا يجهر به أن ممارسات العنف في العراق من قبل بعض الجماعات و اليأس و الخذلان الذي أصاب الشعب العراقي من الدول العربية هو ما دفعهم للميل عن العرب. و عن الوطنية و ذلك بطروحات جديدة.
أغلب أقطاب المقاومة لا يسمون أنفسهم المقاومة الوطنية بل الاسلامية و هو مفهوم أوسع بالولاء حتى من مصر و السعودية و إيران و إلا ما الذي دفع الأفغان العرب ( للجهاد في أفغانستان ) و إسرائيل تحتل و تحتقر أقدس المقدسات، ثمة إشكالية في هذا الموضوع يجب تناولها بعقلانية و تحليل منطقي و ليس بمنظور طائفي لملك هاشمي و لرئيس دولة عربية كبيرة. لم يتحدث أحد عن الامتداد السني و المجاهدون موجودون في أفغانستان و البوسنة و تشاد و...أمريكا و لندن ...
يقارب خطاب مبارك بشكل أو بآخر تلك الاشادة التي أطلقها مرةً رجل دين سعودي بالجهاد الذي يقوم به المسلمون معدداً الجماعات التي يعتبرها مجاهدة مستبعداً الأصوليين و حزب الله رغم أن تحرير الجنوب لم يكن مضى عليه سنة.
لا ندري إن الرئيس مبارك و الملك الهاشمي يعتبرون ( أصر على الجمع لأنهما شخصيتان اعتباريتان... ) حركة حماس شيعية و إلا لم تهربوا من استقبال وزير الخارجية الفلسطيني، و دعى أولمرت لزيارته ( لا بأس هو ليس شيعياً ) في حين عقدت إيران على أرضها مؤتمراً لدعم الشعب الفلسطيني في الوقت الذي يعيد هو وغيره إمرار النصل على الجرح الفلسطيني، و يقدم النصح.
على الصعيد الداخلي الرئيس مبارك لا يريدها وراثة و قد صرح بذلك مرات عدة و لكن ألا يقاسمه ابنه السلطة ، داخلياً على الأقل، ألا يؤثر في تشكيل الحكومة و في التعيينات، طبعاً سيقول ما يقول ، هل سيصرح أن ابنه سيخلفه. كيف وصل السيد جمال مبارك إلى منصبه الحزبي ..؟
أبو الغيط لم يستقبل الزهار، ليس لديه وقت ، لو أتى هر من واشنطن فأبو الغيط سيسهر أياماً و كنا نتمنى أن يحدث ذلك قبل مقابلة الرئيس مبارك و أن تسأله السيدة جيزيل عن ذلك ..؟
لا داعي ، نستطيع توقع الجواب ..
ثمة من ينام و يحلم ليستيقظ بعدها و هناك من ينام و لا يجرؤ على الحلم، علينا ألا نغفل أن للفظة الحلم معنى آخر هو عمق التعقل و الروية و ليس الخنوع .
سبق للأديب اللبناني جورج شحادة أن قال ( نحلم أو نموت ) و هي مقولة تعني الكثير و العميق في كل مناحي الحياة، حتى الموت يحتاج لحلم على رأي نيتشة ( غالباً ما نحلم عندما نفكر بالموت ) .
صدق هيكل و كان رده بليغاً حين استشهد ببيت الشعر ( قالوا إن البلاد تضيق بأهلها فقلت أحلام الرجال تضيق )
ضاقت صدورنا .



#مفيد_عيسى_أحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالتأكيد ما رح تظبط
- الوردة ..وجه ريم
- أبو ليلى
- لبنان ترويكا السياسة ..ترويكا الموت
- تلفزيون المستقبل .الحقيقة.و إعلام لا تقربوا الصلاة
- عبد الحليم خدام ...من العار أن تعضوا أيها الرفاق
- الوطنية و المواطنة
- كل هذا وليد جنبلاط
- كل هذا .....وليد جنبلاط
- سياسة الضحك
- مطار عكرمة الجديدة
- يلزمنا كوادر للإصلاح ....شرفاء و خبراء ....فمن يبيع؟
- ماركيز وميليس رداً على عباس بيضون
- حركة راقصة أخيرة
- حاسر الرأس 4×4
- أكتوبر المصري .. و تشرين السوري .... العراقيون يبنون بلدهم و ...
- عبقرية الجمع بين محمود درويش و......نانسي عجرم
- فيلم أمريكي طويل ...العرض مستمر ...لبنان جديد ..كنتاكي ....م ...
- ثلاثة نداءات و ثصبح نجمة
- اخلعوا رؤوسكم تنامون بهدوء


المزيد.....




- أحدث كتلة لهب هائلة أضاءت الليل.. شاهد لحظة انفجار صاروخ -سب ...
- -مأساة أمريكية“.. بروس سبرينغستين غير منسجم مع الوضع السياسي ...
- مصمم الأزياء رامي العلي: هذه القطعة يجب أن تكون في خزانة كل ...
- وزنه يفوق طنين ومداه يصل إلى 2000 كلم: ما هو صاروخ -سجّيل- ا ...
- مسؤول إيراني يرد بقوة على ترامب: لا أحد يستطيع تهديد طهران و ...
- الحكومة الإيرانية تعلق صور القادة العسكريين القتلى إثر الهجم ...
- بلاغ للنائب العام: وفاة سبعة محتجزين بقسم العمرانية في أقل م ...
- وسط صمت حكومي.. إسرائيل تفرض أمر واقع جديد في الجنوب السوري ...
- رئيس ديوان المستشارية يؤيد ميرتس ويؤكد دعم ألمانيا لإسرائيل ...
- محافظة دمشق ترد على ما يشاع حول الأعمال الإنشائية على سفح جب ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مفيد عيسى أحمد - أحلام الرجال تضيق