أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسناء الرشيد - (( روضة الحاج / في موسم المدّ ))















المزيد.....

(( روضة الحاج / في موسم المدّ ))


حسناء الرشيد

الحوار المتمدن-العدد: 6916 - 2021 / 6 / 2 - 01:13
المحور: الادب والفن
    


لا أدري بالضبط السبب الذي منعني من الكتابة عن الشاعرة روضة الحاج وعن هذه القصيدة تحديداً حتى هذه اللحظة رغم أنها من أكثر القصائد قرباً لقلبي وروحي كذلك ، بغضّ النظر عن بقية قصائد هذه الشاعرة المهمة ، ويبدو أن السبب الرئيسي وراء هذا الأمر هو شدة حبي لهذه القصيدة ، فبعض الأشياء قد نغفل الكلام عنها لحرصنا الشديد عليها ، أظنهُ نوع من الغيرة ، حب الامتلاك أو .. ، أنا لا أعلم السبب الحقيقي فعلاً لكنني أعترف بتقصيري الكبير في هذا الجانب فاغفروا لي غفلتي عن الكلام عن كل هذا الجمال الذي سأحاولُ الغوص في تفاصيله ما أمكنني ، وسأكتبُ بحبٍ كبير هذه المرة ، وهذا لا يعني أني لم أكن قد أحببتُ  ما كتبت عنه قبلاً من قصائد فكلكم تعلمون أني لا أكتب إلا عمّا أحب ، لكن الحب هذه المرة مختلف للغاية وسأحاول أن أوضح لكم الأمر بطريقة أبسط : ( قصيدة اليوم هو من نوع تلك القصائد التي حين تقرأ أبياتها أو تستمع لها تشعر بنوع من التوحد مع تلك الأبيات ، فتجد نفسك قد ذُهلت عمّا حولك ، تطرقُ برأسك نحو الأرض فأحد الأبيات قد جذبك عنده ولم تتمكن من أن تتمالك مشاعرك ، قد تنتصر عليك دموعك التي قاومتها طويلاً آخر الأمر ، وقد لا تفعل فتظلّ حبيسة صدرك وهذا ما قد يزيد في ألمك ، فهذه الأبيات يخفّ تأثيرها كثيراً حالما تنهمر الدموع ، لكنه لن ينتهي أبداً فتلك الأبيات سيتردد صداها في الأعماق من دون توقف وعلى مرّ الأيام ! ) وهذا ما حصل معي منذ المرة الأولى لقراءتي لهذه الأبيات التي يطغى عليها التأثير النسائي ، فنبرة الأنثى #العاشقة عالية التردد وواضحة التأثير على ملامح القصيدة وبين أبياتها المكتضة بعشق سيدةٍ ناضجة ، طال انتظارها لما لم يأتِ ، ويتضح هذا في عبارتها الأولى التي  تفتتح بها قصيدتها :

اليوم أوقنُ أنني لن أحتمل !!

ثم تشرع بالحديث عن آلامها دفعة واحدة ومن دون مقدمات حين تقول :

اليوم أوقن أن هذا القلبَ مثقوبٌ
ومجروحٌ ومهزومٌ
وأن الصبر كَلْ …

( وأن الصبر كلّ !!  يا للمرارة فعلاً )

ثم تستمر في حديثها المرّ :

وتلوحُ لجةُ حزني المقهورَ ..
تكشفُ سوقَها كلُّ الجراحِ وتستهلْ
هذا أوان البوح يا كل الجراح تبرجي
ودعي البكاء يجيب كيف وما وهل .. ؟

وماذا بعد كل هذا ؟ فلنمعن الغوص في تفاصيل تلك الجراحات :

زمنًا تجنبتُ التقاءك خيفةً ..
فأتيتَ في زمنِ الوجلْ !

وهي لم تقف عند هذا الحدّ من التوضيح ، ويبدو أنها كلما تكلمت أكثر عمّا حدث معها  ، كلما زادت رغبتها في الحديث ، ولها الحق في هذا فهي قد ذكرت بدايةً أنها لم تعد تحتمل :

خبأتُ نبضَ القلبِ
كم قاومتُ
كم كابرتُ
كم قررتُ
ثم نكصتُ عن عهدي .. أجلْ  !
( فكل الوعود بالنسيان والمكابرة تبوء بالفشل كالعادة ) !!

ومحاولات النسيان أيضاً ، تبوء بالفشل رغم كل ما فعلَت وستفعل  :

ومنعتُ وجهك في ربوع مدينتي ..
علقتهُ وكتبتُ محظوراً على كل المشارف ..
والموانئ .. والمطارات البعيدة كلها
لكنه رغمي أطلّ ..
في الدور لاح
وفى الوجوه
وفى الحضور ..
وفى الغياب وبين إيماض المقل ..
حاصرتني ..
بملامح الوجه الطفوليِّ .. الرجلْ !"
أجبرتني حتى اتخذتك معجمًا
فتحولت كلُّ القصائدِ غير قولك فجةً
لا تحتمل !!
( ويبدو أن تفاصيل  العالم كلها  لا تحتمل بدونه ) ..
وهي تعبر عن التماهي في ذاته العاشقة بأبلغ تعبير حين تقول :
صادرتني !!
حتى جعلتكَ معلماً
فبغيره لا أستدل !! ( ياااااا للحب ) !!

ورغم أنه ( كلهم ) كما تطلق عليه ، لكن يبدو أنهُ لم يلتفت لهذا الأمر وراح يبالغ في جرحها :
والآن يا كل الذين أحبهم
عمداً أراك تقودني
في القفر والطرق الخواء
وترصداً تغتالني ..
انظر لكفك ما جنت
وامسح على ثوبي الدماء
أنا كم أخاف عليك من لون الدماء ! ( وكم تحبه إذن  إن كانت تخاف عليه من لون دماءها هي ؟؟!! )

ثم تبدأ بالحديث عن أحزانها بتفصيل موجع ، حتى أن من يقرأ هذه الأبيات قد يتخيلها وهي تبكي بجزع بل تنتحب وهي تتكلم عمّا يحدث معها في غيابه :
لو كنت تعرفُ أنني
من أوجه الغادين والآتين
أسترق التبسم
استعيد توازني قسراً ..
أضمك حينما ألقاك في زمن البكاء
لو كنت تعرف أنني احتال للأحزان
أرجئها لديك
وأُسكت الأشجان حيث تجيء
أخنق عبرتي بيديّ
ما كلفتني هذا الشقاء !!
ولربما استحييتَ لو أدركت
كم أكبو على طول الطريق إليك
كم ألقى من الرهق المذلّ من العياء ..
ولربما .. ولربما .. ولربما ( ويبدو أن قلبها لا زال يضج بالكثير من الألم ولكن كيف السبيل للحديث عن كل شيء؟ )

وكي تكون أكثر إنصافاً ، تبدأ بالحديث عن أخطاءها هي ، لا أخطاءه هو فقط :

خطئي أنا
أني نسيتُ معالم الطرق التي
لا أنتهى فيها إليك
خطئي أنا
أني لك استنفرت
ما في القلب
ما في الروح منذ طفولتي
وجعلتها وقفاً عليك ..
خطئي أنا
أني على لا شيء قد وقّعتُ لك ..
فكتبتَ أنت طفولتي
ومعارفي .. وقصائدي
وجميع أيامي لديك !!

ثم تتوقف عن الحديث المتعب ، كي تعقد معه اتفاقاً رأت أنه ضرورياً لإنهاء كل شيء :

واليوم دعنا نتفق
أنا قد تعبتُ ..
ولم يعد في القلب ما يكفي الجراح
أنفقتُ كل الصبر عندك ..
والتجلد والتجمل والسماح
أنا ما تركتُ لمقبل الأيام شيئاً
إذ ظننتكَ آخر التطواف في الدنيا
فسرّحتُ المراكب كلها ..
وقصصتُ عن قلبي الجناح
أنا لم أعد أقوى
وموعدنا الذي قد كان راح !

وأبياتها هذه تدلّ على أنها كانت تبالغ في الثقة به لدرجة أنها تركت كل الأمور له ومن دون أن تضع أي احتمالات لخذلان قد يأتي منه  ، وهذا هو خطؤها بالضبط !!

ثم تقول له وقد أتعبها النشيج :

فاردُد إليّ بضاعتي ..
بغيَ انصرافك
لم يزل يُدمي جبين تكبري زيفاً
يجرعني المرارة والنواح .. !

ويبدو أن ( اتفاقاتها ) لم تنتهي عند هذا الحد ، ويبدو كذلك أنه لم يكن يستحق منها كل ذلك العناء :

اليوم دعنا نتفق
لا فرق عندك أن بقيت وان مضيت!
لا فرق عندك أن ضحكنا هكذا – كذباً –
وإن وحدي بكيت !
فأنا تركتُ أحبتي
ولديك أحبابٌ وبيت
وأنا هجرتُ مدينتي
واليك – يا بعضي – أتيت !! ( فهو بعضها كما تناديه !)
وأنا اعتزلتُ الناس والدنيا
فما أنفقتَ لي من اجل أن نبقى؟!!
وماذا قد جنيت ؟؟!!
وأنا وهبتك مهجتي جهراً
فهل سراً نويت ؟؟!!!

وهل سينفع اللوم والعتب بعد كل هذا ؟؟ لكن يبدو أن عليها أن تستسلم أخيراً :

اليوم دعنا نتفق
دعني أوقعُ عنك ميثاق الرحيل
مُرني بشيء مستحيل
قل لي شروطك كلها ..
إلا التي فيها قضيت
إن قلتَ أو إن لم تقل
أنا قد مضيت … !!!



#حسناء_الرشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موفق محمد : (( وَجَعٌ عراقيّ ))
- إضاءاتٌ على البردةِ الثالثة
- وجهة نظر
- (( الغزل الرقراق في شعر جاسم الصحيح ))
- نور السامرائي ، قصيدٌة بإحساسٍ مختلف
- (( جوانب لا بدّ من الالتفات إليها / الشاعر د. وليد الصراف ))
- قراءة في ديوان ( يا أبي أيها الماء ) للشاعر ( أجود مجبل )
- إيما صباح / نُضجٌ ملفتٌ للانتباه
- الإسلام دين الإنسانية
- الجاثوم / أسباب وعلاج
- الكاكائية : تاريخ لا بد من معرفته
- گاردينيا .. أحمد بخيت
- سوق الشيوخ .. وجه آخر للثقافة والحياة
- ( ما جايسك ) .. ترنيمة في حضرة الروح
- محمد وجيه .. سر قصيدتين
- ( الراهب ) .. قداسة الحب والشعر
- الناصرية .. - مزاجُ أنثى -
- نور السامرائي / فدعة بصرية
- (( قراءة في قصيدة من جيل البنفسج ))
- ميثم فالح .. قصيدة بغدادية ناضجة


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسناء الرشيد - (( روضة الحاج / في موسم المدّ ))