أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل صوما - الأساطير التي ترسم المستقبل















المزيد.....

الأساطير التي ترسم المستقبل


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 6914 - 2021 / 5 / 31 - 08:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما الذي حققته مقاومة اسرائيل بشعاراتها المصقولة منذ ما قبل اعلانها كدولة حتى صواريخ القسّام أخيراً؟
- قيام انقلابات عسكرية ديكتاتورية في العالم العربي استمدت شرعيتها من أزمة الهوية والانتماء التي يعيشها اليهود والمسيحيون والمسلمون على الأرض التي أوعز الله لليهود بالاستيلاء عليها*، ثم جاء الفلسطينيون بعدهم بعقود طويلة وعاشوا فيها .
بكلام آخر: هل انتمى سكان هذه الأرض التي سُلبت من الكنعانيين بإيعاز إلهي إلى هويتهم اللاحقة أم لأديانهم وأساطيرها؟
- أصبحت بعض الدول العربية تتوجس من الفلسطينيين مثل الأردن ولبنان والكويت وسورية ومصر لأسباب كثيرة معروفة، لكن الأخوّة في الاسلام تمنع الحديث عن هذا التوجس علانية، رغم وجود الطعن من الخلف حتى من قبل إعلان دولة إسرائيل، وقد طعن كل مسلم الأخر لمصالحه السياسية بعشرات الأدلة التاريخية.
- أصبح المسؤولون الفلسطينيون عن القضية مليونيرات، ورجال أعمال يتاجرون بها، ومنهم من يملك منظمات غير ربحية في دول العالم الغربي ويجمع التبرعات بصمت ولؤم، ولا ينفق دولارا واحدا على الشعب الفلسطيني.
أما الشعب الفلسطيني نفسه الذي لم يهاجر ولم يُحسب من "عرب إسرائيل" فيعيش معذباً يحتاج للعمل عند الاسرائيليين، وإلى الكهرباء والعُملة والتاجر والصانع والمِعبَر والمطار الاسرائيلي، لكنه يُلقن التفاخر بأوهام ولا يجرؤ أن يقول الحقيقة عن زعمائه الذين أفقروه وجعلوه يخسر وقلصوا مساحة وجوده الجغرافي من 85% بعد هدنة حرب 1948 إلى 15% حالياً، وأقحموه في حروب وأجندات سياسية لا علاقة لهم بها، ولم يخلصوا لحل أزمة انتمائهم والاعتراف بقوة الطرف الإسرائيلي وقصورهم وضيق أفقهم وتخلفهّم في مواجهته، وجعلوا شخصاً معاقا على الأقل في كل عائلة، ناهيك عن الشهداء الذين بشّر رمز القضية ياسر عرفات الاحياء منهم بهذه الدرجة السامية.
قال عرفات للذين جاءوا يهللون له وهو واقف على الشرفة بكوفيته الشهيرة" أنتم شهداء.. شهداء.. شهداء"، أثناء حصار اسرائيل له في منزله، لأنه مراوغ لا يحترم ما يوّقع عليه من مواثيق، متردد تلاعب به الرؤساء العرب ورفض بناء على أفكارهم العقيمة أعظم حل قدمته ادارة كلينتون للفلسطينيين حتى اليوم، ولذلك لم يجن الفلسطينيون من "اتفاق أوسلو" أي شيء، ولم يتطور بسبب انقسام الفلسطينيين أنفسهم وحروبهم بين بعضهم بعضاً.
الاحداث الأخيرة
هل سعت حماس إلى الاستفادة من خطأ محمود عباس، الذي دعا إلى انتخابات تشريعية ثم ألغاها، لبناء شعبيتها في الضفة الغربية؟ فازت حماس بالفعل بشعبية في الضفة الغربية على حساب السلطة الفلسطينية برئاسة عباس، وللمرة الأولى تنجح في تحريض عرب إسرائيل على مواطنيهم، ما يعني أن صواريخ القسّام أُطلِقت دعم لمكاسبها السياسية لتستولى على السلطة في الضفة أيضا، وتفرض نفسها ممثلا وحيدا للشعب الفلسطيني.
هل كانت تستحق مشكلة ستفصل المحاكم فيها حول عقارات سكنية بين عرب مستأجرين ويهود مُلاّك في حي الشيخ جرّاح، حسب الوثائق الأردنية الصادرة سنة 1956، كل هذه الصواريخ التي أطلقت والدمار الذي حدث في غزة "أرض العزة"، أم أن هذه الصواريخ مع صواريخ "حزب الله" أُطلقت لمصلحة أجندة إيرانية؟
تعميق أزمة هوية الفلسطينيين تتلخص في تورط متعمد مستمر من زعمائهم في أجندات اقليمية، أو مكاسب سياسية من فئة فلسطينية على فئة أخرى، فماذا ستُغيّر "حماس" بصواريخها؟ كالمعتاد وما هو مطلوب بخباثة سياسية، هدنة وراء هدنة وراء هدنة ولا شيء سوى الدمار والخراب وهياج الشارع الفلسطيني ثم انطفاء ذلك الهيجان كالعادة بالمزايدة على الشهداء والتماس برامج اعمار من الدول الغربية لغزة أرض العزة.
كشف حساب
ماذا قدم التفكير بحل على أساس ديني منذ أيام أمين الحسيني ودعوته الاسلامية والإيمان بهتلر كمخلّص ووصفه لليهود بأنهم جراثيم؟ ضياع الحقوق أكثر فأكثر.
مذا قدمت العمليات الانتحارية؟ المزيد من الشهداء.
ماذا قدمت الحروب منذ 1948؟ توسع اسرائيل.
ماذا قدمت مبادرة سلام أنور السادات سنة 1977 التي اعادت لمصر أراضيها وفرضت الفلسطيني كمفاوض على الطاولة بدلا من وجود مَن يفاوضون عنه دائما؟ لا شيء سوى اتهام الرجل بالعمالة عوضاً عن التفاوض بأنفسهم على أرض كانت بدون مستوطنات آنذاك، وهوِّدت اليوم ويستحيل أن تتخلى عنها اسرائيل.
مذا قدمت "حماس" التي تؤمن أن أرض كنعان وقف إسلامي حتى القيامة بعد فتحه عنوة، ولا حل إلا بالجهاد ففلسطين قضية دينية، وحسب ميثاقها في البند الثالث عشر "تتعارض المبادرات وما يُسمى بالحلول السلمية والمؤتمرات الدولية لحل القضية الفلسطينية مع عقيدة المقاومة الاسلامية. فالتفريط في أي جزء من فلسطين تفريط في جزء من الدين". قدم هذا الحل هدنة وراء هدنة وراء هدنة.
أمام الواقع الموجود في دولة إسرائيلية تعترف بها مواثيق دولية وتحمي وجودها قوة عسكرية متطورة وجهاز استخبارات يعرف ماذا يحدث حتى في بيوت الفلسطينيين، هل يبقى شيء يختاره الفلسطيني الذي يريد العيش والتفرغ لتربية أولاده؟ هل قدم التمسك بالأساطير أي حل؟
الواقع يقول الحل هو طريق المفاوضات وجني الربح منها والاعتراف بالخسارة، فلا هي أو التمسك بالأساطير سيحل أزمة الحاضر والمستقبل على ارض الواقع، الذي يقول أن اسرائيل ستبقى وهي الأقوى، ويجب التفاوض معها لخلق واقع أفضل للفلسطينيين العاديين عوضاً عن احتراف الاستشهاد والفقر والتشرد ومعاناة الاعاقة، مقابل الجاه والمال والصحة للزعماء، والعِلم لأبنائهم في دول الغرب.
مربط الفرس
هل تعلم "حماس" وإيران مواقع اسرائيل العسكرية المهمة التي ستتألم من قصفها أكثر من احيائها السكنية؟ نعم، لكن قصف هذه المواقع غير مسموح اطلاقاً على أي أجندة عربية أو إسلامية أو إقليمية أو دولية.
نحن من ثمة أمام لعبة مصالح دول، فهل المقاومة تقاوم والباقين يزايدون ولا داعي لإحراج المقاومين والمزايدين بأسئلة وحقائق ووقائع لن تُدر دولار واحد على جيوبهم؟ يبدو الأمر كان وسيكون كذلك، حتى يضع الجميع الأساطير جانباً وينظرون إلى الواقع كما هو.

*ورد في القرآن "ياقوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتبها الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين". ما يعني أن القرآن يؤيد ما ورد في كتب اليهود، ولم يرد فيه مطلقاً أن هذه الارض للفلسطينيين ولم يُذكر الفلسطينيون مطلقا في القرآن.



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحمقرور
- فخامة الرئيس الدستوري اللبناني (4)
- فخامة الرئيس الدستوري اللبناني (3)
- أرشيف برنامج -رحلة في الذاكرة-
- قانون صامويل باتي وأعراف العشائر
- تجديد الخطاب الديني أم السياسي؟
- نائب ما قبل عصر البرلمانات
- الباقي من الزمن ثمانون سنة
- شكراً يا يسوع المسيح
- موقف سياسي أم خلفية دينية؟
- فخامة الرئيس الدستوري اللبناني (2)
- الليبرالية المطلوبة من البابا فرنسيس
- خلية ثانية في منظومة الشيزوفرانيا
- خلية في منظومة الشيزوفرانيا
- فخامة الرئيس الدستوري اللبناني
- رفيق الحريري راح ضحية جريمة شرف!
- الضحك دواء بدون أعراض جانبية
- أخي الإنسان: أنت أهم عندي مما لا أراه
- إسلام القرآن وإسلام العصر الأموي
- رواية إحداثيات خطوط الكف


المزيد.....




- كأنها جلسة تحضير أرواح في العصر الرقمي.. تمزج هذه التجربة في ...
- هل دخلت قوات أمريكية غزة لتحرير الرهائن الإسرائيليين؟ مصدر ي ...
- القيادة المركزية الأمريكية تنفي استخدام الرصيف العائم قبالة ...
- بالفيديو.. قناص من -سرايا القدس- يصيب جنديا إسرائيليا في عمل ...
- نائبة ألمانية تكشف سبب مغادرتها مع أسرتها للاستقرار في روسيا ...
- مجلة أمريكية تدعو البيت الأبيض للتراجع عن قرار -مأساوي ومكلف ...
- بعد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الوطني.. كوريا الجنوبية تقرر الر ...
- الصين تعلن عن اكتشاف كنوز ثمينة جدا في ضريح إمبراطورها الأسط ...
- منير كشو: هل -الحريات الفردية- ضرورة للديمقراطية في العالم ا ...
- ارتفاع عدد غرقى سفينة مهاجرين قبالة سواحل ليبيا إلى 12


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل صوما - الأساطير التي ترسم المستقبل